لا تعص الله من اجل من احببت فإن قلب من احببت بيد من عصيت .. جملة تؤمن بها جميلتنا بكل ذرة من وجدانها فها هي ترى عاصي طوال اليومين الماضيين يضحك ويمزح مع تلك العروس الملونة التي تدعى "كيارا" او التي تسميها هي "خيارة" لتستفزها .. لا تظنوا ابدا انها غير قادرة على لبس القصير ووضع مساحيق التجميل مثلما تفعل كيارا ولكنها تعلم انه ليس مسموح لأحد برؤيتها بتلك الهيئة سوى زوجها .. هه زوجها ، اي زوج .. ذلك الذي لم يجلس معها هي وعمر طوال الايام السابقة سوى بضع دقائق .. حمقاء هي لا تعلم ان كل ذلك مخطط منه .. وقفت جميلة بشرفتها تحرك قدمها بعنف وهي ترى كيارا تجلس بجوار عاصي على سفرة الافطار وهي تتحدث بدلع مبالغ فيه .. اسرعت جميلة للداخل وارتدت فستان رقيق من اللون السيمون المطعم بالورود التي زادته رقة ليليق بجميلتنا .. فردت شعرها ووضعت ملمع شفاة من اللون البمبي الرقيق واخذت نفساً عميقاً قبل ان تتحرك ناحية تلك الاسرة الغريبة التي اضطرت للعيش باستضافتهم طوال اليومين الماضيين فقد علمت انهم من اكبر اعضاء الماڤيا الإيطالية .. ليو هو الاكبر ويُعتبر الزعيم وشقيقه ليون يأتي في المرتبة الثانية اما عن كيارا فهي تعتبر الزراع الايمن لكل منهما وبالأخص ليو فهو يعتمد عليها في كل شئ ويأتمنها على كل ما هو مهم ولكنها حمقاء لا تعلم بأنها يأتمنها على ما هو اثمن وأقيم من كل شئ .. يأتمنها على ذلك الذي يسكن يسار اضلعه وتغفل هي عن رؤيته .. تصل جميلة للسفرة لتبتسم بهدوء
جميلة: صباح الخير
عمر: صباح النور يا خالتو
ليون: بونجورنو بيلا
تحرك ليون بسرعة ليسحب كرسي لجميلة بجانبه وخاصة حين لم تتحرك كيارا من جوار عاصي .. ضغط عاصي بغضب على اسنانه ونظر بحدة ناحية جميلة وليون لتتجاهل هي نظرته تلك وتتحرك لتجلس على ذلك الكرسي وهي تردف برقة
جميلة: ميرسي
رفع عاصي حاجبه بغيظ من فعلتها بينما ابتسمت هي من داخلها وهي تقول لنفسها (يمكن لاثنين لعب لعبة الغيرة وليستسلم الاضعف) .. غبية لا تعلم ان في لعبة الحب والغيرة يخسر الاكثر حباً وليس الأضعف فترى من سينهزم اسرع الجميلة ام الوحش
////////////////
كل شئ مباح في الحب والحرب أليس كذلك؟! تلك الجملة التي ترددها شروق بداخلها منذ يومين ومنذ ان عادت الحاجة ابتسام من عند اختها ومعها روضة وسعاد ابنة اختها والتي كانت تحاول رمي شباكها حول محمد ولم تتوقف حتى عندما علمت بزواجه تحايلت على خالتها ابتسام حتى تذهب معها وتقضي يومين باستضافتهم .. تجلس سعاد وبجانبها تجلس روضة التي تنظر لها بتذمر
روضة(بتلعثم طفولي): انتي هتمثي (هتمشي) امتى بقا؟
شهقت سعاد من جملة تلك الصغيرة ليكتم محمد ضحكاته وتردف ابتسام باحراج
ابتسام: روضة، عيب كدا
روضة(بتذمر يشوبه بعض التلعثم): انا ماعلفتث انام منك انتي خدتي الثرير كله (انا ماعرفتش انام منك انتي اخدتي السرير كله)
سعاد(بغضب من احراجها): ما تبس بقا يا بت انتي هو انا كنت نايمة فوق راسك
لمعت عيون روضة بالدموع واندفعت ناحية محمد ليصيح بعصبية مرعبة
محمد(وهو يرفع اصبعه بتذير مميت): اوعي تزعقيلها مرة تانية ابدا انتي فاهمة؟!
سعاد(بدلع): حمادة انا بس...
روضة(بغضب طفولي وهي تحتضن رقبة محمد): اسمه محمد وانتي تقولي محمد باثا مش حمادة .. انا وشوشو بس اللي نقول حمادة
محمد(بحنان وهو يحتضنها): طبعاً يا قلبي انتي تقولي اللي انتي عايزاه
روضة(وهي تفتح عينيها بذهول): اوبااااااااااا دا بجد ولا ثري دي
قالتها روضة وهي تنظر ناحية الغرف ليحول محمد نظره وتلمع عينيه حين رأى شروق تخرج وهي مرتدية فستان صيفي احمر مزين بنقاط بيضاء وملائم لجسدها بشكل مثالي ليطلق محمد صفيرا عاليا وهو يردف
محمد(بمزاح وغمزة): يا احمر وانا عطشان يا لالالي
شروق(بدلع وهي تتمايل وتقترب منه): اوعى تكون بدأت تفطر من غيري يا بيبي
محمد(بغزل متمادياً في اغاظة سعاد): وانا اقدر برضو يا روحي احط لقمة في بؤي من غيرك
روضة(بهمس لهم): خفوا ثيكا (سيكا) علشان كدا محن
محمد(بصدمة): محن!!!
نزلت روضة من على قدم محمد وجلست شروق بجانبه وعلى الجهة الاخرى من السفرة .. تجلس سعاد وهي تتنفس الحقد والغيرة وترى نظرات محمد وشروق التي يسكنها الحب الواضح .. حاولت رسم ابتسامة وهي تردف
سعاد: وانت هتنزل امتى الشغل يا محمد؟
محمد(بملل): لسة قاعد اسبوع
سعاد: ياااه اسبوع .. ربنا يكون في عونك .. انا اصلي اسمع ان الرجالة مايحبوش قعدة البيت
محمد(متعمداً احراجها): الرك عالست اللي في البيت .. يعني لو الست اللي في البيت زي شوشو كدا الواحد مش هيكون عايز يتحرك من البيت اصلا
ابتسمت شروق بسعادة لتضغط سعاد على اسنانها بغيظ
سعاد(بابتسامة صفراء): وانتي بقا يا شروق حامل في ولد ولا بنت؟
شروق: ماظنش يخصك
سعاد(بصدمة): نعممممم!!!
شروق(بابتسامة صفراء مماثلة لابتسامة سعاد): اللي سمعتيه يا سوسو .. اصل انتي مش هتيجي تولدي مكاني ف اكون حامل في ولد في بنت في شايب دي حاجة ترجعلي انا وحمادة
سعاد: شايف يا محمد مراتك؟!!
محمد(وهو يمسك يد شروق): انا مش شايف غيرها اصلا ثم انها ماقلتش حاجة غلط
روضة(بهمس مسموع): كابسة ههه
غضبت سعاد من جملته ولكنها قررت ان تلعب بآخر كارت لديها لتردف بنبرة خبيثة
سعاد(مدعيه الطيبة): انا بس كنت بسأل علشان لو عايزاني انزل اشتري معاكي حاجة البيبي .. انتي مقطوعة من شجرة ولا ليكي اب ولا ام يعني ماحدش هيساعدك في الكلام دا
كاد محمد بالانفعال ولكن قاطعه صوت والدته الحاد والغاضب على غير العادة
ابتسام(بغضب): سعااااااد .. اظن كفاية لحد كدا
سعاد(بتوتر): انا ماقولتش حاجة يا خالتي
ابتسام(بحدة): قولت كفايا .. شروق بنتي زي محمد وروضة وربنا يقدرني واجيب لولادهم احلى حاجة ..
محمد(وهو يقبل يدها): ربنا يديكي الصحة يا امي
ابتسام(بملامح جادة): على فكرة يا سعاد انا بلغت امك انك هتروحيلها النهاردة
سعاد(بدهشة): انتي بتطرديني يا خالتي!!!!!
ابتسام(بابتسامة صفراء): لا يا حبيبة خالتك بس امك ست وحدانية ومحتجاكي جنبها وانا قولتلها انك مش ممكن تتأخري عليها .. يلا افطري بقا علشان تلحقي تلمي حاجتك
سكتت سعاد ولم تنطق بكلمة فقد ظنت ان خالتها طيبة وساذجة ولن تعلم بنيتها الخبيثة ولكنها لا تعلم ان كل ام طيبة بفطرتها تتحول لنمرة شرسة حين يمس الامر اولادها فهي لم تكن لتقف مكتوفة الايدي وتراها تحاول تخريب حياة ابنها .. ما فعلته ابتسام وكلامها عن انها بمثابة ام لشروق اسعدها ولكن تألم قلبها حين رمت تلك الخبيثة كلماتها امامها وواجهتها بحقيقة انها اصبحت بلا عائلة .. انتبهت شروق على يد محمد التي تمتد لها بلقمة من الفول الذي تعشقه لترتسم ابتسامة خفيفة على شفتيها وهي تفتح فمها لتأكل تلك اللقمة منه وتدعو الله ان لا يحرمها من دفئ تلك العائلة التي اصبحت عوض لها عن عائلتها
//////////////
بوسط البحر الادرياتيكي بإيطاليا وعلى متن أحد اليخوت الشراعية الكبيرة كانت تجلس جميلة على احد القاعد وهي تتمسك به وكأنها ورقة ستطير بفعل الهواء وتسقط في المياة .. تلعن غباءها للمرة المليون فقد اقترح ليون ان يذهبوا في رحلة باليخت حتى يستمتعوا بوقتهم ويقللوا حدة التوتر من عملية عمر التي تفصل ساعات بينهم وبينها .. فهي عندما لاحظت علامات الرفض مرسومة على وجه عاصي اسرعت بالموافقة عناداً به فقط ولكنها لم تكن تعرف ان تلك الرحلة ستكون نقطة تحول في علاقتهم .. ترى تلك الملونة كيارا وقد ارتدت مايوه بيكيني من اللون الاحمر وجلست لتأخذ حمام شمس وامامها عاصي الذي يقف مع عمر ويحاول تعليمه الصيد بعد إلحاح من الصغير الذي لم يكن ليأتي تلك الرحلة لولا رغبته .. تسرح به وهي تراه قد ارتدى ما "شورت" طويل إلى حد ما من اللون الرصاصي وقميص صيفي من اللون الازرق السماوي وقد ترك ازراره مفتوحه لتظهر عضلات صدره القاسية مُرسلاً قشعريرة لجسدها
الجو تحفة .. اول مرة ليون يقترح اقتراح صح
قالها ليو وهو يجلس على الكرسي الذي بجانبها وقد ارتدى هو الآخر شورت من اللون الازرق الداكن وقميص من اللون الابيض وأكمل طلته حين وضع نظارة شمس تخفي عينيه القوية
ابتسمت جميلة ابتسامة بسيطة ونظرت ناحية عمر مرة اخرى
ليو: لسة خايفة علشان عمر؟
جميلة(بنبرة صادقة): طبعاً .. عمر دا كل حياتي .. انا مش متخيلة لو حصله حاجة انا ممكن يحصلي ايه
ليو: بتحبيه اوي كدا؟!
جميلة: دا ابني اللي ماخلفتوش
ليو(بضحكة مسنكرة): غريبة .. اهو انتي خالته ومش امه اللي ولدته بس بتحبيه وخايفة عليه وفيه ابهات وامهات كتير خلفوا اولادهم بس نسوا يحبوهم ربع الحب دا ..(نظر لها قليلاً قبل ان يردف).. على فكرة انتوا الاتنين اعند من بعض
جميلة: مش فاهماك!
ليو(وهو يشير بعينيه على عاصي): مش هتكسبي بالطريقة دي .. عاصي عنيد واللي بيدخلها عند معاه بيخسر
ارتبكت جميلة حين احست انها انكشفت امام ليو لتردف وهي تحاول الهروب
جميلة: ممكن اسألك سؤال؟
ليو: أكيد
جميلة(وهي تشير للرسمة على ذراعه): ايه حكاية التاتو اللي على ذراعكم دا؟
ليو: دا رمزنا
جميلة: رمزكم؟!
ليو: si (ايوة) .. انتي مالاحظتيش حاجة في اسماءنا؟
جميلة: حاجة زي ايه؟
ليو: هفهمك .. انا ليو ودا اسم الاسد باللاتيني ، وليون اسم الاسد بالاغريقي .. الاسد رمز عيلتنا وشغلنا
جميلة: وست خيارة .. قصدي كيارا
ليو: هههه لا كيارا مش اسم اسد .. انا اللي سميتها وقتها ، اول ما شوفتها لاقيتها منورة زي الشمس ف سميتها على اسم اول شعاع لنور الشمس بالكوري
جميلة: هو ايه حكاية اللغات معاكم؟
ليو: شغلنا بيحتم علينا نكلم كل واحد بلغته بس عاصي معاه لغات بينا كلنا .. بيتهيألي مفيش لغة مابيتكلمهاش
ليون(وهو يقف بجانبهم): بتتكلموا على مين؟
ليو(وهو يضيق عينيه بشك): انت كنت فين؟
ليون: كنت بعمل مكالمة مهمة .. عملتلك عصير تحفة يا بيلا
جميلة(وهي تمسك العصير): هو ايه حكاية بيلا دي؟
ليو: بيلا يعني جميلة
ليون: بالظبط كدا وانا بقولك بيلا علشان انتي فعلا بيلا
ارتبكت جميلة من غزله الصريح بها ولم تعرف ماذا ترد لتجد يد تعرفها جيداً تنتشل الكأس من يدها ولم تكن سوا يد عاصي
عاصي(وهو يرتشف منه قليلاً): ممممم تحفة .. تسلم ايدك يا ليون
ليون(بغيظ): دا كان ل بيلا
عاصي(بابتسامة مستفزة): وانا ومراتي واحد
ليو(وهو يلاحظ حرب النظرات بين عاصي وليون): ليون .. عايزك
تحرك ليو وليون ليجذب عاصي جميلة معه لإحدى الغرف .. ادخلها بقوة وفي ثانية كان يحتجزها بين الباب وجسده الضخم لتتوتر هي بشدة من فعلته
جميلة: ايه اللي بيحصل .. فيه ايه؟!!!
عاصي(بغيظ وغيرة شديدة): انتي اللي تقوليلي فيه ايه وايه اللي انتي بتعمليه مع ليون دا
جميلة(بحدة): انا ماسمحلكش .. انا مابعملش حاجة غلط انا بتكلم معاه باحترام الدور والباقي عليك عمال مقضيها غراميات مع ست خيارة
امسك عاصي ضحكاته بشدة ليقترب منها ويهمس بنبرة خبيثة امام وجهها
عاصي(بابتسامة خبيثة): خدي بالك علشان نبرتك انا شامم فيها غيرة
جميلة(مدعية اللا مبالاه): هه غيرة! على مين؟! عليك!
عاصي(وهو يقترب منها بنفس الابتسامة): اه عليا .. غيرانة وهتموتي كمان
جميلة(وهي تهرب بعينيها): مش غيرانة
عاصي: طب عيني في عينك كدا
نظرت جميلة له وهي تحاول الثبات على قناع القوة التي ترتديه لتتبعثر نبضات قلبها ما ان تلاقت عيونهم
عاصي(بهمس امام وجهها بنبرته الرجولية الآسرة): ها .. قولي بقا بتغيري ولا لأ
جميلة(وهي تبتلع ريقها بتوتر): ابعد يا عاصي
اختلطت انفاسهم وباتت شفاههم على بُعد سنتيمترات من ان تتلاقى .. دقات قلوبهم تدق كالطبول .. انفاسهم ثائرة بصدرهم .. اجسادهم تصرخ مطالبة بحضن قوي يروي ظمأهم .. كادت الشفاة بالتلامس حين تهاوت أجسادهم بقوة فجأة وصدح بعدها صوت صراخ .. فتح عاصي الباب بسرعة وخرج ليجد عمر يتمسك بكيارا وقد بدأت السفينة في الترنح بفعل موج البحر الذي ثار فجأة
ليو(بهتاف): عااااصي .. دخل كيارا وجميلة وعمر جوا بسرعة .. البحر قلب يلاااااااا
دق قلب جميلة برعب وتمسكت به ليربت هو على يدها بحنان أصبحت تلتمسه في نظراته ولمساته لها ليهمس
عاصي: ماتخافيش
جذب عاصي يده منها واسرع ناحية كيارا وعمر .. جذبهم بسرعة وهو يحاول ان يضبط توازنه حتى لا يسقطوا في المياة جميعاً .. دفع بهم لداخل الغرفة التي كانت تقف جميلة امامها وصرخ بهم بنبرة خوف
عاصي(بنبرة آمرة): اوعوا حد منكم يخرج
قالها وهو يخرج ويغلق الباب خلفه لتضم جميلة عمر لصدرها بخوف .. لمحت ملامح الذعر مرسومة على وجه كيارا لتفرد يدها لها هي الاخرى لتسرع الاخيرة بالانضمام لذلك الحضن الذي جعلها تقل أمام نفسها وترى الفرق بينها وبين جميلة فـ للوحش ألف حق في عشقه لها
///////////////
بمنزل كريم الذي اختاره منذ سنوات حتى يسكن فيه مع من ملكت قلبه ولكن كان للقدر رأياً آخر فأجل اجتماعهم بذلك البيت لأيام وشهور وسنوات مرت عليه كقرون وعقود .. كل ثانية مرت في بعدها كانت كالساعة وكل ساعة كالشهر وكل شهر كالسنة وكأنه الوقت كان يعانده اما الان فهو معها يشعر وكأن الوقت يطير .. قالوا ان ساعة الحب في اللقاء لها اجنحة وفي الفراق لها مخالب وهو قد جرب الطيران معها وجُرح بمخالبها ولكنه اقسم الا يدع الفراق ينال منهما مرة أخرى .. ينام كريم بهدوء يحتل ملامحه وراحة تسكن صدره وكيف لا وقد نامت بأحضانه من ملكت قلبه وتربعت على عرشه فهو قد انهى إجراءات خروجها من المشفى وانتقل معها لمنزلهما وخصص لها غرفة خاصة بها وحدها حتى لا يُجبرها على شئ ولكنه تفاجئ بها في اول ليلة لهما بالمنزل تتسلل لغرفته وتنام بأحضانه وهي تظن انه لا يشعر بها .. حمقاء لا تعرف ان قلب يشعر باقترابها ولو على بعد ألف ميل .. كل ليلة يدعي النوم العميق وكل ليلة تتسلل هي لتنام بأحضانه .. يتنفض كريم من على سريره حين استمع لصوت انكسار زجاج ليهرع للخارج ويبحث عنها بلهفة .. تألم قلبه بشدة وهو يراها تنكمش على نفسها بأحد اركان الصالة وجسدها ينتفض بشدة .. لمحت عيناه الكوب المنكسر على بعد ليس بكثير منها .. تحرك بسرعة ناحيتها ونزل لمستواها لتصرخ هي حين شعرت بلمسته
نور(برعب): لااااا ابعد عني لاااااا
كريم(بهدوء وهو يمسك بيديها): نور دا انا يا حبيبتي اهدي .. اهدي
وكأن صوته كان الحبل الذي جذبها مرة اخرى للواقع لترمي نفسها بين احضانه وتتمسك به بقوة ومازالت دموعها تجري كالشلال على وجهها .. لف ذراعيه حولها واخذ يهدهدها وكأنها ابنته ليجدها تهمس بندم طفل صغير
نور(بشهقات وسط دموعها): م ماكانش قصدي .. الكوباية .. هو قرب و...
كريم(وهو يربت على ظهرها بحنان): شششش في داهية الكوباية .. اهدي بس
نور(بنبرة يشوبها الكثير من الوجع): هو في كل مكان .. شايفاه
كريم(بلهفة): هو مين؟! قوليلي يا نور .. قوليلي ابوس ايدك
نظرت له نور وعينيها تمتلأ بالدموع .. كم ودت لو تخبره حتى يأخذ حقها من الذي ذبح براءتها بدم بارد ولكنها في كل مرة توشك ان تتكلم كانت تتذكر اخر جملة سمعتها منذ ذلك الحقير قبل ان تفقد وعيها وتدخل بعدها في دوامة اللا وعي
//
…: مش محتاج اقولك ان ماحدش يعرف باللي حصل دا .. صدقيني دا لمصلحتك .. ومصلحته .. ديتكم عندي رصاصة
//
اغلقت عينيها بشدة وازداد نحيبها وهي تهز رأسها بقهر ليتألم هو من حالتها تلك .. ضمها إليه وفي حركة سريعة وقف وهو يحملها لتنكمش هي بداخل احضانه كقطة صغيرة تلتمس الدفئ .. تحرك بها ناحية غرفته ووضعها على السرير .. كاد بالابتعاد ليجدها تحيط عنقه وتنظر له وقد اسبلت عينيها
نور(برجاء وهي تتمسك به): ماتسيبنيش
جلس بجوارها ليتفاجئ بها تدفس نفسها في احضانه وتتمسك به ليطبع قبلة حنونة على رأسها وهو يحيطها بذراعه القوي ويركز بنظره على نقطة ما بالفراغ وهو يتذكر كيف شعر بارتجافة جسدها حين دخلوا لذلك المنزل منذ يومين وكيف انه عرض عليها الذهاب لمكان اخر ولكنها رفضت قائلة انها ستواجهة اي شئ معه .. نظر لها ليجدها غفلت بين احضانه ليهمس داخله قائلاً
مازال طريقنا طويلاً يا نوري ومازال طيفه يطاردك .. مازلتِ انتي ضعيفة ومازال الخوف سيدك .. مازالت الرحلة شاقة ومازال قلبي لك ينبض .. فتُرى ماذا يُخبئ لنا القدر وهل ستُنيري حياتي بتواجدك؟!
بقلم حورية الإبداع/ حنين عماد
اغمض عينيه وضمها لصدره وقد ازدادت رغبته في الانتقام ممن جعل الخوف يزور قلب محبوبته فترى كيف سيكون انتقامه
////////////////
يمر الوقت ومازال اليخت يترنح هنا وهناك بقوة وقد ازداد الامر سوءاً حين اكتشف ليو ان المحرك قد تعطل فجأة فلم يبقى امامهم سوا حلين .. إما ان يستطيع إعادة تشغيله مرة اخرى أو ينجح عاصي وليون في توجيه اليخت لأقرب شاطئ باستخدام أشرعة اليخت الكبيرة .. ابتلت اجساد عاصي وليون نتيجة الامواج الكثيرة والثائرة التي تصطدم باليخت بينما يعافر عاصي لتوجيه احد الاشرعة الكبيرة مقاوماً شعور الاعياء الذي اصابه نتيجة ترنح اليخت بالاضافة لتشوش الرؤية الذي اصاب عينيه فجأة .. يكاد عاصي ان يتحكم بالشراع الكبير ليتفاجأ باصطدام الشراع الآخر به بقوة كانت كفيلة بافقاده توازنه .. ربما لو لم يكن يشعر بالاعياء والدوخة لاستطاع تفاديه او حتى السيطرة عليه هو الاخر ولكن استطاع ذلك الشراع ان يصطدم بالوحش في احدى لحظات ضعفه القليلة ليفقد الاخير توازنه ويسقط من فوق سطح اليخت لمياه البحر الهائجة وكان ذلك وقت خروج جميلة فهي قد قلقت عليه وليتها لم تقلق وليتها لم تخرج وليتها وليتها وليتها .. خرجت على ابشع مشهد قد تراه عاشقة مثلها بات قلبها معترفاً بعشقه .. صرخت جميلة بلهفة يشوبها الرعب وهي تجري ناحية السور غير مبالية بترنح اليخت
جميلة(بلهفة ورعب): عااااااااصي
نظرت جميلة من السور لتراه يحارب الامواج الضارية ولا يقدر على مواجهتها .. ارتجف قلب جميلة رعباً .. نفس السيناريو يُعاد .. البحر .. الموج .. السفينة .. الغرق .. لا لن تفقده هو الآخر .. لن تسمح له بالابتعاد عنها
جميلة(بصراخ): عاااااااصي
نسى عقلها كل شئ .. نسى عمر ونسى انها لا تعرف السباحة ولم يتذكر سوى انها لن تتحمل موته لتصرخ وهي تقفز من على السور ناحيته .. ربما تقولوا هذا غباء ولكن هناك جملة قالها عمرو حسن في قصيدته تقول "العقل مالوش في الحب نصيب" وهي لا تحبه فقط بل تعشقه .. نعم بات قلبها معترفاً بتلك الحقيقة ولكن هل سيكون هناك فرصة لها لتعترف بها له .. هل ستقول الجميلة انها عشقت الوحش
كاااااااااااااااات .. كفاية كدا النهاردة
أنت تقرأ
جميلة عشقت الوحش 🤍🖤
Romanceجميلة عشقت الوحش 🤍🖤 بقلم حورية الإبداع/ حنين عماد💜✨ قاسي, متملك, قلبه مظلم .. أسهل شئ في حياته القتل .. رغم ثروته التي لا تُعد والقصور والسيارات التي يمتلكها إلا ان قلبه فقير .. فقد أخيه الوحيد ليزداد أنغماسه في مستنقع أبيه المُظلم .. فـ هل ستسطي...