الثالث والأربعون

17.7K 608 107
                                    

كلما كنت أحتاجك وجدتك على الفور إلى جانبي قبل أن أطلب منك ذلك حتى، سبحان من جعل منك سندًا لي وعونًا في هذه الحياة القاسية التي لا ترحم أحدًا.
—----------------------------
وقفت تباشر الخادمة وهي تعد الطعام بملامح متقلصة نافرة جعلت الخادمة تتسائل مستغربة:
-واه كنك يا ست چمر

وضعت يدها تسد انفها وقالت بنفور:
-مخبراش ريحة الوكل كنها عِفشة كده ليه!

-واه ده انا طبيخي زين و طبخاه بالسمن حتى دوجي

قالتها وهي ترفع المعلقة معبئة بمهروس البامية المطبوخة الذي يسمى ويكا لديهم، لتنفي "قمر" برأسها وترفض قائلة:
-لع مش لادد عليّ اني مش هاكل منيها ابجي چيبيلي خرطة چبنة جديمة من البلاص

-بس ياست جمر أنتِ لازمك غذى والعيل اللي في حشاكي لازمه وكل عشان يطلع صحته زينة

-مش جادرة معدتي مش جابلة الوكل نفسي رايحة للچبنة

-بس يا ست جمر

-واه اسمعي الكلام اللي هجولك عليه من سكات
وعند أخر جملة صدرت من "قمر" كانت تدلف "ونيسة" للمطبخ ولم تسمتع إلا لسواها لذلك هدرت بحدة متهكمة:
-والله وبجيتي تأمري وتنهي يا"جمر" من غير ما تعملي اعتبار لحد

-انا مجولتش حاچة يأما "ونيسة" دي...
قاطعتها "ونيسة" بقسوة وبسوء نية:
-اسمعي لو فكرك أن بحبلك هتبجي الحاكمة الناهية في الدار تبجي غلطانة انا هنا ست الدار والكلمة كلمتي وإياك يكون فكرك أن  وَلدي خرع وياكِ هتركبينا كيف المواشي وتدلدلي

شهقت الخادمة بينما هي نكست رأسها ولم تجرأ على الرد عليها احترامًا لزوجها الذي كانت غافلة كونه استمع لحديث والدته بالصدفة حين اشتاق لها و اتي يبحث عنها، لتستأنف "ونيسة" وهي تلوي شدقها:
-واه كنك ماهترديش ليه حديتي مش لادد عليكِ ولا ايه!

-بكفياكِ يا أما
قالها وهو يقف على أعتاب المطبخ لتلتفت "ونيسة "له قائلة:
-وانا جولت ايه؟ اتشطر على مرتك اللي سيجاك كيف البهيمة

غامت عيناها ونكست رأسها ثم استئذنت قائلة بنبرة مختنقة على وشك البكاء:
-عن اذنكم

تنهد هو بضيق لرؤيتها بتلك الحالة ثم قال لوالدته معاتبًا:
-ولدك راچل يا أما وانتِ خابرة إكده زين ومحدش يجدر يسوجه وهي مجالتش حاچة

هنا تدخلت الخادمة قائلة:
-ايوة صوح يا سي "حامد" هي مجالتش حاچة دي كانت هتطلب مني اطلعلها حتة چبنة من البلاص واني كنت هتحايل عليها عشان تاكل وكل زين للي في بطنها واخر ما زهجت مني جالتلي اسمعي الحديت من سكات على داخلة ست "ونيسة"

هز "حامد" رأسه متفهمًا ثم طلب منها أن تغادر المطبخ وقال مؤاذرًا زوجته:
-اهه سمعتي بودنك يا أما

-هتدافع عنيها ولا كأنها سحرالك ده بدل ما تطلجها وترميها لأهلها عشان طلعت جليلة الأصل وخانت عيشنا وملحنا وخبصت على ابوك

خطايا بريئة (مُكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن