من السهل أن نتفادى مسؤولياتنا، ولكن لن نستطيع أن نتفادى النتائج المترتبة على ذلك.
--------------
في خضم كل ما تمر به حاولت أن تهاتفه كثيرًا كي تطمئن على أحواله خاصًة أنه في تلك المرات التي كان يسأل بها عن "يامن" وعلم باختفائه انقطعت اخباره عنها تأكلها قلبها عليه وخاصًة كونه لم يجيبها لذلك ذهبت لمنزله القريب وها هي تطرق الباب لعدة مرات دون جدوى وإن كادت تيأس وتغادر فتح و تفاجئ بها:
-خالتي!
طالعت "ثريا" هيئته الرثة مستغربة ثم عاتبته:
-ايوة خالتك اللي نستها يا واطي ومهنش عليك تطمن عليها في غياب ابنها
نكس رأسه قائلًا بخزي:
-حقك عليا
-مش هتقولي اتفضلي ولا ايه؟
افسح المجال لها مرحبًا:
-اتفضلي يا خالتي هو أنتِ محتاجة إذن
تقدمت "ثريا" بخطوات وئيدة قائلة:
-انا كنت حالفة مدخل البيت ده تاني بس اعمل ايه قلقت عليك وخوفت لما اختفيت مرة واحدة
اجابها وهو يتحاشى النظر لها من شدة خزيه:
-انا زي ما أنتِ شايفة...
تنهدت "ثريا" وهي تشمل هيئته الغير مُرتبة ابتدائاً من خصلات شعره المبعثرة إلى وجهه الشاحب وذقنه المستطالة دون تهذيب وعينه الغائرة وتلك الهالات الداكنة التي تحاوطها وتدل كونه لم ينم ولم يذق طعم الراحة من زمن لتتنهد وتقول وهي تجلس على أحد المقاعد القريبة مشمئزة من الفوضى التي تعم المكان والغبار الذي يكسو كل شيء حولها:
-هو انت مالك عامل ليه كده وبعدين ده البيت اللي كان بيشف ويرف من النضافة...البيت كأنه مهجور مفهوش واحدة ست
لم يجيبها بل ظل منكس الرأس حين تساءلت:
-هي مراتك هنا؟
نفى برأسه وقال بخزي من نفسه قبل أي شيء أخر:
-لأ أصرت تطلق وطلقتها
لوت "ثريا" شدقيها وقالت متهكمة تذكره بحمئته لها:
-أصرت أُمال فين الحب اللي كانت بتحبهولك وفين مصلحتك اللي كانت هتموت عليها
رد بندم:
-بلاش تزودي همي يا خالتي كفاية عليا اللي حصلي ...لتحين منه بسمة متألمة وينعي نواقصه وتلك النعم التي حُرم منها:
-انا غبي وضيعت كل حاجة لا عارف انام ولا أَكُل ولا أشرب ولا ألبس والبيت زي ما انتِ شايفة حتى ولادي اتحرمت منهم
أنت تقرأ
خطايا بريئة (مُكتملة)
ChickLitصرخـ ت حتى شعرت بتمـ زق أحبالها الصوتية، دفعـ ته، سبـ ته، خدشـ ت وجهـ ه بأظافرها كي يبتعد ولكن كل دفاعـ تها بائت بالفشل، مـ زق بلوزتها كاشـ ف عن نحـ رها البض ثم بكل جـ وع ظل يدنـ ـسها بقبُلاته القاسـ ية دون اي رحمة وكأنه أسد جائـ ع وهي وليمته الأخي...