ما جفت الدموع إلا لقسوة القلوب، وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب.
--------------
عادوا سويًا لتلك المنطقة الشعبية قاصدين تلك الشقة التي مكثوا بها الأيام السابقة ولكن ما أن تدلت من السيارة بمساعدة "ميرال" اتسعت عيناها الذابلة وتعالت دقات قلبها حين وجدت آخر شخص توقعت أن تجده بانتظارها...
-ماما "ثريا"
هتفت بها وهي تهرول و ترتمي بأحضانها بقوة جعلت "ثريا" تربت على ظهرها وتضمها لها قائلة:
-استهدى بالله يا بنتي
عاتبتها بقهر:
-انتوا سبتوني ليه أنتو ليه عملتوا فيا كده انا مليش غيركم؟
-حقك عليا وحياتك عندي كان غصب عني
اهدي علشان اعرف افهمك
قالتها راجية وهي تطالع تجمهر الناس من حولها في حين اقترحت "ميرال" وهي تجذب "نادين" لها:
-"نادين" تعالي نطلع البيت الناس بتتفرج علينا
تناوبت "نادين" نظراتها الضائعة بينهم لتؤيدها "ثريا":
-تعالي يا بنتي هنتكلم وهقولك على كل حاجة بس اهدي
انصاعت لها لتسندها "ميرال" من جهة و"ثريا" من جهة إلى أن صعدوا سويًا وما أن دلفوا جلست "ثريا" على أحد الأرائك القريبة واجلستها بجوارها وأخذت تربت على خصلاتها وهي تشملها بنظرة عطوف متحسرة إلى ما توصل له حالها، بينما هدرت هي بعتاب وبنبرة ممزقة ودمعاتها تغرق وجهها:
-انا مش مسمحاه ومش مسمحاكِ
-يا بنتي اسمعي الأول لما رجع وقالي حاولت اهديه... بس دي كانت اول مرة اشوف ابني بالحالة دي وخوفت عليه…
سألتها بعتاب مضني:
-وما خوفتيش عليا…
سؤالها ألم قلب "ثريا" واحزنها ولكن يعلم الله أنها فعلت ما فعلته من أجلها لذلك ردت بحياد وبعطف أم لن تتخلى عن أبنائها مهما كانت فداحة أخطائهم:
-هو ابني وانتِ بنتي وعلشان كده مصدقتش وسبته ورجعت و كان عندي امل أأثر عليه واخليه يرجع بس هو صمم واللي في دماغه في دماغه... وعلشان كده رجعتلك علشان انتِ قبل ما تكوني مرات ابني فأنتِ وصية "غالية" و"عادل"
-طب هو فين يا ماما "ثريا" لازم يسمعني هو ليه بعد عني هو ده اللي وعدني بيه فين الحب اللي كان جواه ليا...ليه معطنيش فرصة ادافع عن نفسي ليه مسمعنيش ...ليه...ليه؟
أجابتها بعقلانية وبثوابت مشيدة:
-علشان هو راجل يا بنتي والكلام اللي سمعه مفيش راجل يتحمله ولا يقبله على نفسه...
حاولت هي الدفاع عن ذاتها باستماتة:
-بس الكلام ده غلط....انا عمري ما حبيت "طارق" ولا عمري خليته يلمس شعرة مني ...أنا فعلا كنت بقباله بس وقتها كنت ضايعة وجوايا هواجس كتير ملهاش اساس لكن لما عرفت الحقيقة حاولت ابعد وافهمه بس هو مسبنيش وكان بيطاردني... انا مش بالبشاعة دي يا ماما "ثريا"
أنت تقرأ
خطايا بريئة (مُكتملة)
ChickLitصرخـ ت حتى شعرت بتمـ زق أحبالها الصوتية، دفعـ ته، سبـ ته، خدشـ ت وجهـ ه بأظافرها كي يبتعد ولكن كل دفاعـ تها بائت بالفشل، مـ زق بلوزتها كاشـ ف عن نحـ رها البض ثم بكل جـ وع ظل يدنـ ـسها بقبُلاته القاسـ ية دون اي رحمة وكأنه أسد جائـ ع وهي وليمته الأخي...