الخامس عشر

20.5K 576 210
                                    

قمة الخذلان أن أعلمك أول دروس الوفاء، وتلقينني أنتِ أقسى دروس الغدر، أن أوفيك كل حقوق العشق، وتسلبيني أنتِ كل حقوقي الإنسانية لأدور حول نفسي في حلقة مفرغة، أبحث عن الأسباب والمسببات.

----------------------

صفع باب غرفتها ودون أي مقدمات كان يقلب الغرفة رأسٍ على عقب؛ يبحث عن شيء بِعَينه.

أما هي شهقت بفزع وانتفضت من فراشها متخذة أحد زوايا الغرفة كملجأ لها تنكمش به  وهي تظن أنه أتى ليعنفها مرة أخرى، ولكنه لم يعيرها أي أهمية بل كان يبحث بكل مكان... الأدراج،والخِزانات وبين طيات الأرفف، ولكن دون جدوى إلى أن لفت نظره حقيبتها  التي كانت ترتديها بالأمس ملقاة بزاوية الغرفة، انقض عليها ومد يده يسحب هاتفها المغلق يضعه في جيبه ثم فض كافة محتوياتها على الأرض بنفاذ صبر؛ وحينها تأكدت كافة ظنونه.

جثى يتناول المفتاح المزعوم وتلك العلبة البلاستيكية التي من الوهلة الأولى علم فحواها والغرض من استخدامها لينهض و يختصر المسافة إليها بخطوتان ليس إلا ويصرخ وهو يجذبها من خصلاتها بعصبية مفرطة ويلوح بما تحوي يده أمام نظراتها:

-ده أكيد مفتاح الباب الوراني اللي كنتِ بتهربي منه وتستغفليني...إنما بقى الحبوب  دي  بتاعة ايه انطقي؟ 

كانت تكاد تموت من شدة ذعرها  حين انفضحت فعلتها فكانت شاحبة ونظراتها زائغة تعجز عن الرد وكل ما كانت تفعله هو محاولتها حماية وجهها كي لا ينال من صفعاته مجددًا، ليصرخ هو بنفس السؤال  من جديد  وهو يجذب خصلاتها للخلف أكثر بطريقة قاسية جعلتها تصرخ وتتعلق بيده راجية أن يتركها ولكنه كان في اوج غضبه وكأن عقله يرفض الاستيعاب بعد ويود أن تؤكد هي:

- ردي عليااااااااااااا حبوب ايه دي؟؟

فرت دمعاتها وهي تغمغم مستنكرة:

-مع..رفش

ليضرب الحائط خلفها بقوة ويصرخ بوجهها بصوت جهوري روجت له جدران المنزل:

- كدااااااابة ....تعرفي دي حبوب منومة دي اللي بتحطي منها لأمي علشان تخرجي مش كده...

نفت براسها بطريقة هستيرية مستنكرة الأمر ولكن نظرة واحدة داخل عيناها أكدت له انها كاذبة  مما جعله ينهرها بحدة وهو يرج بها من خصلاتها غير عابئ بصراخها ولا بكائها المكتوم بسبب أن بعض الخصلات فارقت فروة رأسها أثر قبضته:

- أد ايه انتِ زبالة وانا غبي علشان وثقت فيكِ...

تعلقت بيده وترجته من بين شهقاتها الباكية:

-انت بتوجعني... سيب شعري

زئر بقوة وهو يجاهد كي لا يفلت زمام غضبه أكثر فما كان منه غير أن نفضها عنه وكانها تثير اشمئزازه ثم أخذ ينطر أنامله كي يخلص تلك الشعيرات العالقة بينهم وهو ينظر لها نظرة قاتلة جعلتها تخور على ركبتيها وتضع يدها على وجهها وتنخرط في بكاء مرير تنعي به حالها وما توصلت له، بينما هو كان كالثور الهائج الذي لم يرى أمامه فقد قام  بتحطيم كل ما طالته يده  داخل الغرفة حتى أنه حمل مقعد تسريحتها وقذفه بالمرآة محدث  على أثر تحطيمها ضجيج قوي تردد صداه في أرجاء الغرفة وجعلها تصرخ بجزع وتحاوط رأسهاغافلة انه بفعلته تلك ينفث عن غضبه عوضًا أن يؤذيها، فلم تهدأ صرخاتها قط إلا حين جثى على ركبتيه أمامها وصرخ بهياج شديد  وهو يقبض على ذراعيها يؤرجحها:

خطايا بريئة (مُكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن