الفصل العاشر 😳💥💔

9.2K 306 11
                                    

في صباح اليوم التالي وفي غرفة جميلة كانت تجلس بهدوء على مصليتها بعد ان ادت فريضتها .. تسبح وتذكر ربها وتدعو إليه بما تريد وهي واثقة في قدرته التي فاقت كل شئ لتُذهل حين وجدت لسانها يدعو لآخر شخص كانت تفكر انها ستدعو له .. تدعو لعاصي؟! .. تجد نفسها دون إرادة منها تدعو له بالهداية وصلاح الحال لتسرح وتفكر قليلاً هل ممكن ان ينصلح حاله .. هل يمكن ان يتحول الشيطان لملاك .. هل يمكن ان يصبح الوحش بطل قصتها .. تغلق عينيها وقد هربت دمعة من عينيها .. كم تمنت ان تتزوج من شخص يحبها وتحبه ويكون لها الامان .. ولكن كيف تجد الامان في احضان الخطر؟! .. كيف تهدأ وتطمئن وهي في وسط الرصاص والدم الذي يعيش به من امتلك قلبها دون ان تشعر .. لا تعرف متى نبض قلبها له ولا كيف ولكنه فعل .. فعل ولم تستطع إيقافه .. اصبح قلبها ملكه بين ليلة وضحاها حتى وإن لم يمتلك جسدها حتى الآن لقد امتلك قلبها منذ ان ذابت عينيها بعينيه وتعلق قلبها بقلبه لتصبح عاشقة لقيودها معه اكثر من حريتها بدونه .. اصبحت الآن قادرة على الخروج والدخول من المنزل وقتما ارادت وفي كثير من الاحيان يكون عمر معها .. لماذا لم تُفكر في الهرب؟!! .. هل كانت خائفة ان يجدهم مثلما فعل من قبل .. لا فالخوف الذي يسكن قلبها ليس خوفاً منه بل خوفاً عليه .. خوفاً عليه من الألم الذي قد يسكن قلبه لبُعدهم .. خوفاً من الألم الذي سيفتك بقلبها إن ابتعدت عنه .. احبته وحسم الأمر وليس في يدها ما تفعله سوا ان تمنع نفسها عنه رغم قلبها الذي يصرخ منادياً له .. حتى وإن عشقته لن تدعه يلمسها بيديه المُلطخة بالدماء .. لن تسمح لنفسها ان تكون زوجة قاتل .. وقفت بهدوء وتحركت ناحية شرفتها لتملأ صدرها بالهواء البارد عله يهدأ دقات قلبها المتواثبة .. تتذكر كيف أصر عليها لتنام بغرفتها حتى لا تؤرق عمر بعد ما حدث معه بالأمس وتتذكر كيف منعها قلبها من النوم دون الاطمئنان على هذا الصغير الذي كان سبباً في تغير حياتها بل يُمكن القول انقلابها رأساً على عقب .. تتذكر عندما تحركت لغرفة عمر لتصاب بالذهول حين فتحت الباب ووجدت عاصي ينام بجوار عمر .. ظلت تتأملهم لدقائق .. كيف يحتضنه بخوف أبوي وكيف يلف ذراعيه حوله بحماية له .. كيف ينام عمر بهدوء وهو يلف يديه الصغيرة حول عاصي وهو غير خائف من هذا الوحش الذي يهابه الجميع .. دققت في ملامحه لترى كيف يرتسم الهدوء وال.. جمال!! .. لم تلحظ من قبل كم هو وسيم .. لماذا عليك ان تكون وحشاً .. لماذا عليك ان تكون مُحاطاً بالدماء .. لماذا؟!! .. دق خفيف على الباب قطع شرودها لتجد فتيحة تفتح الباب وتدخل بهدوء
فتيحة(بابتسامة بشوشة): صباح الخير يا بنتي
جميلة: صباح الخير
فتيحة: انا عملتلك كوباية شاي بلبن وساندويتشين اكمنك يا حبة عيني ماكلتيش حاجة من امبارح
جميلة: تسلم ايدك .. هو عمر صحي؟
فتيحة: ياااه دا صحي وفطر وقاعد بيلعب في اوضته
جميلة: تمام
فتيحة(بتردد): اااا...
جميلة: فيه حاجة يا دادا؟
فتيحة: كنت عايزة اتكلم معاكي في كلمتين لو فاضية
جميلة: أيوة طبعا فاضية .. بس كلمتين بخصوص ايه؟
فتيحة: بخصوص عاصي
جميلة(باستغراب): عاصي؟!!
فتيحة: ايوة .. مش عايزة تعرفي حكايته؟
صمتت جميلة ودق قلبها بقوة اما عقلها فقد اخذ التردد يلعب به لتجد فتيحة تردف بهدوء
فتيحة: بصي يا بنتي .. انا ست كبيرة وشوفت كتير في الدنيا .. انتي وعاصي مش زي اي راجل ومراته واتجوزتوا علشان عمر صح؟
جميلة(بذهول): انتي .. عرفتي منين؟
فتيحة: قولتلك شوفت كتير وعارفة ان عاصي كل يوم بيعمل نفسه طالع الاوضة معاكي وبعدين بينزل ينام في المكتب بتاعه
هربت جميلة بعيونها لتسألها فتيحة بشكل مباشر
فتيحة: انتي بتحبي عاصي؟
سكتت جميلة ولم ترد .. لا تريد قول انها تحبه وكأنها تهمة تريد انكارها ولن تعترف بها .. يصرخ قلبها نعم احبه ويرفض لسانها نطقها
فتيحة: عاصي مش وحش يا بنتي .. هو اتظلم كتير اوي في حياته ودا اللي خلاه يبقى بالقسوة اللي انتي شايفاها دي
جميلة: مفيش ظلم يخلي اي حد يبقى كدا .. مفيش ظروف تجبر حد انه يكون قاتل
فتيحة: لأ فيه .. تحبي تعرفي هو شاف ايه في حياته؟
جميلة(بفضول لم تستطع اخفاءه): ايوة
فتيحة: تعالي معايا
تحركت جميلة مع فتيحة وداخلها ألف سؤال .. ما الذي قد يدفع شخص ان يصبح وحشاً بلا قلب .. ما الذي قد يكون تعرض له حتى يصبح بتلك القسوة التي عرفتها وسمعت عنها .. وقفت فتيحة أمام باب غرفة ما واخرجت من جيبها مفتاح صغير .. وضعت فتيحة المفتاح بالباب وفتحته بهدوء لتطل من خلفه غرفة اشبة بغرف المرضى بالمستشفيات .. سرير متوسط الحجم واجهزة طبية كثيرة .. كرسي موضوع بجوار السرير وطاولة صغيرة تحمل صورة لسيدة جميلة ذات بشرة خمرية .. تدخل جميلة لداخل الغرفة بخطوات محسوبة وتمسك بالصورة لتدقق بها .. ملامحها هادئة وجميلة جدا .. تلاحظ جميلة وجود بعض البقع ذات لون افتح في بشرة تلك السيدة لتفهم انها مصابة بمرض البهاق ولكن ذلك لم ينقص من جمالها أبدا بل ربما زادها جمالاً فوق جمال
فتيحة(وهي تشير للصورة): دي مدام داليا مامت عاصي وعاصم
جميلة: جميلة اوي
فتيحة(بنبرة تحمل الألم): كانت .. كانت جميلة جدا .. وقلبها كان جميل جدا جدا .. ربنا يرحمها
جميلة: امين يا رب
فتيحة: تفتكري انا عندي كام سنة؟
جميلة(باستغراب لسؤالها): مش عارفة .. ٦٠؟
فتيحة: ٧٥
جميلة: ربنا يديكي الصحة
فتيحة: كنت بشتغل في بيت فوزي باشا ابو داليا هانم .. كانت صاحبتي مش مجرد واحدة بشتغل عندها وخصوصاً ان سننا كان قريب من بعض .. كانت طيبة وحنينة وقلبها زي الدهب .. كانت بتحب كل الناس .. في يوم والدها قالها انه جالها عريس .. كان صفوت باشا بس ساعتها كان لسة صغير في السوق وماكنش عامل امبراطوريه الزيان اللي الكل عارفها دلوقتي .. اتقدملها وكان جواز مصلحة علشان شراكة مع فوزي باشا بس هي حبته .. حبته جدا ..(صمتت قليلاً لتُكمل بألم).. بس هو ماحبهاش
جميلة: وبعدين؟
فتيحة: اتجوزوا .. وكانت بتعمل كل حاجة علشان تخليه مبسوط .. كانت مش بتشوف عيوبه .. زي ما تقولي كدا كانت مراية الحب عامية .. كانت عارفة انه بيخونها وكل يوم مع واحدة بس ماكنتش بتتكلم .. كان قلبها متعلق بيه .. ماتستغربيش كدا ما انا قولتلك كانت بتحبه اوي وهو كان شكله جميل جدا .. مايغركيش انه دلوقتي شعره بقا ابيض وكبير في السن .. زمان كان بإشارة من صوابعه تترمى تحت رجليه الستات .. كان يمكن احلى من عاصي كمان
صمتت جميلة ولكن عقلها توقف عند تلك الجملة .. هل يمكن أن يكون هناك من هو احلى من ذلك الوحش ذو الملامح الرجولية الآسرة
فتيحة: بعد سنة من جوازهم شرف عاصي .. داليا هانم فكرت انه ممكن حال صفوت بيه ينصلح بعد ما بقى اب بس هو ولا كان هنا .. كان كل اللي مهتم بيه شغله وسهراته اللي كل ليلة والامبراطورية اللي بيكونها .. عاشت داليا هانم ايامها مع عاصي وكانت بتحبه من كل قلبها .. يومها كله بتقضيه معاه .. كانت بتحس انه حتة من روحها وخصوصاً ان الدكتورة قالتلها انها صعب تخلف تاني .. ومرت سنين وفي يوم حصلت خناقة كل اللي في الڤيلا سمعها .. كان صفوت بيه بيتخانق معاها علشان عايز يخلف تاني .. عايز يكونله اولاد كتير يورثوا شغله من بعده .. صوتهم كان عالي لحد اما الصوت دا اتحول لصريخ .. كان صريخ داليا هانم وهي بتستنجد بينا ..(صمتت قليلاً ثم اكملت وقد احتلت غصة حلقها).. اصله نام معاها بالغصب علشان تحمل .. كلنا رجالة وستات كنا بنعيط عليها ونفسنا نلحقها بس كل واحد فينا كان خايف على نفسه وعلى عيلته من جبروت صفوت الزيان وظلمه .. شوية والصوت وقف وخرج صفوت باشا بعد فترة وقفل عليها الباب .. وفضل الحال على كدا اسبوع .. كل يوم ضرب وشتيمة وزعيق وفي الاخر ينفذ اللي هو عايزه معاها ويخرج ويسيبها محبوسة حتى الاكل كان بيخلينا ندخله ليها من تحت الباب وكأنها ...
صمتت فتيحة ولم تكمل حين خانتها دموعها على صديقة عمرها وسيدتها التي لم ترى منها سوى كل خير
جميلة(بقلب متألم على ما عاشته تلك المرأة امام جبروت ذلك الحقير): دا حيوان .. دا مش بني ادم
فتيحة: كل دا كان بيحصل قصاد عيون عاصي اللي كان مرة يعيط ومرة يصرخ ومرة يقعد يخبط عالباب ويكلم امه من وراه .. فاتت فترة وفعلا حصل الحمل .. وبقت داليا هانم بتعد الايام وهي خايفة انه يوم الولادة يكون اخر يوم في عمرها وخصوصاً ان صحتها اتدهورت جامد في فترة الحمل بسبب صفوت بيه
جميلة: بسببه ازاي؟
فتيحة: صوفت بيه لما كان بيخونها في الاول كانت الحكاية بيداريها شوية .. انما لما قوي بقا لا بيخبي ولا بيداري .. كنت اسمعها كل ليلة بتعيط على حالها
جميلة: وبعدين؟
فتيحة: ولدت عاصم وللأسف شالت الرحم .. اصل الدكتورة لقت انه كان فيه سرطان فيه والحمل اخر مراحل العلاج وزود خطورته
جميلة(بدموع هاربة من عينيها): ...
فتيحة: من يومها وهي يا حبه عيني نفسها اتكسرت وحست انها بقت مش ست .. وخصوصاً أن صفوت بيه كان دايماً بيعايرها بالحكاية دي دا غير كلامه اللي زي السم عن بشرتها .. عارفة كان بيقولها ايه؟ يا مشوهة
احدت انفاس جميلة واعتصر الألم قلبها لتُكمل فتيحة
فتيحة: مرت السنين وكل يوم كانت بتدبل زي الوردة اللي نسيوا يسقوها لحد ما نشفت .. كان عاصي وعاصم هما النور اللي فاضل في حياتها واللي كانت عايشة عشانه .. بقت من اول ما تصحى لحد ما تنام معاهم في اوضتهم وخصوصاً لما صفوت بيه بقا يجيب الستات الاوساخ اللي كان بيعرفهم هنا في البيت
جميلة(بصدمة): هنا؟!!
فتيحة: ايوة هنا .. كان مصمم يكسرها ويذلها .. زي ما يكون كان بيتلذذ بكدا
صمتت جميلة ولم تعرف ماذا تقول .. صفوت هذا لا يمكن ان يكون انسان .. انه شيطان .. بل ربما نهين الشيطان حين نصف انه يشبهه .. وهي التي كانت تظن ان عاصي ظالم وقاسي .. إنه ملاك مقارنة بأبيه
فتيحة: مرت السنين وداليا هانم قررت انها تدخل عاصي وعاصم مدرسة خاصة علشان مايشوفوش القذارة بتاعة ابوهم وكمان تبعدهم عن شغله اللي بقا في التهريب والسلاح والقتل .. ويا حبيبتي زي ما يكون الدنيا مش وراها غيرها رجعلها السرطان تاني بس المرة دي انتشر في جسمها كله .. وفي ظرف مفيش بقت بقايا انسان لحد ما ربنا رحمها وزين بيها جنته .. ساعتها عاصي كان عنده ١٥ سنة وعاصم ١٠ سنين .. عاصي شاف كتير في حياته وعاش عذاب امه .. بس فراقها قسم ضهره .. كان يُعتبر لسة طفل وفجاة اتحرم من امه .. فراقها خلا قلبه يبقى اسود ويكون قاسي .. كان عامل زي القطر اللي بيدوس على اي حد قدامه وماحدش كان بيمنعه إلا عاصم .. هو كان النور الوحيد اللي بينور عتمته .. لحد ما هو كمان اختفى من حياته .. ساعتها بقى نسخة اسوأ من صفوت .. شرب وستات وشغل منيل ما يعلم بيه إلا ربنا .. لحد ما انتي جيتي انتي وعمر .. ساعتها انا حسيت ان عاصي بتاع زمان رجع .. وكل مادا كنت بتأكد لما بلاقيه بيبتسم وهو بيبصلك ولا لما بيلعب مع عمر .. عاصي بيرجع تاني لنقائه معاكم وبيكم .. صدقيني هو مش وحش
جميلة: ممكن أسألك سؤال؟
فتيحة: اتفضلي يا بنتي
جميلة: ليه فضلتي معاه كل السنين دي مع انك عارفة شغله
فتيحة: فيه ام بتسيب ابنها؟ .. عاصي دا انا ربيته مع داليا هانم .. كان مش بيفارق حضني وحضنها .. كنت معتبراه ابني اللي ماخلفتوش .. انا رفضت اتجوز ورفضت اسيب البيت بعد ما داليا هانم ماتت علشان ماسيبهوش هو وعاصم .. مش هكدب واقولك اني ماكنتش عارفة شغله واللي بيعمله بس هقولك حاجة واحدة .. هو مالاقاش اللي يقدر يقف في وش صفوت ويمنعه من انه يلون قلبه بالسواد دا .. ماقدرش يقف قصاده لوحده
جميلة: انتي ليه بتقوليلي الكلام دا دلوقتي؟
فتيحة: علشان شوفت لهفته عليكي وعلى عمر امبارح وعرفت ان قلبه دق ليكي .. انتي وعمر سبيله علشان يبعد عن الطريق دا اللي اخرته موت
عند ذكر الموت انقبض قلبها .. هي لم تفكر في هذا الاحتمال .. هل يمكن حقا ان يموت في احدى مطارداته؟ .. يموت ويتركها؟!!! .. اعتصر الألم قلبها لتلك الفكرة واحست بحلقها تخنقه الدموع المكتومة بقلبها على هذا الوحش الذي تألم بحياته كثيراً ولكن هل سيستمر ألمه
/////////////
ذهبت شروق لمنزل والدها بعد ان اتفقت مع محمد ان يقوم باللحاق بها حتى يتسنى لها قليل من الوقت لتوضيح ما حدث لوالدها وكيف تزوجت به .. دقت على الباب لتجد زوجة ابيها البغيضة هي من تفتح
سميحة: اهلا اهلا بست الحسن والجمال
شروق(وهي تحاوال التحم بأعصابها): فين بابا؟
سميحة(بنبرة خبيثة وهي تلوي فمها): توك ما افتكرتي ابوكي .. صحيح ياما تحت السواهي دواهي
شروق(بملل): يوووووه ابعدي عن وشي الساعة دي يا ولية وقوليلي بابا فين
سميحة(بشهقة شعبية): ولولوا عليكي ساعة وسكتوا يا بجحة .. بقا ليكي عين يا فاجرة ترجعي بعد ما هربتي يوم فرحك وحطيتي راس ابوكي في الطين وخليتيه يطب ساكت
شروق(بصدمة وهي تدفعها لتدخل المنزل): انتي بتقولي ايه يا ولية يا مجنونة انتي؟!!!! اوعي كدا ابويا فين؟
سميحة(وهي تمسكها من ذراعها بقوة وتصرخ بها): انتي رايحة فين يا روح امك .. البيت دا بيتي يعني مش هتدخليه غير بمزاجي
شروق(وهي تدفعها عنها وتندفع لغرفة والدها): بقولك اوعي كدا .. باباااا
اندفعت شروق لداخل الشقة وهي تصرخ بأسم والدها لتجده يرقد على الفراش وقد اصاب جسده المرض واصبح هزيلاً ضعيفاً اكثر مما كان .. لمعت الدموع بعينا شروق وجرت ناحيته لتمسك بيده وهي تهمس
شروق(وهي تملس على وجهه): سلامتك يا حبيبي .. ايه اللي حصلك يا بابا
سميحة(وهي تتخصر وتقف على باب الغرفة): اللي حصله ياختي انه انقهر منك ومن عملتك السودا لما هربتي وخليتي سيرته لبانة في بؤ الناس
شروق(بحدة): انتي كدابة .. بابا اكيد تعب بسببك .. انا هوديكي في ستين داهية
سميحة(بضحكة رقيعة): هيهي خوفت .. اتخضيت .. هاتولي طاسة الخضة ل احسن بنت المقشفة دي هتوديني في داهية
شروق(بغضب وهي تندفع نحوها): انا بقا هوريكي مين المقشفة
اندفعت شروق ناحية سميحة لتقوم معركة عنيفة بينهما .. هذه تمسك شعر الأخرى وتلك تستخدم اظافرها الحادة لجرح وجه الاخرى وعلى السرير يرقد جلال وهو لا حول له ولا قوة بعد ان اصابه شلل نصفي جعله عاجز عن الحركة وجعل الكلام ثقيل على لسانه .. يحاول زحزحة جسده لينقذ ابنته المسكينة من تلك الحية الخبيثة التي لا تتهاون في ضربها .. وقع جسد جلال أرضا لتنتفض شروق وتدفع سميحة عنها لتجري ناحية ابيها الذي يأن بوجع فاق قدرته على التحمل لتهرب الدموع من عينيه .. تألم قلب شروق بشدة وهي ترى ابيها يبكي كالأطفال من فرط تعبه وانفاسه ثقيلة لا يقدر على اخذها .. استغلت سميحة انشغال شروق بأبيها لتسرع بجذب احد الزهريات الموضوعة بالغرفة وتقترب منها محاولة اصابتها لتشهق بفزع حين وجدت يد قاسية تمسك رسغها بقوة كادت بكسرها .. نظرت سميحة امامها لتجد شاب يبان على ملامحه القوة والشدة لتردف وهي تحاول اخفاء خوفها منه
سميحة(بصوت عالي): انت مين يا جدع انت وازاي تدخل بيتي كدا هي ايه وكالة من غير بواب
شروق(بدموع): الحقني يا محمد
نظر محمد باحتقار ناحية سميحة ليدفعها للخلف بقوة قبل ان يتقدم من شروق وابيها الذي ثقلت انفاسه وشعر بألم شديد في قلبه
سميحة(بنبرة خبيثة): ااااه .. هو دا بقا المحروس اللي هربتي وسيبتي بيتك وحطيتي راس ابوكي في الطين علشانه .. ويا ترى ماشية معاه بقالك قد ايه ..(ثم بدأت بالصراخ والهتاف بطريقة شعبية).. تعالوا يا ناااااس .. شوفوا البت المحترمة اللي كنت بعاملها زي بنتي .. شوفوا اللي كنتوا بتقولولي اني قاسية عليها .. شوفوا اللي عاملالكم فيها محترمة وهي واحدة وس..
محمد(مقاطعاً بحدة وهو يمسك ذراعها بقوة): اخرسي خالص .. اقسم بالله لولا انك ست انا كان زماني فاصل راسك عن جسمك .. اللي بتتكلمي عنها دي اشرف منك ومن عيلتك كلها
سميحة(بنبرة عالية وهي تنظر باحتقار لشروق): طبعا يا خويا ما انت لازم تحاميلها مش خلاص سلمتك نفسها
شروق(بدموع وهي تتمسك بوالدها): اخرسي بقا .. دا جوزي
سميحة(بضحكة رقيعة يشوبها السخرية): هيهي .. ويا ترى بقا عرفي ولا مسيار
محمد(وهو ينظر لها باحتقار): لا العرفي دا اتعمل للاشكال اللي زيك .. انما مراتي واحدة محترمة علشان كدا اتجوزتها على سنة الله ورسوله
سميحة: محترمة اوي .. دي كل يوم والتاني كانت ماشية مع واحد و..
قبل ان تكمل جملتها اسكتها محمد بصفعة قوية دوى صداها بالغرفة بأكملها
محمد(بحدة وغضب): اخرسي يا بنت الكلب .. انا مراتي اشرف واحدة في الدنيا ولو لسانك فكر انه يغلط فيها اقطعهولك
ابو سريع(وقد دخل المنزل بعد ان استمع لصوت سميحة): ايه اللي بيحصل هنا؟!!
سميحة(مدعية الطيبة والمسكنة): تعالى الحقنا يا معلم .. شوف اللي جاي يتهجم علينا في بيتنا دا
ابو سريع: يتهجم عليكم؟!!! انت مين يا جدع انت وازاي تدخل بيوت الناس كدا؟!!
محمد: انت اللي مين وايه دخلك اصلا؟
ابو سريع: انا المعلم ابو سريع كبير الحتة ..(ثم اردف وعينيه تتفحص شروق بطريقة خبيثة).. وخطيب السنيورة
محمد(وهو يجذبه من تلابيبه بغضب): خطيب مين يا روح امك؟!!!!
ابو سريع(بشر وهو يحاول ان يدفع يد محمد عنه): روح ام مين؟! دا انت نهار ابوك اسود
محمد(بغضب شديد): ابويا!!!!
وفي اقل من ثانية كان محمد يسدد ضربة قوية لوجه ابو سريع الذي احمرت عينيه بغضب
ابو سريع(وهو يخرج سلاحه): طب انطق الشهادة بقا
شروق(برعب وهي تندفع لتقف امام محمد): محمدددد
محمد(بحدة وهو يجعل شروق تقف خلفه): ارمي اللي في ايدك دا احسنلك
ابو سريع: انتي بتحاميله يا عروسة؟ جرا ايه هو مين الواد دا؟!!!!
محمد: انا النقيب محمد عبد الحميد .. جوز شروق
ابو سريع: نعمممم؟!!! جوزها ازاي لا مؤاخذة؟!
محمد: زي ما كل الناس بيتجوزوا ايه غريبة
ابو سريع: جرا ايه يا ست سميحة؟! هو كلام عيال ولا ايه؟!!
سميحة: والله العظيم يا معلم البت هربت ساعة الفرح ودلوقتي راجعة وبتقول انها اتجوزت والنعمة ماعرف حاجة
ابو سريع: ماشي يا سنيورة .. ماشي يا حضرة الظابط .. ماشي
اندفع ابو سريع للخارج والدم يغلي بعروقه وخلفه سميحة التي تحاول تهدئته .. نظرت شروق ناحية والدها لتجد ابتسامة مرسومة علي شفتيه بعد ان اطمئن على ابنته .. تحركت ناحيته وخلفها محمد الذي قرأ بعين جلال رجاء فهمه ليغمض عينيه وهو يهز رأسه بهدوء ليُطمئنه .. اتسعت ابتسامة جلال ليغمض عينيه براحة وقد اصبح مستعداً وراضياً للقاء ربه بعد ان اطمئن ان ابنته ستكون بخير مع زوجها الذي سيحميها كما وعده .. لمعت الدموع بعيون شروق حين وجدت والدها يغمض عينيه وقد ثقلت يديه واصابتها البرودة .. تسارعت انفاسها وهي تهزه برفق وتهمس وكأنها لا تريد تصديق انه تركها وحدها بتلك الدنيا
شروق(وهي تهزه بعدم تصديق): بابا .. بابا انت نمت؟ .. يا بابا
محمد: شروق
شروق(بدموع تلمع بعيونها): استنى يا محمد بابا بينام وبيسيبني .. يا بابا قوم .. فتح عينيك .. بابااااا .. بابا انت قولت مش هتسيبني .. يا بابااااا
محمد: بس يا شروق
شروق(بصراخ وهي تهز جسده بقوة): لاااااا يا بابا .. لا مش هتسيبني انت كمان زي ماما .. لا يا بابا انا ماليش غيرك .. يا بابا حرام عليك هتسيبني لمين طيب .. قوم يا بابااااااا
لم يتحمل محمد فجذبها لصدره بألم يحتل قلبه من دموعها ونبرتها لتكمل هي بكائها بين احضانه
شروق(بدموع تحرق وجهها وتكوي قلبها): آآآآآآآآه .. لا يا رب .. لا يا رب مش هقدر والله .. والله مش هقدر اعيش لوحدي من غيره يا رب
محمد(وهو يزيد من ضمها لصدره): شششششش انا معاكي
وكأن تلك الجملة كانت المخدر الذي جعل شروق تهدأ وتدخل في دوامة نوم رافضة ذلك الواقع الأليم .. ثقل جسدها بحضن محمد الذي زاد من ضمه لها وهو يهمس
محمد(بهمس لها وهي بين احضانه): ماتخافيش يا شروق .. مش هسيبك ابدا .. مش هسيبك يا حبيبتي
//////////////
تقف جميلة بشرفة غرفتها بعد ان انتهت من كلامها مع فتيحة التي أكدت عليها أللا يعلم عاصي بدخولها لتلك الغرفة فهو يمنع اي احد من دخولها .. يفكر عقلها ويشرد .. هل فعلاً كان مرغماً على دخول ذلك العالم فهو كان طفل لم يتعدى ال١٥ عام بقلب نازف على والدته .. هل لو كان وجد من يعينه ويقف بوجه ابيه الظالم لكان تغير مصيره .. تتذكر جملة فتيحة التي ترن بعقلها وتتردد مرة تلو الاخرى
فتيحة: اديله فرصة يا بنتي وشوفيه بقلبك مش بعينيكي .. قلبه من دهب بس مترب محتاج اللي يلمعه من تاني
تغلق عينيها وقد عصفت بعقلها الافكار .. ماذا عليها ان تفعل .. هل تمسك بيده وتكون له موطناً؟! .. هل ستقدر الجميلة ان تغير الوحش ام سيظل وحشاً للأبد؟!
كاااااااااااااااات .. كفاية كدا النهاردة

جميلة عشقت الوحش 🤍🖤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن