يجلس امام غرفة العمليات وعقلة يكاد ينفجر من فرط التفكير .. عروقه بارزة بغضب وعينيه ثابتة بظلام دامس يحتل حدقتيه السوداء فيزيده قسوة مرعبة .. دقات قلبه المتواثبة كانت خير دليل يُعلن ان حياتها فارقة معه .. لا يعلم لما ولكن كل ما يعلمه انه لن يحتمل اذا فارقت تلك الدنيا .. وخاصة اذا فارقتها بسببه .. يتذكر ما حدث منذ ساعات وكيف انها فدته بروحها
*فلاش باك*
تجحظ عينيه بصدمة وهو ينظر لها ويحس بجسدها يرتخي بين يديه لينزل على ركبيته وهو مازال يحمل جسدها بأحضانه ودقات قلبه متواثبة وكأنها ستغادر ضلوعه لا يعلم أهو خوف عليها أم من قربها منه بذلك الشكل .. يحول نظره حيث كانت تنظر ليجد احد الاشخاص يمسك بندقيته ويستعد لإطلاق رصاصة اخرى بعدما فشل في الاولى بإصابة عاصي ليُسرع الاخير بسحب سلاحه من خلف ظهره ويصوبه تجاه ذلك الرجل وفي اقل من ثانية كانت تنطلق رصاصة من مسدسه مخترقة رأس ذلك الرجل ليُضاف اسم جديد في قائمة من نالوا الشرف وقُتلوا على يد عاصي الوحش .. يُحول عاصي بصره مرة اخرى ناحيتها وينتبه لقميصه الذي تلون باللون الاحمر من دمها ليقع قلبه ويصرخ بالحراسة ليفتحوا الباب بسرعة وبراكين صدره تثور بقوة من مجرد تخيل انها قد تغادر تلك الدنيا بعدما وجدها .. وضعها بالكرسي المجاور له بالامام ليُسرع بالتحرك ليركب من الناحية الاخرى وهي كل ما يفكر به .. يضغط بكل قوته على دواسة البنزين وهو يمسك عجلة القيادة بيد وبالأخرى يضغط على جرح بطنها الذي مازال ينزف .. عينيه حائرة بينها وبين الطريق فتارة ينظر امامه ليُسرع اكثر بسيارته وكأنه يسابق الزمن لإنقاذها وتارة ينظر ناحيتها ليتأكد من انها مازالت تتنفس .. يُغرق الدم يده ليُسرع بشد الشال الموضوع على رقبتها ليكتم به الجرح ويضغط اكثر عله يُوقف النزيف ولو قليلا .. يصل امام المشفى لينزل ويحملها ويدخل وهو يصرخ بهم لنجدتها ليُسرع تجاهه الكثير من الممرضين والاطباء وقد عرفوه .. فمن لا يعرف عاصي الزيان اكبر رجال الاعمال .. يضعونها على السرير المتنقل ليجروا بها ناحية غرفة العمليات وهو معهم .. كاد بالدخول ليمنعه احد الممرضين فاضطر ان يقف مكانه بالخارج وسط افكاره التي تكاد تودي بعقله
*عودة*
يضغط على الشال الذي مازال يحمله بيده .. يرفع يده ببطئ ويقربه من انفه ليشم رائحتها التي تعبئه بقوة كالمهووس .. متى اصبح هكذا .. هل هذا هو عاصي الوحش .. هل هذا هو من لم يدع اي امرأة تقترب من قلبه قط .. هل هذا هو من اقسم على أللا يُدخل الحب حياته .. اهو من يجلس الآن بقلب يعتصر بألم على من بالداخل وعقل مُخدر برائحتها التي تملأ رئتيه .. انتبه عاصي على صوت هاتفه الذي يصدح ليرد ومازالت اصابعه تُداعب ذلك الشال
عاصي: ايوة
كريم: عاصي .. انا لسة عارف اللي حصل حالا .. انت كويس؟
كان قلبه يصرخ بأنه ليس بخير .. كيف يكون بخير وهي بالداخل تصارع الموت .. أردف عاصي ببرود وثبات عكس الحرب الدائرة بصدره
عاصي: اللي ضرب النار..
كريم(مقاطعاً حين فهم ما يود عاصي معرفته): مات
عاصي(بتوعد وانفاس حارقة تحتل صدره): تعرفلي كان تبع مين .. انت فاهم؟
كريم: حاضر، ماتقلقش
عاصي: تمام .. طقم الحراسة اللي عندك تتحفظ عليهم
كريم: انت شاكك فيهم؟!
عاصي(وهو يضغط على اسنانه بغيظ وغضب): ان الكلب دا يوصل للقرب دا من بيتي دي مش حاجة هينة .. حتى لو ماحدش فيهم خان بس كلهم قصروا في شغلهم .. وانا اللي يقصر في شغله معايا يبقى حكم على نفسه بالموت
كريم: طب ممكن تهدى
عاصي(بانفعال وغضب): اهداااااا ايييييه .. البنت جوا بتموت .. اقسم بربي لو حصلها حاجة ل هيكون موت عيلتهم كلهم مش كفاية عندي
صمت كريم وقد استشعر من نبرة عاصي انه ليس فقط غاضباً بسبب محاولة القتل فذلك اصبح روتين حياتهم ولكنه قلقاً عليها .. لعن عاصي عصبيته التي كشفت ما يخبئه بقلبه ليُسرع بالقول
عاصي(بنبرة حاول جعلها اهدأ): افرض كنت انا اللي اتصابت ولا عمر .. كان هيبقى ازي الحال
كريم(بهدوء): بعد الشر عنكم انتو الاتنين .. بمناسبة عمر انا خليت فتيحة تاخده وتروح ڤيلا صفوت بيه
عاصي(بغضب): ليه عملت كدا؟ وازاي ماتقوليش؟
كريم: ما انا بكلمك اهو علشان اقولك .. وبعدين قعادهم في البيت بعد اللي حصل مش امان .. يروحوا الڤيلا على الاقل لحد ما انت تشوف هتعمل ايه .. ثم ماتخافش على عمر، فتيحة معاه وانا وصيتها ماتسيبهوش
عاصي(على مضض): تمام
كريم: تمام .. لو احتاجت حاجة كلمني
اغلق عاصي الخط وعاد عقله ينشغل بها ليجد الطبيب يخرج من غرفة العمليات ليقف عاصي ويتجه نحوه بلهفة حاول اخفاءها
عاصي: هي كويسة؟
الطبيب: ماتقلقش يا عاصي بيه احنا طلعنا الرصاصة والحمد لله الجرح ماكانش عميق اوي والاصابة كانت في فراغ البطن ف الحمد لله عدت على خير .. احنا هننقلها اوضة عادية دلوقتي وبإذن الله لما تفوق تقدر تدخلها
عاصي(براحة تحتل صدره): تمام
الطبيب: على فكرة يا عاصي بيه انا حابب ابلغ حضرتك اني هضطر ابلغ البوليس لإن دي حالة ضرب نار و...
قطع الطبيب كلامه حين قبض عاصي على ملابسه بقوة وهمس امامه بفحيح مرعب
عاصي(بنبرة مرعبة): انت تنسى حكاية البلاغ دي خاااالص .. تمسحها من دماغك
الطبيب(برعب وهو ينظر له): ام..سحها ازاي بس .. انا...
عاصي: اظن انك سمعتني .. مفيش بلاغ هيتقدم وهي مجرد ما تفوق هنخرج من هنا
الطبيب: ايوة بس دا هيكون فيه خطر على حياتها و...
عاصي: اللي هيتعمل هنا يتعمل في البيت .. هجيبلها طقم دكاترة وممرضين يقعدوا جنبها ٢٤ ساعة بس مفيش قعاد هنا .. مفهوم؟
قالها عاصي بنبرة مرعبة ليُسرع الطبيب بهز رأسه
الطبيب: مفهوم .. مفهوم
ترك عاصي ياقة الطبيب الذي اسرع بالفرار وقد نجا بحياته من براثن ذلك الوحش ذو العيون المرعبة
////////////
بمنزل محمد:-
ابتسام: وبعدين يا ابني .. انا قلبي واكلني على جميلة
محمد(بغيظ): ما هي اللي عنادية ودماغها ناشفة .. دي حتى مش راضية تيجي نتكلم
ابتسام: والله يا ابني انا لما كلمتها الصبح حاولت معاها بس هي قالتلي انها مش هترجع البيت إلا ومعاها عمر
محمد: ماقالتلكيش هي قاعدة فين؟
ابتسام: لا يا ابني .. كل اللي قالته اني ماقلقش عليها
محمد(بتوجس): انا مش مطمن .. لو مارجعتش على بكرة انا هروح اشوفها في ڤيلا صفوت الزيان واللي يحصل يحصل
//////////////
بغرفة المشفى:-
يجلس على الكرسي المجاور لسريرها وعينيه تمشط كل شبر بها .. لماذا عليها ان تكون جميلة بهذا الشكل .. لماذا على شفتيها ان يكون لونهم كرزي ومغري ومهلك لرجولته بذلك الشكل .. لماذا على شعرها ان يكون عسلي وذو عبير يخدر اعتى الرجال .. لماذا على بشرتها ان تكون ناعمة كالاطفال .. نظر ليده التي تحمل قلادتها التي سلمتها له احدى الممرضات .. يزداد ضغطه على فكه وقد تذكر تلك القلادة .. فهي قلادة والدته العزيزة .. والدته التي فارقته وهو لم يُكمل الخمسة عشر عاما لتنقلب حياته ويدخل مستنقع والده وخاصة انه اصبح بدون درعه الحامي فقد كانت هي من تتصدى لوالده دائماً وبموتها لم يصبح هناك احد يستطيع الوقوف امامه .. يقلب القلادة بين اصابعه وهو يتذكر وقت كانت والدته على فراش الموت واعطته هو واخيه تذكار منها .. اعطت عاصي خاتم ذو فص اخضر ومرصع بالالماس بطريقة تخطف الانفاس .. واعطت عاصم تلك القلادة .. لا شك ان عاصم اعطاها لعشق وبعد موتها اخذتها جميلة .. هكذا حدث هو نفسه .. فتح القلادة لتلمع عينيه بطبقة خفيفة من الدموع حين رأى صورة عاصم وهو محتضن عشق في الصورة التي في القلادة وفي الناحية الاخرى صورة عمر .. حول بصره ناحيتها مرة اخرى وهو يتسائل .. لما فدته بروحها؟ .. لماذا لم تتركه هو ليأخذ تلك الرصاصة وعندها ربما يصبح لديها فرصة في اخذ عمر .. لماذا هو لم يتركها تموت؟ .. لماذا احس بقلبه ينخلع من بين صدره حين وجد جسدها الملون بالدماء يقع بين يديه .. لماذا احس انه على استعداد لإنقاص عمره ليُعطيه لها .. أليست هي من تقف عائق بينه وبين ابن اخيه .. أليس بموتها تُحل مشكلته .. إذاً لماذا لم يتركها تموت .. انين بسيط افاقه من دوامة افكاره لينظر نحوها بلهفة حاول اخفاءها .. رمشت هي اكثر من مرة وهي تحارب لتفتح جفنيها الثقيلين .. ألم شديد جعلها تغلق عينيها بشدة وتضغط بقوة على شفتيها .. ماذا تفعلين ايتها الجميلة الحمقاء؟! هل تودين هلاكي؟! ماذا تفعلين بشفاهك التي اقاوم نفسي حتى لا انقض عليها .. تنفس بعمق حين وجدها تخف الضغط عن شفتيها وتبدأ بفتح عينيها ببطئ .. جحظت عينيها بصدمة حين وجدت اخر شخص تتوقع وجوده بجانبها .. ينظر لها بثبات يحاول التحلي به ليردف
عاصي: حمد الله على السلامة
نظرت جميلة له ولم ترد ليقف هو ويدور في الغرفة وهو يكمل كلامه
عاصي: حلو دور البطولة اللي عملتيه دا .. بس انا عايز افهم كنتي متوقعة ايه بقا .. اني مثلا هكافئك واديكي عمر علشان عملتي كدا
جميلة(وهي تنظر حولها): هو ايه اللي حصل؟ .. انا فين؟
عاصي: اللي حصل انك فديتيني واخدتي رصاصة مكاني ..(ثم اقترب بوجهه منها حتى اصبح بينهما بضع سنتيمترات).. عملتي كدا ليه؟
جميلة(بتوتر من قربه): ع.. علشان..
عاصي(بهمس يلفح بشرتها): علشان ايه؟
توترت جميلة من قربه .. لماذا تتواثب دقات قلبها بهذا الشكل حين يكون بالقرب منها .. بل وازداد توترها حين سألها عن سبب تضحيتها بنفسها في سبيله .. ماذا تقول له .. هل تقول انها احست بقبضة قوية تعتصر قلبها حين وجدت ذلك الرجل يكاد يُصيبه .. هل تقول ان الهواء انسحب من رئتيها من فكرة موته ولا تعرف سبباً لذلك أو ربما لا تريد الاعتراف بذلك السبب .. اردفت جميلة بسرعة وكأنها تحاول الهروب من عينيه التي تقرأ ما بعقلها عبر نظرته بعينيها
جميلة: علشان عمر
عاصي: عمر؟!
جميلة(بتأكيد): ايوة .. انت عمه وانت الوحيد اللي هتقدر تحميه
عاصي(وهو يرفع حاجبه): ...
جميلة: ماتستغربش اوي كدا .. انا عارفة من الاول انك انت الوحيد اللي هتحمي عمر .. عمر محتاجلك
عاصي(وهو يضيق عينيه): يعني انتي خلاص مش عايزاه؟
جميلة(بسرعة ولهفة): لأ طبعاً عايزاه .. عمر محتاجلي زي ما هو محتاجلك .. عمر محتاج الامان منك والحنان مني .. لا يقدر يستغنى عنك ولا عني
عاصي(وهو يقف وينظر لها): ...
جميلة(برجاء): ارجوك اديني عمر وصدقني انا مش همنعه عنك .. وقت ما تحب تشوفه هتشوفه .. عمري ما همنعه عنك بس ارجوك سيبهولي
عاصي(برفض): مش هيحصل .. عمر مش هيبعد عني
جميلة(وهي تحاول اقناعه بأي طريقة): طب .. تعالى نفكر سوا .. نشوف حل وسط .. انا مش هقدر ابعد عن عمر
نظر عاصي لها قليلاً وعقله تدور به فكرة يحاول رفضها بكل جوارحه ولكن يصرخ قلبه من اجلها .. نظر لعينيها اللامعة بالدموع ليردف بهدوء وثبات
عاصي: قوليلي .. انتي مستعدة تعملي ايه علشان عمر؟
جميلة(بنبرة صادقة): اعمل اي حاجة
عاصي(وهو يرفع حاجبيه): اي حاجة؟ متأكدة؟ .. ماشي .. فيه حل واحد بس اللي تقدري بيه تبقي جنب عمر دايماً وماتفرقيهوش أبدا
جميلة(بلهفة): ايه هو؟!
عاصي: تتجوزيني
///////////////
تمر الساعات لنجد انفسنا بڤيلا صفوت الزيان .. يجلس صفوت على رأس السفرة وعلى يساره تجلس نادين وبآخر السفرة يجلس عمر وبجانبه فتيحة التي تمسك بها بقوة وعينيه الصغيرة يسكنها الخوف من نادين التي تنظر له بكره وجده الذي اجبره على الانضمام للسفرة .. انتبه الجميع لصوت جرس الباب لتمر ثواني قبل ان ينزل عمر من على كرسية بحماس وهو يجري ناحية جميلة التي دخلت من الباب ويديها ممسكة بيد عاصي مما اشعل عينا نادين بنار الغيرة ونظرت ناحيتهم بحدة وكره لم تستطع اخفاءه
عمر(وهو يرتمي في حضنها بفرحة): خالتوووووو
جميلة(وهي تنزل لمستواه وتحتضنه): عيون خالتو وقلب خالتو وحشتني يا قلبي
عمر(وهو يقبلها): وحشتيني اوي .. انا بحبك علشان انتي مش كدبتي عليا وجيتي زي ما قولتي
جميلة(وهي تملس على وجهه): وانا اقدر اتأخر عن حبيب قلبي
عاصي(بنظرات سخرية وهو ينظر لمعالم غضب صفوت): سفرة دايمة
صفوت: فتيحة .. خدي عمر على اوضته
عمر(وهو يتمسك بجميلة): لا انا عايز افضل مع خالتو
صفوت(بحدة): اسمع الكلام يا ولد
عاصي(بحدة وتحذير): ماتزعقلوش
نظرت جميلة لعاصي وتأكدت من قرارها التي اتخذته ف بالفعل لن يستطيع احد ان يحمي عمر سوا عاصي .. انتبهت جميلة لعاصي الذي نزل لمستوى عمر ليردف بنبرة حاول جعلها هادئة
عاصي: روح يا عمر مع الدادا وشوية وانا وخالتو هنطلعلك اوضتك
عمر(وهو يرفع اصبعه امام وجه عاصي ويضيق عينيه بطفولية): وعد؟
عاصي(وهو يهز رأسه): وعد
عمر: حاضر
قالها عمر وهو يطبع قبلة خفيفة على خد الوحش ليجري بسرعة ناحية فتيحة ويتحرك معها لغرفته تاركاً لهم الساحة لتبدأ الحرب
صفوت(وهو يقف بغضب): البنت دي بتعمل ايه هنا؟
عاصي(وهو يمسك بيد جميلة ويبتسم بتحدي): البنت دي .. تبقى مراتي
نادين(بغضب وهي تندفع ناحيتها): نعم؟!!!!!! مراتك؟!!!!! انت اتجننت يا عاصي؟!!! جايب واحدة من الشارع و..
قطعت نادين كلامها حين دوت صفعة عاصي على وجهها بقوة افزعت جميلة لتجده يردف بقوة
عاصي(بتحذير): اللي انتي بتتكلمي عنها دي مراتي .. مرات عاصي الزيان .. يعني لو لسانك فكر يغلط فيها هقطعهولك ووراه رقبتك
صفوت(بنبرة لا تحتمل المناقشة): على اوضتك يا نادين
نادين(بأنفاس ثائرة وعيون تلمع بالحقد): ماشي يا عاصي بس ورحمة ابويا ما هسكت
كاد عاصي بالتهور مرة اخرى على نادين لتزيد جميلة من ضغطتها على يده وكأنها ترجوه ألا يفعل فما كان منه سوا الثبات بأرضه وعينيه معلقة بها في نظرة رآها صفوت جيداً ليتحرك ناحيته بهدوء وعلى وجهه ابتسامة خبيثة
صفوت: لعبتها صح .. براڤو .. مبروك يا وحش ..(ثم نظر لجميلة نظرة خبيثة).. عرفت تنقى
تمسكت جميلة بيد عاصي وزاد هو من ضغطه على كف يدها وهو ينظر لصفوت بتحدي ان يقترب منها او من صغيره .. تحرك صفوت مغادراً الساحة لتسحب جميلة يدها بسرعة من يده وهي تهرب بأنظارها ليردف بهدوء وثبات يشوبهم السخرية
عاصي: اهدي كدا بس .. مش هاكل منها حتة
جميلة(وهي مازالت تهرب بعينيها): فين اوضة عمر؟
عاصي: تعالي
تحرك عاصي وخلفه جميلة ناحية السلالم لتجده يفرد يده أمامها
عاصي(وهو يلاحظ انها تضع يدها فوق الجرح): اسندي عليا وانا هطلعك
جميلة(بعناد): شكراً مش محتاجة مساعدتك
قالتها جميلة وتحركت ناحية السلم وهي تقاوم الالم الذي تشعر به .. فالإصابة لم تكن خطيرة ولكن كل حركة منها تزيد من ألمها لكنها بالرغم من ذلك رفضت الامساك بيده .. راقبها عاصي وهي تصعد السلم .. يتذكر ما حدث بينهما في المشفى وكيف صارت زوجة عاصي الوحش
*فلاش باك*
عاصي: تتجوزيني
جميلة(بصدمة): نعممممم؟؟!!!
عاصي: انا مابكررش كلامي مرتين .. تتجوزيني .. دي الطريقة الوحيدة اللي عمر هيفضل بيها معانا احنا الاتنين والطريقة الوحيدة برضو اني اضمن انك ماتحاوليش تهربي بيه
جميلة: صدقني مش ههرب و...
عاصي(مقاطعاً بنبرة لا تحتمل المناقشة): انا قولت اللي عندي .. تتجوزيني هتبقي جنب عمر و ساعتها انتو الاتنين هتكونوا في حمايتي .. يعني ماحدش يقدر يمس اي حد منكم .. قولتي ايه؟
جميلة(وهي تتهرب بأي طريقة): بس انا مخطوبة
عاصي: براحتك .. في ايديكي تختاري .. يا حياتك مع خطيبك يا حياتك مع عمر
قالها عاصي وهو يحاول اخفاء نار الغيرة التي تحرق قلبه لمجرد انها كانت ستصبح زوجة رجل اخر .. ينظر لها ببرود وثبات ومن داخله تُدار حرب طاحنة .. لماذا قال هذا الاقتراح؟!! فهو إن اراد جعلها تسكن معه دون زواج ولم يكن ليقدر أحد على الاعتراض .. لو اراد اعطاها عمر وحرص ان لا تبتعد عن عينيه .. لما اقترح الزواج منها .. لم يقترحه هو وإنما اقترحه قلبه الغبي الذي يظن ان له فرصة معها .. كيف يمكن للوحش ان يكون بطل قصتها .. اما هي فكان عقلها يدور كالطاحونة .. تتزوج؟!! ومنه هو؟!!! .. ماذا عليها ان تفعل؟ أتترك محمد؟! .. ليس امامها حل اخر!! رفعت نظرها إليه واردفت بثبات وقوة لا تعرف كيف اعترتها
جميلة: انا موافقة .. بس ليا شرط
عاصي(وهو يضيق حاجبية): شرط؟!!!
جميلة: أيوة .. احنا صحيح هنتجوز بس انا عمري ما هعتبرك جوزي ولا هكون مراتك
غصة احتلت حلقه وقد رأى بعينيها نظرة اشمئزاز منه .. وكيف لا تشمئز من مستنقع مثله .. كيف لا تشمئز وهو أحياناً يشمئز من نفسه .. نظر لها بثبات واردف بنبرة تحمل السخرية
عاصي: ماتقلقيش من الناحية دي .. انا اصلي نفسي مش حلوة للدرجادي
جميلة(وهي تبتلع اهانته من اجل صغيرها فقط): ...
عاصي: يلا بينا
جميلة: على فين؟!
عاصي(بنبرة سخرية): عالمأذون يا هه عروسة
*عودة*
تحرك عاصي ببطئ ناحية مكتبه وعلى شفتيه مرسومة ابتسامة لا يعرف سببها ولكن ربما لأن الجميلة اصبحت زوجة الوحش
كاااااااااااااااات .. كفاية كدا النهاردة
أنت تقرأ
جميلة عشقت الوحش 🤍🖤
Romanceجميلة عشقت الوحش 🤍🖤 بقلم حورية الإبداع/ حنين عماد💜✨ قاسي, متملك, قلبه مظلم .. أسهل شئ في حياته القتل .. رغم ثروته التي لا تُعد والقصور والسيارات التي يمتلكها إلا ان قلبه فقير .. فقد أخيه الوحيد ليزداد أنغماسه في مستنقع أبيه المُظلم .. فـ هل ستسطي...