جميلة عشقت الوحش 🤍🖤

الخاتمة ج٣ 💥💥💥

يرجع محمد لمنزله بعد ان أنهى عمله واشتاق لعائلته الحبيبة .. يدخل المنزل بابتسامة سريعاً ما تتلاشى حين صدح صوت روضة وهي تمسك طبق وتضرب عليه بإيقاع شعبي هاتفة لصغاره مالك ومليكة البالغين الآن ٥ سنوات
روضة: يلا جاهزين .. واحد .. اتنين .. جامدين ومفيش إلا احنا جامدييييين جامدين .. حلوين ومفيش إلا احنا حلويييين حلوييييييين .. جامدين ومفيش إلا احنا .. حلوين ومفيش إلا احنا بندوس عن عن علي اخر نقلة معلمة والباقي ع التختة
انتفض بخضة حين وجدهم يصرخون بقوة
مالك ومليكة: ساااااالكاااااااا
روضة: بنسوق الدنيا عن عن ولا لينا
مالك ومليكة: ماااااالكاااااااا
روضة: و مفيش ف طريقنا زن زن .. ع السكة جولنا و احنا اللي قولنا
مالك: عدوا الليلاديييييي
روضة: خايفيين قولونا .. حالاً دخولنا
مليكة: بس عالهادي هادي هادي هااااااادي
جحظت عينيه بصدمة حين وجد شروق تخرج من المطبخ وهي تمسك في يد المغرفة واليد الاخرى احد مناشف المطبخ وتغني معهم
شروق: انا فيراري
روضة ومالك ومليكة: عن عن عن
شروق: اسمعني يابني
روضة ومالك ومليكة: فن فن فن
شروق: انا اعدي تهدي و حالا وقتي ده اخرك
روضة ومالك ومليكة: زن زن زن
روضة وشروق: انا فيرارييييييي
باااااااااااااااس
صرخ بها محمد الذي لم يلاحظوه من فرط اندماجهم بتلك الحالة من الجنون اليومي .. ارتبكت شروق واخذت تلمع الاثاث حولها بينما ارتدت روضة الطبق فوق رأسها لتخفي معالم وجهها .. اقترب محمد من مالك ومليكة ليردف
محمد: اقدر افهم ايه المهرجان دا ؟! انا مش فاهم هو بقا روتين .. كل يوم ارجع الاقي الحفلة دي
مالك: لو سمحت يا والدي بلاش تتسرع وتاخد موقف قد تندم عليه في المستقبل
محمد(وهو يستمع لكلام وأسلوب ابنه): قسم يا واد .. قسم وسمعني .. اللي يشوفك دلوقتي ما يشوفكش من دقيقتين يا عن عن
مليكة(بدلع): يا بابا احنا كنا عايزين نهيص شوية ونفك كدا
محمد: لأ والنبي .. يا دلوعة انتي .. وياترى بقا الواجب اتعمل قبل الحفلة اللي عملتوها دي؟
مليكة(وهي تهز كتفيها بدلال): احنا قولنا نفرفش حبة ونكمل
مالك: كنا عايزين نستكنيص
محمد: ت ايه يا عينيا ..(ثم امسك رأسه بدرامية).. ضغطي حرام عليكم .. اتفضل انت وهي على اوضتكم وماشوفكمش غير لما تخلصوا الواجب .. يلا
في اقل من ثانية جرت مليكة وخلفها مالك نحو غرفتهم لينظر محمد لشروق التي اسرعت ناحية المطبخ وهي تهتف
شروق: يالاهوي الاكل عالنار والماية لوحدها في التلاجة
جرت شروق هي الاخرى ناحية المطبخ تاركة روضة التي تغطي وجهها بالطبق وتقف بصمت كالتمثال ليدق بقبضة يده عليه
روضة: ميين؟
كتم ضحكاته ليدق نرة اخرى فتردف تلك المشاكسة الصغيرة
روضة(بنبرة كوميدية): مين برا الطبق؟
محمد: شيلي اللي على دماغك دا
روضة(بمزاح): لا معلش اصلي مستحمية وخايفة اخد برد
محمد: رووووضة .. شيلي الطبق وبصيلي
روضة: لا يا عم انت هتضرب
محمد: وهو انا عمري ضربتك؟!
قالها محمد بمعاتبة لتسرع روضة بإزاحة الطبق وتنظر له بلهفة
روضة(بصدق): لا يا ابيه دا انت قمر والله .. انا بهزر ماتزعلش مني
محمد(بعتاب): ينفع اللي كنتم عاملينه دا .. انتي مش عارفة ان ماما تعبانة ولازم ترتاح
روضة: والله ماما كانت كويسة وقاعدة بتتفرج علينا بس دخلت تريح لحد ميعاد الغدا وبعدين لابد من بعض الترفيه حتى لا يهنج المخ
محمد(وهو يرفع حاجبيه): يهنج!!
روضة: ايوا وبدل ما يبقى عقلنا إلكتروني يبقى حلزوني
محمد: امشي من قدامي يا روضة
روضة: طب شخلل
محمد: نعمممم؟!!!
روضة: شخلل علشان تعدي ..(ثم اقتربت منه وتحدثت بجدية مضحكة).. اوعى تكون فاكر البؤين بتوع المذاكرة والهدوء دول كلوا معايا .. انا عارفة انك عايز تروح تعطف وتلطف مع شوق بنت ام شوق وكنت عايز تسربني انا وعيالك ف من الآخر شخلل علشان تعدي وماقطعش عليك
صُدم محمد حين كشفت تلك المشاكسة الصغيرة خطته ليهمس
محمد: احم، عايزة ايه؟
روضة: عايزة شوكولاتة جالاكسي الكبيرة اللي بالبندق وعلبتين عصير جهينة ميكس شيكولاتة وكيسين شيبسي واحد خل وملح والتاني ملح بس
محمد: ماشي .. النهاردة بالليل يكونوا عندك
روضة(بغمزة): اشطا عليك يا زميلي .. طريقك زراعي
ضحك محمد وهو ينظر في اثر تلك المشاكسة الصغيرة التي تسكن قلبة فهي ليست اخته فحسب فهو يعتبرها ابنته أيضاً .. ارتسمت ابتسامة خبيثة على شفتيه قبل ان يتحرك للمطبخ ليسرق بعض لحظات خاصة مع من ملكت قلبه ودقاته واشرقت بنورها حياته
/////////////
خرجت جميلة لتجد ان الضوضاء التي تأتي من الخارج لم تكن سوا بعض المعجبين الملتفين هو تلك الفتاة ذات الشعر الاصفر القصير والجسد الابيض الذي يظهر منه الكثير بفضل ذلك المايوه البيكيني الاحمر الذي ترتديه .. تجلس تلك الفتاة وهي تضع قدم فوق الاخرى بغرور وكيف لا وهي كسبت ملكة جمال الشاطئ منذ دقائق .. ربما من حسن حظها ان جميلتنا لم تشترك ولكن بالطبع من سوء حظها انها أتت لذلك المطعم بالتحديد وعينيها تبحث عنه فقد اخبرتها رفيقتها ان شيف هذا المطعم يعتبر قطعة من الجاذبية تسير على قدمين وصدقت فهي منذ ان دخلت ولم تحرك عينيها من عليه
...: لو سمحت
قالتها تلك الفتاة وهي تشير لعاصي الذي كاد بالاقتراب من طاولتها لتمنعه يد يعرفها جيداً ولم تكن سوا يد جميلة التي تتفجر الآن براكين الغيرة بصدرها .. تقدمت من الطاولة لترسم ابتسامة باردة على شفتيها مردفة
جميلة: تفضلي .. كيف يمكنني مساعدتك؟
...(وهي تنظر ناحية عاصي): اريده هو ان يساعدني
جميلة(بابتسامة باردة وهي تضرب بيدها فوق الطاولة): ولكنه ليس ضمن المنيو عزيزتي
...(بذهول): ماذا قلتي؟!!
جميلة(بهمس مرعب امام وجهها): قلت انه ليس ضمن المنيو وإذا كنتي تأملين بالمحافظة على لقب ملكة الجمال انصحك بأن تسحبي عينيكي عنه حتى لا نفقد هذا الجمال في حادث مأسوي
...(وقد جحظت عينيها): ماذا تقولين؟!! هل جننتي؟!!
جميلة(بنظرة مرعبة): انتي حقاً لا تريدين ان تعرفي إلى اي حد يمكن ان يصل جنوني .. لذا إما ان تنظري للمنيو وتختاري ما تريدين او تخرجي من المطعم بكامل اطرافك .. ماذا قررتي؟
...(وهي تقف مدعية عدم الخوف): اووووف هيا بنا هذا المطعم غير لائق بي على اي حال
جميلة(ببرود): شرفتينا بزيارتك
غادرت تلك الفتاة لترمق جميلة عاصي بنظرة نارية قبل ان تتحرك لخارج المطعم وهي تدك الارض من اسفلها بغضب شديد فترى هل سيستطيع الوحش ان ينول غفران جميلته
//////////////
يتمشى كريم بجانب نور على الكورنيش بهدوء .. تضع يدها بيده وباليد الأخرى تأكل الذرة المشوي .. تبتسم بسعادة وهي تراه يفعل كل ما بوسعه لإسعادها تتسع ابتسامتها وهي تراقب ابنتهم الصغيرة شمس تمشي بخطواتها الطفولية الصغيرة امامهم .. تقترب منهم فتاة صغيرة تحمل بعض الورود لتردف بنبرة يشوبها الرجاء
البنت: والنبي يا بيه تاخد وردة للهانم .. ربنا ما يحرمكم من بعض
ابتسم كريم واخرج بعض النقود ليضعهم بيد تلك الفتاة ويأخذ وردتين احدهما حمراء والاخرى وردية .. ابتسم وهو يمسك بالوردة حمراء ليقدمها لنور
محمد: اتفضلي يا نوري
ابتسمت نور بخجل واخذت الوردة منه .. دائما ما يحاول تعويضها السنوات التي ضاعت منهم في محنتهم السابقة .. يستغل كل فرصة ليخرج معها في اماكن كانت تتمنى زيارتها معه .. يحضر لها الورود ويفاجأها بما يجعل قلبها يدق له هو فقط ويجعل عينيها لا ترى من الرجال سواه .. يحيط كتفها بحنان لتقترب منهم شمس التي تغير على والدها حتى من والدتها التي اخذت منها العيون الفيروزية لتردف بتلعثم طفولي
شمس: فين الولدة (الوردة) تاعتي؟
كريم(وهو يُعطيها الوردة الوردية): اهي وردة شمسي .. هو انا اقدر ماجيبش لحبيبتي وردة .. وبمبي كمان زي ما بتحبيها
لمعت عيون شمس وتعلقت برقبته بسعادة لتردف
شمس(ببراءة وصدق): انا بحبك يا بابي قد الدنيا والبحل (البحر)
نور: طب وأنا؟
شمس: بحبك بث بثراحة بابي اكتل (بس بصراحة بابي اكتر)
نور(بعبوس): كدا يا شمس؟!
شمس(وهي تحتضن نور): خلاث انا بحبكم اتو نين (انا بحبكم انتوا الاتنين)
ابتسم كريم ليضم كلتاهما لصدره وهو يشكر ربه على نعمته تلك فبعد ان تاب هو الآخر وافتتح مشروعه الخاص بالحلال عرف طعم السعادة والامان وسط عائلته الجميلة والصغيرة التي لا يساويها كنوز الارض كلها
//////////////
يخرج عاصي لجميلة التي تقف عاقدة يدها امام صدرها بغيظ شديد .. كم ودت لو تنتف شعر تلك الفتاة ولا تتركها إلا بعدما تصبح صلعاء تماما .. او ربما تضعها بأحد البراميل وتقوم بتخليلها مثلما تخلل الخيار والجزر .. او تضعها في إناء الطهي وتطبخها مع بعض الخضار المتنوع ربما وقتها كان سيُشفى غليلها .. يحيط عاصي خصرها هامساً
عاصي: تقدري تقوليلي زعلانة ليه؟
جميلة(وهي تلف وجهها له بغضب): تقدر انت تقولي خرجت من المطبخ ليه؟
عاصي(وهو يرفع حاجبيه): هو انتي عايزاني افضل عايش جوا المطبخ ماخرجش!!
جميلة(بغيرة): لا اخرج وخلي دي ودي تعاكسك ما الحكاية على كيفك
عاصي(بذهول): انا؟!!!
جميلة(بغيرة شديدة): لأ أنا .. بتخرج ليه وتروح ناحية ترابيزتها ليه .. دي مش شغلانتك أصلا
عاصي(بتبرير): هي ندهتلي ماينفعش ماروحش .. دي زبونة وانتي قولتي ان الزبون دايما على حق
جميلة(بتهكم): يا حنين
عاصي(بابتسامة): على فكرة انتي غيرتك بقت صعبة اوي
جميلة(وهي ترفع حاجبها): والله! وبالنسبة للي لسة من يومين ضارب واحد بالطاسة وبالعافية نجدناه دا كان ايه؟!
عاصي(بغيرة شديدة وقد اختفت ابتسامته): دا كان يستاهل ويحمد ربنا اني ماحرقتوش بالزيت اللي بحمر بيه البطاطس
جميلة: يا سلام؟! هو حلال ليك وحرام ليا زي ما انت بتغير انا كمان بغير
صمتت جميلة فجأة وقد استوعبت جملتها واعترافها بالغيرة ليبتسم وهو يحاصر خصرها
عاصي(وهو ينظر لعينيها): يعني بتغيري؟
نظرت له جميلة ولم ترد ليردف بابتسامة
عاصي: بتغيري عليا يعني بتحبيني مش كدا؟
جميلة(وهي تنظر له): لسة بتسأل؟
عاصي: جايز عايز اسمعها منك
ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيها وهي تشعر بيده تزيد من لفها حول خصرها بتملك وحب لتتلاقى غابات عينيها بالليل الكحيل الساكن عيونه .. طال الصمت وكانت للنظرات الحديث ليقطع هو ذلك الصمت وهو يردف
عاصي: مش هتجاوبي؟
جميلة: على ايه؟
عاصي: على سؤالي .. بتحبيني؟ ..(ثم اقترب بوجهه اكثر ليهمس بين شفتيها).. الجميلة حبت الوحش؟
هزت رأسها ب لا ليعقد بين حاجبية وهو ينظر لها بعبوس سريعاً ما تلاشى حين اردفت بنبرة عاشقة
جميلة(بنبرة عاشقة): الجميلة عشقت الوحش
لمعت عيناه بضي العشق الساكن بقلبه لها وبادلته هي نفس النظرة العاشقة .. اقترب بوجهه منها وكادت شفاههم بالتلامس ليصدح صوت احد الزبائن من خلفهم
...(بتذمر): لماذا تأخر الطعام ؟!!
ابتعدت جميلة باحراج اما عاصي فرمق ذلك الرجل بنظرة مشمئزة غاضبة وهو يكاد يحرقه في ارضه .. تنحنحت جميلة لتردف
جميلة: اسفة .. دقائق وسيكون الطعام جاهزاً
تحرك الرجل لداخل المطعم مرة اخرى لتنظر جميلة لعاصي الذي رفع كتفيه بلا مبالاة وهو يتجه للمطعم مردفاً بنبرة عابثة
عاصي(بنبرة عابثة): انا لسة مُضرِب
نظرت جميلة في اثره بصدمة سريعاّ ما تحولت لإبتسامة وهي تلحق به .. تلحق بمن ملك القلب ونبضاته .. تلحق بمن تمسكت بيده التي اعطتها الامان والحب .. تلحق بمن وجد بها الطمأنينة والسكينة .. تلحق بمن كانت بجانبه وروحه ترتجف وحان وقت ان ينعم كلاهما باحضان بعضهم بعد ان صارت الديار امان .. عشقها الوحش وأيقن ان ما مر من عمره لم يكن سوا انتظار لها .. عشقته الجميلة وأيقنت انها لا تريد ان تقضي عمرها بدونه او مع غيره .. لا تريد ان تضع رأسها سوا على كتفه هو .. تريد كتفه .. حضنه .. قلبه .. في حكاية الجميلة والوحش وقعت الجميلة بعشق الوحش بعد ان رأت قلبه .. لم تعشق ملامحه ولا ثروته ولا هيبته ولا هيئته وقوته بل وقعت بحب ضعفه وحنانه وطيبته وهذا هو حال جميلتنا .. قررت جميلة في لحظة ربط مصيرها بمصير الوحش وهي لا تعلم ان الله ساقها له لتغير حياته وتصحح مساره .. وضعهم القدر بطريق بعضهم ليكون كل منهم عون لقلب الاخر .. وفي النهاية أحب أن اقول اننا لسنا ملائكة ولا شياطين .. نحن بشر .. نخطئ .. نخطئ كثيرا ولكن من رحمة ربنا ان باب توبته مفتوح دائما .. لا أحد يحب ان يبقى بالظلام .. هناك دائما سبيل آخر والجميع يستحق فرصة ثانية .. سيظل هناك الابيض والاسود .. سيظل هناك الخير والشر .. وسيظل دائماً لكل وحش جميلته التي ستنير عتمته وتأخذ بقلبه لبر الامان لنستطيع أن نقول انها حكاية حب نبت وسط الصعاب .. حكاية الجميلة التي عشقت الوحش

⁦❤️⁩⁦❤️⁩ تمت بحمد الله ⁦❤️⁩⁦❤️⁩