اقتباس

14.4K 268 86
                                    

بعتذر عن التأخير كنت بمر بظروف صحية سيئة جدًا بس الحمد لله. شكرًا بجد  للناس الجميلة اللي قدرت غيابي وسألت عني ربنا يديمكم ليا ❤❤

ده اقتباس صغير من بارت بكرة
----------
هرولت باكية بين طرقات المشفى لحين استدلت على غرفته لتندفع دافعة الباب وتخطو نحوه بلهفة الكون أجمع هامسة بأسمع بجذع:
-"محمد"

كان هو ممد على الفراش  مغمض العينين بحالة يرثى لها رأسه مضمد و محاط بالشاش  و وجهه مكدوم  ويده مجبرة  ومُعلقة بحامل قماشي معلق برقبته
شهقت هي بقوة وفرت دمعاتها حزنًا عليه لتحملها قدميها لمؤخرة فراشه تطالعه عن كثب بقلب يرتجف من الخوف والقلق معًا...في حين دخلت "شهد" بعدما كانت تستفسر من الطبيب عن حالته ومع أنه طمئنها إلا انها لم تستطيع كبح بكائها ولا أنفعالها حين وقعت عيناها عليها بجانب فراش شقيقها:
-أنتِ مين اللي قالك يا "ميرال"؟

لم تنتبه لحده سؤالها و همست بخوف وعيناها لم تبرح رقدته:
-أيه اللي حصل يا "شهد" ايه اللي عمل فيه كده؟

اجابتها "شهد" بملامح لا تفسر وبنبرة مازالت تحمل ذات الحده:
-جماعة ولاد حرام طلعوا عليه وعدموه العافية ربنا ينتقم منهم ده لولآ أن سواق عربية نقل  ابن حلال لقاه على الطريق وجابه على هنا كان الله أعلم هيحصله ايه؟

-عاملوا فيه كده ليه؟

تنهدت" شهد" بِضيق وقالت مندفعة دون تفكير:
-بتسأليني أنا يا "ميرال"روحي اسألي مرات ابوكِ هي الوحيدة اللي ليها مصلحة في اللي حصل لخويا

-أنت بتقولي ايه..."دعاء"!

-ايوة "دعاء"
الهانم جاتلي وهددتني من فترة انه يبعد عنك بس انا مجبتلهوش سيرة وقولت أنها جبانة وبتقول أي كلام والسلام بس يظهر انها حطت اخويا في دماغها واحنا غلابة ملناش في الشر يا "ميرال"
وطول عمرنا عايشين في حالنا جنب الحيط

زاغت نظراتها الباكية وتلعثمت قائلة:
-قصدك ايه يا "شهد"؟

-أنا عارفة انك بتحبيه بس انا معنديش في الدنيا اغلى منه هو ابويا واخويا و مليش ضهر وسند غيره بعد ربنا  وهو اللي طلعت بيه من الدنيا انا وبنتي ولو كان لقدر الله حصله حاجة كنت موتت بعديه

-في ايه يا بركة بتفولي عليا كمان...

قالها هو بوهن بعدما استمع لمعظم حديثهم... لتتلهف كل منهم إليه وتحاول أن تساعده ليتأوه هو بقوة ويحتل الألم معالم وجهه وهو يعتدل بجسده...لتصيح "شهد" بحزن وهي تضع وسادة خلف ظهره:
-ألف سلامة عليكِ يا قلب أختك إن شاء الله أنا وأنت لأ

حانت منه بسمة باهتة تحمل قدر  من الوهن والألم معًا واجابها:
-بعد الشر عليكِ يا "شهد" أنا كويس متقلقيش لسة ليا عمر

-منهم لله يا اخويا كان مستخبيلك فين كل ده ربنا ينتقم من اللي كان السبب..

نظرة معاتبة من عيناه كانت كفيلة أن تجعلها  تبتلع باقي حديثها وتضع يدها على فمها تستوعب زلفة لسانها التي كان نتيجتها أن "ميرال" والتهم ظهرها وانفجرت بالبكاء لتغمغم "شهد" بندم:
-أنا مكنش قصدي...

خطايا بريئة (مُكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن