الفصل الرابع عشر 💔⁦❤️⁩

8.7K 262 19
                                    

وصل محمد للمنزل ليجد الصمت يعم به إلا من صوت تلك المجنونة التي تستمر في استعمار قلبه .. يسمعها تدندن مع الاغاني بصوتها الغير جميل على الاطلاق ولكن هل كان ذلك ليوقفها عن الغناء .. هيهات فهي ستغني وإن كنت رجلاً حقاً اخبرها بالتوقف .. تقدم ناحية المطبخ ليوضح صوتها اكثر وهي تدندن مع "محمد منير" اغنية حارة السقايين
شروق(وهي تتمايل بخصرها): على مين على مين على مييييين .. على مين يا سيد العارفيييين .. على مين على مين على ميييين .. بتبيع الحب لمين .. إن كنت جاي تغني روح إسال قبل أنا مييييين .. ما تروحش تبيع الماية في حارة السقايين
كانت تغني بانسجام وهي تتمايل بخصرها وتطبخ كل ذلك في نفس الوقت غير منتبهة لعيون تلمع بضي الحب النابت بقلب رجل بات يتمنى وصالها .. يقترب اكثر لتشهق بفزع حين وجدته ينطق
محمد(بهمس مرعب خلفها): مزاجك حلو اوي وعمالة تغني ها؟
شروق(بتوتر): م.. محمد
محمد: اه ياختي محمد .. محمد اللي شوفتي رسالته وماردتيش
توترت شروق من قربه ومن همسه بصوته الرجولي الذي يجعل قلبها يكاد يقفز من صدرها
محمد(وهو يلاحظ عيونها الحمراء): انتي كنتي بتعيطي؟!
شروق: لا دا من البصل
محمد(بعبث): اخص عليه .. بقا عيون الغزلان دي تعيط
توترت شروق من غزله الصريح ليهمس بنبرته التي زلزلت قلبها
محمد: وحشتيني
شروق: ها؟
محمد(وهو يقترب بوجهه منها): و – حش – تي – ني
شروق(بخجل): ماتشوفش وحش
محمد(بعبوس وتذمر وهو يبتعد): بقا دا رد يرضي ربنا؟!
شروق: اومال عايزني اقولك ايه؟
محمد(بنبرة خفيفة): يعني وانت كمان وحشتني .. ربنا يخليك ليا يا سبعي يا راجلي .. اي حاجة تبلي بيها ريقي
شروق: ربنا يخليك
محمد(بابتسامة وهو ينظر لها): ربنا يخليني لأي حد كدا؟
شروق: لأ طبعاً
محمد(بابتسامة وغمزة): يخليني لمين؟
شروق(وهي تكتم ضحكتها): لأمك
محمد(بغيظ وهو ينظر لها): امشي من قدامي يا شروق
شروق(وهي تخرج من المطبخ): انا برضو بقول كدا
محمد(وهو يخرج ورائها): اومال فين ماما؟
شروق: نزلت هي وروضة لحد تحت وطالعين
محمد(وهو ينظر لها مدعي الصدمة): ايه دا؟ يعني احنا لوحدينا ؟ والباب مقفول علينا ؟ والشيطان تالتنا .. يالاهوي
قالها محمد بنبرة مازحة وهو يضم ملابسه على صدره فانفجرت شروق ضاحكة بقوة ليغمز لها بعبث
محمد(بنبرة خفيفة): احب الموز ابو نقطة ..(ثم اقترب منها بهدوء ليهمس لها بنبرة رجولية دبت القشعريرة بجسدها).. ماقولتليش ردك على سؤالي
شروق(بتوتر من قربه): سؤال ايه؟
محمد(وهو ينظر لعينيها): هل آن لقلبي ان يعم الشروق به؟
تحول وجه شروق كله للون الاحمر من فرط الخجل لقترب هو بوجهه هامساً
محمد: شروق انا ب...
قطع جملته صوت طرق على الباب ظنوا ان ابتسام وروضة عادوا ولكنهم تفاجأوا حين فتحوا الباب ووجدوا امامهم جميلة وعمر!!!!
///////////////
يضرب بكل قوته كيس الملاكمة الموجود بصالته الرياضية في ڤيلا صفوت الزيان .. يزيد من قوة ضرباته وتتساقط حبات العرق على جبهته ووجهه وعضلات صدره المشدودة .. تتسارع انفاسه اكثر فأكثر .. يكاد ان ينفجر من فرط غضبه .. يتذكر كلامه مع صفوت الزيان حين واجهه بما فعله مع عمر
*فلاش باك*
فتح عاصي باب المكتب بعنف كاد بخلع قلب صفوت الذي يجلس خلف المكتب ببرود ظاهري عكس الرعب الذي يدق بقلبه الآن.. نعم مرعوب وكيف لا يتوقف قلبه من منظر الوحش الغاضب .. إن غضب الوحش هو احد مفاهيم الهلاك .. عليك ان تكون مجنوناً او مستغنياً عن عمرك لتغضب الوحش وها هو الان يقف امام الوحش بغضبه المهلك .. كاد ان يسقط قناع بروده حين وجد عاصي يمسك تلابيبه بقوة وهو يهتف به
عاصي(بنبرة مرعبة وغضب شديد): قولتلك قبل كدا عمر لأ .. قولتلك ملكش دعوة بيه خاااالص .. قولتلك انك لو قربتله ساعتها انا ههد المعبد على اللي فيه وانت ماصدقتنيش .. انا بقا هثبتلك
وفي ثانية كان عاصي يسحب مسدسه ويضعه على رأس صفوت الذي شحب وجهه وانسحبت الدماء من شرايينه .. نظرة عيون عاصي توحي بالشر .. سوداء قاتمة .. لا يمزح .. بالفعل سيقتله .. ازداد جفاف حلق صفوت وقد ظن ان تلك نهايته لا محالة .. ولكن مهلاً .. نظرات عاصي يشوبها تردد .. وإن كان قليلاً فهو موجود .. نظر صفوت لعينيه وحاول الحفاظ على قناع البرود الذي يرتديه ليردف
صفوت(وهو يحاول اللعب على عاطفته): هتقتل ابوك؟
صمت عاصي وهو ينظر له ليردف صفوت مرة اخرى
صفوت: هتقتلني يا عاصي؟
يدق قلب عاصي بقوة .. نعم هو قاتل .. نعم قتل العشرات بل المئات ولكن والده شئ اخر .. حتى وإن كان شيطاناً فهو والده .. حتى وإن فعل كل المعاصي لن يقدر ابدا على قتله .. انزل يده وهو يبتعد عنه بضع خطوات وقد تسارعت انفاسه بقوة داخل صدره مثل انفاس صفوت الذي عادت تحتل رئتيه بعد ان ابتعد الوحش عنه .. وضع صفوت يده على مسدسه خلف ظهره حتى يكون مستعداً في حالة قيام عاصي بإعادة التفكير في امر قتله ليجده يتكلم دون ان يدير ظهره وكأنه يحبس وحشاً بداخله يعلم انه لو اُطلق سراحه لن يُبقي على احد مهما كان
عاصي(بتحذير مُميت): اخر مرة بحذرك .. ملكش دعوة بعمر .. المرة الجاية صدقني مش هرحمك
قالها عاصي وخرج من المكتب تاركاً صفوت الذي رمى بجسده على الكرسي واخذ يرتشف من كوب المياة الموضوع أمامه عساه يروي حلقه الجاف من هجوم الوحش فهل سيتوقف عن محاولة اغماس عمر بمستنقعه المظلم ام ستستمر محاولاته حتى تصبح نهايته على يد الوحش
*عودة*
يسدد ضربة قوية لكيس الملاكمة قبل ان يبتعد وقد ثارت انفاسه بصدره حتى بات وكأنه في حرب .. يغمض عينيه بقوة وهو يقاوم ألم قلبه الذي ادمته تلك الجميلة .. تلك الجميلة التي ظن انها ستكون الضماد الذي يُشفيه طعنته بخنجر كلماتها المسمومة في قلبه الذي مازال بالرغم من كلامها الجارح يدق باسمها
///////////////
مرت بضع ساعات وحل المساء بقمره المنير وهواءه البارد قليلاً .. تجلس شروق مع جميلة بغرفتها بمنزلها فقد استغلت شروق وجودها لتهرب من محمد الذي اصبح يحاصرها بكلامه ونظراته .. تربت جميلة على يدي شروق هامسة
جميلة: البقية في حياتك يا شروق .. انا عارفة انها متأخرة بس والله انا من ساعة ما عرفت كنت عايزة اجيلك اعزيكي
شروق: حياتك الباقية .. الحمد لله على كل حال
جميلة(بنبرة خفيفة لتخفيف حزنها): ومبروك على الجواز يا شوشتي
شروق(بابتسامة بسيطة): الله يبارك فيكي ومبروك ليكي انتي كمان
جميلة(بضحكة خفيفة): هه الله يبارك فيكي .. هو غالباً احنا لو ماجيناش متأخر نتحرق
شروق(بضحكة مماثلة): هه الظاهر كدا
جميلة: طب قوليلي بقا .. اخبارك ايه انتي ومحمد؟
شروق: الحمد لله ..(ثم نظرت لها قليلاً لتردف بتوجس).. جميلة هو انتي بتقولي عليا واطية؟
جميلة: واطية؟!!!
شروق: اه .. واطية .. يعني علشان اخدت خطيبك و...
جميلة: بس يا بت انتي بلاش عبط
شروق: انا بتكلم جد يا جميلة .. يعني انتي مش زعلانة مني؟
جميلة: زعلانة بس مش علشان اتجوزتيه .. انا زعلانة علشان ماقولتيليش من الاول انك بتحبيه
شروق: اقولك ازاي واقولك ايه .. انتي كنتي عايزاني اجي اقولك انا بحب خطيبك؟!
جميلة: ايوة لأن انتي عارفة اني ماكونتش شايفاه خطيبي وكنت شايفاه اخويا وبس
شروق(بعبوس): بس هو كان شايفك غير كدا
جميلة(وهي ترفع وجهها وتنظر لعينيها): اديكي قولتيها كان .. وبعدين صدقيني دا ماكنش حب .. تقدري تقولي كان تعود .. يعني انا بنت الجيران اللي في وشه ٢٤ ساعة .. طبيعي يحس انه في مشاعر بس هو اللي حمار وفهم غلط
شروق: ماتقوليش عليه حمار
جميلة: ماقولش عليه حمار؟
شروق: اه
جميلة: اولعي انتي وهو
شروق: وانتي كمان
ضحكت جميلة وشروق لتجذبها جميلة لأحضانها هامسة
جميلة: ربنا يهنيكي يا حبيبتي انتي ومحمد ويسعدكم ومايحرمكم من بعض
شروق: امين يا رب
وعند تلك الجملة سمعوا طرق على الباب .. فتحت جميلة الباب لتجد محمد يقف امامها وهو يبتسم بود وقد اختفت لمعة عيناه حين ينظر لها وتبدل مكانها حنان اخوي فقط
محمد: مساء الخير يا جميلة
جميلة: مساء النور يا محمد .. خير فيه حاجة؟
محمد(بتردد): اه .. لأ .. يعني....
جميلة(وهي تضيق حاجبيها): فيه ايه يا محمد؟
محمد: عايز مراتي
جميلة(بصدمة): نعم؟!!
جحظت عينا شروق حين استمعت لجملته ليكمل وهو يسترق النظرات لها
محمد: عايز انام وعايز مراتي لو سمحتي
تسارعت دقات قلب شروق وتلون وجهها كله باللون الاحمر من شدة الخجل بينما امسكت جميلة بضحكاتها بصعوبة بالغة.. نظرت جميلة لشروق لتردف
جميلة: يلا يا شروق مع جوزك
شروق(بتوتر): لا انا .. انا هنام هنا معاكي
محمد(وهو يرفع حاجبه): تنامي فين يا عينيا
شروق: هنام هنا مع جميلة .. تصبح على خير بقا
محمد: ااااه .. طب وسعي كدا شوية يا جميلة
تحركت جميلة من امام الباب قليلاً وهي مازالت تحاول امساك ضحكاتها لتنفجر ضاحكة بشدة حين وجدت محمد قد حمل شروق على كتفه وكأنها شوال من البطاطس وقد تلون وجهها كله من فرط خجلها ولكنه لم يعيرها اهتمام فتحرك بها ناحية الباب ومنه إلى شقتهم هاتفاً لجميلة
محمد: تصبحي على خير يا جميلة
جميلة(بابتسامة): وانتوا من اهله
اغلقت جميلة الباب وتحركت لغرفتة عمر لتطمئن عليه قبل ان تذهب لغرفتها وتبقى وحدها وسط عقلها الذي يؤنبها للمرة التي لا تذكر عددها على كلامها التي قالته وقلبها الذي يتألم من بعدها عن من يسكن بالها ولا يفارقه منذ ان فارقته هي
//////////////
دخل محمد بشروق غرفته وانزلها بهدوء من فوق كتفه لتنفجر به غاضبة وهي تحاول اخفاء خجلها الذي احتل ملامحها
شروق(بغضب يشوبه الخجل): ايه اللي انت عملته دا؟!!
تحرك محمد ببرود ناحية دولابه وهو يحرر ازرار قميصه مردفاً
محمد: عملت ايه؟
شروق: ازاي تقول قدام جميلة الكلام اللي قولته دا .. انت مجنون؟!
جذب محمد يدها بسرعة ليحاصرها بين الدولاب وبين جسده .. توترت شروق مما فعل وازداد توترها حين لمحت عضلات صدره الظاهرة من قميصه الذي كان قد بدأ في فتح ازراره
محمد(بهمس رجولي ساحر): قولت ايه؟!
شروق(بتوتر من قربه): ق.. قولت .. قولت عايز مراتي
محمد(وهو ينظر لوجهها الذي يتلون من الخجل): ودي فيها حاجة .. انا راجل مش بيعرف ينام إلا في حضن مراته اللي بيحبها فيها حاجة دي
شروق(بدقات قلب متواثبة): انت.. انت قولت ايه؟!!
محمد: مش بعرف انام غير في حضن مراتي
شروق: لا اللي بعدها
محمد(بمكر): فيها حاجة دي
شروق: لا بينهم
محمد: ااااه ..(اقترب بوجهه هامساً).. قولت اللي بحبها
تسارعت دقات قلبها بقوة ليردف بنبرته الرجولية الهادئة وهو يوزع قبلاته على وجهها
محمد: بحبك يا شروق .. يا احلى شروق .. يا اجمل شروق
شروق(بتوتر وخجل شديد): م..محمد
محمد(وهو ينظر لها): عيون محمد
شروق(وهي تنظر لعينيه): انت بتحبني بجد؟
محمد(بغمزة عابثة): اها .. ومستعد اثبتلك عملي
شروق(بشهقة وخجل): قليل الادب
محمد(وهو يضحك بصوته كله): عارف
سرحت شروق في ضحكته ليردف وهو ينظر لها بعينيه الزيتونية الجميلة
محمد: مش هتجاوبي على سؤالي بقا؟
شروق: سؤال ايه؟
محمد: تاني؟ ..(ثم اقترب بوجهه منها هامسا).. هل آن لقلبي ان يعم الشروق به؟
هزت شروق رأسها وهي تتجنب النظر له من شدة خجلها
محمد: أخيراً يا شيخة
قالها محمد بفرحة واضحة بصوته قبل ان يجذب شروق لأحضانه بقوة هامساً لها
محمد(وهو يحيط خصرها بذراعيه القوية): بحبك
شروق(وهي تتمسك باحضانه): وانا كمان
محمد(برغبة في سماعها منها): وانتي كمان ايه؟
شروق(بهمس وخجل حول وجهها لحبة طماطم): بحبك
محمد(مدعي عدم السمع): ايه؟
شروق(بنبرة اعلى قليلا وهي تنظر له): بحبك
محمد(بغمزة): طب ما تيجي؟
شروق: اجي فين؟
محمد(بعبث): نجيب مليجي
ضحكت شروق من مزاح محمد ليجذبها هو له بحب ويبدأ في طبع قبلاته على وجهها الذي تلون بالخجل ليمر الوقت وقد اصبحت زوجته شرعاً وامام الله لتنام على صدره بهدوء وابتسامة جميلة تزين وجهيهما بعدما اثبت لها حبه قولا وفعلا وباتت زوجته ومن ينبض قلبه باسمها
///////////////
يقف عاصي بشرفة غرفته وهو يدخن سيجارته بقوة وكأنه ينفث الغضب من داخله وليس الدخان الممزوج بالنيكوتين والكثير من المواد المسرطنة .. يأخذ نفساً عميقاً وهو يتذكر ذهابه لغرفة نادين بعد غياب طويل عنها .. يتذكر استقبالها له والفرحة التي سكنت عينيها حين وجدته يدخل غرفتها .. يتذكر قبلاتها له التي شعر بها تحرقه .. يتذكر جسده الذي تصلب من لمساتها ولكن ليس بطريقة جيدة وإنما نفوراً .. رفض جسده قربها وصرخ قلبه هو الآخر رافضاً بشدة بينما تحدث العقل قائلاً ان تلك هي الطريقة الوحيدة لينسى تلك الجميلة القاتلة التي قتلت قلبه بلا رحمة او شفقة .. يتذكر ارغامه لنفسه على الاقتراب من نادين الذي لم يدم سوا ثواني حتى انتفض مبتعداً عنها كمن لسعه عقرب حين وجد نفسه يهمس اسمها بدلاً من اسم تلك التي ترتمي بين احضانه .. حتى وهو في احضان اخرى يهمس باسمها .. حتى وهو مع اخرى عقله وقلبه وكل حواسه معها .. حتى وهو يحاول ان يهرب يجد نفسه يهرب منها إليها .. ألتلك الدرجة اصبح مهووساً بها حتى يعصي جسده اوامره ويرفض الاقتراب من اخرى .. ألتلك الدرجة احتله حبها فأصبح قلبه صائم عن النساء ان لم تكن هي من تروي ظمأ قلبه .. ينتبه على دق الباب لينظر ناحيته آذناً لمن بالخارج بالدخول ليدخل كريم بهدوء وهو ينظر لعاصي الذي ادار ظهره وحاول اظهار البرود في صوته ولهفته
عاصي: وصلوا البيت القديم؟
كريم: ايوة
عاصي: اوعى تكون اخدت بالها انكم كنتوا وراها
كريم: لا ماتقلقش كنا عاملين حسابنا زي ما قولتلي
عاصي: تمام .. عايز عربية حراسة تكون موجودة قريب منهم ٢٤ ساعة .. مش عايزهم يغيبوا عن عينيكم
كريم: ماتقلقش انا رتبت كل حاجة
عاصي: تمام
ظل كريم واقفاً ليردف عاصي
عاصي: فيه حاجة تاني؟
كريم: مستغربك
عاصي: ليه يعني؟
كريم: انت اللي ليه يا عاصي .. ليه سبتها تمشي؟
عاصي(مدعي البرود): كدا احسن
كريم: ليها ولا ليك؟
عاصي: لينا احنا الاتنين
كريم: بتكدب يا صاحبي .. فراق ساعات خلاك عامل زي الميت
عاصي(بنبرة صادقة وكأن قلبه من تحدث): المهم انها تعيش
كريم(بذهول): للدرجادي؟!
صمت عاصي ولم يرد ليردف كريم
كريم: حبتها يا عاصي
عاصي(بحدة بسيطة): انت بتخرف تقول ايه؟
كريم: انا مش بخرف بس براحتك افضل انكر .. انا همشي عايز حاجة؟
هز عاصي رأسه ب لا ليتحرك كريم مغادراً تاركاً عاصي مكانه وهو ينظر للسرير الفارغ منها .. فارغ من جسدها الصغير الذي كان يلمسه كما تلمس الريشة الرياح .. برقة ووداعة .. مثلها تماما .. يظن كريم انه يحبها .. احمق .. لقد تعدى الامر كونه حباً .. اصبح عشقاً .. اصبح إدماناً .. اصبح هوساً .. اصبح الكثير .. كلمة حب لم تعد تكفي ما يشعر به .. نعم علم بهروبها بعمر وللسخرية هو الذي سهل هروبهم فأمر الحراسة بالابتعاد عن الابواب وأمر كريم باتباعهما بهدوء حتى يعلم مكانهما ويطمئن عليهما .. لا يتركها لأنه لا يحبها بل لأنه يحبها وبشدة يتركها .. يعلم ان معها حق في كل كلمة قالتها .. هو مستنقع مظلم وبارد وهي لن تتحمل الانغماس به .. لن يدعها هي او صغيره يتلوثوا بسببه .. لن يدنس براءتهم بحياته وعالمه النجس .. سيحميهم بحياته ولكن من بعيد .. فهل فعلاً انتهت القصة قبل ان تبدأ .. هل انتهت قصة الجميلة والوحش ام ان مصير الجميلة مرتبط بالوحش ولن يفرقهم شئ ابدا
كاااااااااااااااات .. كفاية كدا النهاردة

جميلة عشقت الوحش 🤍🖤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن