الفصل الثالث عشر 💥💔

8.3K 270 16
                                    

مرت الكثير من الايام وحدث الكثير لأبطالنا .. اصبح محمد وشروق اصدقاء جدا وتقربوا اكثر من بعضهم .. اصبحت قلوبهم معترفة بما توغل لها من مشاعر جميلة ورقيقة انعشت حياتهم .. فقد استطاع محمد ان يخرج شروق من حزنها على والدها واستطاعت هي ان تُضيف لون جميل لحياته .. اما عند عاصي وجميلة فالحال لم يتغير كثيرا مازال قلب عاصي يصاب بالارتباك لرؤية جميلته ومازالت مشاعر جميلة تتبعثر كلما اجتمعت بعاصي ولكن كل منهم مازال يكتم ما يشعر به في قلبه فمازال هناك الكثير من الحواجز بينهم ولكنهم لا يعرفون ان سلطان الحب قادر على هدم تلك الحواجز وكأن لم تكن فهل ستجتمع قلوبهم ام ان رأس الحية الذي عاد بعد سفره لفترة طويلة سيُدمر كل ما قد بُني في الفترة السابقة .. نعم فلقد عاد صفوت الزيان من سفره الذي اتفق خلاله على الكثير من عمليات التهريب للمخدرات والاسلحة وغيرها من السموم التي تقتل الابرياء غير مبالي بتلك الأرواح التي تُقتَل بلا ذنب ولكن كل ما يهمه هو ما يحصل عليه في المقابل .. كل ما يهمه امبراطوريته اللعينة التي بناهم على حساب الدماء الطاهرة التي دُنست بيده النجسة .. يدخل من بوابة ڤيلته بجبروته وقوته رغم سنه الكبير وحوله الحراسة من كل ناحية وهو يظن انه هكذا سيُصبح بأمان ولا يعلم ان هناك منتقم جبار قادر على اخذ روحه منه ولو احتمى في اشد البروج حصانة .. كاد بأن يدخل الفيلا لينتبه لعمر الذي يجلس بحديقة الڤيلا وبجانبه "بولت" ذلك الكلب الذي اصابه الهزل الشديد والمرض فألقى بالحزن في قلب صديقه الصغير .. يراه يربت على رأسه بحزن يرتسم على وجهه ليتحرك ناحيته بهدوء .. وقف امامه ليرفع عمر عينيه البريئة ناحيته
صفوت: ازيك يا عمر؟
عمر: الحمد لله يا صفوت بيه
صفوت: صفوت بيه؟!
عمر(ببراءة): ايوة .. هو مش كل اللي في البيت بيقولولك كدا؟!
صفوت: ايوا بس انا جدك يعني المفروض تقولي يا جدو
عمر: حاضر يا جدو
صفوت: بتعمل ايه؟
عمر(وهو ينظر بحزن لبولت): قاعد مع بولت .. اصله تعبان
صفوت: تعبان؟! ..(ثم ارتسمت ابتسامة خبيثة على شفتيه ليردف بخبث).. طب ايه رأيك تريحه؟
عمر: اريحه؟!
صفوت: اه .. مش انت بتحبه .. عجبك ان هو عيان كدا .. ايه رأيك تريحه من التعب دا خالص
عمر: ازاي؟
قالها عمر ببراءة ليبتسم صفوت بخبث وهو يخرج من خلف ظهره سلاحه ويفرد يده به أمام عمر الذي ارتعش من داخله
صفوت: دا علاجه
عمر: لأ .. دا مسدس .. دا بيموت انا عارف وشوفته في الفيلم
صفوت: صح .. انت هتموته وبكدا هيرتاح
عمر(برعب): اموته؟!!!!
صفوت(بخبث): ايوة .. انت كدا هتساعده .. شايف هو تعبان ازاي .. انت في ايدك تريحه
عمر(وهو يهز رأسه برفض وعيونه تلمع بالدموع): لا .. انا هقول لعمو عاصي يوديه للدكتور
صفوت(بقسوة وحدة): لأ .. انت هتضربه بالنار دلوقتي علشان يرتاح امسك
قالها وهو يدفع بالمسدس لعمر الذي ارتعش بشدة من فرط الخوف من المسدس ومن صوت جده العالي .. نظر عمر لبولت ليجده ينظر له بعيون لامعة وكأنه يرجوه أللا يفعلها .. إلتمعت عيون عمر بالدموع ليصرخ وهو يفلت ذراعه من يد صفوت
عمر(بصراخ): لاااااااااااا
قالها عمر ورمى المسدس ليجري للداخل ودموعه تتسابق على وجهه لينظر صفوت في اثره بغضب شديد قبل ان يتحرك ناحية مكتبه
///////////////
استيقظت شروق ووقفت تجهز الفطار كعادتها كل صباح .. ابتسمت وقد تذكرت كيف استيقظت صباحاً لتجد نفسها غافية بأحضان محمد مثلما اعتادت في الايام السابقة فرغم خجلها الشديد إلا انه كان يصر ان تنام كل ليلة بأحضانه .. ربما لم تصبح زوجته فعلياً بعد ولكنه استطاع في ايام بسيطة بأن يملك قلبها فهي وإن عاشت عمراً فوق عمرها لم تكن لتجد احن منه عليها .. يعاملها وكأنها ابنته وليس زوجته .. لا يعود للمنزل إلا وهو يحمل معه الكثير من الحلويات لها ولروضة ليجلسوا سوياً بعد العشاء يشاهدوا فيلماً للرسوم المتحركة (كرتون) .. لم يكن يوما يهوى تلك الافلام ولكنه يجلس فقط ليستمتع بمشاهدتها وهي تضحك كالأطفال وهي تشاهد الفيلم فهي لم تحظى بطفولة هنيئة مثل باقي الاطفال فقد توفت والدتها وهي لم تتعدى ال١٥ عشر ليقرر ابيها الزواج من تلك الحية التي ارتها الأمرين كما يقولون فإن رأتها تشاهد التلفاز كانت توسعها ضرباً وكأنها خادمة وليست ابنة زوجها حتى انها حاولت كثيرا ان تجعلها تنقطع عن التعليم ولكن والدها اصر ان تكمل تعليمها لتتخرج بعد سنوات وقد حصلت على شهادة من معهد التمريض فهذا ما استطاع والدها امدادها بمصروفاته بعد ان استحوذت تلك الحية على جميع ايراد عمله وعمل شروق التي اجبرتها على النزول إليه لينتهى بها الامر في النهاية نادلة في مطعم رغم كونها من المتفوقات وقتها إلا ان تلك الحية لم تسمح لها بالعمل بشهادتها وحرصت دائما ان تُشعرها بأنها اقل من جميع البنات ليأتي هو ويملس على قلبها برقة ويخبرها بأفعاله قبل اقواله انها في عينيه افضل واجمل من جميع البنات
////////////////
تجلس جميلة بغرفتها لتجد عمر يفتح الباب ويندفع ناحيتها وقد اغرقت الدموع وجهه البرئ وسكنت الشهقات قلبه لينخلع قلبها من مكانه من فرط اللهفة عليه لتسرع باحتضانه وهي تردف
جميلة(بلهفة): عمر!!!! مالك يا حبيبي؟!! مالك يا قلبي؟ فيه ايه؟!
اخذ عمر يبكي بقوة لترتعب جميلة من تلك الحالةالتي اصابته وأخذت تربت عليه وهو داخل حضنها
جميلة: اهدى يا حبيبي ماتخافش .. في ايه؟! ايه اللي حصل؟!
عمر(بشهقات وسط دموعه): ك.. كان عايزني .. امو.. اموته بالمسدس
جميلة(بصدمة ورعب): مين دا وتموت مين ؟!!! اهدى وفهمني يا حبيبي
عمر(بدموع كثيرة): ج.. جدو اداني مسدس و.. قاللي اموت بولت .. علشان يرتاح
احتل الغضب عيون جميلة لتنتبه على نبرة عمر التي سكنه الخوف
عمر(وهو يهز رأسه بدموع): انا مش عايز اموت بولت .. انا مش عايز اموت حد
جميلة(وهي تمسح دموعه بكفيها): ماتخافش يا حبيبي .. ماتخافش
عمر: انا مش بحب البيت دا .. انا مش عايز اقعد هنا
جميلة: روح على اوضتك وانا ثانية وهجيلك
عمر: م.. ماشي
قالتها جميلة واندفعت ناحية مكتب صفوت الزيان وبداخلها نار كفيلة باحراق الاخضر واليابس .. فهي وإن كانت قطة وديعة في الكثير من الاحيان لا تنسى ان القطة على استعداد ان تقتل من يحاول إيذاء صغارها وهذا الطفل البرئ هو صغيرها التي لن تسمح ابدا لأي احد بالاقتراب منه حتى وإن كان صفوت الزيان .. فتحت باب المكتب بعنف لتجده يجلس خلف المكتب ببرود
صفوت(ببرود وابتسامة صفراء): اهلا اهلا بمرات ابني
نظرت له جميلة بعيون مشتعلة وفي اقل من ثانية كانت تمسك بالسكين الصغير الموضوع على المكتب والمخصص لقطع الاوراق لتقربه من رقبة صفوت الزيان وهي تردف بقوة
جميلة(بحدة وغضب): إلا عمر انت فاهم .. انا مستعدة اموتك انت وعيلتك كلها لو فكرتوا انكم تأذوه
صفوت(بتهكم): ايه دا؟! .. دا القطة طلعلها ضوافر .. واضح ان جوازك من عاصي خلاكي تبقي زيه
جميلة(بغضب واشمئزاز): انا عمري ما هكون زيه ولا زيك .. انتم احقر من انكم تتوصفوا ب بني ادمين .. كل حياتكم قتل وتهريب وقرف .. بس لحد عمر ولأ .. انت فاهم .. عمر لأ
صفوت(بنظرات خبيثة): تعرفي اني بحسد عاصي عليكي
صُدمت جميلة مما قال ليُكمل وعينيه تتفحصها
صفوت(وهو يبتسم بخبث): يعني انتي جميلة وزي القمر .. وشرسة كمان
قالها وهو يمسك بوسطها لتنتفض جميلة من لمسته المقززة ونظراته الخبيثة ولكن انتفاضتها تلك لم تمر مرور الكرام فبسببها سببت جرح بسيط برقبته لم يزده إلا رغبة بها .. اسرع صفوت بامساكها لتصرخ وهي تدفعه
جميلة(بحدة): اوعي سيبني
صفوت(بنبرة خبيثة وهو يقترب منها): ايه؟ مالك؟ مش عاجبك؟ ماتقلقيش انا برضو هبسطك
جميلة(بصراخ وغضب): انا مرات ابنك يا حقير
صفوت(بجرأة وابتسامة خبيثة): هه بس مادخلش عليكي
جحظت عيناها من جملته ليكمل وهو يبتسم بتهكم
صفوت: ايه فكراني مش عارف انه كل يوم بيبات في المكتب بتاعه وانك بتنامي في الاوضة لوحدك .. بس هقولك ايه بقا غشيم .. مش مقدر النعمة اللي معاه
جميلة(وهي تدفعه بقوة محاولة الافلات): سيبني بقولك
كاد صفوت بالتمادي ليصدح صوت الوحش القوي وقد عاد للتو .. يرمقه عاصي بقوة وهو يردف بصوته المرعب
عاصي: ايه اللي بيحصل هنا؟!
ما انا استمع صفوت لصوت عاصي حتى اسرع بترك يد جميلة لتطلق هي العنان لقدميها وتسرع خارج المكتب والدموع تعرف طريقها على وجهها
عاصي(وهو يضيق عينيه): ايه اللي حصل؟!
صفوت(مجسد دور الملاك): ولا حاجة .. دي .. كانت هتقع ف سندتها بس .. دي برضو مرات ابني
نظر له عاصي باشمئزاز وهو يضيق نظراته قبل ان يتحرك وراء جميلة تاركاً صفوت يتحسس رقبته اثر الجرح الذي سببته جميلة وعلى  وجهه ابتسامة خبيثة
//////////////
يجلس محمد بعمله لتمر بخياله وقد تذكر شكلها حين استيقظت وتلون وجهها باللون الاحمر من شدة الخجل حين وجدت نفسها بأحضانه .. لا يعلم لما يشعر بقلبه يتراقص كلما فرحت .. لما يشعر بسعادة كلما لمح بسمة تتشكل على شفتيها .. هل بالفعل احبها؟! .. هل لم يكن ما يشعر به ناحية جميلة حباً .. ام هل كان حباً اخوياً وهو من أساء الفهم .. ابتسم وهو يمسك هاتفه ليكتب لها (يا من اشرقت حياتي بوجودها .. هل آن لقلبي ان يعم الشروق به) وضغط على زر الارسال وهو يبتسم .. مرت دقائق ولم ليجد رد منها فقد خجلت من ارسال اي شئ له .. فكيف تصف ما تشعر به وما يدق به قلبها .. كيف تخبره ان قلبها لم يعرف الحب إلا به ومعه .. كيف تخبره انها باتت على استعداد ان تضحي بحياتها في سبيل سعادته .. اما هو فاغتاظ بشدة من عدم ردها ليُسرع بجمع متعلقاته ذاهباً لمنزله حتى يرى تلك المشاكسة التي ترفض ان تروي عطش قلبه بكلمة تؤكد انها تبادله ما يستعمر كيانه
///////////////
تجلس جميلة بغرفتها والدموع تنزل على وجهها بقوة .. كم اشمئزت من لمسة ذلك الحقير .. كم انتفض قلبها بخوف منه .. نعم خافت بشدة .. خافت ان يتمادى اكثر ولا تستطيع هي او غيرها منعه .. كم شعرت بالراحة حين استمعت لصوت الوحش يملأ ارجاء الغرفة مسرباً بصيص من الامان لقلبها .. امان؟! امان مع الوحش؟! .. انتفضت حين وجدته يفتح باب الغرفة لتنفجر به غاضبة وكأنها تستغل وجود من تستطيع اخراج شحنة غضبها عليه
جميلة(بغضب): انت ايه اللي جابك هنا !!!! اطلع براااااا
عاصي(وهو يدخل متجاهلا جملتها): ايه اللي حصل؟
جميلة(بغضب وانفعال شديد): اللي حصل؟!! اللي حصل اني طلعت غبية لما صدقتك وصدقت انك هتقدر تحمي عمر .. انما طلعت غلطانة ازاي شيطان يوفي بوعده
عاصي(وهو يحاول التحكم بغضبه): حاسبي على كلامك واعرفي انتي بتكلمي مين
جميلة(بنبرة أعلى وحدة): بكلم مين؟ عاصي الزيان .. او بمعني اصح عاصي الوحش .. قاتل .. ايديه متلطخة بدم ناس بريئة قتلهم بدم بارد .. مستنقع مظلم
صمت عاصي وهو يستمع لكلامها الذي جعل صوت انكسار قلبه يرن بأذنه لتقترب هي منه مكملة بقسوة وهي تنظر له
جميلة: يعني باختصار النسخة التانية لصفوت الزيان
في ثانية كان عاصي يسحبها بقوة من ذراعها لترتطم بصدره القوي .. نظر في عينيها بقوة ليهمس بنبرة يسكنها الألم من كلامها
عاصي(وهو ينظر لها بقوة): انا مش زيه
جميلة(وهي تنفض يده بحدة): لأ زيه .. قاتل زيه .. مهرب زيه .. ايديك قتلت ناس بريئة زيه .. ماعندكش قلب زيه .. ماتعرفش تحب زيه
عم الصمت قليلاً بعد جملتها وكان للعيون الكلام .. هنا ألم وهنا عتاب وهنا قسوة وهنا نظرة تحمل القوة
عاصي: ايه اللي حصل؟
جميلة: عايز تعرف اللي حصل .. حاضر .. والدك .. صفوت بيه الزيان .. كان عايز عمر يقتل
صُدم عاصي من جملتها لتكمل بغضب يشوبه الاشمئزاز
جميلة: كان عايزه يقتل بولت .. عايزه يقتل الكلب .. عايز يحوله لنسخة تانية منه ومنك
صمت عاصي ونظر لها لتكمل هي بنبرة تحمل الألم
جميلة(وهي تنظر له): تصدق انا كنت قربت اصدق انك فعلاً بتحب عمر .. بس اكتشفت ان اللي زيك مايعرفش غير القتل وبس .. جايز حتى لما بتحب تقتل
احتدت انفاس عاصي بصدره من كلامها وتحرك من امامها بغضب وقلبه يصرخ بالألم اما هي فجلست أرضا تبكي بشدة من كلامها الذي قالته .. تعلم انها كانت قاسية .. قاسية جدا .. ربما ظلمته قليلاً بما قالته ولكن كان عليها فعل ذلك حتى يقطع اي امل لوجود شئ بينهم .. فلا مجال لأن تصبح الجميلة مع الوحش
كاااااااااااااااات .. كفاية كدا النهاردة

جميلة عشقت الوحش 🤍🖤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن