الفصل الثاني 💥💥

9.2K 322 11
                                    

في صباح اليوم التالي كانت تجلس جميلة امام محمد في المطعم التي تعمل به شيف .. تتجنب هي النظر له ليجذب يدها برفق وبدأ هو التحدث
محمد: فكرتي؟
جميلة(بتوتر): فكرت .. انا..
محمد(بتوجس): ها؟
جميلة(بابتسامة بسيطة): انا موافقة
محمد(بفرحة وعدم تصديق): بجد؟!
جميلة(وهي تهز رأسها): اها بجد بس مش عايزة فرح كبير .. يادوب حاجة على قدي وقدك ومعانا ماما ابتسام وروضة وعمر وبس
محمد(بابتسامة وفرحة): ماشي يا احلى جميلة .. اللي تعوزيه اوامر
/////////////////
على سطح مبنى عالي كان يقف حاملاً بندقيته مصوبها ناحية هدفه كصياد ينتظر اللحظة المناسبة ليقتنص فريسته .. يركز بعينه في العدسة ليستطيع تحديد التصويب بطريقة دقيقة .. يراه جالساً على طاولة امام مطعم وامامه فتاة ترتدي لبس شيفات المطابخ .. يراه ممسكاً بيدها ويتحدث معها بابتسامة تحتل شفتيه .. يضع اصبعه على الزناد ويستعد لضرب الطلقة وفجأة..
//////////////////
جميلة: طب يلا بقا يا استاذ روح شغلك
محمد: شغل مين .. انتي ناسية ان النهاردة عيد ميلاد عمر يعني انا ورايا مهام تجهيز عيد الميلاد
جميلة: مش ناسية بس شغلك مهم
محمد(بابتسامة): انتي وعمر أهم
جميلة(بابتسامة بسيطة): ...
محمد: يلا بقا استأذني منهم في المطعم علشان نروح نجهز الحفلة
جميلة(وهي تهز رأسها بـ لا): لا مش هينفع استأذن دلوقتي .. روح انت وانا هخلص واجيب شوية هدايا وحاجات كدا وأجي
محمد: طيب وبالمرة هجيب التورتة
جميلة: لا لا ماتجيبش التورتة .. انا هعملها هنا واجيبها
محمد(بغمزة): ايوة شيف بقا وكدا
جميلة(بمزاح): طبعاً اوماااال
محمد: ماشي يا حبيبتي انا هروح بقا .. عايزة حاجة؟
جميلة: سلامتك
محمد: تسلميلي يا رب
جميلة(وهي تتحرك لداخل المطعم): ...
تحرك محمد من المطعم باتجاه منزله وتحركت جميلة لتُكمل عملها فاليوم عيد ميلاد ابن اختها الحبيب .. سيتم عامه السادس .. ستة اعوام قضتهم معه في سعادة فهل ستستمر سعادتها ام سيقلب القدر حياتها لحزن وشقاء ويكتب عليها الفراق عن مع اعدته ابنها هي
///////////////////////
يسرع عاصي بسيارته وهو يسابق الزمن .. يتمنى ان يُغمض عين ويفتح الاخرى ليجد نفسه امام كريم .. يتذكر مكالمته له التي جعلت ضربات قلبه تتواثب لرؤية من غاب عن عينيه واشتاق لرؤيته
*فلاش باك*
كاد بالضغط على الزناد ليصدح صوت هاتفه فجأة .. ليس معتاداً على الرد على هاتفه وقت قيامه بأي عملية .. تجاهل هاتفه وحاول التركيز على اصابة هدفه في اصابة قاتلة كعادته .. كاد بالضغط على الزناد للمرة الثانية ليصدح هاتفه مرة اخرى لينفخ بتذمر ويُنزل بندقيته ليُمسك هاتفه الذي يُنير برقم كريم
عاصي: ألو
كريم: ايوة يا عاصي .. عندي ليك خبر بمليون جنيه
عاصي(بتذمر): خبر ايه دلوقتي؟! انا في العملية و...
كريم(مقاطعا بفرحة): عرفنا مكان عاصم
عاصي(بدقات قلب متواثبة): ...
كريم: ألو عاصي .. سامعني؟! بقولك لاقينا مكان عاصم
عاصي: انا جاي حالاً
*عودة*
ما ان اغلق عاصي هاتفه مع كريم حتى اسرع بالتحرك يكاد يأكل الطريق بخطواته .. دخل لـ الفيلا بسرعة واقتحم غرفة طارق لأول مرة ليجد طارق وكريم بالداخل .. وقف عاصي امامهم وهو يحاول التقاط انفاسه المتواثبة بداخل صدره
عاصي: عاصم فين؟
/////////////////////
تقف جميلة بداخل المطبخ الخاص بالمطعم وتعمل على اطباق الطعام المتنوعة ولكن بعقل شارد بما حدث صباحاً مع عمر
*فلاش باك*
ما ان جهزت جميلة الساندويتشات لعمر وصلت صلاة الصبح لتفتتح يومها بذكر ربها مثلما تختمه بذكره دخلت لغرفتها لتجد عمر يجلس فوق الفراش وهو ممسك بعلبة من الكارتون حيث تحتفظ بداخلها بمتعلقات عاصم وعشق .. تراه يُمسك بهاتف عاصم لتجري ناحيته
جميلة(برعب): بتعمل ايه يا عمر؟ ازاي تفتح الحاجة دي من غير ما تقولي!!
عمر(بعيون تلمع بالدموع): انا اسف يا خالتو بس انا بابا وماما وحشوني اوي .. كان نفسي يكونوا معايا النهاردة
جميلة(بحزن لدموعه): يا حبيبي ما انا معاك اهو .. وعمو محمد وروضة وتيتة ابتسام
عمر: بس انا نفسي اشوفهم
جميلة(وهي تحاول اللا تبكي): ...
عمر(برجاء): ممكن اشوف الصور قبل ما انزل
جميلة(وهي تهز رأسها): ...
اخذ عمر يتطلع للصور المحفوظة بالصندوق .. منها صور لوالده وصور والدته وصور زواجهم وصور له وهو بعمر سنة ويحمله عاصم بين احضانه وصور اخرى كثيرة
عمر: هو احنا هنروح نزورهم امتى؟
جميلة: اخر الاسبوع يا حبيبي
عمر: ماشي
جميلة(وهي تحاول ان تخرجه من حزنه): ماقولتليش بقا .. نفسك في ايه هدية عيد ميلادك؟
عمر: نفسي اشوف بابا وماما تاني
لمعت الدموع بعين جميلة وجذبته لأحضانها .. لو كانت حياتها ثمناً لضحكة واحدة من شفتيه لقدمتها دون تردد .. قطع لحظة تأثرهم دق خفيف على الباب لتُسرع جميلة بمسح دموعها وفتح الباب لمحمد الذي اخذ عمر وروضة للمدرسة اما هي فما ان ذهب عمر حتى اسرعت بجمع متعلقات عاصم وعشق بالصندوق مرة اخرى لتضعهم بالدولاب وتُسرع لعملها
*عودة*
فاقت جميلة من شرودها على اقتراب صديقتها الوحيدة شروق والتي تعمل نادلة بنفس المطعم
شروق(بصياح وضحك): وسع بقا لأحلى شيف بتعمل احلى اكل
جميلة(بمزاح): ششششش خدي قلبي
شروق(بغمزة): واخداه من زمان هههه .. انا شيلت على جنب شوية فراولة علشان تزيني التورتة
جميلة: لا لا لا انتي ناسية ان عمر عنده حساسية من الفراولة
شروق: اووووف دا انا نسيت خالص .. طب انتي هتزينيها بإيه؟
جميلة: شيكولاتة طبعاً
شروق: ممممم يا سلام ألف هنا على قلوبكم
جميلة: برضو مش هتيجي العيد ميلاد النهاردة؟
شروق(وهي تلوي شفتيها): والله كان نفسي بس انتي عارفة مرات ابويا ما بتصدق تستلمني .. ولية حرباية
جميلة: حسبنا الله ونعم الوكيل فيها
شروق: ماشوفتيش امبارح فضلت مستقصداني وترمي كلام من تحت لتحت كدا
جميلة: وانتي عملتي ايه؟
شروق(بفخر): قولتلها ايه يا ولية يا طفش ياللي تقرفي اللي مابيقرفش
جميلة(بضحك): ههههه حلوة
شروق(بضحك): هههه لا دا انا جامدة جداً واعجبك
جميلة: طب يلا يا حلوة انجزي وطلعي الطلبات دي برة خلينا نخلص ونروح
///////////////////
يمر الوقت سريعاً ويستطيع عاصي أن يصل للموقع الذي حدده طارق .. ينزل من سيارته وهو يتلفت حوله مستغرباً هذا المكان وبالطبع بجانبه كريم الذي وقف بصمت يراقب الاشخاص والبيوت التي يختلف مستواها الاجتماعي كلياً عن المستوى الذي اعتاد عليه عاصم .. كيف يعيش بمنطقة مثل هذه
كريم(بذهول): معقول عاصم عايش هنا؟!!
عاصي: مش هو دا المكان اللي الزفت دا قالك عليه؟
كريم: ايوة هو دا المكان اللي موبايل عاصم لقط اشارة منه الصبح .. طارق قال انه لقط اشارة ثواني وفصل .. بس ازاي عاصم يعيش هنا!
تزداد دقات قلب عاصي بعد كلام كريم يتذكر كلام طارق حول محاولته لاختراق هاتف عاصم وكيف انه وجده محصن بطريقة كبيرة حتى تفاجئ بكونه يُفتح لثواني ويغلق مرة اخرى ولكن كانت الثواني تلك كافية لطارق لتحديد مكان الهاتف بالتحديد .. ظل عاصي ينظر حوله وكأنه يترك المساحة لقلبه ليدله على اخيه في حين تحرك كريم بهدوء ناحية احد المقاهي الشعبية الموجودة بتلك المنطقة ليتكلم مع احد الاشخاص الذي استنبط من مظهره انه صاحب هذا المقهى الشعبي
كريم: سلام عليكم
صاحب المقهى: وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته اؤمر يا باشا
كريم: بيت عاصم الزيان فين لو سمحت؟
صاحب المقهى: عاصم الزيان مين لا مؤاخذه ..(ثم استدار لينادي على فتى صغير يقدم المشاريب).. ولا يا كوتة هو فيه حد جديد دخل المنطقة؟
كوتة: لا يا معلم .. المنطقة مادخلهاش حد جديد اديلنا شهرين
كريم: ماهو مش جديد .. دا بقاله اكتر من ٦ سنين
صاحب المقهى(بتفكير): ٦ سنين! .. يكونش قصدك عاصم وندوز؟
كريم(بدهشة): وندوز!
صاحب المقهى: ايوا .. بص بقا احنا مانعرفش ايوتها عاصم غير عاصم وندوز بتاع الكومبيوترات .. دا العاصم الوحيد اللي نعرفه
ما ان استمع عاصي لجملته حتى تحرك بلهفة ناحيته
عاصي: وهو فين عاصم؟
صاحب المقهى: لا مؤاخذه يعني يا بيه هو انت بتسأل عنه ليه؟
عاصي(بغضب): وانت مال اهلك بسأل ليه .. رد عليا هو فين؟ بيته فين؟
صاحب المقهى(بانفعال): الله ليه الغلط دا طب
كريم(بتهدئة للموقف قبل ان يتطور): معلش يا معلم هو بس متعصب شوية علشان بقالنا كتير بندور على البيت .. قولنا فين بيت عاصم
صاحب المقهى: اهو البيت اللي قصادكم دا تاني دور الشقة اللي عاليمين
ما ان انهى صاحب المقهى جملته حتى اسرع عاصي ناحية ذلك البيت وقلبه يكاد يغادر ضلوعه من فرط دقاته .. وصل عاصي للدور الثاني في ثواني فقد بلغ ذروة اشتياقه لأخيه .. وقف في الدور بأنفاس متلاحقة وهو ينظر لباب المنزل .. هذا منزل اخاه .. هنا يقبع من اشتاقت العين لرؤياه واضنى القلب فراقه .. تحرك تجاه المنزل وهو يحاول تهدئة انفاسه .. اخذ يدق على الباب بقوة ولهفة ولكن ما من مجيب .. زاد من دقه وخلفه يقف كريم الذي يرى جانباً جديداً في صديقه .. جانب الاخ المشتاق لا القاتل ذو القلب المتحجر .. فُتح باب منزل الحاجة ابتسام لتخرج منه بوجهها البشوش وتردف بهدوء
الحاجة ابتسام: ايوة يا ابني .. عايزين مين؟
كريم: هو مش دا بيت عاصم الزيان؟
الحاجة ابتسام: لا يا ابني دا بيت عاصم عبد الله
كريم: عاصم عبد الله؟! انتي متأكدة يا حاجة؟
الحاجة ابتسام: ايوة يا ابني
انزل عاصي يده بيأس وكاد بالتحرك لتلمع بعقله فكرة وتردد في تصديقها .. نظر للحاجة ابتسام واردف بهدوء غريب عليه
عاصي: طب ممكن توصفيه
الحاجة ابتسام(باستغراب): اوصفه؟!!
كريم(وقد فهم ما يدور بعقل عاصي): ايوة بعد اذنك
الحاجة ابتسام: هو كان طويل ورفيع كدا وعينيه سودا وشعره اسود و...(قطعت جملتها فجأة).. استنى انا عندي صورة ليه
اسرعت للداخل لتُحضر صورته من الداخل فقد اخذ محمد احد صور عاصم بعد وفاته لرغبته بنشر نعي في الجرائد حتى تعرف عائلة عاصم بوفاته ولكن منعته جميلة مُعللة ان عاصم كان يتيماً وليس لديه اي اقارب .. عادت الحاجة ابتسام من الداخل وهي تحمل بيدها صورته
الحاجة ابتسام: اهو دا عاصم
امسك عاصي الصورة بيد مرتعشة .. لمعت عينيه بالدموع وتقوست شفتيه بابتسامة بسيطة عندما رأى صورته .. تغير قليلاً في تلك الصورة عن اخر مرة رآه بها .. اصبح لديه شارب اسود .. ضحك من داخله قائلاً "اصبح لدى فتاي الصغير شارب" .. تكلم عاصي وهو مازال ينظر للصورة
عاصي(بنبرة يشوبها اللهفة): هو هيرجع امتى؟
الحاجة ابتسام(وهي تعقد حاجبيها): يرجع؟!!
كريم: ايوة يجي من الشغل يعني؟
الحاجة ابتسام(بحزن): لا اله الا الله هو انتوا ماتعرفوش انه ربنا افتكره
كريم(بصدمة): ايه؟!! امتى؟!!!
الحاجة ابتسام: من ٤ سنين
كان عاصي وكأنه مغيب .. صمّت اذناه عند سماع جملتها
عاصي(بضياع): يعني ايه ربنا افتكره؟!
كريم(وهو يربت على كتفه): اهدى يا عاصي
عاصي(بانفعال وهو ينظر لابتسام): بقولك يعني ايه ربنااااا افتكره
الحاجة ابتسام: يعني مات يا ابني
عاصي(بغضب وانفعال): مين دا اللي مات يا ولية يا مجنونة
الحاجة ابتسام: انا ولية مجنونة!! .. ربنا يسامحك يا ابني
كريم(باعتذار وهو مقدر حالة عاصي): معلش يا حاجة اعذريه .. هو مصدوم بس
عاصي(بغضب وهو يدفع كريم عنه): مصدوم من اييييه .. عاصم ماماتش انت فاهم .. انا اخويا عايش
كريم(وهو يربت على كتفيه بألم على حالته): البقية في حياتك يا عاصي .. شد حيلك
وكأن قبضة قوية اعتصرت قلبه وانسحب الهواء من صدره .. مادت الارض به ليُغلق عينيه بقوة وبألم ليُسرع كريم بسند جسده المترنح
كريم(بلهفة): عاااصي
الحاجة ابتسام(بلهفة): يالاهوي يا ابني .. اسم الله عليك .. هاتوه هنا يا حبيبي يقعد يرتاح
كريم(وهو ينظر بحزن لعاصي): ملوش لزوم .. احنا هنمشي .. احنا اسفين مرة تانية
الحاجة ابتسام: والله ما يحصل ابدا .. اقعد لحد ما نطمن عليه
نظر كريم لعاصي الذي فتح عينيه ولكن كانت نظراته شاردة ولأول مرة يرى دموع متجمعة بعيون الوحش .. الوحش الذي لم يعرف الخوف طريقاً لقلبه ولم تعرف الدموع طريق عينيه عرفوا الآن طريقهم إليه .. فقد من كان شعاع الامل الوحيد المتبقي بعتمة قلبه .. فقده وفقد معه اخر ذرة في كونه إنساناً وليس وحشاً .. لاحظ كريم شرود عاصي وعدم قدرته على الوقوف على قدميه ليقبل عرض الحاجة ابتسام ويدخل بيتها ساحباً جسد عاصي معه بحزن على ما حدث لصديقه الذي ذاق وجع الموت في رفيق روحه .. ذاق وشرب من كأس اسقاه للعديد من الناس وحان الوقت ليتجرع مرارته
//////////////////
مر الوقت وانتهت جميلة من عملها واسرعت بأخذ متعلقاتها والتورتة التي جهزتها بيدها لصغيرها الجميل .. تحركت في اتجاة منزلها ولكن اولا اتجهت لمحل لبيع الالعاب واشترت سيارة لعبة لصغيرها .. فلقد طلبها منها في فترة سابقة ولم يكن معها ما يكفي من النقود لشراءها ولكن اليوم قررت ادخال الفرحة لقلبه .. ابتسمت باتساع وتوجهت لمنزلها بعد شراء كل اللازم لحفلة صغيرها الجميل فهل ستسير الحفلة كما خططت ام ان هناك مفاجأة كبيرة بانتظارها
////////////////
بمنزل الحاجة ابتسام:-
يجلس محمد الذي عاد بعد ان اشترى مستلزمات الحفلة ليجد والدته تستقبل كريم وعاصي الذي مازال في حالة من الصدمة التي اخرسته عن الكلام
محمد: وانتوا كنتوا تعرفوا عاصم؟
كريم(بتردد): ايوة .. احنا .. صحابه
محمد(وهو يشير على عاصي): صحابه؟! بس والدتي قالت ان الاستاذ قال انه اخوه
كريم(بتوتر): ااا .. ايوة .. دا صحيح .. انا كريم صاحب عاصم الله يرحمه ودا عاصي اخوه
محمد: غريبة! اصل اللي اعرفه انه عاصم يتيم
وقعت الجملة كالصاعقة على عاصي .. يتيم!! .. اخوه كان يعتبر نفسه يتيماً .. وقف دون النطق بكلمة واحدة وتحرك تجاه الباب ليقف كريم هو الاخر وهو يتنحنح بحرج
كريم(بهدوء): معلش عن اذنك احنا مستعجلين .. شكراً لحضرتك ولوالدتك
فتح عاصي الباب وكاد بالخروج ليجد كائن صغير يندفع كالقاذفة لداخل المنزل
روضة(بتلعثم طفولي): حمااااادة فين التولتة واللعب
لم يُعيرها عاصي اي اهتمام وكاد بالتحرك لتتخشب قدماه امام الباب حين وجد طفل صغير لا يتعدى ال٦ سنوات ويعتبر نسخة من عاصم مع بعض الاختلافات في الملامح إلا ان العيون وكأنها نسخة كربون لا تختلف في شئ .. تسمرت عيون عاصي على عمر الذي يقف امامه وينظر له باستغراب طفولي .. نزل عاصي لمستوى عمر ومازال عقله تدور به الاعاصير ومائة فكرة تدور به ليتفاجئ وتشهق الدماء بعروقه عندما وجد عمر يرمي بنفسه داخل احضان عاصي وهو يلف ذراعيه الصغيرين حول رقبته
عمر(بفرحة): عمو عاصي .. انت رجعت من السفر!!!
تخشب جسد عاصي ولم يعرف كيف يتصرف .. عمو عاصي!!! سفر!!!! هل هذا الصغير هو ابن اخيه!!!!!!
صوت ارتطام بالارض جعل عمر يخرج من احضان عاصي وجذب انظار جميع اللذين كانوا يقفون ليتابعون ما يحدث ليجذبهم صوت وقوع التورتة من يد جميلة وهي تنظر امامها وترى اسوأ كوابيسها قد تحققت .. عثر عليهم الوحش .. عثر عليهم وباتت قاب قوسين او ادني من الافتراق عن صغيرها .. عند تلك الفكرة لم تستطع التحمل وسلمت نفسها للسواد الذي احاط برأسها لتقع فاقدة للوعي وآخر ما رأته نظرة الوحش التي لا تنذر بالخير ابداًاً
كاااااااااااااااات .. كفاية كدا النهاردة

جميلة عشقت الوحش 🤍🖤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن