السابع عشر

21.8K 580 154
                                    

‏"لم أُحبك يومًا لأن أيامي تجري بشكلٍ جيد، أو لأن في حياتي فراغًا بشكل أو بآخر. أحببتك بأكثر أيامي إحباطًا، أحببتك بمُنتصف يأسي، وفي إزدحام يومي، ومن بين جميع أفكار عقلي..كنت أنت دائمًا حيلتي الوحيدة التي أتمسك بها لأنجو من هلاك أفكاري."

----------------------

ودعته بنظرات تفيض بمكنون قلبها لعله يشعر بها ويشاركها إياها ولكنه كان ثابت بشكل حقًا احبطها وجعلها تظن كونه متلبد المشاعر غافلة أنه يجاهد ذاته من أجلها، 

فكانت تسير بخطوات بطيئة وهي ساهمة تستعيد تلك اللحظات الرائعة التي كانت بها برفقته داخل رأسها  لولآ صوت أبيها الذي أجفلها:

-كل ده تأخير يا بنتي  

أنتبهت لحديثه ونظرت لموقع جلسته على ذلك المقعد الوثير بزوايا الردهة وردت بنبرة آسفة وهي تسير نحوه: 

-اسفة يا بابي الوقت عدى بسرعة ومحستش بيه

تنهد "فاضل" وقال بحنو:

-هدومك مبلولة من المطر طبعًا مش هتبطلي بقى العادة الغريبة دي، أنتِ خلاص كبرتي 

نفت برأسها بمشاكسة وجلست  على أحد المقاعد بجواره قائلة:

-لأ أنا مش هكبر ابدًا  

قهقه "فاضل" وشاكسها:

-ازاي بقى ده انتِ بقيتي عروسة وبعدين افرضي اتجوزتي جوزك يقول ايه جوزناه عيّله

رفعت "ميرال" منكبيها وأخبرته بنفس النبرة المشاكسة التي جعلت أبيها يشعر بالسعادة كونها استعادت بسمتها ومشاكستها من جديد:

-طب لعلمك بقى يا سي بابي أنا مش هتجوز غير راجل بجد يعرف يحتويني بكل حالاتي، ويشاركني فيها كمان، أصل انا  مش عايزة راجل ينتقدني ويقلل من أي حاجة بعملها بالعكس عيزاه يبقى فخور بيا و بأتفه انجازاتي

لتتنهد تنهيدة حالمة وهي تتذكر ذلك المتلبد صاحب البندقيتان وتضيف:

-والاهم من كل ده يكون بيحبني

   

ربت "فاضل "على كتفها وقال بحنو شديد داعيًا:

-ربنا يصلح حالك يا بنتي و يكرمك بالزوج الصالح... عارفة يا "ميرال" أنا نفسي اشوفك مبسوطة وعندي أستعداد اعمل علشانك أي حاجة في الدنيا بس أشوف ضحكتك دي على طول 

اتسعت بسمتها وقالت وهي تنهض تميل عليه و تحتضنه:

-ربنا يخليك ليا يا بابي وميحرمنيش منك 

=ده ايه الحب ده كله؟؟

قالتها "دعاء" متهكمة وهي تنضم لهم، لتخبو بسمة "ميرال" وتقول  وهي تخرج من احضان ابيها:

-تصبح على خير يا بابي

احتدت نبرة "دعاء" وقالت متهكمة من تجاهلها لها في الآونة الأخيرة:

خطايا بريئة (مُكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن