الحلقة السابعة والثلاثون

284 8 0
                                    

الحلقة السابعة والثلاثون
صدى صوت صفعته يتردد فى الجواء
بعدها ساد صمت ثقيل، سيلا التف وجهها بعنف للجهة الاخرى بينما رعد توقف جامدا مكانه
التفتت له ببطء ويدها وضعتها على خدها بصمت
بعد لحظات قال رعد بجمود:لولا ابنى اللى فى بطنك كنت طلقتك على كلامك دا
اغمضت عينيها بوجع
ثمت ثوانٍ ثم تابع:هتفضلى على ذمتى لحد ما تولدى.... بعدها هطلقك واللى هيربطنى بيكى هو ابنى وبس....
ثم تحرك بجمود اطفئ الانوار كما اطفئ روحها وبريق عينيها
.................................................
مر اكثر من شهرين
المسافة بين سيلا ورعد شاسعة، لم يخبروا احدا بشئ
كان يأخذها الى الطبيب لكن لم يتحدثا
يلاحظ الجميع ان هناك امر لكن لا احد يتحدث وسيلا باكثر الاوقات صامتة وحالتها النفسي تسوء يوم عن يوم... رعد يهتم بصحتها وبكل ما يخصها الا انه لم يسامحها ولم يغفر لها خطأها
................................................
فى غرفة احمد وبتول
كانت تمسد على بطنها الصغير وهى شاردة
حتى شعرت بذراعي احمد يضمانها وبكفيه يمسدان بطنها
ابتسمت له بحب وظلت صامتة
همس لها:مالك يا بتولى..... سرحانة فى اى....
بتول بحزن:سيلا.. يا احمد مش عاجبانى....من ساعة ما رعد رجع من السفر وخادها وخرج وهى متغيرة....... دبلانة..... مطفية... حاسة فى حاجة حصلت
صمت احمد ولم يعقب والشرود هذه المرة كان من نصيبه
......................................................
فلااااش بااك
فى نفس اليوم المشؤم بعد ان اعاد رعد سيلا للقصر خرج غاضبا لمحه احمد فتحرك خلفه وهو يناديه
توقف رعد دون ان يلتفت له
سحبه احمد من يده وتحرك ناحية مكان هادئ وبعيد فى الحجيقة الشاسعة وهتف بقلق:مالك مضايق ليه
حاول رعد تمالك اعصابه:مفيش سيبني فى حالى
احمد بالحاح:يابنى مالك فى اى
رعد بعصبية:قولت مفيش سيبنى لوحدى دلوقتى
تحرك بغضب واقدامه تضرب الارض لكن تجمدت عندما قال احمج بصوت عالٍ نسبيا:انت عرفت صح؟
التفت له بحدة وعينيه تطلق الشرر وتتحول لغمامات سوداء رعدية
اقترب منه وامسكه من ياقته وهو يقول بحدة:كنت عارف...اكيد كنت عارف ومتفق معاهم كمان
انزل احمد يدى رعد بقوة وقال بقوة:ايوة كنت عارف.... وكنت متفق معاهم
رعد بغضب:ليييه... ليييه تكدبوا عليا وتخدعونى.....
صرخ احمد:عشان كانت بتحبك ومكنتش عايزة تتجوز ابن عمها وتبعد عنك
صرخ رعد:وانا كمان كنت بحبها
احمد بتهكم:لو كنت بتحبها بجد كنت اتقدمتلها من الاول ومستنتش لحد ما تتجوز قبلك مرتين 
جزّ رعد على اسنانه ولكم احمد بغيظ بينما احمد اختل توازنه وارتد للخلف خطوة تابع رعد بجمود:انهاردة خسرت اخوك....... للابد
ثم تحرك وغادر القصر بسيارته بسرعة كبيرة
ظل احمد واقفاً مكانه بصمت، اقترب منه رياض الذى تابع الحديث كله من بدايته:قولتلك اخرة الكدب ده مش حلوة
تنهد احمد وهو يدلك فكه وقال بتعب:دى البداية........... ولسه
رياض بضيق:كان هيجرى حاجة لو كنت طلبت منه يتقدملها
احمد بتهكم:على اساس انه لما لمحتله بالموضوع وافق انت تقريبا قولتله اتجوزها... وهو مكنش عايز...... قال اى كان مستنى لما تكبر عشةن تكون خدت القرار الصح.... سيلا طول عمرها عاقلة.....
تنهد رياض بأسي:اللى مزعلنى فى كل ده سيلا.... هى اللى هتشيل الموضوع كله وهى كان نفسها تتجمع مع حبيبها فى الحلال
احمد برجاء:ربنا يسترها
......................................................................
بااااااك
فاق من شروده على بتول تفرقع اصابعها امام وجهه وتقول بقلق:احمد فى اى... سرحت فى اى
تنهد احمد وتحرك يجلس على سريره بصمت
اقتربت منه وجلست جواره، امسكت كفه وقالت برجاء وقلق:احمد ابوس ايدك...... قولى اللى انت عارفة.... وحياتى عندك.... قولى
نظر لها احمد بتردد ثم اخذ نفسا عميقا وقص لها ما حدث
نزلت دموعها بعجز وحزن... بكت بقهرة على صديقتها التى اوقعتها بمشاكل كبرى لقد دمرت حياتها
بتول ببكاء:انا السبب....... انا اللى كدبت وخليتها كدبت
ضمها احمد بحنان وقال يهدئها :يا حبيبى اهدى...... ده كان قدر ومكتوب... مش هنعترض غلطنا وهنتحمل كلنا النتيجة ..... متقلقيش
لحظات وسكنت بتول لكن دموعها مازالت تنزل على صديقتها.... لحظات وقالت بشرود:سيلا مكتوبلها الشقى طول عمرها
...........................................................
فى اليوم التالى خرج رعد كعادته الفترة الاخيرة دون ان يوقظها
كان متعجلا غاضبا
ذهب بسيارته الى حد العمارات الفخمة وصعد الى الطابق المنشود
........................................................
كانت مرام جالسة فى عيادتها تحاول ان تهاتف سيلا لتطمئن عليها لكن لا رد ظلت ترن حتى اقتحم رعد الغرفة وهو غاضب وظل يجئ الغرفة ذهابا وايابا
تركت الهاتف والتفتت له
مرام بهدوء:اى اللى حصل
رعد انفجر بغيظ:اى اللى حصل......احنا مش كنا متفقين انك هتعالجيها...... هتحاولى تعززى ثقتها بنفسها.......... هتفكى عقجها... وانا هعمل ده برضو.... اى اللى حصل... انا بعيد عن مراتى.......حالتها النفسية بتسوء اول مرة امد ايدى على ست كانت حبيبتى.......  هو ده كان اتفاقنا
تنهدت مرام وقالت بسخط:وانا مالى يا رعد..... من ساعة ما سيلا جاتلى فى امريكا وبدأت تتعالج عندى وانت عارف كل حاجة......
رعد بغضب:مش كل حاجة.... انتى خبيتى عليا ان جوازها هى واحمد جواز صورى
مرام بهدوء:مكنش ينفع اقولك حاجة زى دى كان لازم هى تقولها..... وبعدين ما جنابك اتفقت مع السكؤتسرة وخدت التسجيلات بتاعتها وسمعتها.... ودى النتيجة...ان سيلا دلوقتى مش فى حضنك.... ان ورغم انكوا بتحبوا بعض مش قادر تسامحها...... لو كنت استنيت لحد ما هى تقولك مكنش ده هيبقى حالك ولا ده حالها
تنهد رعد بحزن وجلس على اقرب كرسي بتعب:انا تعبت... تعبت
مرام تواسيه:ان شاء الله ربنا ييسرها ويهدى سركوا وترتاحوا وتريحونى معاكو

.........................................
كانوا يتحدثون فلم ينتبهوا للهاتف التى ردت عليه سيلا لتستمع للحوار بالكامل..!!

وبعد طول انتظار بقلم بيبوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن