الفصل التاسع والعشرون❤️⁩🔥

8.3K 258 12
                                    

عندما يكون المراد عظيماً يهون الطريق وتأتي لذة الوصول لتزيل المشقة والتعب .. يقول جلال الدين الرومي "لا تكن بلا حب كي لا تشعر بأنك ميت ، مت في الحب وأبقى حياً للأبد" ، قررت جميلة ان تسلم نفسها لحبه ضاربة كل قواعد المنطق بعرض الحائط .. من قال انها لا يمكن ان تحبه .. من قال انها لا يمكن أن تصبح زوجته .. من قال انها لا تستطيع ان تعيش بعالمه .. هي من قالت ذلك ولكنها الآن تسحب كل كلامها .. ستحبه .. ستصبح زوجته .. ستخلق معه عالماً يكون مزيج بين عالمها وعالمه .. عالماً لهما فقط .. عينيها سارحة بالفراغ ورأسها موضوع على صدره .. يدها تتحرك على صدره وبالتحديد على اصابته السابقة .. تلاحظ ان صدره به الكثير من الندوب التي يوحي شكلها بمرور اعوام عليها .. تألم في ماضيه ليصبح بتلك الصورة الوحشية التي تراها .. قرأت من قبل ان كل مريض نفسي هو ضحية شخص كان يحتاج لعلاج نفسي .. ترى هل يمكن ان يكون أصبح بهذا الشكل بسبب والده .. وكأنه قرأ السؤال الذي دار بعقلها ليفتح عينيها ويهمس بهدوء
عاصي: صباح الخير
جميلة: صباح النور
عاصي(وهو يضع خصلة من شعرها وراء اذنها): صاحية بدري ليه؟
جميلة(وهي تهرب بعينيها بخجل): عادي .. قلقت
صمت عاصي وترك لعيونه الحديث لترتبك هي من نظرته وتردف بخجل واضح بنبرتها
جميلة: بتبصلي كدا ليه؟
عاصي: بتأكد اني صاحي مش بحلم .. عارفة وانا نايم دلوقتي فضلت مغمض عيني مش راضي افتحهم ل اقوم ملاقيكيش جنبي ويطلع امبارح كان حلم جميل
جميلة: و ايه اللي خلاك تفتحهم؟
عاصي(وهو يمسك بيدها برقة): حسيت بإيد زي الريشة محطوطة على صدري وكأنها بتقولي امبارح كان حقيقة .. ساعتها بس قدرت افتح عيني
صمتت جميلة بخجل وتأمل عاصي خجلها بابتسامة لتتهرب هي من حصار عينيه وتغير الموضوع وهي تلمس احدى الندوب
جميلة: بتوجعك؟
تنهد عاصي بعمق وكأنه يسترجع ذكرى مؤلمة ليحتل الحزن صوته وهو يردف
عاصي(بنبرة متألمة): الوجع النفسي اكبر من الجسدي
جميلة(بنبرة يشوبها الفضول): حابب تحكي؟
نظر عاصي لها بعمق وهو يستعد ان يزيح الستار عن الآلام التي تسكن قلبه لسنوات ويشاركها لأول مرة مع احد غير نفسه
عاصي(وهو يتنهد بعمق): كان عندي ١٥ سنة لما امي ماتت .. ماكنتش عيل بس برضو ماكنتش كبير لدرجة اني اتحمل فراقها .. عمري ما اتصورت حياتي منغيرها .. لما جالي الخبر كنت انا وعاصم في المدرسة الداخلي وقتها المدير جابنا اوضته وبلغنا .. حضنت عاصم اوي وهو فضل يعيط في حضني بس انا وقتها مانزلتش ولا دمعة .. كان لازم اكون قوي علشانه قبل علشان نفسي .. بعدها رجعنا عالبيت ولاقيته خلص اجراءات الدفن ودفنها من غير حتى ما يدينا فرصة اخيرة نودعها .. ماشوفتهاش لآخر مرة .. ماحضنتهاش وشميت ريحتها لآخر مرة .. لما طلعت ودخلت اوضتها لاقيته مخلي الخدم يفضوها وشال صورها .. وقتها نزلتله زي المجنون وسألته فين صورها .. رد عليا بكل برود وكأن اللي ماتت دي واحدة ولا تسوى وقاللي "امك ماتت وكلنا هنموت .. انسى وعيش حياتك" .. كان عايزني انسى بس انا ماقدرتش انساها .. وقفت قصاده وصممت ان اوضتها تتقفل زي ما هي وهو وافق علشان يريح دماغه او على الاقل دا اللي كنت فاكره وقتها .. شوية شوية كان عايز يشدني لشغله في الاول رفضت فبدأ يعذبني
جحظت عيون جميلة بصدمة ليبتسم هو بتهكم
عاصي(بابتسامة متهكمة): مصدومة ليه .. اه عذبني .. كان بيمنع عني الاكل والشرب بالايام والضرب كان هو عشايا كل يوم وبرغم كدا مارضيتش اكون معاه
جميلة: وبعدين؟
عاصي(بملامح جامدة): عرف ان العنف مش هيجيب نتيجة معايا ف غير طريقته .. بقت حنية وطبطبة بس كنت حاسس كل حاجة منه ماسخة ومالهاش طعم .. وفي يوم طلب مني اروح معاه مشوار ويومها كان اول يوم اقتل فيه
دق قلب جميلة بعنف من جملته .. نعم تعلم انه قاتل ولكن اعترافه الصريح بذلك جعل الخوف يقفز لقلبها
عاصي(بملامح مشمئزة): خوفتي؟ انا كمان كل ما بفتكر بخاف من نفسي وبقرف مني
جميلة: قتلت مين؟
عاصي: دكتور امي .. اقنعني ساعتها انه اهمل في علاجها وانها ماتت بسببه .. قالي اننا لازم ناخد بتارها .. وقتها انا كنت متلغبط ومش عارف افكر .. جوايا غضب منه ومن الحياة .. مافوقتش لنفسي غير والرصاصة طالعة من المسدس وداخلة صدر الدكتور .. وقتها شوفت على وشه ابتسامة مريضة وهو بيبص للدكتور المرمي ودمه مغرق صدره .. ساعتها رميت المسدس وطلعت اجري وانا جسمي بينتفض بس هو مسكني وقالي انه صورني ولو فكرت اقوله لأ هيبلغ عني
جميلة(بصدمة): يبلغ عن ابنه؟!!
عاصي(بنبرة يشوبها الغيظ والوجع): هو عمره ما اعتبرني ابنه .. انا بالنسباله وسيلة .. روبوت بيتخلص من اللي مضايقه .. وبعد كدا بقيت امتداد للامبراطورية
صمتت جميلة وهي تستمع بصدمة لما يقول ليكمل هو بغل وألم
عاصي: كنت كل ما افكر ابعد يهددني بالفيديو واني لما ادخل السجن عاصم هيكون معاه لوحده .. خوفي على عاصم خلاني انفذ كلامه مرة ورا التانية لحد ما قويت وعرفت اني ماينفعش ابقى خايف منه .. الفيديو بقا معايا بس ساعتها مابعدتش
جميلة: ليه؟!!!
عاصي: كان فات الاوان .. او عالاقل دا اللي كنت بحسه .. كل مرة كنت بدوس عالزناد كان جزء من قلبي بيموت مع الرصاصة اللي بتطلع .. لحد ما قلبي قسي وجمد وبقيت آله من غير مشاعر
صمتت جميلة وهي تنظر له ولا تعلم أتشعر بالأسف عليه ام تنفر منه .. أتبتعد وتهرب ام تحتضنه كأعتذار عن قسوة الايام التي مرت عليه
عاصي(وهو ينظر لنقطة ما بالفراغ): بعد امي عشت حياتي زي الميت .. كنت جسم منغير روح .. تعرفي، امي لو كانت معايا كان فيه حاجات كتير ماكنتش عملتها .. انا امي شافت كتير وبعد ما ماتت جزء كبير مني مات معاها
جميلة: ربنا يرحمها
عاصي: امين يا رب
نظر عاصي لجميلة ليردف بتوجس يحتل نبرته
عاصي(وهو ينظر لعينيها): ندمانة على قرار جوازك مني صح؟
نظرة الألم والحزن التي تحتل عينيه اوجعت قلبها .. هزت جميلة رأسها ب لا ليهمس عاصي بعدم تصديق وبألم يحتل نبرته
عاصي(بعدم تصديق): يعني مش ندمانة انك بقيتي معايا؟
جميلة(بصدق وهي تنظر له): اول ما قابلتك كنت خايفة منك بس في نفس الوقت كنت حاسة اني عارفاك من زمان .. كلام عاصم عنك خلاني ارسملك صورة في خيالي
عاصي(بابتسامة بسيطة): وطلعت زي الصورة ولا أحلى؟
ضحكت جميلة وابتسم عاصي ليردف بهدوء وهو يضمها لصدره
عاصي(بنبرة عاشقة وهو يحكم لف يده حولها): كنت قافل على قلبي ومانع اي واحدة تقرب منه .. كنت بهرب من كلمة حب .. يمكن كنت شايف اني ماستاهلش اتحب .. او يمكن كنت خايف من وجع الحب .. انا امي شافت عذاب منه وكان كل ذنبها انها حبته .. كان بيتفنن في تعذيبها .. كنت بشوفها بتتألم وبرضو ماكنتش قادرة تبعد عنه .. كنت بقول ايه الحب دا اللي يخلي الواحد يفضل العذاب عن البُعد وساعتها قلت اني مش هسمح للحب انه يدق بابي .. مش هسمح لنفسي اكون ضعيف بالشكل دا .. مش هسمح لنفسي اتوجع .. قلت هبقى قاسي مش هسامح ولا هغفر ولا هخلي في قلبي ذرة حنان ممكن تكسرني في يوم ..(ثم نظر لها بعشق ليهمس بنبرة صادقة).. لحد ما شوفتك .. حسيت ان روحي اتخطفت وراحتلك .. وقلبي رجع يدق بعد ما مات .. حسيت ان انتي الوحيدة اللي مستعد اكسر كل قواعدي عشانها .. حسيت اني ماعنديش مانع اتوجع لو وجعي هيكون على ايدك
جميلة(بنبرة صادقة): وانا عمري ما هوجعك
قالتها جميلة بهمس عاشق وقبلت الندبة الظاهرة بصدره و المجاورة لشفاهها لتتصلب عضلات صدر عاصي من قبلتها البريئة تلك .. في اقل من ثانية اشتعلت النيران بجسده ليجذبها له في قبلة طويلة عميقة رقيقة .. قبلة بث فيها كل ما يشعر .. قبلها وكأن تقبيلها اخر شئ سيفعله بحياته .. قبلها ثم جذبها برفق لرحلة في دنياهم التي سيبنوها معاً .. دنيا الجميلة والوحش
///////////////
تجلس شروق بغرفتها بعبوس يرتسم على وجهها وبجانبها تجلس روضة التي تنفخ بضجر منها ومن ثرثرتها
شروق(بعبوس): بذمتك بقا انا كدا غلطانة؟
روضة: طبعاً لأ
شروق(وهي تربع يديها امام صدرها): يعني ليا حق ازعل ولا لأ؟
روضة: عندك حق
شروق(بغيظ): انتي هتغنيلي يا بت انتي
روضة: ما انتي خنقتيني بثراحة
شروق: الله هو انتي واخوكي عليا!
روضة(بضحك وتلعثم طفولي): انا متبلية منه ومن العيلة دي اثلا
شروق(بضحك مماثل): هه طب بجد يا رودي انا عملت حاجة غلط؟
روضة(وهي تربت عليها بطفولة): يا شوشو يا حبيبتي حمادة خايف عليكي .. مث الدكتور قال مث تاكلي كتير علشان مث تتعبي
شروق: اه
روضة: وانتي نازلة اكل اكل اكل يبقي هو لازم يزعل .. هو خايف عليكي وعلى النونو
شروق: انتي يا بت عندك كام سنة
روضة: البعين (٤٠)
شروق: طب تعالي بقا يا قردة
اخذت شروق تدغدغ روضة التي ملأت ضحكاتها الغرفة وشاركتها شروق الضحك
روضة(بمزاح وضحك): خلاث خلااااث احنا اثفين يا صلااااااااح
قطع مزاحهم دق على باب الغرفة يتبعه دخول محمد لتشيح شروق وجهها بعيداً عنه .. تقدم محمد ليجلس امامها على السرير وبيده علبه دغدغت رائحة ما بداخلها أنف شروق
محمد: شوشو
لم ترد شروق ليناديها هو مرة اخرى
محمد: شروقي
لم ترد تلك المرة أيضاً لينظر محمد لروضة
محمد: واضح ان شروق زعلانة اوي
روضة: اه اوي اوي اوي
محمد: خلاص هروح انا اكل الشاورما دي و...
قبل ان يكمل جملته كانت شروق تمسك العلبة وهي مازالت عابسة ليرفع هو حاجبه وينظر لها محاولا امساك ضحكاته
روضة: بتعملي ايه يا موكوسة؟
شروق: ها .. اصلي حسيت بهبوط مفاجئ كدا و...
هنا انفجر محمد ضاحكا لتنظر له شروق بغيظ وتردف
شروق(بغيظ): قوم وخد اكلك معاك قووووووم
محمد(وهو يرفع كتفيه مدعي الاستسلام): خلاص براحتك .. هاكل انا الشاورما دي ام تومية زيادة
بلعت شروق ريقها لتردف بتراجع
شروق: فراخ ولا لحمة؟
محمد(وهو يمنع ابتسامته عليها): الاتنين
ضغطت شروق على شفتيها بتردد بين كبرياءها وبين جوعها ليتقدم منها محمد ويردف بنبرة حنونة
محمد(بحنان وهو يجلس بجانبها): شروق حبيبتي صدقيني انا مش قصدي اتعصب عليكي ولا الموضوع موضوع اكل .. صدقيني انا خايف عليكي وعلى اللي في بطنك .. كلي براحتك بس بلاش عك وفي المعقول
شروق(بعبوس كالأطفال): والله انا بحاول يا محمد بس ولادك متعبين ابقى باكل شيكولاته واحس نفسي في الرنجة .. ابقى باكل مخلل واحس اني شامة ريحة المانجا
روضة: عك ليڤيل التنين
شروق: شوفت بقا .. بقا بذمتك انا كنت باكل العك دا قبل كدا؟
محمد(بضحك): ههه لا بس برضو نحاول نمسك نفسنا ومانجريش ورا كل حاجة كدا علشان مانتعبش
شروق: حاضر وانا اوعدك هعمل دايت كمان
محمد: لا خلي الدايت دا بعد الولادة هنبدأ انا وانتي دايت جامد اوي دلوقتي نضرب الشاورما دي
شروق: حبيبي يابو احمد .. يلا سلام يا رودي بقا
روضة(وهي تضع يديها بخصرها): نعممممم هو انا في حثنكم (حزنكم) مدعية وفي فلحكم (حزنكم) منسية
محمد: ايوا يعني عايزة ايه؟
روضة: فيها ل اخفيها يا حمادة
ضحك كل من محمد وشروق ليبدأوا جميعاً الاكل .. محمد وشروق وروضة والحاجة ابتسام أيضاً فهم كانوا يشاكسون روضة فقط ليستمتعوا بتلعثمها المضحك ولكن في الحقيقة لا يحلو الطعام إلا بتجمعهم ومشاركتهم .. ابتسمت شروق وهي تأكل بيد وبالأخرى تمسك تلك الورقة التي وجدتها بداخل علبة الشاورما والتي كتب عليها محمد جملة واحدة (ماتزعليش مني) .. ينظر محمد بسعادة لها وهو يتمنى ان لا تفارق الابتسامة شفتيها فهل ستيستمر احوال تلك العائلة هادئة ام سيحدث ما يقلب ذلك الهدوء لدوامة من الاحداث العصيبة
////////////////
تخرج جميلة من الحمام لتشهق بخضة حين وجدت عاصي امامها جالساً على السرير
عاصي(بابتسامة عابثة): سلامتك من الخضة يا جميلتي
جميلة(بتوتر): ااا انت ايه طلعك؟ اقصد .. مش كنت تحت مع ليو
عاصي(وهو يلتهمها بعينيه): وطلعت .. فيها حاجة؟
جميلة(وهي تضم روب الحمام الخاص بها على جسدها): ااا اه لأ .. اناااا..
عاصي(وهو يقف ويقترب منها): مكسوفة وبتداري ايه ..(ثم اكمل بغمزة وعبث).. ما انا شوفت كل حاجة
شهقت جميلة من وقاحته وضربته بقبضة يدها
جميلة(بخجل شديد): انت قليل الادب
امسك عاصي بقبضة يدها وجذبها لترتطم بصدره هامساً امام وجهها
عاصي(وهو يمشط ملامحها بعيونه العاشقة): شكلك زي القمر وانتي مكسوفة كدا
تسارعت دقات قلبها وتدفقت الدماء لخدها .. ضغطت على شفتيها بقوة ليقترب هو بوجهه منها هامساً
عاصي: بطلي
جميلة: ابطل ايه؟!
عاصي: بطلي تعضي شفايفك كدا .. دول بتوعي انا
ضغطت جميلة بدون ارادة منها على شفتيها ليرفع حاجبه مردفاً بعبث
عاصي(بنبرة خبيثة): دي تاني مرة .. التالتة بعقاب
جميلة: طب اااا .. اطلع برة علشان ألبس بقا
عاصي: ما تلبسي قدامي دا انا زي جوزك يعني
جميلة(بخجل شديد): يووووه برا بقا
عاصي: طب هخرج بس بشرط
جميلة: شرط ايه؟
عاصي: تلبسي بسرعة علشان هنروح مشوار مهم
جميلة: مشوار ايه دا؟
عاصي: هتعرفي لما تخلصي .. يلا هستناكي تحت
قالها وهو يختطف قبلة من شفتيها ويتحرك مغادراً الغرفة تاركاً تلك الجميلة التي تقف بوجه يشتعل خجلاً وتضع يدها على شفتيها وابتسامة عاشقة تحتل ملامحها
/////////////
مرت ساعات وساعات ووصل عاصي وجميلة لأحد الاماكن الإيطالية والبعيدة كثيرا عن منزل ليو بعد ان اخذ عاصي احد السيارات الرياضية لتساعده على الحركة بسرعة .. اوقف عاصي السيارة لتنظر جميلة حولها وقد اصبحوا بمكان مرتفع للغاية
جميلة(وهي تنظر حولها): احنا فين؟! انت جايبني هنا ليه؟!
عاصي(بمزاح): هخطفك عندك مانع؟
نزل عاصي ونزلت جميلة وراءه ليتحركوا وسط بعض الاشجار .. تنظر جميلة حولها بخوف فهما حرفياً على احد الجبال!!! .. تتحرك وهي تتمسك بيد عاصي الذي اعجبه الوضع فلم ينطق بشئ لتستمر في التمسك به بذلك الشكل ويستمر هو بشعور انه حاميها وامانها .. دقائق وفتحت جميلة عينيها بصدمة حين وجدت انهما يقفا امام منزل حرفياً داخل الجبل!!!! .. نظر عاصي بابتسامة لتعابير وجهها ليمسك يدها ويجذبها معه للداخل وهو يردف
عاصي(بابتسامة عاشقة): تعالي
دخل عاصي وجميلة المنزل لتنظر هي حولها بانبهار .. كان يطغي على اساس المنزل الذوق الكلاسيكي البسيط وكأنه منزل ريفي قديم هارب من حقبة اخرى .. هنا اريكة وكرسي بسيطين وهنا مكتبة تحوي بعض الكتب وهنا طاولة خشبية بسيطة تتوسط مطبخ بسيط
جميلة(بعيون لامعة): ايه الجمال دا؟!!
عاصي(وهو يضع يديه بجيوب بنطاله): عجبك؟
جميلة: اوي
عاصي(بابتسامة وهو ينظر لها): دا بيتنا
جميلة(بذهول): بيتنا؟!!
عاصي(وهو يقترب منها ويمسك يديها): ايوة .. دا كان بيتي من سنين وماحدش يعرفه غير انا وكريم ودلوقتي انتي
جميلة(بنبرة يشوبها الغيرة): يعني مفيش حد دخله قبلي؟
عاصي(بابتسامة على غيرتها): ولا حد بعدك
صمتت وتلاقت عيونهم ليبتسم وهو يهمس
عاصي(بنبرة عاشقة): بحبك يا جميلتي
قالها وقبلها برقة شديدة .. تمسكت بياقته واحاط خصرها بقوة ليقطع تلك اللحظة صوت هاتفه .. ابتعد على مضض ليرد
عاصي: ألو يا ليو .. بجد؟ .. تمام .. هنرجع بكرة .. سلام
جميلة(وهي تضيق حاجبيها): مين دول اللي هيرجعوا بكرة؟!
عاصي(وهو يضع هاتفه بجيبه مرة اخرى): انا وانتي
جميلة(برفض): لأ طبعا ماينفعش نسيب عمر احنا الاتنين
عاصي(وهو يقترب منها): عمر كويس والدكتور لسة نازل من عنده وقال ان حالته مستقرة ويقدر يسافر بكرة
جميلة(بتوتر من قربه): برضو ماينفعش لازم نرجع علشان...
عاصي(وهو ينظر لها): علشان ايه؟
جميلة(وهي تهرب بعينيها): علشان ماجبناش هدوم
عاصي(بنبرة عابثة وغمزة): ماظنش هنحتاج هدوم
جميلة(بشهقة وهي تجري لأقرب غرفة): والله العظيم قليل الادب وماشوفت دقيقة تربية
ضحك عاصي بصوته كله وهو ينظر في اثرها بعد ان جرت من امامه بسبب جرأته التي لا حد لها ليردف هو بصوت عالي حتى تسمعه
عاصي(بنبرة عابثة): على فكرة برضو مش هنرجع النهاردة .. انا هأجل شهر العسل لبعد ما عمر يخف والنهاردة يعتبر تصبيرة
ابتسمت جميلة وهي تقف خلف الباب وتبتسم على وقاحته التي تحبها رغم خجلها منها .. وقعت الجميلة بعشق الوحش بكل كيانها ولكن هل سيُكتب لقصتهما الحياة ام سيُحكم عليها بالموت أمام تيار الظلم الذي يملأ عالم الوحش
كاااااااااااااااات .. كفاية كدا النهاردة

جميلة عشقت الوحش 🤍🖤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن