الحلقة الحادية عشر
الجميع جامد صامت الصدمة كالصاعقة على رؤسهم
خاصة صابر الذى امتقع وجهه وهو يقلب بصره بينها وبين الصغيرة
ثم هب وهو يصرخ:عملتى اى المرادى يا بنت الكلب وكاد ان يصفع لولا ان يد قوية اوقفت يده فى الهواء
نظر ليجد رعد عينيه تقذف شرر وهو يقول بحدة: تبقي غلطان لو فاكر انى هسمحلك تمد ايدك عليها
ابتلع صابر ريقه بتوجس وانزل يده بينما رياض تدارك الموقف:اهدى كده يا صابر هى ذنبها اى.... ابنى اللى طلقها.... يبقى ابنى اللى مسؤل
صابر بعصبية:وازاى ابنك يطلقها من غير ما يرجع لابوها
سيلا بتهكم وهى تنزل رأسها لاسفل:دلوقتى بس افتكرت انك ابويا
تجمد مكانه ونظر لها مطولاً
رياض ليخفى التوتر:انا هرن على احمد
اتصل باحمد فرد بعد بعض الوقت:الو
رياض بضيق:ايوة يا باشمهندس يا محترم
احمد باستغراب:اي اللى حصل يا بابا
رياض بغضب مكبوت:تقدر تقولى طلقت سيلا ليه
زفر احمد بضيق:اسبابى الخاصة
رياض بعصبية:يعنى اى اسبابك الخاصة... مش بنت ناس دى تدينى اسبابك لطلاقك منها
احمد بجمود:اتجوزت
رياض بصدمة:اتجوزت...
فى تلك اللحظة نظر رعد لسيلا التى اغلقت عينيها بألم لقد شعر بألمها
بعد مشادات بين احمد ورياض انتهت بأمر رياض لاحمد ان يعود مصر فى اقرب وقت
صابر بترقب:احمد قال اى
رياض يغمض عينيه :رفض يردها
كاد صابر ان ستحدث لولا ان رعد تحدث بصوته الرخيم الواثق:بس ده مش معناه ان سيلا هتقعد هنا.... سيلا طليقة احمد وام بنته رهف بطبيعة الحال هيبقى ليها نصيب فى القصر وفى كل حاجة...... فا...
صمت ليرى لمعة الجشع فى عين صباح
واللهفة فى عين صابر والضيق والحقد فى عين سمر والتأييد من ابيه وامه التى كانت تداعب حفيدتها دون الالتفات لما يحدث
فتابع كمن يقول واقع لا نقاش فيه:فسيلا هتيجى تعيش فى القصر لحد ما الموضوع ينتهى
كادت صباح ان تعترض لكن قال رياض:من غير اعتراض يا صابر بنتك هتعيش معززة مكرمة وحفيدتى لازم تعيش مكان ما ابوها عاش وفى عز ابوها وجدها... قولت اى
تنهد صابر وقال بهدوء:مرات ابنكم حرين فيها..... عن اذنكم
ثم قام ودخل غرفته وتركهم
نظر رعد لفهد بنظرة ذات معنى
فقام بهدوء اخذ الحقائب ونزل ليضعها فى السيارة بينما نزلت خلفه رجاء بالصغيرة التى تلاعب جدتها بطفولية
وقف رعد ووقف جوارها وقال بهدوء وحنان خفى:يلا يا سيلا عشان نروح.
نظرت له مطولا فمد لها يده نظرت ليده ثوانى ثم مدت يدها لتضع كفها الصغير الناعم فى كفه الكبير الخشن
فضغط عليه بخفة كأنه يخبرها انها معها وجذبها بهدوء لتقوم وتنزل معه لاسفل بينما تحرك خلفهم رياض الذى كان يتابعهم بترقب اما سمر فكانت تكاد تشتعل مما يحدث
اقتربت منها سلمى وتقول ببراءة:فين سيلا يا سمر
سمر بصريخ:غارت فى ستين داهية وانتى مالك بيها
التمعت الدموع فى عينيها وبكت فقالت صباح وهى تضم سلمي:بس يا حبيبتى متزعليش.. يلا ادخلى اوضتك
دخلت سلمى غرفتها بعد ان مسح دموعها وتحركت صباح فور خروج سلمى وجلست جوار سمر وقال بتهكم:مالك ضاربة بوز شبرين ليه
سمر بغيظ:انتى مشوفتيش.... هتروح تقعد فى القصر وتاخد الجمل بما حمل
صباح بمكر:حتى لو راحت القصر..... انتى فين ماكلها... كام شهر وتروحى القصر وتبقي البرنسيسة وانتى وشطارتك بقي
ثم تركتها وغادرت وجلست سمر تفكر بما قالته والدتها
............................
على الجانب الاخر تجلس سيلا بالكرسي الامامى بجوار رعد فى سيارته الرياضية الفارهة
شاردة تائهة غير قادرة على الكلام
بينما رعد يتألم جوارها اليها
وفى السيارة الاخرى يقود فهد جواره ابيه وفى الخلف تجلس رجاء بحفيدتها التى نامت
وصلوا جميعا للقصر
دخلوا البهو الكبير للقصر
واخرج فهد الحقائب من السيارة ووضعها عند اول السلم واخذتها احدى الخادمات اوصلتها للجناح التى قضت فيه سيلا ليلتها الاولى مع احمد هنا
جلسوا جميعاً فى بهو القصر
حتى حمحم رعد:سيلا انتى شكلك تعبان اطلعى ارتاحى
هزت رأسها بتعب ثم اقتربت من رجاء تأخذ منها رهف ناولتها اياها على مضض
ثم صعدت بها لاعلى
اراحتها على الفراش وارتمت جانبها
رن هاتفها فاخرجته من حقيبتها وفتحت الاتصال فسمعت صوت بتول تصيح بلهفة امومية:عملتى اى يا سيلا..... رهف كويسة؟ ...... عيطت! ... طب كلت! ..... يا سيلا ردى عليا
قالت جملتها الاخيرة بصريخ
لتقول سيلا بغضب مكبوت:انتى مديانى فرصة اتكلم... ثم قالت بهدوء:الحمد لله كل حاجة مشت واه رهف كويسة واكلتها وفضلت قاعدة مع جدتها وجدها لحد ما نامت
تنفست بتول براحة وقالت بلوعة:انا اسفة يا سيلا بس دى بنتى واول مرة تبعد عنى
ابتسمت سيلا وقالت بحنان :وبنتك بنتى يا بتول متخافيش... روحى نامى وانا هجيبهالك بكرا.... سلام
بتول باتسامة:سلام
قامت سيلا بتكاسل بعد ان اغلقت مع بتول ودخلت الحمام اخذت حماما دافئا وتوضأت وخرجت ارتدت ازدالها ثم وقفت لا تعلم اين القبلة، ارادت ان تسأل احدهم فمن ستسأل..... خرجت بتوتر تبحث عن احد
قادتها قدميها للغرفة فى نهاية الرواق وقفت امامها اشتمت عطره وسمعت همهمات بصوته توترت اكثر.... هل تطرق الباب ام لا... هل تعود لغرفتها ام لا
اخذت نفس عميق وطرقت ثلاث طرقات هادئة
......................
اما فى الداخل كان يتحدث فى الهاتف بصوت رخيم كان ينظر للباب كان يشعر انها تقترب ولما سمع صوت طرقاتها الناعمة ابتسم بخفة.... واقترب من الباب ومازال يتحدث فى الهاتف
سمعت صوته يقترب ومع كل خطوة كانت تزداد ضربات قلبها وتخبرها ان تركض من هنا
حتى فتح الباب وهو يبتسم... اشار لها بالدخول فدخلت بحرج... اشار لها ان تجلس فتحركت باحراج وجلست على طرف الفراش
أولاها ظهره ووتحرك ليقف امام الشرفة يتحدث ليخفف عنها الحرج
رفعت عينيها تتأمل الغرفة كانت تصاميمها راقية اثاث تركى اسود ورمادى وازرق فاتح بمزيج رائع يخطف الانظار ورسومات ونقوشات فضية على الحوائط وبعض المزهريات وغرفة للملابس وباب اخر لمكتب خاص وحمام... كان جناح متكامل
فى احد حوائطه مكتبة ضخمة تحوى آلاف الكتب وجوارها كرسي ضخم نوعا ما مريح جوارها اباجورة على طاولة صغيرة امامها مدفئة فى الحائط يحيطها الاحجار الفرعونية وامام المدفئة عدة وسادات كبيرة
وفى احد الاركان يوجد زاوية مطبخ يوجد بها اله قهوة وبراد للشاى وادوات المشروبات الساخنة وجوارها ثلاجة صغيرة
وفى جهة اخرى يوجد شاشة كبيرة معلقة فى الحائط امامها اريكة تركية مريحة واريكتان تصغرانها قليلا يمثلنا مربع ناقص ضلع واخيرا سرير كبير خشبه اسود مطعم بالفضة وعلى جانبية كومودونان
واخيرا تسريحة موضوع عليها عطور وفرشاة شعر وما الى ذلك
فاقت من تأملها على رعد الذى يقف على بعد منها بعد ان انهى مكالمته يضع يديه فى جيوبه ويتأملها بصمت ويبتسم بخفة فيظهر جزء من اسنانه وغمزاته الخفيفة
ارتبكت وانزلت رأسها بخجل فقال ببعض المرح:الاوضة عجبتك
ابتسمت بتوتر وقالت بارتباك دون النظر اليه:اا.. اه جميلة
رعد بخفوت:مش اجمل منك
زاد خجلها اكثر وعضت شفتيها فقالت بارتباك:كنت عايزة اعرف القبله عشان اصلى
ابتسم لها واشار لها وهو يتحرك ناحية الباب :تعالى اوريهالك
تحركت خلفه بهدوء حتى دخلا الغرفة اشار لها على احد الاركان وقال بهدوء:القبلة فى الاتجاه ده
سيلا بخفوت:شكرا
رعد بابتسامة حنونة:شكرا على اى... مفيش بينا شكر يا اميرتى
تقابلت أعينهم فى حديث طويل ملئ بالعتاب والحزن و...... الحب!
_......... بتعملوا اى
أنت تقرأ
وبعد طول انتظار بقلم بيبو
Romanceهى:فى كل مرة تضحك الدنيا لها تتجمع غمامات حزنها لتقهر ضحكتها اما هو :فهل بعثه الله لها ليزيل غمامات حزنها ام ليمطرها بوابل من امطار دموعها المالحة