الفصل الرابع 💥💥💥💥

9.2K 296 11
                                    

تستيقظ جميلة التي لم تنم سوا ساعات قليلة على دق عنيف على باب المنزل .. انتفضت برعب حين استمعت لصوت باب الشقة يُكسر لتُسرع باحتضان عمر الذي كان يتمسك بها برعب والدموع بدأت تلمع بعيونه الطفولية وخاصة حين رأى امامه مجموعة من الرجال ذوي الاجسام الضخمة والملامح المرعبة ليدق قلبه الصغير برعب حين اقترب احدهما ليُمسكه لتعلو صراخاته وصرخات جميلة التي كانت تحاول ان تتحرر من قبضة احد الرجال وتحاول ان تُمسك صغيرها الذي يُنتزع الان من بين احضانها .. تزداد صرخاتها اكثر وقد نجح هذا الثور الهائج في سلب عمر من بين احضانها بينما هي لا تستطيع فعل شئ له .. في اقل من ثانية تحولت جميلة القطة الوديعة ل لنمرة برية شرسة تحاول حماية صغيرها لتدفع من يُمسك بها بقوة لا تعرف كيف اعترتها وتندفع وراء الرجل الاخر الذي كاد بمغادرة المنزل بعمر الذي لم تتوقف صرخاته المستغيثة .. قفزت جميلة على ظهر ذلك الرجل لتستعمل اظافرها كمخالب لتجريح وجهه عساه يترك صغيرها إلا انه دفعها بقوة وغضب بإحدى ذراعيه لتقع من فوق ظهره على من كان يُمسكها من قبل وقبل ان تحاول العودة لساحة القتال في سبيل الحفاظ على امانة اختها وجدت الدنيا تميد بها بعد ان وضع ذلك الحقير على انفها منديل مبلل بأحد المواد المخدرة لتقع أرضاً واخر ما قد رأته هو عمر الصغير المحمول بالقوة ودموعه تغرق وجهه الصغير وهو يمد يده ناحيتها مستغيثاً بها بينما هي قد ثقل جفنيها وفقدت قدرتها على تحريك اي عضلة فاستسلمت للظلام الذي أحاط بها وقلبها يأن ألماً على صغيرها التي لا تعرف مصيره
/////////////////
يقف امام البحر وعيناه هائمة في كلام اخيه .. اخيه يترك صغيره بأمانته ولكن هل هو قادر على حمل هذه الامانة .. هل سيستطيع توفير الحب الذي يحتاجه هذا الصغير .. هل مازال يعرف الحب من الاساس .. تقفز صورتها برأسه .. يتذكر كيف وقفت امامه بشجاعة رغم الخوف الذي قرأه بكل خليه من جسدها إلا ان عينيها كانت قوية ليس بها ذرة خوف .. عينيها! آه من عينيها .. بهما لمعة غريبة وكأن السحر يسكنهما .. واهدابها الطويلة السوداء التي تظلل عينيها لتجعل قلبه يدق داخل صدره كالساعة الكبيرة .. بشرتها البيضاء .. وجهها البرئ .. شعرها العسلي الطويل .. تلك القوة الواهية التي تدعيها .. كل شئ بها يزيد من انجذابه لها ولكن لا .. هو عاصي الوحش الذي لا يعرف الحب .. هو فقط يفكر بها لأنها الوحيدة من بنات حواء التي لم تركع امامه مطالبة ان يغدقها بعشقه الرجولي .. هكذا ظل يردد داخل رأسه وكأنه يريد ان يُقنع نفسه بتلك الجملة ولكن كيف سيُقنع ذلك العضو القابع بيسار صدره والذي بدأ الدق لهذه القطة الشرسة
//////////////
تفتح عينيها ببطئ وتعب لتجد نفسها مُقيدة على كرسي بأحد السفن الراسية على الميناء بمكان منعزل على البحر .. تتلفت حولها بذعر ليدق قلبها بعنف حين رأته يجلس امامها بغروره و شره الذي تعرفه جيداً وكيف لا وقد حكي عاصم لها ولعشق الكثير والكثير عن من يُدعى ابيه او كما يعرفه الجميع صفوت الزيان
صفوت(بابتسامة خبيثة): صباح الخير يا جميلة
جميلة: ...
صفوت(وهو ينظر لها بتفحص وخبث): ايه؟ انتي لسة زعلانة من الطريقة اللي رجالتي جابوكي بيها .. معلش اصلهم غشم .. مايعرفوش ازاي يتعاملوا مع الستات .. وبالذات الستات الجميلة زيك
جميلة(مدعية القوة): فين عمر؟
صفوت(بابتسامة صفراء): في الحفظ والصون ماتقلقيش .. انا بس عايز اطلب منك طلب صغير كدا .. امضي عالورق اللي قدامك دا
جميلة: ورق ايه؟
صفوت(ببرود): دا ورق تنازل عن وصية عمر عاصم الزيان ليا انا .. جده .. صفوت الزيان
جميلة(بقوة وحدة): مش هيحصل
صفوت(ببرود واستفزاز): تؤتؤتؤ .. انا كدا ازعل وانصحك بلاش تجربي زعلي .. عمر كدا كدا هيبقى معايا ف يا إما تمضي الورق بهدوء وساعتها هتمشي معززة مكرمة وتنسي خالص ان ليكي ابن اخت اسمه عمر .. يا إما بقا انا هاخد الوصاية على عمر برضو بس بعد ما البوليس يلاقي جثتك او بمعنى اصح اللي هيفضل منها بعد ما السمك يتسلى عليكي شوية
جميلة(بانفاس متسارعة وخوف حاولت اخفاءه): ...
صفوت: ها قولتي ايه؟
جميلة(بقوة ظاهرية وخوف يدق بقلبها): مش همضي
صفوت: براحتك
اشار بيده ليسحبها رجلين بقوة ويقوموا بربط قدميها وسط صرخاتها لتصبح مُعلقة على ذلك العمود الطويل ورأسها متدلي لتصرخ وهي تقاوم الدوار الذي يُفتك برأسها
جميلة(بصراخ): عمر امانة اختي .. مش هسيبه حتى لو هتموتوني
صفوت(وهو يتفحصها بنظرات خبيثة): عنيدة .. وجميلة .. حقيقي انا مستخسرك في الموت بس دا قرارك
اشار بيده ليبدأ العمود بالتحرك لتصبح مُعلقة فوق المياة العميقة للبحر فأغلقت عينيها بقوة وهي تبكي وتدعي ربها ان ينجدها
صفوت: مش عايزة تغيري رأيك؟
جميلة(وهي تغلق عينيها بشدة وقد لمعت الدموع بداخلها): ...
كاد بأن يشير للرجل الواقف بجوار العمود ليُفلت الحبل ولكن قطع حاجز الصمت المصحوب ببكاء جميلة صوته القوي الغاضب الذي هز ارجاء المكان
عاصي(بحدة وهتاف مرعب): صفوووووت يا زياااااااااان
لم يكد صفوت النظر خلفه ليجد الوحش قابضاً على تلابيبه وهو يصرخ بقوة افزعت صفوت نفسه
عاصي(بغضب): عمرررررر فيييييين؟ وديته فيييييييين؟؟؟؟
صفوت(بخوف حاول إخفاءه): انت اتجننت يا عاصي؟!!
عاصي(بانفعال وغضب): انا مستعد اوريك الجنان اللي على اصوله لو ماقولتليش ابن اخويا فين
صفوت(وهو يحاول ابعاد يد عاصي عنه): اهدى يا عاصي .. هو انا معقول هأذي حفيدي
عاصي(وهو يجز على اسنانه بغضب): حفيدك؟؟؟؟؟
صفوت(بنبرة ذات مغزى وعيون لامعة بالشر): ايوة حفيدي .. ووريث الامبراطوريه بعدي وبعدك
عاصي(بانفعال وغضب شديد وهو يجذبه من تلابيبه): انت بتقول اييييييه؟!!! انت اتجننت؟!!!! اوعى تكون فاكر اني هسمحلك تدخله مستنقعك وتدمره زي ما دمرتني انا واخويا .. انا عندي استعداد اهد المعبد على دماغي ودماغك لو فكرت تقربله .. رد قولي حالاً وديته فيييين؟؟؟؟
صفوت(وقد لاحظ غضب عاصي الشديد): ماتقلقش .. زمانه في طريقه لڤيلا القاهرة .. بيته الجديد
ترك عاصي ياقته بقوة وكاد بالتحرك ليقف لثواني قبل ان يلتفت وينظر للرجل الممسك بالعمود
عاصي(بأمر): نزلها
شهقت جميلة بفزع بعد ان كانت تراقب ما يحدث أمامها من صراع بين عاصي ووالده لتهدأ قليلاً حين وجدته يصيح بنبرة اعلى
عاصي(بنبرة اعلى): نزلها وفكها بقولك
نظر الرجل لصفوت الذي اشار له بالموافقة ليُسرع الرجل بتحريك العمود مرة اخرى لداخل السفينة ومن ثم شرع في فك قيودها ليتحرك عاصي ناحيتها ويمسك بذراعها بقوة ويسحبها معه لخارج السفينة تحت انظار والده الخبيثة الذي بدأ عقله الشيطاني يُفكر أنه اخيرا اصبح للوحش نقطة ضعف وهو سيحرص على استغلالها
/////////////
يسحب عاصي جميلة معه ناحية سيارته تحت صراخاتها
جميلة(بصراخ ممزوج بالدموع): انت عايز مني ايه؟!!!
عاصي: ...
جميلة(وهي تحاول سحب يدها): سيبني بقولك .. اوعى سيب ايدي
دفع عاصي بجميلة لداخل سيارته ليُسرع بالركوب من الناحية الاخرى غير عابئ بكلامها ولا صرخاتها .. بدأ قيادة سيارته بسرعة وبجانبه جميلة التي تصرخ بقوة فيه
جميلة(بانفعال وصراخ): انت واخدني فين؟!!!! نزلني هنااااا
عاصي: ...
جميلة(بصراخ وهي تضرب بكفيها على نافذتها): الحقوناااااااي
عاصي: ...
جميلة(وهي تضربه بقبضتيها في ذراعه): اقف اقف اقف
اوقف عاصي السيارة مرة واحدة ارتدت على اثرها جميلة للامام وقبل ان تفتح فمها بكلمة واحدة وجدت مسدسه بمنتصف جبهتها وعينيه لا تنذر بالخير أبدا
عاصي(بنبرة مرعبة): انا عمري ما بدي لحد فرصة تانية .. ولأول مرة هكسر قاعدتي وهديكي فرصة انك تبعدي عننا .. انسي عمر
جميلة(بدموع): انسى ابني!!!
عاصي: عمر مش ابنك
جميلة(بصراخ يشوبه الدموع): لا ابني .. انا اللي ربيته من لما كان عمره سنتين .. شوفته بيكبر قدام عيني .. اول كلمة قالها كانت اسمي .. اول خطوة مشيها كنت انا سانداه .. عمره ما نام ليلة بعيد عن حضني .. بعد كل دا عايزني انسى!!!!
عاصي(بقوة ونظرة مرعبة): هتنسي .. لأن لو مانسيتش انا هنسيكي بطريقتي اللي تدعي ربنا انك ماتجربيهاش
جميلة(بعناد وقوة): مش هنسى ولا هبعد .. لو اخر يوم في عمري مش هسيب عمر ليك انت وابوك علشان تخلوه مجرم زيكم
اسودت عينا عاصي واحتدت انفاسه بصدره لينزل من السيارة ويلف ناحية بابها ليفتحه ويسحبها بقوة من الداخل
عاصي(وهو يمسك ذراعها بقوة ويهمس بنبرة مرعبة امام وجهها): عمر مكانه جنبي .. عمره ما هيبعد عني فاهمة
قالها ودفعها بعيداً ليلف ويركب سيارته مرة أخرى لتصرخ وهي تضرب بيدها على سيارته
جميلة(بصراخ وغضب): مش هسيبه .. هرجعه ليا انت سامع .. مش هسيبهولك
عاصي(وهو يجز على اسنانه): ...
اسرع عاصي بالتحرك بسيارته لتصرخ جميلة وهي تنظر لأثر السيارة
جميلة(بصراخ يشوبه الدموع): مش هسيبه .. مش هسييييبه .. آآآآآه
صرخت بقوة وهي تقع أرضا والدموع تغرق وجهها وهي تهمس
جميلة(بهمس ودموع تغرق وجهها): مش هسيبك يا عمر .. هرجعك تاني يا حبيبي .. هرجعك تاني يا قلب خالتك
//////////////
بعد مرور ساعات بڤيلا صفوت الزيان يضم عمر نفسه بقوة وهو يبكي بدون توقف منذ ان وصل
نادين(بملل): خلاص بقا يا ولد انت بطل عياط
عمر(بدموع): عايز خالتو
نادين(وهي تحاول الظهور بدور الملاك): طب كل الساندويتش دا بس
عمر(وهو يدفع يدها ويصرخ): مش عايز اكل انا عايز خالتو
نادين(بانفعال): يووووووه قولتلك مفيش خالتو خلاص .. خالتو سابتك وسافرت ونسيتك خلاص
عمر(بدموع كثيرة وهو يضربها بقبضتيه الصغيرتين): انتي كدابة .. انا عايز خالتو
نادين(وهي تصفعه بقوة): اخرس يا قليل الادب
عمر(بدموع وهو يضع يده على خده): ...
نادين(بغضب): الظاهر اني هعلمك الادب من اول وجديد طالما خالتك ماعرفتش تعلمهولك
عمر(بدموع ونبرة طفولية): انا مش بحبك ومش عايزك .. انا عايز خالتو
نادين(بغضب وهي تتحرك): طيب انا هوريك .. هقفل عليك ومش هفتحلك إلا لما تتعلم الادب
عمر(بصراخ وهو يضرب بيديه على الباب): لاااااا افتحي الباب .. يا خالتوووووو الحقيني .. افتحوا الباب ..(ثم جلس بأحد اركان الغرفة وهو يبكي ويهمس).. تعالي بقا يا خالتو
///////////
وصلت جميلة منزلها في القاهرة وهي تحمل بيدها الشنطة الصغيرة التي سافرت بها وتضم لصدرها سيارة عمر اللعبة التي كان يحتضنها وهو نائم .. صعدت درجات السلم وهي تكاد تقع من فرط التعب النفسي والجسدي الذي فتك بها .. طرقت بيدها على باب الحاجة ابتسام لتفتح الاخيرة الباب وتشهق من منظر جميلة التي بدت وكأنها كبرت اعوام
الحاجة ابتسام: جميلة!!! مالك يا حبيبتي؟ انتي كنتي فين من الصبح انا خبطت عليكي علشان نفطر سوا بس مالاقيتش حد؟ فين عمر؟
عند ذكر اسم صغيرها اغرقت الدموع وجهها وسقطت أرضا على ركبتيها لتضرب السيدة ابتسام على صدرها بلهفة وهي تصرخ
الحاجة ابتسام(بخضة): اسم الله عليكي يا حبيبتي .. مالك بس؟!!! قومي معايا
جميلة(بهمس شارد): اخدوا عمر
الحاجة ابتسام(وهي تحاول ان تجعلها تقف): مين اللي اخدوه بس .. اهدي يا حبيبتي
محمد(بذهول): جميلة!!!
قالها محمد الذي عاد للتو من عمله ليُفاجئ بها واقعة أرضا امام منزله بتلك الحالة ليجري ناحيتها بلهفة
محمد(بلهفة): مالك يا جميلة؟! مالها يا ماما؟
الحاجة ابتسام: والله ماعرف يا ابني انا لاقيتها بتخبط عليا وبعدين وقعت كدا
جميلة(بشرود يشوبه الدموع): خدوه مني .. خدوه من حضني .. اخدوا عمر
الحاجة ابتسام: لا حول ولا قوه الا بالله مين بس اللي اخدوه؟
جميلة: عمه وجده .. خطفوه
محمد: اهدي يا جميلة
جميلة(وهي تتمسك بمحمد وتردف وسط دموعها): رجعلي عمر يا محمد .. ابوس ايدك رجعلي عمر .. انا مش هقدر اعيش من غيره والله العظيم ما هقدر
الحاجة ابتسام(وهي تربت عليها): لا اله الا الله اهدي يا حبيبتي
جميلة(وهي تنظر له برجاء): هترجعهولي؟!
محمد(وهو يهز رأسه): هرجعهولك يا جميلة .. قومي معايا
ادخل محمد جميلة لداخل منزلها بعد معاناة لتبقى بالمنزل حتى يذهب هو لمنزل او بمعني اصح ڤيلا صفوت الزيان على وعد ان يُعيد لها ولهم جميعاً صغيرهم العزيز عمر .. تحرك محمد بعد ان اتصل بأحد زملائه ليقوم باللحاق به مع قوة ليستطيعوا ان يرجعوا ذلك الصغير مرة اخرى لخالته التي بنظر القانون هي حاضنة له ولكنه لا يعلم انه في قانون صفوت الزيان لا يخرج احداً من امبراطوريته حياً
//////////////
يقف عاصي امام غرفة الكشف وهو كالأسد الهائج يتذكر ما حدث منذ اقل من ساعة حين عاد لڤيلا والده ليرى ذلك الصغير الذي لم يراه سوى مرة ولكنه حرك بداخله مشاعر كان يظن انها ماتت مثل قلبه
*فلاش باك*
وصل عاصي الڤيلا وصعد بسرعة للطابق الثاني حيث غرف النوم ليفتح الغرف غرفة تلو الأخرى باحثاً عن ابن اخيه ليجد احدى الغرف مغلقة والمفتاح بالخارج .. اسرع بفتح الباب ليجد عمر متكور على نفسه في زاوية الغرفة البعيدة واضعاً رأسه بين رجليه .. تقدم منه عاصي بخطوات بسيطة لينادي عليه بنبرة حاول جعلها هادئة وحنونة
عاصي: عمر
لا رد من الصغير ليُكرر عاصي ندائه
عاصي(وهو يقترب منه قليلاً): عمر
لا رد مرة اخرى .. لعب القلق بقلب عاصي ليتقدم من جسد عمر وينزل لمستواه ليلمسه ليُصدم حين وجده يقع بين يديه بوجه شاحب وعينين مغلقتين وشفاه زرقاء ليهتف برعب
عاصي(برعب ولهفة): عمررررر
اسرع بحمله على ذراعيه ونزل به الطوابق بسرعة كبيرة ليضعه بسيارته وينطلق به لأقرب مشفى وهو يكاد يأكل الطريق من سرعته وعيناه مُعلقة بالمرآة مراقباً ذلك الصغير المُمدد على المقعد الخلفي ولا حول له ولا قوة
*عودة*
خرج الطبيب ليندفع ناحيته عاصي
عاصي: هو عامل ايه دلوقتي؟ بقى كويس؟
الطبيب: هو دلوقتي احسن .. بس ياريت بلاش عنف معاه تاني
عاصي(بصدمة): عنف!!
الطبيب(بلوم): الولد واضح انه مضروب بالقلم جامد على وشه + انه لما جه نسبة الاكسچين كانت تكاد تكون منعدمة يعني كان بيتخنق
عاصي(وهو يجز على اسنانه): ...
الطبيب: انا هكتبله على خروج دلوقتي يا عاصي بيه بس ارجوك بالراحة عليه .. دا طفل
تحرك عاصي لداخل الغرفة وكلام الطبيب يدور بعقله .. ابن اخيه ضُرب!!! من هذا الذي استغنى عن حياته ليُفكر ان يمس صغيره بسوء!!! وأيضاً كان يُخنق!!!! يُقسم انه سينزع رأس من فعل ذلك عن جسمه .. وقف امام سرير عمر وهو ينظر له وباقي جملة الطيبب تدور بعقله .. يظنه انه هو من قام بإيذاءه .. ألتلك الدرجة يظنونه وحشاً قاسياً .. انتبه على عمر الذي بدأ بفتح عينيه الصغيرتين ليهمس بصوته الطفولي
عمر: عمو عاصي
عاصي: ...
عمر(بنبرة طفولية): وحشتني
ماذا تفعل ايها الصغير؟! كيف تتكلم هكذا مع الوحش؟! اي وحش؟! هل هو من يجلس امامه الآن وبداخله قلب بدأ بالنبض من جديد لذلك الصغير البرئ
عاصي(بهدوء): عامل ايه دلوقتي؟
عمر(وهو ينظر حوله): هو حصل ايه؟
عاصي: انا اللي عايز اسألك حصل ايه؟ ايه اللي خلاك اغمى عليك؟ مين خنقك؟
عمر(وهو يهز رأسه): ماحدش خنقني بس طنط لما قفلت الباب عليا حسيت اني دايخ
عاصي(وهو يضيق نظراته): طنط مين؟
عمر(بنبرة حزينة): طنط اللي في البيت اللي قالتلي ان خالتو سافرت وسابتني
عاصي(وقد فهم انه يقصد نادين): ...
عمر(بدموع تلمع بعينيه الصغيرة): هو صحيح خالتو سابتني؟
عاصي: يلا علشان نروح
عمر(بلهفة): هنروح لخالتو؟
لماذا ود بكل قوة ان يقول نعم .. لماذا ود ان يذهب لها ويراها مرة اخرى
عاصي: لا .. هنروح بيتي انا
عمر: عند طنط الوحشة ..(ثم اكمل بنبرة طفولية).. انا مش عايز اروح عندها انا خايف منها
عاصي(وهو يقترب منه ويتحدث معه وكأنه شخص كبير): اوعى في يوم اسمعك تقول كلمة خايف دي تاني ابدا .. اوعى تخاف من اي حاجة طول ما انا جنبك
عمر: بس هي وحشة وضربتني
عاصي(بنبرة مرعبة): وانا هعرف اجيبلك حقك
عمر: يعني ايه؟
عاصي: يعني تقوم علشان نروح البيت
عمر: عند طنط الوحشة؟
عاصي: لا .. بيتي بتاعي انا وبس
عمر(بطفولية): طب هو انا هروح لخالتو بالليل؟
عاصي: لا انت هتفضل معايا
عمر(بحزن): يعني مش هشوف خالتو تاني؟
عاصي(بجمود): لا .. يلا
تحرك عاصي بعمر الذي لمعت الدموع بعينيه الصغيرة وقد ايقن انه افترق عن صديقته وحبيبته وخالته مثلما افترق عن امه وابيه .. ربما كان صغيراً ليفهم معنى كلمة فراق ولكن تألم قلبه الصغير .. فهو كان عمره عامين فقط حينما فقد والديه فلم يتألم كما يشعر الآن فهل سيطول عذاب قلبه الصغير
//////////////
عاد محمد للمنزل لتجري جميلة بلهفة ناحيته
جميلة(بلهفة): محمد .. فين عمر؟ هو لسة طالع عالسلم؟
محمد(وهو يمسك ذراعها قبل ان تنزل للسلم): ...
جميلة(بتوجس وهي ترى صمته): فين عمر يا محمد؟!!
محمد: مش موجود هناك
جميلة(بانفعال بسيط): يعني ايه مش موجود هناك؟!!!!!
الحاجة ابتسام: ما تقول يا ابني ايه اللي حصل
تنهد محمد ليبدأ حكي ما حدث منذ ان وصل لڤيلا صفوت الزيان
*فلاش باك*
وصل محمد لڤيلا صفوت الزيان الذي كان قد وصل للتو وخرج لهم بهدوء يشوبه ابتسامة سخرية
صفوت(ببرود): خير يا حضرة الظابط؟
محمد: حضرتك متهم يا صفوت بيه بخطف عمر عاصم الزيان وتهديد جميلة عبد الله بالقتل
صفوت(مدعياً الصدمة): خطف! انا هخطف حفيدي! بقا دا اسمه كلام
محمد(وهو يجز على اسنانه بغيظ): ...
صفوت(ببرود): انا ماعرفش حاجة عن الكلام اللي حضرتك بتقوله دا
محمد(بانفعال بسيط): يعني عايز تفهمني انك ماتعرفش انك عندك حفيد؟!
صفوت: انا ماقلتش كده بس انا لا خطفت حد ولا هددت حد .. ده انا حتى كنت ناوي اعزم الانسه جميله هي وعمر يجوا يتغدوا معنا في يوم واتعرف على حفيدي
محمد: عندك مانع لو فتشنا البيت
صفوت(وهو يشير بيده): لا أبداً خدوا راحتكم ده شغلكم برده
اشار محمد للعساكر الذين معه ليبدأوا البحث عن عمر بكل شبر بالمنزل ليعودوا بعد وقت ليس بقليل ويخبروه بعدم ايجادهم لعمر او لأي شئ يدل على وجوده
محمد(بغضب وانفعال): يعني ايه دوروا كويس
الظابط زميل محمد: خلاص يا محمد .. دوروا وقالوا مفيش حد مينفعش كدا
صفوت(ببسمة مستفزة): لو تحب تدور تاني بنفسك البيت تحت امرك
محمد(وهو يجز على اسنانه بغضب): ...
الظابط زميل محمد: احنا اسفين على الازعاج يا صفوت باشا
صفوت: العفو انتم بتأدوا واجبكم .. بس ياريت يا حضره الظابط تعملي محضر اثبات حاله بأن خالة حفيدي الانسه جميلة عبد الله غير قادرة على الحفاظ عليه وده لانه اتخطف او تاه او أيا كان اللي حصله يعني في اي حال من الاحوال هي غير امينه على طفل زيه وانا قريب اوي هرفع قضيه أطالب بأني اخد حضانه الولد .. اكيد مش هسيبه في ايد واحده مستهتره مش قادره تحافظ عليه
كاد محمد بالتهور عليه ليمسكه زميله وهو يردف
الظابط زميل محمد: تقدر حضرتك في اي وقت تيجي وتقدم البلاغ اللي حضرتك عايزه .. احنا تحت امرك
*عودة*
جميلة(بصدمة وانفعال): يعني ايه الكلام دا؟!!!!
محمد: ...
جميلة(بغضب شديد): رد عليا يعني ايه؟!! يعني خلاص عمر راح؟!!! انت عارف ومتأكد أنه عنده
محمد(بغضب مماثل): عايزاني اعمل ايه يا جميلة؟ انا روحت وقدمت بلاغ وطلعت قوة معايا وفتشنا البيت ومالاقينهوش .. اعمل ايه؟!!
جميلة(بقوة وغضب وهي تتحرك): ماتعملش .. انا اللي هعمل
الحاجة ابتسام: راحة فين بس يا بنتي؟
محمد(وهو يمسك ذراعها): يا جميلة اهدي وانا هتصرف
جميلة(بغضب): اتصرف مع نفسك انا مش هستنى وافضل حاطة ايدي على خدي لحد ما يجيلي خبر عمر او اسوأ .. انا هرجعه بنفسي
محمد(وهو يحاول منعها): تعالي بس وبطلي جنان
جميلة(وهي تنفض يده بانفعال): الجنان اني اقعد في بيتي وابني بعيد عن حضني في وسط ناس انت عارف هما ايه وبيتقال عنهم ايه
محمد: ايوة عارف وصدقيني هعمل كل اللي اقدر عليه علشان اجيبهولك بالقانون
جميلة(بنبرة تحمل الالم): افهم بقا يا محمد .. القانون دا اتعمل للناس اللي زيي وزيك .. الغلابة اللي بيمشوا جنب الحيط .. انما اللي زيهم القانون اتعمل علشان يكسروه وانا قررت اني مش همشي جنب الحيط تاني
محمد: قصدك ايه؟
جميلة: قصدي اني هعمل اي حاجة علشان ارجع عمر .. لو اضطريت اني اتحالف مع الشيطان نفسه هعمل كدا
قالتها جميلة وهي تخرج من منزلها وبداخلها قررت اللا تصبح تلك البريئة الوديعة التي تخشى كل شئ فإن كانت ستسترجع صغيرها عليها ان تكون قوية .. عليها ان تكون قوية لأجله ولأجلها .. فهل ستكون قوية بما يكفي لتواجه الوحش؟!!
كاااااااااااااااات .. كفاية كدا النهاردة

جميلة عشقت الوحش 🤍🖤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن