الفصل الثالث والثلاثون 💥💥💥

6.4K 218 13
                                    

إن جحيم العقل مهلك وإن سجن الافكار مرعب .. دوامة الأفكار مرهقة وتخبط القلب مؤلم .. مر يوم واحد فقط وتكاد تفقد عقلها من فرط التفكير .. يتكرر كلام ذلك الرائد بعقلها كل دقيقة .. كلما فكرت بكلامه تحس بثقباً عميقاً يُحفر بقلبها .. تشعر بالضياع ولا تعرف اين الحقيقة .. ترفض تصديق كلام ذلك الرائد ولكنه كان واثقاً فيما يقول .. ترى هل فعلت الشئ الصائب بهروبها من مواجهته مرة اخرى .. هل كان يجب عليها ان تستمع لما يريد قوله ام انها لم تكن لتحتمل فكرة انها تزوجت من قتل اختها ومن اعتبرته اخيها .. كعادتها كل ليلة بعد ان تطمئن ان عمر قد نام بغرفته تنزل لتجلس بالصالون امام التلفاز لتضيع بعض الوقت حتى تستمع لصوت سيارة عاصي لتسرع وقتها لغرفتها هاربة منه .. لم تدعه يلمسها طوال اليومين السابقين وكأن لمسته تحرقها .. تريد ان ترتمي في احضانه بدون ان تحترق .. لماذا عليها ان تظل خائفة دائماً .. لماذا عليها ان تعيش بذلك العذاب .. لماذا لا تستطيع ان تنعم بقليل من الطمأنينة .. قالوا انك حين تعتاد القلق ستظن أن الطمأنينة فخ وتلك الجملة توصف حالها بكل دقة .. تخاف من ان تطمئن معه فتصعق حين تعرف حقيقة مؤلمة .. وتخاف ان تبتعد عنه حتى لا يتألم قلبها .. تخاف ان تقترب فتندم وتخاف ان ترحل فتموت شوقاً إليه .. احبته بكل جوارحها .. لا تعلم ماذا ستفعل إن كان كلام ذلك الرائد صحيحاً .. تغمض عينيها بقوة وهي تحارب ذلك الصداع الذي يدق برأسها .. تتحرك للمطبخ لتصنع لنفسها كوب صغير من الشاي ففتيحة وكل الخدم نائمين فالساعة الان الثانية عشر منتصف الليل .. تقف وهي سارحة بالمطبخ وتفكر في مصير علاقتها بذلك الوحش .. هل بالفعل توقف عن اعماله المشبوهة وستنعم معه بحياة سعيدة أم انه سيُلون حياتهم بالدماء المسفوكة بقلب متحجر
////////////
امام باب منزل عاصي الكبير نجد اجساد افراد الحراسة منثورة أرضا ماعدا فرد واحد يقف وهو يبتسم ابتسامة خبيثة ويفتح الباب لمن تقف بالخارج بعيون تلمع بالشر والحقد وبجانبها من كان يحلم يوماً بالانتقام من عاصي الوحش .. يسرح وهو ينظر للبيت الكبير ويتذكر حواره مع اخيه الذي مر عليه بضع ساعات فقط
*فلاش باك*
بداخل غرفة مكتب ليو يقف ليون بعصبية وهو يتحدث بالهاتف
ليون(بغضب): استمع إلي، نفذ ما قلته بالحرف الواحد ..... ما شأنك ب ليو، أنت تأخذ اوامرك مني أنا .... أجننت؟!!! كيف تتحدث معي بتلك الطريقة ..... قلت لك اوامرك تأخذها مني أنا, أفهمت؟
وقبل ان يغلق المكالمة كان ليو ينتشل منه الهاتف ليردف بنبرة جامدة لمن على الطرف الاخر من الخط
ليو: لا تنفذ كلمة مما قيل إلا بأمر مني أنا
اغلق ليو الخط لينفجر ليون في وجهه بغضب
ليون: انت بتعمل ايه؟!
ليو: بحميك من نفسك المصممة تكون نهايتها على ايد عاصي
ليون: مايقدرش يعمل حاجة
ليو: لأ يقدر .. وأنا وانت متأكدين انه يقدر .. ولو ماكنتش عارف انه ممكن ياخد روحك في ثانية ماكنتش فضلت تعمل خطط بدل ما تواجه راجل لراجل
ليون(بارتباك): خطط ايه؟ انا مش عارف انت بتتكلم عن ايه
ليو(وهو يرفع حاجبه): بجد؟! ..(ثم اخرج من جيبه زجاجة صغيرة).. ودي مش بتفكرك بحاجة؟
بهت ليون لينظر له ليو ويردف بنبرة غاضبة
ليو: مش دا المخدر اللي كنت حاطه في العصير اللي اديته لجميلة واللي شربه عاصي عالمركب .. اياك تكون فاكرني مصدق حكاية الشراع اللي فلت منك وخبط فيه ..(ثم اقترب منه ليردف بقوة).. انت اللي حطيت المخدر في العصير وكان الهدف ان جميلة تدوخ وتقع في الماية وتخلص منها ولما عاصي شربه وداخ غيرت الخطة وخليت الشراع يخبطه يوقعه هو بس على حظك الاتنين عاشوا
ليون(بكذب): ماحصلش
ليو: و دي ..(قالها وهو يخرج من جيبه الثاني حقنة صغيرة).. مش دي المادة اللي اديتها لممرضة في المستشفى علشان تقتل عمر .. الطفل الصغير اللي مالوش ذنب تقتله علشان عايز تنتقم من عمه
ليون(بغضب أعمى): عمه دا حيوان ويستاهل يموت ألف مرة .. زعلان اوي اني حاولت اقتل طفل برئ وهو لما كان السبب في موتها هي واللي في بطنها كان ايه؟
ليو: انت مش فاهم حاجة
ليون(بغضب وغل): انا فاهم كل حاجة .. وفاكر كل حاجة .. انت اللي نسيت .. نسيتها خلاص ونسيت تارها بس انا مش هنسى ولآخر لحظة في عمري هحاول احرق قلبه زي ما حرق قلبي عليها حتى لو اضطريت اقتلك انت كمان
ليو(بحدة وهو يضربه على وجهه): اخرررررس
ليون(بذهول): بتضربني؟!!
ليو: واكسر دماغك الناشفة دي لو ماسمعتش كلامي .. انت مش فاهم ولا عارف اي حاجة .. اسمعني كويس .. انت تشيل كل الهبل بتاع الانتقام دا من دماغك وإلا انا اللي هقف قصادك
قالها ليو وانصرف لينظر ليون في اثره بغضب ويهمس
ليون(بغل): برضو مش هسيبه .. مش هسيبك يا عاصي
*عودة*
ترتسم ابتسامة عريضة على شفتيه وهو يرى نفسه على بُعد دقائق من الانتقام من عاصي الوحش .. ذلك الوحش الذي فرقه عن من ملكت قلبه منذ الصغر فهل سيحقق انتقامه ام انه سيكون في مواجهة شرسة مع الوحش
/////////////
يقف كريم امام باب المشفى الخلفي حسب اتفاقه مع ذلك الممرض .. ينفخ بنفاذ صبر فقد قال ذلك الممرض انه سيخرج له الساعة ١١ والآن تخطت ال١٢ ومازال لم يخرج .. هل كان يلعب معه ام يستهزأ به .. تحتد انفاسه بصدره وهو يريد أن يقتحم تلك المشفى ويدخل لغرفة ذلك الرجل ليعرف فقط هوية من اظلم حياة محبوبته .. ثواني وكان الباب الخلفي يُفتح ويطل من خلفه ذلك الممرض بجسده النحيل وزيه الواسع عليه فيبدو كإنه لا يأكل أبدا .. وقف الممرض امام كريم ليردف
الممرض: لامؤاخذة يا باشا اتأخرت عليك بس اصل كان فيه تفتيش من المدير ولو كان عكشنا كنا هنروح في دوكر
كريم: مش مهم كل دا .. قولي بقا يا...
الممرض: خدامك فرج
كريم: يعني ايه الراجل ماكنش في غيبوبة وليه الدكتور قال كدا؟
فرج: بص يا بيه الراجل فعلا كان في غيبوبة بس فاق منها تاني يوم ويومها قبل ما حضرتك تيجي بساعة كدا جه واحد ودخل للدكتور وبعدها خرج ومشي والدكتور نبه علينا ماحدش يقول ان المريض فاق .. انا الفار لعب في عبي لامؤاخذة ودخلت للدكتور استفهم منه لاقيته بيعد في فلوس ياما .. اول ما شافني ارتبك شوية وزعقلي علشان دخلت منغير اذن ولما سألته عن الراجل وليه مانقولش انه فاق قال ان الراجل حالته لسة خطر وأن لو حدا عرف انه فاق هيقطع عيشنا كلنا والدكتور دا واصل ويقدر يعملها وكل واحد فينا كان بيخاف على القرشين اللي بيجوا من المستشفى
كريم: و ايه اللي خلاك تقولي دلوقتي؟
فرج: الراجل يا بيه صعب عليا بقاله شهر هيتجنن عايز يخرج لمراته وابنه واللي جاي عليه انهم هيموتوا لو ماخرجش .. المهم هو ملاني الرقم وقاللي اتصل بيك وانك يعني هتعرف تتصرف و هتديني الحلاوة كمان
كريم: طيب انا عايز ادخله
فرج: وماله يا بيه بس هو حالته فعلا تعبانة
كريم: انت مش قولت انه فاق؟
فرج: ايوا يا بيه فاق بس تعبان يعني عالهادي معاه
كريم: ماتقلقش انا بس هاخد ٥ دقايق وهخرج
فرج: ماشي .. بس هما ٥ دقايق ولو اتقفشت انا ماعرفكش
كريم: تمام ماتقلقش
فرج: ماشي تعالى ورايا
تحرك كريم وراءه لداخل المشفى بانفاس ثائرة وعيون تتمنى ان تغمض وتفتح لتجد نفسها امام ذلك الحقير التي حلمت بلقاءه لأيام فماذا سيفعل حين يعلم انه كان يراه لسنوات دون ان يعرف انه من حطم أحلامه مع من سكنت قلبه
//////////////
بغرفة عمر الصغير نجدها تقف وهي تنظر له بكل حقد وغل بعد ان تسللت للداخل .. نظراتها مختلة يسكنها سواد مخيف .. تتقدم منه بحذر وهي تشعر بتواثب دقات قلبها .. الآن ستتخلص منه .. الآن ستتخلص ممن ربط مصير الوحش بالجميلة .. تراه السبب في كل ما حدث ف لولاه لكان عاصي معها .. ترفع وسادة صغيرة بين يديها لتلقي نظرة اخيرة على وجه عمر قبل ان تضغط بتلك الوسادة على وجهه .. يتحرك جسده بعنف شديد ولكنه غير كافي امام تلك التي تضغط بقوة على وجهه .. في ثانية كانت تسقط أرضا حين دفعتها فتيحة التي قامت للاطمئنان على ذلك الصغير او ربما كانت تلك إرادة الله لينقذ ذلك الصغير من تلك المختلة
فتيحة(بلهفة يشوبها الغضب): انتي بتعملي ايه انتي اتجننتي؟!!!!
نادين(وهي تندفع نحوه مرة اخرى): مش هسيبه
فتيحة(وهي تحاول ابعادها عن عمر): ابعدي عنه .. إلحقونااااااا
نادين(بحدة وغضب): اوعي كدا
قالتها نادين وهي تدفع فتيحة بقوة ليصطدم رأسها بحافة الطاولة وتسقط مغشياً عليها .. ينتفض جسد عمر بقوة من فرط خوفه ليطلق العنان لقدميه وهو يصرخ بخوف من تلك التي تلحقه بتصميم على ان تتخلص منه
////////////////
في ذلك الوقت وبالصالة الخاصة بالمنزل كانت تجلس جميلة وهي ترتشف الشاي بهدوء .. تنظر لانعكاسها بالتلفاز المنطفئ لتجحظ عينيها برعب حين وجدت شخص وراءها يمسك بحبل ويكاد يلفه حول رقبتها لتقف بسرعة وتجري بعد ان رمت بباقي الشاي بوجهه ليصرخ متألماً صرخة جعلتها تتسمر بأرضها حين تذكرت صوته .. لفت وجهها ليتحول شكها لحقيقة حين وجدت ليون يقف امامها ويرمقها بشر .. كانت نظرته مخيفة .. هل كانت نظراته هكذا دائماً وهي لم تلحظها .. فاقت من شرودها حين وجدته يتقدم منها لتجري وهي تصرخ وترمي ما تطوله يدها عليه لتعرقله .. امسكها بقوة من شعرها لتنظر له برعب وهي تردف
جميلة(برعب): ليون .. ليون انت بتعمل كدا ليه .. سيبني انا ماعملتلكش حاجة
ليون(بغل): انتي ماعملتيش لكن هو عمل .. عمل كتير .. وانا لازم احرق قلبه زي ما حرق قلبي
جميلة(بدموع): انا مش فاهمة حاجة .. ارجوك سيبني
ليون(بنبرة قوية يشوبها الغل): اسيبك؟! دا انا من ساعة ما شوفتك وانا بحلم باليوم اللي هنتقم منه فيكي .. من ساعة ما شوفت حبه ليكي في عينيه ولهفته عليكي وانا مستني اللحظة دي
جميلة(برجاء): حرام عليك .. انا ماعملتلكش حاجة .. ارحمني
ليون(بنبرة يشوبها الألم): ارحمك!! وهو مارحمهاش ليه؟! ليه دمرها ودمرني معاها .. صعب عليه يكون فيه اتنين بيحبوا بعض .. عايز الكل يكون تحت اشارة منه ومايكونش فيه حب في حياتهم
سكتت جميلة ولكن كان قلبها يدق بعنف مع كل كلمة يقولها
ليون(بنبرة غاضبة): كنت بحبها .. كنت عايز اتجوزها لكن هو .. هو دمرها ودمرني .. اغتصبها وبعد ما بقت حامل هرب .. هرب وسابها تنتحر .. هو السبب في موتها ..(ثم اكمل بنبرة تحمل الألم).. وموتي .. مت يوم ما هي ماتت .. ساعتها قولت لو اخر حاجة هعملها في حياتي لازم احرق قلبه زي ما حرق قلبي
صمتت جميلة ولكن كان لدموعها الكلام .. تبكي بصمت وبحرقة لينظر هو لها بألم
ليون(بصدق): صدقيني انا ماكنتش اتمنى انك انتي اللي تموتي بس موته هو هيكون راحة ليه ..(ثم أكمل بغل).. انا عايزه يتعذب زي ما انا اتعذبت ببُعدها .. عايزه يموت في اليوم ألف مرة .. عايزه يبقى متدمر
اغلقت جميلة عينيها وهي تستعد للموت .. تستعد للرحيل .. يكفي ما عرفته وسمعته .. ربما سترتاح بموتها .. رفع ليون مسدسه ووجهه على رأسها .. وضع اصبعه على الزناد .. ثانية وكانت تنطلق رصاصة من مسدس دوى صوتها بالمكان كله .. هل ماتت الجميلة .. هل انتهت قصة جميلتنا والوحش ام انها فقط بداية النهاية
كاااااااااااااااات .. كفاية كدا النهاردة

جميلة عشقت الوحش 🤍🖤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن