الفصل الرابع والثلاثون 💥💔

6.3K 230 7
                                    

أتعرف معنى العجز .. ان تحس وكأنك مكتوف الايدي غير قادر على التحرك .. ان تقيدك مشاعرك بأغلال لا تعلم أتتمنى كسرها أم ترغب في التمسك بها اكثر .. كان الامر اشبه بشعرة رمش دخلت عين مبتور اليدين .. ذلك كان احساسها .. تترك مطلق الحرية لدموعها لتنساب بقوة عساها تطفئ النار التي تكوي قلبها .. لعل بكائها يكون المنفذ لما يعتمر صدرها .. تجلس بغرفتها وتضم قدميها لصدرها بقوة .. مازال جسدها ينتفض من هول ما رأته منذ ساعات .. تتذكر كل شئ وكأنه يحدث امامها الان .. تتذكر كل تفصيلة .. تتذكر كيف كادت بمغادرة تلك الحياة المتعبة لتكتشف ان الامر لم ينتهي بعد .. ليست هي من بيدها القرار فالحياة قررت ان تتركها في نزاع بين بين قلبها وعقلها ربما لن تخرج منه بكامل عقلها .. تهرب دمعة ساخنة وهي تتذكر ما حدث امامها من مواجهة نارية
*فلاش باك*
تفتح عينيها بذعر حين استمعت لصوت الرصاصة .. هل اصابتها؟! لا فهي لا تشعر بأي ألم بجسدها .. في ثانية كان ليون يمسك بها ويضع فوهة المسدس عند رأسها حين توقع ان تلك الرصاصة ما هي إلا رصاصة الوحش الذي عاد ليجد اجساد افراد الحراسة تفترش الارض أمام منزله عدا شخص توقع كونه الخائن ليقرر انهاء حياته دون تردد قبل ان يهرع الداخل وقلبه يكاد يتوقف من فرط خوفه على من بالمنزل .. ما ان دخل حتى تيبست قدماه بالارض وهو يرى ليون يضع المسدس على رأس جميلة .. نظرة الوحش المرعبة سكنت عينيه ولكن لم يهتز ل ليون شعرة فذلك هو اليوم الذي حلم به لسنوات والذي تمنى ان يأتي لينتقم منه
ليون: اهلا اهلا بالوحش
عاصي(بغضب): ليون .. انت اتجننت؟!!
ليون: لا دا لسة الجنان جاي .. أخيراً هنتقم واخد حقها .. حق ميارا .. فاكرها؟
عاصي: ليون انت مش فاهم حاجة .. سيب جميلة
ليون: تؤ تؤ مش هسيبها .. هحرمك منها زي ما حرمتني من اللي حبيتها .. هخليك تدوق الكاس اللي دوقته
عاصي: بطل جنان يا ليون .. انا لحد دلوقتي مقدر اللي انت حاسس بيه
ليون(بتهكم): لا وانت بتحس اوي
عاصي(بتحذير): ليون
قطع حوارهم صرخة عمر قبل ان تمسكه نادين لتجحظ عينا عاصي وجميلة
جميلة(بلهفة): عمرررررر
عاصي(بصدمة): نادين؟!!
نادين(بابتسامة مختلة وهي تمسك عمر وتضع المسدس على رأسه): مفاجأة يا عاصي مش كدا .. طبعاً انت كنت فاكر اني خلاص رميت طوبتك بس لأ .. مش انا اللي اتاخد لحم واترمي عضم
عاصي: خرجوهم برا الموضوع .. حسابكم انتوا الاتنين معايا انا مش معاهم
ليون: دا هما اصل الموضوع .. هما دول اللي هيوجعوك زي ما وجعتنا .. هما دول اللي هيكسروك .. زمان ماعرفتش انتقم منك لاني كنت لوحدي انما دلوقتي بنت عمك معايا ومراتك وابن اخوك في ايدينا يعني خلصت .. قولي يا عاصي لو خيروك ان واحد فيهم بس هو اللي يعيش تختار مين؟
صمت عاصي وتسارعت انفاسه .. يحس نفسه مقيد باغلال من حديد .. يحس بالعجز .. يحس انه ضعيف !!
ليون: للدرجادي اختيار صعب .. طب انا هسهلها عليك .. هما مش بيقولوا ladies first
قالها ليون وهو يحرر صمام الامان بمسدسه ليهتف عاصي برعب
عاصي(بلهفة يشوبها الرجاء): لا يا ليون .. سيبها ارجوك .. اقتلني انا وسيبهم
ليون: انا كنت مستني اليوم اللي تتذللي فيه .. كنت مستنيه من زمان
كاد بالضغط على الزناد ليصدح اخر صوت توقع سماعه .. صوت اخيه!!
ليو(بحدة وهو يدخل ويقف بجانب عاصي): ليوووون .. نزل مسدسك
ليون: اهلا اهلا .. انت جيت انت كمان .. خلاص كدا الحبايب كلهم متجمعين واقدر اخلص الموضوع كله
ليو(بصياح غاضب): ليووووون مش هكرر كلامي .. نزل مسدسك
ليون(بصياح مماثل): لااااا مش هنزله .. لازم يتكسر زيي .. لازم يتوجع زيي .. لازم اخد بتارها .. تار ميارا .. فاكرها ولا نسيت يا ليو
ليو(بغضب): تار ميارا اتاخد من زمان يا غبي
عاصي(وهو يمسك ذراع ليو): اسكت يا ليو
ليو(وهو ينفض ذراعه بحدة): لا مش هسكت .. لازم يعرف .. انا كنت مخبي عليك علشان ماكسرش وصيتها لكن طالما الموضوع هيوصل ان تقتل ناس بريئة علشان التخلف اللي في دماغك دا ف انا هقولك الحقيقة
ليون: حقيقة ايه؟
ليو: حقيقة موت ميارا .. ميارا بنت عمك اللي حبيتها لسنين ماكنتش بتحبك .. كانت بتحب شاب تاني وعلى علاقة بيه .. كانت فاكراه بيحبها وهو طلع بيستغلها علشان ياخد فلوس ومفيش مانع انه يمتع نفسه معاها .. علاقتهم فضلت شهور لحد ما بقت حامل وراحتله علشان يتجوزوا لكنه اتهرب منها .. وفات شهر ورا التاني وهي بتترجاه وهو بيتهرب .. كانت خايفة تقول لحد .. لما انت قولتلي انك عايز تتجوزها وقتها كان عاصي موجود في ايطاليا .. هي بالصدفة سمعت حوارنا وفكرت ان مفيش غيره يقدر يساعدها .. لجأتله وحكتله كل حاجة وهو وعدها انه فعلا هيساعدها بس اول حاجة كان لازم تحصل انه يوقف جوازك وإلا كانت كل حاجة هتتكشف .. جه وقال انه عايز يتجوزها وهي وافقت .. انت كنت فاكر انه خطفها منك بس هي ماكنتش ليك من البداية .. ولما عاصي حاول يوصل للحقير اللي عمل فيها كدا اكتشف انه هرب برا البلد .. مارضاش يقولها لانها كانت لسة بتحبه وحامل منه وقرر يروح وراه ويجيبه ولو بالغصب يتجوزها ولو ليوم علشان اللي في بطنها بس للاسف انت بغبائك لما عاصي سافر روحت زي الاهبل وقولتلها وهي ربطت الخيوط وعرفت اللي حصل .. ساعتها قررت تنتحر علشان ماتشوفش في عين حد نظرة تجرحها ولا تظلم عاصي معاها ولا تظلمك انت كمان .. انتحرت وكانت وصيتها ان انت ماتعرفش حاجة علشان ماتكرهاش ولا تقل في نظرك
وكأن دلو من الماء المثلج سُكب على رأسه .. يكاد عقله ينفجر من فرط الصدمات التي يتلقاها .. لم تكن تحبه .. كانت تحب غيره .. لم تُغتصب كما توقع عندما علم بحملها بعد وفاتها .. لم يكن عاصي هو من فرقهم .. نظر لأخيه وهو يحاول ايجاد اي شئ يُكذب ما قاله
ليون: وانت عرفت كل الكلام دا منين .. ولا يكون هو اللي قاله علشان يطلع الملاك البرئ
ليو: لا مش هو .. هي اللي قالته .. لاقيتها كاتبة جواب وسايباه جنبها بعد ما انتحرت .. ساعتها انا خفيت الجواب دا عنك علشان وصيتها .. ارتحت لما عرفت
ليون(بنبرة غاضبة يشوبها الألم): انت كداب .. بتكدب .. وكلكوا بتكدبوا .. هي كانت بتحبني .. مش معقول كل اللي كنت بحسه دا كان وهم
ليو: انت من جواك عارف ومتأكد انها كانت بتعتبرك اخ وبس
صمت ليون قليلاً ليردف بنبرة تحمل الغضب في طياتها
ليون: فين الشخص دا؟
ليو: ماتقلقش حقها رجع .. واللي رجعه نفس الشخص اللي انت رافع دلوقتي السلاح على مراته
نظر ليون لعاصي لثواني قبل ان ينزل يده التي تحمل السلاح ويتحرك مبتعداً عن جميلة لتصرخ نادين بحدة
نادين: انت بتعمل ايه؟!! انت اتجننت؟!!!
ليون: الحكاية خلصت خلاص
نادين(بغضب): لااااا حكايتك انت اللي خلصت .. واذا كنت انت اتنازلت عن حقك انا مش متنازلة عن حقي
عاصي: حق ايه؟!
نادين(بنبرة يشوبها الغضب المخلوط بالألم): حق ايه؟! حق سنين من عمري قضيتهم تحت رجليك .. تجيني وقت ما تحب وتمشي وقت ما تحب .. تقرب وقت ما يكونلك مزاج وترميني بعدها زي الكلبة
عاصي: انا عمري ما وعدتك بحاجة
نادين(بنبرة يشوبها الألم والقهر): صح معاك حق .. بس قول الكلام دا لقلب البنت اللي ماكملتش ٢٠ سنة وشافت ابن عمها الكل بيخاف منه الكبير قبل الصغير .. شافت ابن عمها اللي ماحدش يقدر يكسر كلمته ولا حتى ابوها وعمها .. شافت ابن عمها اللي الكل بيتمنى قربه .. شافته وحبته
عاصي: انتي بتسمي دا حب؟! دا مرض
نادين(بنبرة مختلة يشوبها الكسرة): ومين قالك انه مش مرض .. انا مريضة بيك .. لو اتعالجت منك اموت .. انت بتجري في دمي .. اول يوم قربت مني فيه حسيت اني ملكت الكون كله .. كنت فاكرة انك هتختارني انا وتتجوزني .. كنت بحلم باليوم دا بس عمره ما جه .. عارف ليه .. علشان انا رخصت نفسي والواحد اللي بيلاقي حاجة متقدماله على طبق من دهب من غير تعب يبقى عبيط لو ماخدهاش ولعب بيها
صمت عاصي بألم على ما تقوله .. دمرها! .. هو شوه روحها! كيف فعل بها هذا؟!! .. لاحظت نادين نظرته التي سكنتها الشفقة لتردف بوجع
نادين(بدموع تحتل وجهها): صعبت عليك؟! .. حسيت بيا .. طب انا عايزة اسألك سؤال .. ليه حبيتها هي مش انا؟ ليه اتجوزتها هي مش انا؟ ليه فضلتها عليا .. هو انا وحشة اوي كدا؟
هز عاصي رأسه لصرخ هي بوجع
نادين: ماتكدبششششش .. طالما انا جميلة ماحبتنيش ليه .. دا انا عمري ما قولتلك لأ على حاجة .. عمري ما زعلتك .. ليه بعد كل دا ماخترتنيش
صمتت قليلا لتأخذ نفسها وسط الدموع التي تغرق وجهها لتبتسم ابتسامة تظهر انها ليست بوعيها لتردف
نادين: كل دا هيتغير .. مجرد ما نخلص منه ومنها  ..(قالتها وهي تشير على عمر وجميلة).. هترجع كل حاجة لأصلها
عاصي(وهو يتقدم خطوة منها): نزلي المسدس يا نادين
نادين(بحدة): لأ .. لأول مرة هقولهالك يا عاصي .. مش هسمع كلامك تاني .. هو وهي اللي واقفين بيني وبينك .. منغيرهم هترجع كل حاجة زي ما كانت .. وانت .. انت هترجع ليا
عاصي: نادين اسمعي الكلام ونزلي المسدس بلاش جنان
نادين(بنبرة متألمة): انا خلاص اتجننت وانت السبب
عاصي: طب سيبيهم واقتليني انا
نادين(بدموع وانكسار): ياريتني اقدر .. ياريتني
حالة من توتر الاعصاب اصابت الجميع .. جميلة تقف بدموع تحتل وجهها على نبرة نادين ودموع على صغيرها الذي يقف بين يدي نادين بعيون زائغة لا يفهم ما يحدث حوله .. قالوا ان اسوأ عقاب هو ان تحب شخصاً ليس من حقك ، ربما لو رأوا نادين لشاهدوا بعيونهم كيف يمكن للحب ان يقتل الشخص وهو يتنفس .. انصدمت جميلة حين وجدت جسد نادين يقع ببطئ بعد ان غرست كيارا حقنة مهدئ برقبتها فقد كانت الأخيرة تتسلل من خلال شرف المنزل بعد ان حضرت مع ليو .. ما ان تحرر عمر من قبضتها حتى جرى ناحية جميلة لتحتضنه الاخيرة بلهفة وعينيها يسكنها الألم على ما سمعته ورأته في تلك الساعات الماضية .. كل شئ بعدها حدث بسرعة .. غادر ليو وكيارا وليون كذلك بعد ان اقترح اخذ نادين معهم .. لا يعلم سبب اقتراحه ولكن ربما الألم الذي سكن صوتها حرك شئ بداخله فهل سيكتب القدر قصة قلبين تألما في الماضي وحان الوقت ليداوي كل منهم الآخر .. وافق عاصي على ذهاب نادين معهم بعد ان وعدته كيارا ان تتابع علاجها بأحد المستشفيات النفسية بايطاليا
*عودة*
تغمض عينيها بشدة وهي تحاول ان تنام .. تحاول ان توقف عقلها الذي يدور كالطاحونة .. تحاول ان تخرس قلبها الذي يذكرها بمحاسن ذلك الوحش ولكن ربما لم تعد تكفي محاسنه لكي تصبح شفيعاً له
//////////////
يقود كريم سيارته وعقله منشغل بما قاله ذلك الرجل والذي يُدعى جمال
*فلاش باك*
كريم(بحدة): يعني ايه ماقبلتوش قبل كدا انت هتستهبل!!
جمال: والله يا بيه لا شوفته ولا قابلته قبل كدا .. انا التواصل بيني وبينه كان عن طريق التليفون وبس والفلوس كان ييوصلهالي كل مرة بشكل .. يعني مرة ظرف يتحط قدام باب بيتي .. مرة طرد مترحل من مكان لمكان .. مرة شنطة متسابة في الامانات في المستشفى وانا بصراحة ماكنش بيهمني طالما الفلوس بتوصلي
كريم: اومال انت كلمتني ليه علشان تقولي الكلام الاهبل دا
جمال: لا يا بيه انا كلمتك علشان اساعدك يمكن ربنا يغفرلي اللي عملته في المسكينة دي .. انا اللي بإيدي كنت بديها الحقن اللي بتخليها تهلوس وتنفصل عن الواقع علشان الدكاترة مايلاقوش اي تحسن ولا يفكروا يخرجوها
كريم(بغضب حارق): اقسم بالله لو كنت قادر تقف على رجلك ما كنت رحمتك
جمال: ربنا انتقملها مني في ابني ومراتي اللي تعبانين في المستشفى ودلوقتي انا شكلي مش هقوم منها .. بص يا بيه انا هطلب منك طلب واحد
كريم: ليك عين تطلب حاجة!!!
جمال: والله ما حاجة ليا .. عايزك بس تدفع الفلوس اللي فاضلة علشان مراتي تخرج من المستشفى وابني اللي محجوز في الحضانة دا تجيبله الدوا بس .. مش عايز حاجة تانية وقصاد دا هدلك على اول الخيط اللي يعرفك اللي عمل كدا
كريم: خيط ايه؟!
جمال: انا كنت مش بآمن للراجل دا وعلشان كدا كنت بسجل مكالماتي معاه وكمان كل مرة بعتلي فيها الفلوس كنت بحتفظ بالورق اللي جه بيه سواء بقا كان الظرف او العلبة بتاعة الطرد او غيره .. قولت يمكن احتاجهم في يوم وادي اليوم جه .. انا ماكنتش اقدر اوصله بس انت تقدر .. اوصله وخد حقك وحق مراتك منه وانا مش عايز منك غير اي مبلغ تبعته لمراتي علشان بس تصرف على نفسها وعلى ابني .. دول مالهومش غيري .. اعتبرها صدقة ولو اني عارف ان حتى الصدقة انا ماستهلهاش
قالها بنبرة منكسرة ليردف كريم بهدوء
كريم: قولي الورق والتليفون اللي عليه المكالمات فين وانا ساعتها افكر
جمال: انا شايلهم ف***
*عودة*
لم يستطع الانتظار حتى الصباح وتحرك ناحية المكان الذي قاله جمال .. ليس هناك وقت ليُضيعه .. يريد ان يحصل على تلك الأدلة التي ستوصله لآخر شخص كان يتوقعه
///////////////
يدخل عاصي الغرفة ليجد جميلة واقفة وقد ارتدت ملابسها وكأنها تستعد للخروج ليقف امامها
عاصي: رايحة فين؟
جميلة(بجمود): رايحة بيتي القديم
عاصي: دلوقتي؟!
جميلة: ايوة
عاصي: ليه؟ حصل حاجة؟
أحقاً يسأل إن حدث شئ .. أحقاً يستغرب رغبتها في الذهاب .. نظرت له جميلة لتردف باستنكار
جميلة: لا ابدا .. كنت هموت انا وعمر واللي...
كادت ان تقول الذي يسكن احشائها .. كادت ان تنطقها .. قطعت جملتها وهي لا تعلم لماذا فجأة انعدم احساس الامان الذي كانت تحسه لجواره .. هل كان ذلك الاحساس موجوداً بالفعل أم ان الامر بأكمله كان سراباً نسجته مشاعرها وعاشت به لتفوق على اصطدامها بصخرة الواقع .. فاقت من شرودها على صوت عاصي الذي اردف
عاصي: واللي ايه؟
جميلة(وهي تكاد تتحرك): مفيش .. عن اذنك
عاصي(برجاء وهو يمسك بيدها): جميلة .. ماتسبينيش
جميلة(وهي تغمض عينيها محاولة عدم التأثر به): لو سمحت يا عاصي بلاش تضغط عليا .. انا محتاجة ابعد
عاصي: هتبعدي قد ايه؟
جميلة: مش عارفة
عاصي(برجاء كطفل صغير): اجي معاكي
جميلة(برفض قاطع): لأ .. عايزة اكون لوحدي  ..(صمتت قليلاً لتكمل وهي تحاول اللا تضعف).. انا هاخد عمر ونروح نقعد يومين هناك
عاصي: يومين! وكمان هتاخدي عمر؟!
جميلة: صدقني دا احسن قرار
عاصي: ليا ولا ليكي؟
جميلة: لينا احنا الاتنين .. بيتهيألي احنا الاتنين محتاجين نفكر شوية في اللي حصل علشان نعرف ناخد قرار
قالتها جميلة وتحركت بحقيبة ملابسها الصغيرة التي اعدتها .. فتحت الباب وكادت تخطو خطوة للخارج لترجع بسرعة وترمي نفسها بين أحضانه بقوة ارتد على اثرها للخلف قليلاً ليحاوطها هو بكل قوته وكأنه يريد ان يدخلها بداخله فلا تفارقه .. انسابت الدمعات من عينيها وهي تحضنه وتحس بقلبها يصرخ أنه سيموت إن ابتعد عنه .. اجبرت نفسها على الابتعاد ليتمسك هو بها هامساً برجاء كطفل صغير
عاصي: ماتبعديش
جميلة: ارجوك يا عاصي
رضخ لرغبتها وداخله يصرخ اللا يتركها .. يشعر وكأنه الوداع الاخير بينهما ليمسك بيدها مردفاً
عاصي: خدي معاكوا الحراسة و.. ماتغيبوش عليا
جميلة: سلام يا عاصي
قالتها وهي تسحب يدها من يده ولكن الحقيقة ان روحها هي من انسحبت منها حين ابتعدت عنه .. تبتعد عن من امتلك القلب ونبضاته .. تبتعد لكي تستطيع ان تأخذ قرارا ولكن هل سيكون القرار في صالح حكاية جميلتنا والوحش
كاااااااااااااااات .. كفاية كدا النهاردة

جميلة عشقت الوحش 🤍🖤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن