الخاتمة ج١ 💥

7.3K 237 17
                                    

نحن نولد مرة واحدة .. ونعيش مرة واحدة .. ونموت مرة واحدة .. ونحب مرة واحدة .. مرة واحدة فقط يدق القلب بكل صدق وربما لن تتكرر تلك النبضة مرة ثانية .. نعشق بكل كل خلية بجسدنا .. تمتد جذور العشق لأعمق جزء بروحنا فلا يفصلها شئ ابدا .. مرت خمس سنوات لنجد انفسنا بأحد الجزر السياحية التي تمتاز بجوها المشمس وسماءها الزرقاء وشواطئها الغنية بالناس الذين جائوا بحثاً عن بعض الراحة والاسترخاء وبالطبع بعض الطعام الجيد .. نجد جميلتنا واقفة وهي تنظر للبحر الذي يعانق الرمال الذهبية في مشهد هادئ وجميل .. تسرح قليلاً لتتذكر ذلك اليوم الذي انتهت فيه أسطورة عاصي الوحش .. انتهت على يدها .. تتذكر كيف انتهى كل شئ بلحظة
*فلاش باك*
تخطت الساعة منتصف الليل ببضع دقائق او ربما ساعات .. لا تعرف كم بقت بتلك الغرفة .. غرفة صغيرة بها ذلك المكتب وكرسي كبير وكرسيين صغيرين .. تجلس وتنظر امامها بشرود .. لا تصدق حتى الآن انها ضغطت على ذلك الزناد .. مرت ساعات وهي بمكتب خالد وذلك المشهد لا يفارق عقلها .. يتكرر مرة تليها الأخرى .. انتبهت على دخول خالد الذي جلس على الكرسي الكبير خلف المكتب بهدوء لا يتناسب مع ملامحه .. طال صمته لتردف جميلة وهي تحاول كبت دموعها
جميلة: لاقيتوه؟
هز خالد رأسه ليردف
خالد: لاقينا الجثة بس ..
جميلة: بس ايه؟
خالد: الجزء اللي وقع فيه كان مليان حيوانات مفترسة وسامة ف للاسف الوش اتشوه ف بقى صعب التعرف عليها .. تحليل الحمض النووي قال انه احتمال بنسبة 50% انها جثته ودا طبعاً بعد معاناه
اغمضت جميلة عينيها بألم وهربت دمعة ساخنة منها لتجري على خدها لتليها اخرى واخرى .. بكاء صامت يحرق قلبها .. نظر خالد لها بألم ولم ينطق .. ظلت على تلك الحال لدقائق قبل ان تتنهد بقوة وتمسح دموعها وتنظر لخالد
جميلة: ايه اللي هيحصل دلوقتي؟
فتح خالد درج مكتبه ليخرج ملف ويضعه امامها بصمت .. فتحت جميلة الملف لتُصدم حين وجدت داخله هويات جديدة لها ولعمر ومعهم شهادتين وفاة باسماءهم الاصلية .. نظرت له جميلة بذهول
جميلة: يعني ايه؟!!
خالد: يعني من بكرة هيتشطب اسم جميلة عبد الله وعمر عاصم الزيان من سجل الاحياء .. من بكرة انتي جميلة محمد ابو المجد وعمر هيبقى اسمه عمر عادل كمال .. من بكرة انتوا الاتنين هتبدأوا حياة جديدة
جميلة(بعدم تصديق): انت .. مش هتقبض عليا؟!!
خالد(بنبرة ذات مغزى): اقبض على واحدة ميتة .. جميلة عبد الله ماتت بعد ما اتخطفت هي وعمر عاصم الزيان
جميلة: طب والمسدس؟!
خالد: المسدس مسدسي والرصاص اللي خرج منه رصاص ميري .. يعني تقدري تقولي مطاردة عادية بين ظابط شرطة ومجرم هاول الهرب أدت في النهاية لأني أضطر امنع هروبه بالطريقة دي
جميلة(بذهول): ليه هتعمل كدا؟!
خالد: صدقيني لو قولتلك مش عارف .. مش عارف انا صح ولا غلط .. بس عارف ان انتي مش مكانك السجن .. تقدري تقولي اني برد جميل عاصم ومساعدته ليا بالطريقة دي او بكفر عن ذنبي اني ماقدرتش احميه هو وعشق .. ماتسألينيش تاني بقا بدل ما اغير رأيي
ارتسمت ابتسامة امتنان صغيرة على شفتي جميلة وهمست
جميلة: شكراً .. شكراً جداً
خالد: انا اللي بشكرك يا جميلة انا بسببك بقا معايا مستندات كشفت ناس كتير فاسدين وهنقدر نوقف فسادهم وننقذ ناس كتير بريئة كانوا هيتأذوا .. وبسببك خلصت قضية صفوت وعاصي الزيان .. ف اظن دي اقل حاجة تستحقيها وانا فعلاً بتمنالك حياة احسن وان ربنا يعوضك اللي شوفتيه
دق بسيط على باب المكتب تبعه دخول اخر من توقعته جميلة
جميلة(بصدمة): انت؟!!!!
طارق(وهو يؤدي التحية العسكرية): تمام يا فندم
خالد: طارق ظابط برضو يا جميلة وكان بيساعدنا في القضية
جميلة(بذهول): يعني انت كنت عارف اني انا وعمر هننخطف؟!
طارق: انا فعلاً عرفت وعلشان كدا كنت في المخزن التاني مع عمر علشان اضمن ان ماحدش يقربله ولا يأذيه
نظرت جميلة لخالد قليلاً دون ان تنطق .. اذا كان طارق يعلم بمخطط صفوت لخطفهم إذا من المؤكد انه بلغ خالد .. لماذا لم ينقذهم .. لماذا انتظر ان يحدث لها كل ما حدث .. هل كانت الأدلة والمستندات اهم من حياتها وحياة صغيرها .. وقفت دون النطق بكلمة لتسأله
جميلة: فين عمر؟
طارق: برا ماتقلقيش .. المهم لازم تطلعوا حالا على المطار ولازم تكونوا برا مصر قبل الصبح .. فيه عربية برا هتوصلكم
جميلة: تمام
قالتها جميلة ولم تزد حرفاً وتحركت للخارج لتأخذ صغيرها وتبتعد عن تلك الدوامة التي دخلتها مرغمة ولكنها الآن ستخرج منها بإرادتها .. ربما خسرت كثيراً ولكن الحياة منحتها الفرصة في حياة جديدة وهي ستحرص على ان تستغلها جيداً
*عودة*
فاقت من شرودها على صوت عمر الذي يبلغ الآن ١١ سنة .. مازال وجهه طفولي ومازال شعره مجعد بشكل جميل
عمر: خالتوووو
جميلة: ايه يا ابني ارحمني .. فيه ايه؟!
عمر: الزباين بتشتكي علشان الاكل اتأخر
جميلة(وهي تضيق حاجبيها): والأكل اتأخر ليه؟!
عمر: الشيف عامل إضراب
جميلة(وهي ترفع حاجبيها): إضراب!!!!
قالتها جميلة بدهشة قبل ان تتحرك ناحية مطعمها الصغير الذي يطل على مياة الشاطئ الساحرة ليُعطيه منظر متميز وجميل مثل صاحبته
/////////////
بإيطاليا وبالتحديد بقصر ليو نجد نادين وهي تجلس مع ميارا وميرال بنات ليو وكيارا .. تلعب معهم وتنسى حزنها مثلما تفعل على مدار الثلاث سنوات الماضية فقد قضت سنتين بمصحة نفسية لتتعالج من علاقتها بعاصي التي دمرت الباقي من روحها بعد ان كان لأبيها وعمها النصيب الاكبر في تدميرها .. ربما حاكمها الكثير بناء على تصرفاتها ولكن لا احد يعلم ما مرت به لتصبح روحها بذلك الظلام .. لا يعلم احد ما الذي اوصلها لتلك الدرجة من الشر والغل والكرة والغيرة .. لا احد يعلم كيف بقت ذكريات طفولتها البائسة مرسخة بعقلها لتسعى ان تصبح سعيدة على حساب اي احد .. ولكنها الآن تغيرت .. ندمت على ما فعلت بماضيها واقتربت من ربها عساه يغفر لها ما اقترفته ووجدت بقربها من ربها الراحة .. اصبحت تحب ما حولها .. تحب حياتها .. تحب كل شئ .. ولكن هناك قلب يتمنى ان تحبه مثلما احبها .. يتقدم منها بابتسامة جميلة مردفاً
ليون: بونچورنو
نادين: بونچورنو
ليون: ميارا .. ميرال .. كيارا تريدكم
تحركت الفتيات لداخل المنزل بسرعة تاركين عمهم وحده مع تلك التي يصيبها الارتباك كلما اقترب منها ذلك الاسد ذو العيون السوداء
ليون: كيف حالك؟
نادين: بخير .. عن اذنك
كادت بالمغادرة ليمسك يدها مردفاً
ليون: إلى اين يا ندى؟
نادين: قلت لك مائة مرة اسمي نادين وليس ندى ولأجيب على سؤالك ذاهبة ل ليو لأسأله إن وجد لي بيت مثلما طلبت منه ام لا
ليون: أنا وجدت لكِ بيت مثالي
نادين(بذهول): أنت؟! اعني حقاً ؟! .. اعني ذلك رائع .. اين هو
ليون(وهو يشير على بيته هو وليو): هنا
نادين: انا جادة
ليون: وانا أيضاً .. انتي تعلمين بشعوري وتعلمين انك امتلكتي دقات قلبي وتربعتي على عرشه .. لماذا تكابرين؟
نادين(بملامح عابسة): لأنه لا سبيل لنا معاً .. انت تعلم ما حدث لي وأنا اعلم ان قلبك معلق بأخرى
ليون: كان .. كان معلق بها حين كنت اظن انها احبتني .. ولكن قلبي ليس بلا كرامة ليبقى على ذكرى من سمحت لنفسها بقتله
صمتت نادين ليقترب منها ليون هامساً
ليون: ماذا قلتي يا ندايا
نادين: لماذا تقول لي ندى او ندايا؟
ليون: اسمك منشق من الندى وهذا ما فعلتيه بقلبي .. سقطي برفق وهدوء عليه مثلما يسقط الندى على الورد
احمرت وجنتا نادين بخجل ليردف ليون
ليون: ماذا قلتي يا ندى قلبي؟ هل تقبلين ان تستمري في السقوط على قلبي بنفس الرقة والجمال  ..(ثم اقترب اكثر ليردف بهمس).. تزوجي بي
نادين: ها
ليون: تزوجي بي يا ندايا .. ف انا قلبي لن يتحمل فراقك
ابتسمت نادين لتردف بتردد
نادين: هل بالفعل تريد الزواج مني؟ حتى وانت تعلم انني لست..
صمتت وهي تخجل من نفسها .. كيف فرطت بشرفها .. كيف خانت الامانة التي اعطاها الله لها لتصُونها حتى تسلمها لزوجها .. اقترب ليون منها ليردف بهدوء
ليون: نحن بشر و كلنا اخطاء .. سننسى انا وانتي كل شئ ونبدأ سويا من تلك اللحظة .. لن احاسبك على ما فات ولن ألومك
صمتت نادين ليردف ليون بتوجس
ليون: هل .. مازلتي تحبين عاصي؟
نادين(بسرعة وصدق): لا لا اقسم لك .. لم اكن احبه من البداية .. كنت اشعر داخلي برغبة تملكه حتى لا اكون ضعيفة .. كنت اريد ان احصل على ما اريد ولو مرة ولكني اكتشفت ان ذلك ليس حباً .. لم أحبه ابدا
تنهد ليون براحة قبل ان يقترب ويمسك بيدها هامساً
ليون: وأنا؟
نادين: انت ماذا؟
ليون(وهو ينظر لها): هل تحبينني؟
تلون وجه نادين باللون الاحمر من شدة الخجل لتهز رأسها بصمت ليقترب ليون بوجهه هامسا
ليون: اريد سماعها
مرت ثواني كانت تحارب نادين ان تنطق بهم .. حتى همست
نادين: نعم .. احبك
ابتسم ليون بسعادة وحملها وأخذ يدور بها بسرعة لتتشبث هي به وهي تبتسم بفرحة وزوجين من الاعين تراقبهم بفرح قبل ان تنضم لهم ثمرتي حبهم لتقف ميارا بجانب كيارا وتقف ميرال بجانب ليو ليستغل ليو تلك الفرصة ويهمس بأذن كيارا
ليو(بنبرة عاشقة): احبك يا شمسي
//////////////
دخلت جميلة المطبخ الخاص بمطعمها وهي تردف
جميلة: ممكن افهم الاكل اتأخر ليه؟
…: سوري فيه إضراب ومفيش طبخ من هنا ورايح
قالها ذلك الوسيم ذو الملامح الرجولية الساحرة والعيون السوداء والشعر الاسود الذي خالطه بعض الشعر الابيض الذي لم يضيفه سوا هيبة وجمال وحضور لا يليقوا سوا بالوحش
كاااااااااااااااات .. كفاية كدا .. الخاتمة الجزء التاني هتنزل حاااااااالاً

جميلة عشقت الوحش 🤍🖤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن