مثل صبار حزين لا يبكي؛ لأنه يُدرك أنه لو بكى مائة عام، لن يَحتضنه أحد .. هكذا عاش عاصي حياته يغلق على احزانه بداخل قلبه .. يدرك تمام الإدراك انه مظلم بشدة ولن يختاره احد .. كم من ليالي تمنى ان يقول له احد انه حتى لو رأى النور بغيره سيختار عتمته ولكن لم يجد .. حتى جاءت هي، لا يعلم لما دق هذا القلب لها هي فقط .. لما فتح لها ابواب قلبه مرحباً ومهللاً وكأنه طفل صغير يستقبل العيد .. ولكنه صُدم برفضها له .. كطِفل يُهرول إلى أمّه باكيًا لتحتضنه؛ فيتلقّى صفعة ليكُفّ عَن البُكاء .. ولكنه تلقى تلك الصفعة على قلبه .. قلبه الذي مازال وربما سيظل عمره كله ينبض لها هي فقط .. مرت ايام كثيرة وقد احترم عاصي رغبتها بالبُعد رغم ألم قلبه فأصبح لا يدع مجال للتقابل معها .. منعزلاً بمكتبه طوال اليوم، حتى أنه لا يصعد لغرفته حتى يترك لها الحرية بالنوم بها .. اما هي فكانت هناك حرب دائرة بين قلبها وعقلها .. قلبها الذي يصرخ أنه قد وقع بحبه وعقله الذي يرفض ذلك الحب .. قلبها الذي يتذكر اللحظات التي قضاها معانقاً قلبه في رقصة او قبلة مازال طعمها بشفتيها، وعقلها الذي يريد مسح تلك الذكريات كأن لم تكن .. تنتهي جميلة من ارتداء ملابسها لكي تذهب لعملها .. تتذكر كيف رفض عاصي رجوعها لذلك العمل وكيف اصرت هي عليه حتى وافق
*فلاش باك*
تقدمت من مكتبه بتردد ودقات قلب متواثبة مشتاقة لرؤياه .. كادت بالعودة لغرفتها ليجف حلقها فجأة حين وجدته يفتح باب المكتب ويقف امامها بجسده الكبير وطوله الذي يزيده هيبة وحضور .. تلاقت الأعين بعد فراق ايام لقاء العشاق وقيل بدون كلام ما عجز عن نطقه أبلغ الشعراء .. كانت النظرات تحمل الشوق واللهفة والحب والرغبة والحزن والانكسار .. طالت النظرات ليقطعها هو وهو يتنحنح بهدوء ويردف بصوته الرجولي الذي اشتاقته
عاصي: احم، خير؟ كنتي عايزة حاجة؟
جميلة: ايوة .. محتاجة اتكلم معاك لو فاضي
نظر لها عاصي قليلاً .. أتقول انها تريد الكلام معه إن كان متفرغ! ألا تعلم انه لو كان معه ميعاد مع رئيس البلاد لقام بإلغاءه ليقضي دقائق معها .. دقائق فقط ينظر لغابات عينيها .. دقائق فقط يرتوي فيها هذا القلب برؤياها .. هذا القلب الذي لم يعرف متى ولا كيف وقع بشباك عشق تلك الجميلة .. انتبه عاصي لكونه صامتاً لمدة طويلة ليتحرك ببطئ مبتعداً عن الباب وهو يشير بيده لها كي تدخل .. تقدمت للداخل بخطوات مرتبكة ودقات قلب تكاد تقسم انه لو وقف بجانبها لأستمع لها تدق كما الطبول .. جلست على الكرسي المقابل لكرسي عاصي وهي تفرك أصابعها بشدة حتى تلونوا باللون الوردي .. نظر عاصي لها وهو يزداد انجذابه لها وخاصة بخجلها هذا الذي يأسره .. اجبر نفسه على الخروج من حالة السرحان بها ليردف بهدوء
عاصي: كنتي عايزاني في ايه؟
جميلة: انا .. كنت يعني .. عايزة أسألك هنعمل ايه بخصوص عمر؟
عاصي(بعدم فهم): نعمل ايه في ايه؟
جميلة: في مدرسته .. الولد بقاله كتير مابيروحش المدرسة ودا هيأثر عليه
عاصي(بهدوء): انا قدمت ورقه في مدرسة انترناشونال ومن الاسبوع الجاي هيروح
جميلة: نعم؟! وحضرتك كنت ناوي تبلغني بالكلام دا امتى؟ ثم ازاي اصلا تسحب ورقه من مدرسته وتقدم في مدرسة تانية من غير ما تقولي؟
عاصي(وهو يرفع حاجبه): وانا كنت هاخد الاذن مثلاً!!
جميلة: انا مش بقول تاخد الاذن .. انا بقول ان عمر مسؤوليتي انا وانت مش انت لوحدك علشان تاخد قرار منك لنفسك كدا
عاصي: عمر الزيان ماينفعش يكون في مدرسة حكومي في حارة شعبية
جميلة(وهي تقف وتضع يديها بخصرها بدفاع عن تلك المدارس): ومالها بقا المدرسة الحكومي! مش احسن ما يطلع عيل بسكويت بتاع بابي ومامي والتربية الايجابية اللي تفقع المرارة دي
كادت ضحكة ان تفلت من عاصي وهو يراقب حركاتها المنفعلة وكلماتها المضحكة ولكنه تماسك ليردف بهدوء
عاصي: انا مابقولش انها وحشة لكن دلوقتي عمر لازم يتأسس كويس ويكون معاه لغة واتنين ويكون في مدرسة امان .. عمر دلوقتي خلاص بقا معروف انه حفيد عيلة الزيان واظن انتي عارفة ان العيلة ليها اعداء .. واعداء اوسخ مما تتخيلي .. يعني لا هيهمهم انه طفل ولا يهمهم انه ملوش في شغلنا .. فهمتي؟
جميلة(بخوف يحتل نبرتها): يعني كدا .. فيه خطر على عمر؟!
عاصي: ماتقلقيش .. انا اخترت واحدة من اكبر المدراس وكمان هيكون معاه حراسة طول الوقت هدفهم حمايته من اي حاجة
جميلة(بذهول): حراسة!! هو انت بتتكلم عن مين؟ عمر؟! عمر اللي عنده ٦ سنين دا صح؟
عاصي: ايوة مالك؟
جميلة: مالي؟! عمر الطفل اللي عنده ٦ سنين هيفضل ماشي بحراسة .. انت مش شايف انك كدا هتلغبط حياة الولد .. عمر حياته كانت عادية وبسيطة .. فجأة كدا هتلعبكها وتكلكعها
عاصي: ماتقلقيش انا هتكلم معاه وافهمه ان دا لمصلحته
نظرت جميلة لعاصي الذي يتكلم كما لو ان عمر رجل ناضج وسيقوم بالتكلم معه لإقناعه بشئ ما
عاصي: ها فيه حاجة تاني؟
جميلة: اه .. انا عايزة ارجع الشغل
عاصي: شغل؟!
جميلة: ايوة .. شغلي .. انا بقالي فوق الاسبوع في الدوامة دي وكدا ماينفعش
عاصي(برفض): لا طبعاً مفيش شغل
جميلة: مفيش ايه يا عينيا!!!
عاصي: مفيش شغل .. انتي خلاص مش محتجاه
جميلة: ايه هو دا!! حد قالك اني مستنية القرش اللي هتديهولي .. انا هنزل شغلي ودا اخر كلام عندي
قالتها جميلة وهي تقوم لتنصرف .. كادت بفتح الباب لتشهق حين وجدت يده تقبض على يدها ويده الاخرى تُديرها لتصبح محاصرة بين جسده القوي وبين هذا الباب .. اضطربت انفاسها وتواثبت دقات قلبها وخاصة حين اقترب لتحس بأنفاسه الساخنة تلفح اذنها
عاصي: مش مرات عاصي الوحش اللي تعلي صوتها عليه
جميلة(وهي ترمش اكثر من مرة بتوتر): لو سمحت ابعد
عاصي(وهو ينظر لها دون ان يتحرك): ...
جميلة: عاصي .. ارجوك
اغمض عاصي وهو يلعن نفسه ويلعن اسمه .. لماذا عليها ان تنطق اسمه بتلك الروعة .. ابتعد قليلاً ولكنه مازال واقفاً امامها ليردف بهدوء
عاصي: مفيش نزول للشغل .. انتي مراتي وملزومة مني
جميلة(بنبرة هادئة يشوبها الرجاء): لو سمحت يا عاصي بلاش كدا .. انا عايزة انزل شغلي تاني .. انا بحبه والحكاية مش حكاية فلوس وبس
نظر لها عاصي وهو يتنهد قليلاً
عاصي: طب سيبيني افكر شوية
جميلة: تمام .. عن اذنك
قالتها جميلة واسرعت بفتح الباب لتهرب من حصار هذا الوحش الذي لو كانت وقفت لدقيقة اخرى لم يكن ليتركها إلا بعدما يتأكد انه قد زرع ابنه برحمها .. جرت جميلة لغرفتها وهي تضع يدها على قلبها محاولة تهدئة دقاته التي ارتبكت من قرب من دق له .. اما عاصي فأغلق عينيه بشدة واخذ يتنفس بسرعة .. ثواني وكان يقوم بتمارين الضغط منفثاً عن تلك النيران التي اشتعلت بجسده من تلك الجميلة .. نيران العشق التي اما ستدفئ قلبيهما او ستحرق كل ما حولهما ولن تُبقي غير الرماد
*عودة*
ألقت جميلة نظرة خاطفة على نفسها قبل ان تتحرك من الغرفة لعملها حيث ينتظرها مفاجأة كبيرة
/////////////
بمنزل محمد:-
تقف شروق وهي تقلب الفول الموضوع امامها ولكن بعقل شارد بما حدث منذ اسبوع وكيف انتهى بها الامر متزوجة من محمد!
*فلاش باك*
تجلس شروق بغرفتها بمنزل والدها بعد ان انتهت للتو من تنضيف المنزل بأكمله بمفردها
شروق(بتعب وهي تدعك ذراعيها): اااااه ياني ياما .. يا عضمك يا شوشو .. اه يا صغيرة عالهم يا شوشو .. منك لله يا سميحة يا ابيحة .. ربنا ينتقم منك
وعند تلك الكلمة فتحت سميحة - زوجة ابيها - الباب
سميحة: شوشو .. قومي يلا .. مالك يا حلوة؟
شروق(بنبرة شعبية): حلوة دي ازازة زيتي .. بلاش ياختي تظيطي
سميحة(وهي تطلق ضحكة رقيعة باستفزاز): يوه كتك ايه يا بت يا شوشو .. دمك عسل .. والله هتوحشينا يا بت
شروق(بهمس): وحش لما يبقى يلهفك ..(ثم اردفت).. اوحشك ليه يا حبيبتي .. ايه قررتي تمشي وتريحينا
سميحة(بابتسامة خبيثة): لا يا حبيبتي انتي اللي هتمشي
شروق: امشي اروح فين يا ولية؟
سميحة: تتجوزي يا حبيبتي .. المعلم ابو سريع على سن ورمح طلبك من ابوكي والنهاردة جاي ومعاه المأذون
شروق(بصياح): نعممممم؟!!! بقا انا هتجوز ابو سريع المعفن اللي بيستحمى في المواسم وبرضو بتفضل ريحته وحشة .. انا اتجوز ابو كرش الاقرع دا .. استحالة .. انا مش موافقة
سميحة: عنك ما وافقتي يا عيني .. انا موافقة وابوكي موافق
شروق: خلاص اتجوزوه انتوا
سميحة(وهي تجذبها من ذراعها بحدة): اسمعي بقا يا روح امك .. انتي هتتجوزيه ورجلك فوق رقبتك .. دا دافع فيكي 5 آلاف جنيه مهر
شروق: اااااه قولي كدا .. انتوا بتبيعوني بالفلوس
سميحة(وهي تصفعها بقوة): اخرسي يا قليلة الرباية .. ادي اخرة تربية فتحية
شروق(بحدة وهي تضع يدها على خدها مكان الصفعة): ماتجيبيش سيرة امي على لسانك
سميحة: قصر الكلام .. النهاردة كتب كتابك عالمعلم ابو سريع .. ولو حب ياخدك معاه بعد كتب الكتاب كمان احنا موافقين .. يعني هتتجوزيه هتتجوزيه
شروق(بدموع تلمع بعينيها): ...
سميحة(وهي تخرج وتغلق الباب خلفها): كتك نيلة وانتي شبه امك
شروق(ببكاء وقهر): حسبنا الله ونعم الوكيل .. ربنا يرحمك يا ماما .. لو كنتي عايشة ماكنش دا حصلي .. يا رب ساعدني
مرت ساعات وفي كل دقيقة يدق قلب شروق بعنف .. بعد قليل ستصبح زوجة لرجل لا يمت للرجولة بصلة .. ليس الامر امر الشكل فقط ولكن أيضاً العمر فهو في الخمسين من عمره وهي في نصف عمره .. ستصبح زوجة لمن هو اكبر من أبيها .. ستصبح زوجة لمن يتزوج ويطلق بحثاً عن من تنجب له الولد فقد طلق ٣ نساء وعلى ذمته ٣ اخريات وكل منهن انجبت له اناث .. ستتزوج من رجل سليط اللسان يسمح لنفسه بضرب النساء ناسي وصية رسول الله حين قال (رفقاً بالقوارير) .. تضم رجليها لجسدها وتجلس فوق الفراش بدموع تغرق وجهها .. ينتفض جسدها حين وجدت ابيها يفتح الباب لتنظر له وعينها تفيض منها الدموع لتُصعق حين سمعته يقول
جلال(وهو يتلفت حوله): يلا يا بنتي بسرعة مفيش وقت انتي لازم تهربي
شروق(بصدمة): انت بتقول ايه يا بابا انت عايزني اهرب؟!!!
جلال(بخجل من نفسه): ايوة يا بنتي .. سامحيني انا ماقدرتش احميكي .. كنت فاكر اني لما اتجوز هجيبلك ام تانية وزوجة ليا تونسني بس كنت غلطان .. طلعت اني وقعت في حرباية بتتلون بكل لون لحد ما قدرت تعمل اللي هي عايزياه .. خلتني امضيلها على تنازل عن البيت والورشة اللي حيلتي وصحتي راحت خلاص مش هقدر اقف قصادها .. شوفتها وهي بتذلك وتهينك ووقفت ساكت .. شوفتها وهي مخلياكي تنضفي وتغسلي ولا الخدامين .. شوفتها وهي بتاخد منك مرتبك غصب عنك وماتكلمتش .. انما لحد انها تبيعك لواحد زي ابو سريع قصاد الفلوس يبقى لا وستين لا .. ولا كنوز الدنيا تسوى ضفر من ضوافرك يا بنتي
شروق(وهي ترتمي في احضانه بدموع): ...
جلال(وهو يربت على ظهرها): يلا يا حبيبتي .. انا خليتها تنزل الكوافير وقولتلها علشان تكون مستعدة لعريس الغفلة الجاي .. يلا بسرعة قبل ما ترجع .. اهربي يا بنتي وانا هبقى اشوف طريقة اوصلك بيها
شروق(وهي تتمسك به): تعالى معايا يا بابا
جلال(بنبرة مكسورة): ماينفعش يا بنتي .. انا دلوقتي بقيت تعبان لا انا حمل شحططة ولا حمل تنطيط من هنا ل هناك .. روحي انتي وانا هعرف اوصلك
بكت شروق وهي تنظر لوالدها ليرفع يده ويمسح دموعها بحنان وهو يردف
جلال(وهو يعطيها بعض الاموال): يلا بقا بلاش دموع .. وخدي دول .. كل اللي قدرت اجيبهم منها .. خلي بالك على نفسك يا قلب ابوكي .. وسامحيني يا بنتي
شروق(وهي تهز رأسها وتردف بصدق): مسمحاك يا بابا .. والله مسمحاك
*عودة*
انتبهت شروق من شرودها على رائحة الفول الذي احترق وشهقة السيدة ابتسام من خلفها
ابتسام: يالاهوي يا بنتي ! اطفي على العين بسرعة
شروق(بتوتر): انا اسفة والله يا حاجة .. والله مش قصدي والله..
ابتسام(وهي تهدئها وتربت على كتفها): اهدي يا حبيبتي .. حصل خير .. هناكل النهاردة جبنة وطماطم
شروق(وهي تمسح الدموع التي اغرقت وجهها): ...
ابتسام: هوني على نفسك يا شروق .. هوني على نفسك يا بنتي
شروق(بدموع تلمع بعيونها مرة اخرى): صعبان عليا نفسي اوي يا حاجة
ابتسام(بحنان): احنا مش قولنا تقوليلي يا ماما
شروق(بابتسامة بسيطة): معلش يا ماما لسة ماتعودتش عليها
ابتسام(بابتسامة حنونة): بكرة تتعودي يا عيون ماما .. يلا روحي صحي محمد
شروق(بخجل): ما تروحي انتي يا ماما تصحيه
ابتسام(وهي تضربها بخفة على ذراعها): يا بت هو فيه واحدة تتكسف من جوزها؟!
شروق(بعبوس يرتسم على وجهها): لما يبقى متجوزني برضاه مش مغصوب
ابتسام: وهو محمد عيل صغير علشان حد يغصب عليه حاجة .. وبعدين ايش حال ان هو اللي عرض عليكي انكم تتجوزوا
شروق: ايوة عرض بس علشان اقعد معاكم والناس ماتقولش حاجة لما جيت ولاقيت جميلة مش هنا
ابتسام: يا حبيبتي محمد لو كان عايز يلاقي طريقة تانية كان عمل كدا انما هو قرر انه يتجوزك وخصوصاً يعني بعد ما جميلة اتجوزت
شروق: ما تزعليش منها يا ماما .. الله اعلم هي عملت كدا ليه
ابتسام(بصدق): مش زعلانة وربنا يعلم اني بدعيلها ان ربنا يهدي حالها .. بيني وبينك انا شايفة انها عملت الصح .. دي الطريقة الوحيدة ان عمر يكون بيها معاها هي و عمه .. وكمان انا كنت شايفاها طول سنين الخطوبة مش ميالة لمحمد بس كنت بقول مكسوفة او مش واخدة عليه لسه ..(ثم نظرت بابتسامة لشروق).. انما انتي من لما عيني شافتك وانا شايفة فيها لمعة حب
شروق(مدعية الصدمة): انا يا ماما!!
ابتسام(وهي تقلدها): لا انا يا ماما .. قوليلي بصراحة .. انتي بتحبي محمد؟
خجلت شروق وارتسمت ابتسامة على وجهها وهي تهرب بعيونها لتردف ابتسام
ابتسام(وهي تلاحظ خجلها وابتسامتها): يا بت ماتتكسفيش .. قولي
شروق: مش عارفة يا ماما .. بس من اول ما شوفته وانا حاسة قلبي بيدق جامد .. كنت بقول لنفسي عيب ومايصحش .. دا خطيب جميلة اللي انتي معتبراها اختك .. علشان كدا كنت ببعد .. لا كنت باجي ازورها ولا كنت باجي اي مناسبة علشان ماشوفهوش .. كنت بدعي واقول يا رب طلع حبه من قلبي بس كل ما كنت ادعي بكدا كان حبه يزيد اكتر جوايا .. هو انا كدا خنت جميلة؟
ابتسام(وهي تربت على يدها): لا يا حبيبتي .. القلوب مالناش يد فيها .. مانقدرش نقولها حبي دا واكرهي دا .. ربك هو اللي بيرمي الحب في قلب العبد .. وانتي ربك رمى حب محمد في قلبك .. وخلاه يكون نصيبك يبقى اتجدعني انتي بقا وإسعي علشان تكوني انتي كمان نصيبه
شروق(وهي تتحرك): حاضر يا ماما
ابتسام: رايحة فين يا بت؟
شروق(بغمزة): رايحة اصحي ابو حميد
/////////////
تمر الساعات على جميلة بعملها وعقلها منشغل بما حدث صباحاً مع عاصي .. فقد اصر على ايصالها للعمل بنفسه
*فلاش باك*
تخرج جميلة من غرفة مديرها بعد ان لاقت بعض التوبيخ بسبب غيابها عن العمل فترة كبيرة .. خرجت والعبوس مرتسم على وجهها لتجد عاصي يجلس على احدى الطاولات بهدوء وطلته الاسرة تزيده جمالاً فوق جمال .. تقدمت جميلة ناحيته لتردف
جميلة(بعبوس): خير قاعد ليه؟
عاصي(وهو يضع قدم فوق الاخرى): يعني ايه قاعد ليه؟ هو مش دا مطعم برضو ولا انا بيتهيألي
جميلة: لو سمحت انا مابهزرش .. امشي من فضلك وكفاية اوي اللي حصلي بسببك
عاصي(وهو يلاحظ عبوسها): ليه هو حصل ايه؟
جميلة(بغيظ): عايز تعرف حصل ايه؟ مديري اداني كلمتين في جنابي بسبب غيابي عن الشغل واداني انذار اني لو غبت تاني بدون عذر هيرفدني .. يا رب تكون ارتحت
عاصي(بتوعد ونبرة الوحش واضحة بصوته): لا مارتحتش .. بس هرتاح
قالها عاصي وهو يقف ويتقدم من مكتب ذلك المدير الذي لعب بعداد عمره حين فكر بتهديد جميلة الوحش .. حاولت جميلة ايقافه ولكنه لم يستمع لكلمة منها ليفتح باب المكتب بعنف جعل ذلك المدير ينتفض في مكانه
المدير(بحدة): ايه دا؟! ايه اللي بيحصل هنا دا!! انت ازاي تدخل المكتب بالشكل دا ؟!!! انت...
عاصي(بنبرة مرعبة وهو يقترب بوجهه منه ونظرة الوحش المرعبة تتمركز عينيه): شششششش اسمعني .. لو خايف على نفسك وعلى عيلتك .. اول وآخر مرة تكلم جميلة بالشكل دا .. لو فكرت انك تكلمها ولا تهددها تاني صدقني هتندم
المدير(برعب حاول اخفاءه): انت بتقول ايه؟ انت ...
عاصي(مقاطعاً بنفس النبرة): انت سمعتني؟ ..(ثم اشار ناحية جميلة ليردف).. اللي واقفة قدامك دي حرم عاصي الزيان ولو متعرفش مين عاصي الزيان اسأل .. هي هتيجي وقت ما تحب وتمشي وقت ما تحب .. وصدقني لو عرفت بالصدفة انك كنت سبب انها تزعل، هزعل عيلتك كلها عليك
قالها عاصي وهو يقف ويخرج من المكتب تاركاً ذلك الذي تلون وجهه باللون الاصفر من شدة الخوف .. خرجت خلفه جميلة وهي راسمة علامات العبوس والغضب على وجهها عكس الفرحة التي سكنت قلبها .. امسكت بذراعه ووقفت امامه لتردف
جميلة: أنت ايه اللي عملته دا؟
عاصي(وهو ينظر ليدها التي تمسك ذراعه): انتي قد المسكة دي؟
سحبت جميلة يدها بسرعة وقد تلون وجهها بخجل ليزداد خجلها حين اقترب منها هامساً
عاصي(بنبرة اسرت قشعريرة بجسدها): مرات عاصي الزيان ماحدش يقدر يكلمها وحش
تعلقت العيون ليقطع هو ذلك التعلق حين تحرك وهو يردف
عاصي: هعدي عليكي الساعة ٣
قالها وانصرف من امامها لتجري هي لمطبخ المطعم بوجه يشتعل من الخجل
*عودة*
ابتسامة ساحرة مرسومة على وجهها .. لا تنكر فرحتها بما فعله وخاصة ان ذلك المدير لطالما كان يتعمد مضايقتها سواء بالكلام او التلميحات وكانت تسكت لحاجتها للعمل ولكن الآن لن يجرؤ هو او غيره على الاقتراب منها فهي اصبحت حرم عاصي الزيان .. اصبحت الجميلة زوجة الوحش
كاااااااااااااااات .. كفاية كدا النهاردة
أنت تقرأ
جميلة عشقت الوحش 🤍🖤
Romanceجميلة عشقت الوحش 🤍🖤 بقلم حورية الإبداع/ حنين عماد💜✨ قاسي, متملك, قلبه مظلم .. أسهل شئ في حياته القتل .. رغم ثروته التي لا تُعد والقصور والسيارات التي يمتلكها إلا ان قلبه فقير .. فقد أخيه الوحيد ليزداد أنغماسه في مستنقع أبيه المُظلم .. فـ هل ستسطي...