الفصل السابع عشر ⁦❤️⁩🔥

8.4K 268 15
                                    

خرجت جميلة من غرفة العناية لتجد كريم يقف امامها وهو يبتسم بهدوء ويمسك احد علب العصائر ويمد يده بها لجميلة
كريم: عرفت انك اتبرعتيله بدمك ف قولت اجيبلك حاجة تعوض الدم
جميلة(برفض بسيط): ميرسي مش عايزة حاجة
كريم(بنبرة خفيفة): لا ماينفعش .. انتي عايزاه لما يقوم يعرف اني ماجبتلكيش حاجة تعوضي بيها دمك .. يرضيكي اتعلق على باب الڤيلا
ابتسمت جميلة بخفة على جملته واخذت منه العصير
جميلة: شكراً
كريم: العفو .. اتفضلي اقعدي علشان ترتاحي
جلست جميلة على احد الكراسي المواجهة لغرفة العناية المركزة ليجلس هو الاخر .. لحظة صمت قطعها هو وهو يردف بهدوء
كريم(وهو ينظر لباب الرعاية): هيقوم .. ماتقلقيش .. دا ياما شاف اكتر من كدا وقام تاني .. زي الشجرة القوية مهما كانت الرياح جامدة وقاسية عمرها ما تقدر تشيل جذورها من الارض
جميلة: انت تعرفه من زمان؟
كريم(بابتسامة وهو يسرح في ذكرياته مع عاصي): يااااه دا عشرة عمري .. انا وعاصي صحاب بقالنا فوق ال ١٠ سنين .. عارفة ايه اللي مخليني معاه دايما؟
جميلة: ايه؟
كريم: ان ليه في رقبتي دين عمري ما هقدر اوفيه
جميلة: دين؟!
كريم(بتأكيد): اه .. دين كبير .. انا وعاصي حكايتنا يمكن تكون شبه بعض شوية .. كل واحد فينا ربنا رزقه بأب شايل قلبه وحاطك مكانه قالب طوب .. تعرفي ان اللي جمعني بعاصي كان عداوة في الاول
جميلة(بدهشة): عداوة؟!
كريم: ايوة .. ابوه وابويا كانوا اكبر منافسين في الماڤيا وتجارة الاسلحة والذي منه وفي صفقة كان المفروض هتبقى زي معاهدة بينهم ابويا غدر بيهم  ..(ثم اهتزت نبرته قليلاً).. وغدر بيا انا كمان .. الحكاية كلها حصلت في اقل من دقيقة .. ضرب نار من كل مكان .. فجأة لاقيت رصاصة في رجلي .. وقعت عالارض وعيني بتدور على ابويا  ..(ثم صمت قليلاً يبتلع غصة مريرة وهو يقول).. لاقيته بياخد شنطة البضاعة وشنطة الفلوس وبيهرب .. شافني بقع ومافكرش يلحقني .. سابني اموت وهرب .. دا كان اخر مشهد شوفته قبل ما احس بالرصاصة التانية بتدخل صدري وبعدها الدنيا ضلمت .. كنت فاكر ان دي نهايتي بس دي كانت بدايتي مع عاصي اللي فتحت عيوني لاقيته قاعد جنبي .. كان عمره مش اكتر من ٢٥ سنة بس اللي يشوفه يديله اكبر من سنه .. لاقيتني ساعتها في مستشفى واتعمل ليا كل العمليات اللي تخليني احسن من الاول .. اكتشفت بعد كدا ان هو اللي جابني وهو اللي خلاهم يعملوا العمليات دي ليا .. وبعد ما بقيت كويس خيرني بين اني ابقى معاه او ارجع لأبويا تاني .. بصراحة ماكنتش مآمن اني ارجع .. ولا حابب اكون لوحدي ف بقيت معاه .. من يومها ورجلي على رجله .. يقولي معايا اقوله معاك .. وكان معانا عاصم .. عارفة، عاصي وقف قصاد ابوه لما فكر انه يخلي عاصم يكون معانا في المهمات والعمليات اللي بنعملها .. خلاه اخره يعمل تعقب للاهداف او يخترق سيستم المنظومة او المكان اللي رايحينه .. كل شغله خلاه إلكتروني من الكمبيوتر بتاعه في بيته .. كان بيحاول يبعده عن الخطر اللي عايشين فيه ليل نهار .. لما عاصم اختفى عاصي اتكسر .. حسيته اتهز جامد .. كان بيدور عليه زي المجنون .. عمره ما يأس .. كان ساعات يقعد باليومين والتلاتة ماينامش علشان يدور عليه .. لما عرف بخبر موته وقع بين ايديا .. ساعتها حسيت اني مستعد ادفع عمري وماشوفش صاحب عمري بالمنظر دا .. حسيت اني مستعد ادفع حياتي علشان عاصم يرجع ويكون جنب عاصي .. عاصي مش وحش زي ما الكل فاكر .. قلبه عامل زي الماس بس مدفون وسط طين وقرف المستنقع بتاع صفوت الزيان .. ماتبعديش عنه .. انتي وعمر نورتوا حياته من تاني .. اليومين اللي اخدتي عمر وبعدتي فيهم عاصي كانت روحه رايحة منه .. اول مرة شوفته بيضحك من اسبوع كان لما حضن عمر .. اول مرة حسيته فرحان بجد كان لما شافكم
جميلة(وقد تذكرت عمر): هو عمر فين؟
كريم: ماتقلقيش وديته عند جارتكم زي ما قولتيلي
جميلة: معلش تعبتك بس انت شايف
كريم: تعبكم راحة .. المهم انتي لازم تروحي تعملي فحص تتأكدي ان مفيش جروح او حاجة من اللي كنتوا فيه
جميلة: انا كويسة ماتقلقش
كريم: معلش زيادة تأكيد .. وعلى فكرة انا قولت لجاركم انك انتي وعاصم في مشوار .. يعني ماحكيتش حاجة
جميلة(وهي تهز رأسها): فاهمة ماتقلقش
كريم: طب يلا قومي بقا اعملي الفحص خليني اروحك
جميلة(بتلقائية): لا طبعاً انا مش هسيب عاصي  ..(ثم انتبهت لما قالت لتردف بتوتر).. قصدي يعني انا هفضل جنبه لحد ما اطمن عليه .. قصدي..
كريم(وهو يبتسم ويقف): فهمت خلاص .. انا هروح اعمل مكالمة .. ارجع الاقيكي روحتي عملتي الفحص واطمنتي على نفسك
جميلة: ماشي
تحرك كريم لتنظر جميلة في اثره .. تحسه يعاملها وكأنها اخته .. لن تنسى لهفته حين اخبرته بما حدث لهم فبعد ان فاقت من فقدان وعيها الذي تسبب فيه عاصي فتحت عينيها باستغراب لذلك المكان .. سريعا ما تحول ذلك الاستغراب لرعب حين تذكرت ما حدث .. ركضت بأقصى سرعة للخارج لتنصدم حين وجدت جسده يفترش الارض وحوله بركة من الدماء .. هذه المرة لم يرفق بها القدر .. كان هو .. كان عاصي .. لم يكن رجلا اخر ولم يكن بخير .. عاصي الزيان المعروف بالوحش مرمي على الارض ودماءه تلونها .. عينيه مغمضة ووجهه شاحب .. شفتيه اللاتي طبعت قبلة على جبينها منذ ساعات اصبحت زرقاء تفتقر الدماء .. انفاسه بطيئة بل تكاد تكون معدومة .. نبضه يضعف ثانية بعد الأخرى .. كل ذلك وهي تجلس بجانبه تصرخ وتنوح ولكن ما من مجيب .. ما من مسعف .. لا احد ينجدها وينجده .. لا احد .. فجأة صدح صوت هاتف عاصي الذي ولحسن الحظ زوده بتقنية معينة تلقط اشارة حتى تحت الارض .. اخذت هاتفه بلهفة لتجد اسم كريم ينير شاشته فقد قلق الاخير على عاصي وخاصة انه اخبره انه سيقوم بايصال جميلة ثم سيتصل به .. ردت جميلة عليه واخبرته بإيجاز ما حدث ليسرع بالتحرك ناحيتهم بلهفة على من جمعته به الظروف فصار اكثر من اخ بالنسبة له
///////////////
وقف كريم امام المشفى وقد فتحت ذكرياته التي حكاها الباب لها .. زارت عقله الذي لم تغب يوماً عنه .. رفع هاتفه ولم يهتم للوقت فالقلب مشغول على من تسكنه ولم ولن تسكنه غيرها .. ثواني واتاه الرد ليسأل دون مقدمات
كريم: عاملة ايه دلوقتي؟
**: للاسف زي ما هي
اغمض كريم عينيه بألم وهو يغلق هاتفه .. يأن قلبه بألم عليها .. على من نبض فؤاده بأسمها .. على من رفعت راية انتصارها على اراضي قلبه فصارت عشقه الوحيد .. على من يتنفس حبها .. سنوات فراق اجبارية فرضها عقلها الباطن عليهما ففرق بينهما .. ااااااااااه قوية سكنت قلبه وهو يسترجع ذكريات ذلك اليوم المشئوم الذي قلب حياته رأساً على عقب .. كان يفصل بينه وبين سعادته مع من عشقها من صميم قلبه اقل من يوم .. بعض ساعات كانت تفصل بينه وبين اليوم الذي ستصبح فيه زوجته قولاً وفعلاً ليستكثر القدر عليه سعادته كالعادة ويحكم على قصة حبهم بالموت قبل ان تولد فمن هي تلك الغامضة التي يحبها وهل فعلا لا سبيل لقصة حبهم ان تكتمل ام ان مازال في جعبة القدر المزيد والمزيد من المفاجآت
////////////////
مر الوقت واستقرت حالة عاصي ليأمر الطبيب بنقله لغرفة عادية .. بداخل تلك الغرفة تجلس جميلة وهي تمسك يده وقد اعلن قلبها خضوعه امام تيار الحب .. وعلى السرير ينام هو بهدوء يحتل ملامحه الرجولية الجميلة .. حاجبيه كثيفين .. لحيته مهذبة وشديدة السواد .. اهدابه طويلة .. جميل هو بكل ما تحمله الكلمة من معنى .. نظرت جميلة خلفها لتبتسم بهدوء حين رأت عمر ينام على تلك الكنبة الصغيرة الموضوعة بتلك الغرفة فبعد ان اطمأنت على نفسها تحت اصرار كريم تفاجأت باتصال من محمد وشروق يطمئنوا عليها ويخبروها ان عمر يرفض النوم إلا عندما تأتي .. بالطبع لم تكن لتخبرهم بما حدث ولم تكن ايضا لتترك عاصي وحده لذا وتحت اصرار ذلك الصغير ارسلت كريم ليُحضره وقالت لمحمد انها سترجع مرة اخرى مع عاصي .. هل فعلاً سترجع؟! هل ستعود لسجن صفوت الزيان؟! هل ستكون مرة اخرى بداخل تلك الامبراطورية التي تضغط على صدرها فتمنع الهواء من احتلاله؟! .. واذا رجعت كيف ستكون علاقتها مع عاصي؟! هل ستعتبره زوجها حقاً؟! كل تلك الافكار كانت تدور بعقلها لتقوم هي بنفضها مرة واحدة .. قررت أللا تفكر .. على الاقل لليوم .. اليوم فقط ستتصرف كما يقول لها قلبها .. قلبها الذي يأمرها الآن ان ترتمي في احضان ذلك الوحش الحبيب فما كان منها سوا ان تطيعه .. وقفت بهدوء لتقوم بالجلوس بجانب عاصي على سريره ثم فردت جسدها الصغير بجانبه .. اندست وسط احضانه بهدوء .. قرار متهور ربما ستندم عليه عندما يتولى عقلها زمام الامور مرة اخرى ولكن لا يهم .. المهم انها الان بين احضانه .. وضعت يدها على صدره واخذت تحرك ابهامها بهدوء وهي تتطلع لملامحه الهادئة .. لا تعرف كم مر من الوقت لترتبك نبضات قلبها حين وجدت عاصي يزيد من لف ذراعه حولها وهو يلف رأسه ناحيتها ويفتح عينيه ببطئ اربكها .. ببلت شفتيها بلسانها ورمشت مرتين او اكثر بارتباك اما هو فقد رُسمت ابتسامة على شفتيه حين رآها .. اخذ يمشط وجهها بعينيه ليزداد انجذابه لها وهو يرى ارتباكها الجميل مثلها .. نظرت هي له وسط خجلها لتتوه بعينيه السوداء كسواد الليل الكحيل .. قربهم مهلك .. تستقر بين احضانه ووجوههم لا تبتعد اكثر من ١٠ سنتيمتر .. يتشاركون الانفاس التي تزيد من نبضات قلبها الخجول لتغمض عينيها مستسلمة لذلك الشعور اللذيذ الذي يدغدغ قلبها .. جذبته حالتها المستسلمة تلك ليقترب هو الاخر بوجهه منها .. كادت شفاههم بالتلامس ليُقاطعهم صوت عمر الذي استيقظ للتو
عمر(وهو يدعك عينيه بنعاس): عمو عاصي
اغمض عاصي عينيه بقوة وهو يهمس لنفسه
عاصي: ابو ام دي بوسة مدعي عليها
فهمت جميلة تفكيره لتضغط على شفتيها بقوة مانعة نفسها من الضحك في حين تلون وجهها باللون الاحمر
عمر(وهو يقف بجانبه ببراءة): عمو عاصي انت بقيت كويس؟
عاصي(بنبرة هادئة): الحمد لله يا حبيبي انا كويس
عمر(ببراءة طفولية): عارف يا عمو انا قعدت ادعي كتير لربنا علشان انت تقوم
عاصي: وعشان كدا انا قومت .. علشان انت دعيت ربنا
عمر: طب ممكن انام انا كمان في حضنك؟
وكأن جملته هي من ايقظت عقل جميلة لتنتبه لوضعها داخل احضانه .. كادت بالاعتدال لتجد عاصي يضغط على ذراعها وهو يزيد من احتضانها ويهز رأسه ب لا دون ان ينطق .. رجفة بسيطة أصابت جسدها وخاصة حين ضمها اكثر لصدره .. فتح عاصي ذراعه الثاني لعمر ليقوم هذا الصغير بالصعود على السرير من الناحية الاخرى وينام بجانبهم .. حاوط عاصي جميلة وعمر بذراعيه القويين ونظر ناحية جميلة التي تلونت وجنتاها باللون الاحمر من شدة الخجل فصاروا كحبات الطماطم .. عينيه تسكنها السعادة الممزوجة بالعشق وعينيها يسكنها الخجل الممزوج بالحب .. اغمض عاصي عينيه براحة وسعادة فكيف لا يكون سعيد وبأحضانه اهم اثنين في العالم بالنسبة له .. ابن اخيه الحبيب وابنه قلبه .. من ملكت قلبه واستعمرت كيانه وغزت فؤاده .. من دق قلبه لأجلها .. تلك الجميلة التي احبها الوحش
كاااااااااااااااات .. كفاية كدا النهاردة

جميلة عشقت الوحش 🤍🖤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن