الفصل الثاني والثلاثون⁦❤️⁩💥

6.7K 228 9
                                    

شعور العوض مريح .. جميل .. يأسر القلب .. ان تعوضك الايام عن ايام كانت ثقال كثقل الجبال على القلب .. ان تجبر قلبك بعدما ادماه الحزن .. العوض نعمة وهي قد رُزقتها معه هو .. تحس بسعادة لا حد لها وهي بجانبه .. والآن هي على وشك ان ترزق بعوض اكبر .. عوض لطالما حلمت له .. لطالما حلمت باليوم الذي ستصبح فيه أما لطفلاً من دمها فما بالها وهي سترزق به مع من يسكن قلبها .. تلمع عينيها بدموع الفرح وتهتز يديها التي تحمل اختبار الحمل الذي اجرته منذ دقائق .. هي حامل !!! .. الجميلة حامل من الوحش .. تحمل بداخلها قطعة منه ومنها .. خليط بين الابيض والاسود .. تبتسم بسعادة وعدم تصديق فهي لم تصدق حين اخبرتها شروق عندما كانت تزورها بالصباح ان اعراض الدوار والغثيان التي تشعر بها تشير لوجود حمل .. تضحك حين تذكرت ردها عليها وقتها
*فلاش باك*
شروق: انا مش فاهمة انتي بتضحكي على ايه
جميلة(بضحك): عليكي طبعاً .. خلاص خليتيني حامل وهجيب ولد ولا بنت وقاعدة بتختاري الاسم
شروق: انتي مش بتقولي انك دايخة وعايزة ترجعي
جميلة: هو اي واحدة تدوخ وتبقى عايزة ترجع خلاص تبقى حامل؟
شروق: لا يا خفيفة بس انتي بتقولي انك انتي وعاصي بقيتوا زي اي راجل ومراته يعني احتمال الحمل كبير
جميلة(بتفكير): تفتكري؟! بس دا احنا بقالنا شهر بس
شروق: يا حبيبتي دا فيه ناس بتحمل ليلة الدخلة
صمتت جميلة ودق قلبها بقوة لتلك الفكرة لتردف شروق
شروق: بصي احنا نقطع الشك باليقين .. انتي تعملي اختبار حمل
جميلة: اختبار؟!
شروق: ايوا .. بيتباع في الصيدلية .. استني هكلم الصيدلية تبعتلنا اختبار
جميلة: لا لا .. انا هشتري واحد وانا رايحة الشغل
شروق: ماشي بس عارفة لو ماعرفتنيش النتيجة هعمل فيكي ايه
جميلة: لا ماتخافيش هكلمك .. المهم انتي خلي بالك من نفسك ومن قطاقيتك ..(قالتها وهي تربت على بطن شروق).. صحيح لسة ماعرفتوش هيكونوا ايه؟
شروق: لا قولنا نسيبها على ربنا واللي يجيبه ربنا كويس
جميلة: ونعم بالله .. يلا انا هروح الشغل بقا سلام
*عودة*
تبتسم بسعادة وهي تنظر للخطين الظاهرين على الاختبار .. هي حامل .. ترى كيف ستكون ردة فعل وحشها الجميل .. على ذكره رن هاتفها بإسمه وكأنه شعر برغبتها في محادثته .. تأخذ ثواني لتحاول السيطرة على نبرتها لترد عليه بهدوء
جميلة: الو
عاصي: ايه يا حبيبتي انتي فين؟
جميلة: في الشغل
عاصي: مال صوتك .. انتي تعبانة ولا ايه؟ ولا يكون حد زعلك؟
جميلة(وهي تمسك بالاختبار بفرحة): لا خالص بالعكس .. دا انا عندي مفاجأة ليك
عاصي: وانا كمان عندي مفاجأة
جميلة: خلاص انا ساعة بالكتير وهكون في البيت
عاصي: ماشي يا حبيبتي خلي بالك من نفسك
جميلة: حاضر .. سلام
عاصي: سلام
تخرج جميلة من حمام المطعم وهي تبتسم بسعادة ولكن هل ستدوم سعادتها تلك ام ستعرف ما يرمي الشك بقلبها ويهد دنيتها التي تحلم بها
////////////
يقود كريم سيارته حين يصدح صوت هاتفه ليرد بهدوء
كريم: الو
…: الو .. استاذ كريم معايا
كريم: ايوة، مين معايا؟
…: انا ممرض في مستشفى ** اللي فيها الراجل اللي حضرتك كل شوية تيجي تزوره وتسأل عليه
كريم(بلهفة): ايوة ايوة .. هو حصله حاجة؟ فاق؟
…: هو اصلا ماكنش في غيبوبة
كريم(بصدمة): ايه؟!! ازاي؟!!
…: مش هينفع الكلام في التليفون .. هتجيلي عند باب المستشفى الخلفي الساعة ١١ بالليل وانا هفهمك كل حاجة وهدخلك ليه  ..(ثم اكمل بنبرة خبيثة).. بس ماتنساش حلاوتي
كريم(بلهفة): حلاوتك محفوظة ماتقلقش اهم حاجة تدخلني ليه .. اشوفه ولو ٥ دقايق
…: تمام يا باشا هستنى مكالمة منك الساعة ١١ تقولي انك قدام الباب الخلفي .. سلام
اغلق كريم الهاتف وهو لا يفهم شئ .. كيف حصل ذلك الرجل على رقمه .. لماذا اتصل به الآن بالتحديد .. كيف لم يكن الرجل الآخر بغيبوبة .. لماذا كذب الطبيب .. يا الله يكاد عقله ينفجر من فرط التفكير ولكن صبراً فساعات وسيعلم كل شئ وحينها لن يرحم أحداً
/////////////
تقف جميلة بالمطبخ وسط اطباق الاطعمة المختلفة والتي اشرفت اليوم على طبخها على غير العادة ولم تطبخها بنفسها فهي تشعر بالاعياء بشدة .. جلست على كرسي بالمطبخ وهي تربت على بطنها وابتسامة مرسومة على شفتيها .. همست لنفسها "يبدو انك ستكون مشاغباً يا ابن الوحش" .. سرحت اكثر بافكارها وهي تحاول تخمين شكل او طباع صغيرها الذي لم تراه بعد .. قطع شرودها ذلك النادل الذي اخبرها برغبة احد الزبائن في التحدث معها .. هندمت من نفسها قبل ان تتحرك نحو ذلك الشخص الذي سيخبرها بخبر سيكون كالصاعقة التي ستصيب قلبها
/////////////
تجلس شروق بشرفة المنزل وهي تأكل بعض الساندويتشات .. يقترب منها محمد وعينيه تسكنها نظرة حزينة سريعاً ما اخفاها وهو يجلس امامها بابتسامته المعتادة
محمد: القمر بتاعي بيعمل ايه
شروق: ولا حاجة .. بنقنق شوية كدا .. تاخد ساندويتش؟
محمد(بابتسامة عاشقة): لا يا حبيبتي بالهنا والشفا
صمت وظل يتطلع لها لتنظر له شروق باستغراب
شروق: بتبصلي كدا ليه؟
محمد: لا ابدا بس بفكر ازاي انا حظي حلو علشان متجوز القمر دا
ابتسمت شروق بخجل ليردف محمد
محمد: شوشو .. مش عايزة تزوري باباكي؟
شروق(باستغراب): بابا؟! ايه اللي فكرك بيه؟
محمد: ابدا بس حسيتك عايزة تزوريه وعارف انك مش بتحبي تروحي تزوريه لوحدك .. ايه رأيك نروح بكرة سوا
شروق: ياريت يا محمد .. انا بابا وحشني اوي ونفسي اتكلم معاه شوية
محمد: ماشي يا قلب محمد بكرة ان شاء الله نروح نزوره الصبح
شروق(وهي تنظر له بحب): ربنا ما يحرمني منك
محمد: ولا يحرمني منك .. وريني بقا الساندويتش دا بيقول ايه
قالها وهو يختطف ساندويتش من امامها لتضحك هي
شروق: مش قولت مش جعان؟
محمد: وجوعت فيها حاجة دي
شروق: لا يا حبيبي براحتك بس بعد كدا ابقى قولي علشان اعمل حسابك في الساندويتشات .. دا كلهم ٥ ساندويتشات بس
محمد: ٥ بس! لا دي مش اكلتك
شروق(وهي تلوي فمها): اه والله انا حاسة ان نفسي مسدودة الفترة دي
نظر لها محمد بصدمة لم تدم سوا دقيقة قبل ان ينفجر كلاهما في موجة من الضحك .. ابتسم محمد بسعادة وهو يرى ابتسامتها تلك فهو قد قرر اللا يخبرها بشئ عن ما قالته تلك اللعينة سميحة .. قرر اللا يدع مجالا للحزن بحياتها .. قرر ان يكون لها الاب والاخ والصديق فهي من سكنت القلب وهي الحب الذي انتظره .. قرأ في مرة جملة تقول ان "الحب الاول لا يموت ولكن يأتي الحب الحقيقي ليدفنه حياً" وهي اثبتت تلك المقولة .. حبها دفن حبه لجميلة .. اصبح لا يرى نساء في العالم سواها .. فهي زوجته وحبيبته وأم أطفاله الذي يحسدهم على تلك الأم الحنونة
//////////////
خير يا فندم حضرتك طلبت تكلمني؟
نطقت بها جميلة بهدوء وهي تقف امام ذلك الرجل الذي رفع نظره لها بهدوء واردف
…: شيف جميلة مش كدا؟
جميلة: ايوة يا فندم .. خير فيه حاجة في الأكل؟
…: لا الأكل تحفة .. تسلم ايدك
جميلة: ميرسي يا فندم .. بالهنا والشفا
…: ممكن تقعدي بعد اذنك
جميلة(وهي ترفع حاجبيها): اقعد؟!
…: ايوة .. عايز اتكلم مع حضرتك لو سمحتي
جميلة: نتكلم عن ايه؟
…: طب اقعدي الاول
جلست جميلة على مضض لتنظر له وتردف
جميلة: اديني قعدت .. خير حضرتك
…: خير ان شاء الله .. احب اعرفك بنفسي الاول .. انا الرائد خالد الشناوي
جميلة(وهي تقف مرة اخرى): انا اسفة يا فندم بس انا عندي شغل ومش فاضية اتعرف على حد عن اذنك
قالتها جميلة وتحركت ليردف وهو يقف
خالد: ازي عمر؟
جميلة(باستغراب وهي تنظر له): عمر!! هو حضرتك تعرف عمر منين؟!
خالد: انا اعرف كتير عنك وعنه .. اعرف حاجات حضرتك ماتعرفيهاش
جميلة: ومش عايزة اعرفها
خالد: حتى لو الحاجات دي تخص عشق اختك وجوزها عاصم
جميلة(وهي تضيق حاجبيها): انت تعرف عشق وعاصم منين؟!
خالد: قولتلك انا اعرف حاجات كتيرة .. قوليلي يا مدام جميلة مش غريبة شوية ان عشق وعاصم يعملوا حادثة على الطريق اللي بيرجعوا منه كل يوم وحافظينه اكتر من اسمهم
جميلة: دا قضاء وقدر .. ربنا كاتب عمرهم لحد كدا
خالد: ونعم بالله بس برضو الحادثة دي غريبة شوية
جميلة: ما تتكلم على طول منغير لف ودوران .. انت عايز تقول ايه؟
خالد: عايز اقول انك انتي وعمر في خطر .. انتم قاعدين مع اخطر رجال الماڤيا .. عاصي الوحش اللي اسهل شئ في حياته القتل .. حتى لو كان هيقتل اقرب حد ليه
جميلة(بنبرة قوية): ااااه قول كدا .. بص بقا جوزي ملوش علاقة بالماڤيا والكلام دا ولو اتعرضتلي تاني صدقني انا هقوله كل حاجة
خالد: اللي انتي بتخافي عليه وبتتحامي فيه دا قاتل .. بيتاجر في الاسلحة والممنوعات .. اوعي تكوني مصدقة جو انه بطل الشغل الشمال دا صدقيني هو بيضحك عليكي
جميلة: اسكت .. اطلع برا لو سمحت
خالد(وهو يلملم متعلقاته): انا همشي بس اكيد هنتقابل تاني ونصيحة مني خافي على نفسك انتي وعمر
قالها وتحرك للخارج تاركاً جميلة بعقل يعصف بالافكار .. هل بالفعل عاصي لم يبتعد عن تلك الاعمال المشبوهة .. عل لم يكن موت عشق وعاصم قضاء وقدر .. هل له يد في موتهم .. انتفض قلبها بقوة لتلك الفكرة .. تسارعت انفاسها لتنتفض حين احست بيد توضع فوق كتفها لترتبك حين وجدت عاصي يقف امامها
عاصي: مالك يا حبيبتي اتخضيتي كدا ليه؟
جميلة: م.. مفيش بس كنت سرحانة شوية واتخضيت لما لاقيت ايد اتحطت على كتفي
عاصي(وهو يقترب منها): ماتخافيش مفيش حد يقدر يقرب منك ولا يلمسك غيري
كاد بطبع قبلة على شفتيها لتدير هي وجهها فتقع قبلته على خدها .. ينظر لها باستغراب لتردف بارتباك
جميلة: ااا احنا في المطعم وكدا .. انت ايه اللي جابك صحيح؟
عاصي: عادي قولت اعدي عليكي واخدك ونتغدى برة وبالمرة نحتفل بالمفاجات
جميلة: معلش مش قادرة يا عاصي .. عايزة اروح ارتاح
عاصي(وهو يلاحظ شحوب وجهها): مالك يا حبيبتي انتي تعبانة ؟ تحبي نروح لدكتور؟
جميلة(بسرعة): لأ
هتفت بها جميلة لينظر لها باستغراب لتسرع هي بتدارك الأمر
جميلة: قصدي يعني مش محتاجة .. انا بس اخدت برد
عاصي(وهو يربت على خدها بحنان): سلامتك يا حبيبتي بس خدي بالك انتي لازم تخفي بسرعة علشان ماتبوظيش مفاجأتي
جميلة: مفاجأة ايه؟
ابتسم عاصي وهو يحيط خصرها ويردف
عاصي: هنطلع انا وانتي وعمر في رحلة طويلة .. شهر عسل يا جميلتي .. شهر كامل مش هشوف غيرك وعلشان عارف انك مش هتكوني مبسوطة وعمر بعيد عنك هناخده معانا
جميلة: اه .. كويس
عاصي: مالك؟ انتي مش مبسوطة ولا ايه؟
جميلة(بابتسامة بسيطة): لا مبسوطة اكيد بس زي ما قولتلك تعبانة شوية
عاصي: سلامتك يا حبيبتي .. قوليلي بقا ايه المفاجأة اللي كنتي عايزة تقوليهالي
جميلة: مفاجأة؟! .. اه اه .. اصلي فكرت في كلامك وقررت اني مش هنزل الشغل تاني
عاصي(وهو يضيق حاجبيه): ليه حد زعلك؟
جميلة: لا لا انا بس اللي فكرت ولاقيت ان معاك حق .. انا مش محتاجة الشغل تاني وقولت ماتعبش نفسي عالفاضي
عاصي(موافقاً): عين العقل .. ايوا كدا وفري مجهوك دا ليا انا
قالها عاصي بغمزة لتبتسم جميلة ابتسامة بسيطة .. قررت ان تبتعد عن عملها .. ان تهرب من مواجهة ذلك الرائد مرة اخرى ولكن هل ستستطيع الهرب من سجن عقلها والحرب الطاحنة التي تدور به بسبب كلام ذلك الرائد الذي ربما سيكون اول ضربة لصرح عشق الجميلة والوحش والذي والتي سيليها ضربات عديدة كفيلة بهدم ذلك الصرح دافنة داخله عشق الجميلة للوحش
كاااااااااااااااات .. كفاية كدا النهاردة

جميلة عشقت الوحش 🤍🖤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن