الحلقة الثانية عشر
التفت الاثنان فجأة على صوت رجاء التى تنظر لهم بجمود وترقب
انزلت سيلا رأسها باحراج بينما رعد قال بهدوء:فى اى يا امى
رجاء بجمود وهى تقترب:بتعملوا اى
رعد ببساطة:كانت بتسألنى على القبلة فكنت بوريهالها
رجاء وعينيها فى عينى رعد:ماشى يا بن بطنى.... اتفضل انت
صمت وغادر بصمت بينما نظرت رجاء لسيلا وقالت بهدوء:صلى وانا مستنياكى
وتحركت وجلست بجوار حفيدتها رهف فالتفتت سيلا للقبلة وصلت فرضها بعدها جلست على طرف الفراش
رجاء وهى تنظر بحنان لرهف وتمسح على شعرها :كانت زيك فى كل حاجة..... بس فى فرق
نظرت لها وقالت بسخرية :انتى اقوى منها... هى مستحملتش لما صابر اتجوز صباح وماتت
سيلا بدموع اشاحت وجهها:ليه حضرتك افتكرتى الموضوع ده
رجاء بغضب قامت واقتربت منها وامسكتها من ذراعيها وقالت بغضب وصوت خفيض حاد:عشان انتو الاتنين اغبية
سيلا بضعف:انتى مجربتش ان جوزك يكرهك.... ويزهد فيكى..... مجربتيش انك تطلقى...... مجربتيش تبقي لوحدك
مدت رجاء يدها ومسحت دموعها بحنان:انا جنبك
رفعت سيلا عينيها بعتاب:عمرك ما كنتى جنبى...... من ساعة ما ماما ماتت وانتى بعيدة..... هى دى وصيتها ليكى
رجاء اشاحت بوجهها بعيدا:مكنتش طايقة اشوفك كنت بشوف فيكى صابر اللى حرمنى صاحبة عمرى....
ثم نظرت لها وقالت بحنين:مليكة..... كانت اختى وصاحبتى وسندى.... التمعت بعينيها الدموع:كانت ضعيفة بس بتقوينى... كانت حنينة اوى
سيلا بشرود:وانتى فكرانى فرحانة...... انا كل يوم بكره نفسي.... عشان بنته
علت شهقاتها:بنت الراجل اللى حرمنى من امى وجابلى مرات اب تذلنى...... كسرنى وحرمنى حنان امى....... هز ثقتى فى نفسي
ضمتها رجاء بحنان وظلت تمسح على شعرها وهى تردد بهمس:انا اسفة... صدقينى مش هسيبك تانى... انا هعوضك.....
ظلت هكذا حتى نامت سيلا فى حضنها
فعدلت وضعية نومها ودثرتها بالغطاء ودثرت حفيدتها وغادرت
اغلقت الباب بهدوء والتفتت فوجدت رعد يقف جانبا وقد سمع الحديث كله
التقت اعينهم فى حديث صامت
قطعها رعد عندما اشاح بوجهه بعيدا
ابتسمت رجاء واقتربت منه وامسكت خده ومسحت عليه بحنان فابتسم لها وامسك يدها على وجهها وقبل باطنها
تركته وغادرت وداخله نيران مشتعله
دخلت غرفتها فوجدت رياض يجلس على الفراش بمظهر طفولى غاضب
ابتسمت على طفولية حبيبها ودخلت غرفة الملابس وارتدت قميص نوم للركبة يظهر مفاتنها ونثرت شعرها الاسود الفحمى ذو الخصلات البيضاء ووضعت عطرها الخاص الساحر ووضعت كحل اظهر عينيها الرمادية بسحرها الخاص ووضعت روج احمر مثير
كانت تظهر كفتاة بعمر العشرين فهى تهتم بنفسها جيدا فلا يظهر سنها الحقيقى
وتحركت باتجاه رياض الذى اولاها ظهره وادعى النوم
فاتجهت للجهة الذى ينظر لها واندثت فى احضانه على طرف الفراش فاحاط خصرها بذراعيه كى لا تقع دون ان ينظر لها
فقبلت خده بنعومة وهمست بحب:رودى...... زعلان منى
رياض بلامبالاة مصطنعه وهو ينظر الجانب الاخر:ليه عملتى حاجة تزعلنى مثلا
رجاء ببراءة:ياحبيبى والله مأخرتش ده هى ساعة
جذبها له اكثر والتف بها لتكون اسفله وهو يشرف عليها من الاعلى
وقال وانفاسه تلحف وجهها :انتى عارفة الساعة دى كان ممكن اعمل اى فيها
ضحكت بصوت رنان ثم قبلته بين شفتيه وهمست بدلال اميرة على عرش قلب معشوقها :تؤ تؤ قولى انت
عض على شفته السفلى ومد يده يغلق الاباجورة وقال بمكر لا يغيره الزمن:الحاجات دى بتتعمل مش بتتقال
تعالت ضحكاتها الرنان كتمها هو عندما اخذها عالمه الخاص الذى لم ولن يختفى بمرور الزمن
************************
فى اليوم التالى
استيقظت سيلا على يد صغيرة على وجهها تشد خديها
فتحت عينيها لتجد رهف تلعب بخديها وتتمتم بكلمات طفولية غير مفهومة
ابتسمت سيلا للصغيرة ثم امسكتها وقلبتها اسفلها ومالت عليها تدغدغها فتعالت ضحكات الصغيرة، تبعتها ضحكات سيلا
بعدها بدأت تقبلها فى خديها الممتلئين المتوردين وشفتيها الصغيرة وذقنها الصغيرة
ظهر الامتعاض على ملامح الصغيرة ودفعت وجهها بكفيها الصغيرين وصاحت بطفولية
لتضحك سيلا:خلاص خلاص مش هبوسك تانى
ورقدت جوارها وقالت سيلا :صاحية بدرى ليه يا اروبة
تحركت رهف وسندت على بطنها وقالت بطفولية مبهمة:اممم... امممم
سيلا:اممم... جعانة يا روحى
هزت رأسها كأنها تفهمها وقالت مجددا:اف... اف
سيلا :وكمان عاملة بيبى
ضحكت سيلا على مظهر رهف الطفولى وقامت وحملتها وهى تقول بمرح:استعنا ع الشقا بالله
ودخلت الحمام نظفتها وحممتها واخذت منشفة كبير لفتها بها ثم اخذتها واجلستها على السرير وتجففها ثم تحركت ناحية الحقائب واخرجت منها ملابس لرهف وحفاضة جديدة
اقتربت منها وجلست بجوار الفراش ووضعت رهف على الطرف البستها ثيابها والبستها حفاضتها
وبعدها احضرت لها لعبة وذهبت لتستحم
بعد ربع ساعة خرجت من الحمام وهى ترتدى البرنس وتمسك منشفة كبيرة تجفف شعرها لكنها تفاجأت برعد يجلس على الفراش يلاعب الصغيرة ويشاركها الضحك
شردت فى ضحكته المرحة الجذابة
انتبه رعد لها والتقت اعينهم للحظات يتأملها فيها بمظهرها المثير من وجهه نظره
وشعرها المبتل تنزل منه خصلات على وجهها وعنقها
خجلت سيلا بشده من نظراته وهربت لغرفة تبديل الملابس بينما هو اشاح ببصره واستغفر الله سرا
وقفت فى الغرفة وجهها احمر بشده
يا الهى كيف سيظن بها الان
قاطعها طرقات على الباب تبعها قوله الرخيم:انا هاخد رهف وهنزل ولما تخلصى انزلى عشان تفطرى
وغادر
تنفست هى بعمق وخرجت اخذت ثيابها وارتدتها وكانت عبارة عن فستان طويل باكمام ذو لون ازرق سماوى ذو وردات صغيرة وحجاب ابيض... فكانت جذابة بحشمتها
صلت فرضها ونزلت القت السلام وجلست على الكرسي جوار شهد دون ان ترفع بصرها
بينما رعد يتابعها ويبتسم بهدوء
اما رهف الصغيرة فكانت تجلس على ساقى فهد وتتمتم بكلمات طفولية مبهمة وتضحك
اخذتها منه رجاء واعطتها لسيلا :خدى وكليها يا سيلا
اخذتها سيلا وبدأت تطعمها بعض السيريلاك
وتأكل لقيمات بسيطة
بعد الانتهاء قام الجميع ليجلسوا فى المكان المخصص للجلوس
ارائك تركية مريحة يواجهها شاشة تلفاز كبيرة معلقة فى الحائط وطاولة منخفضة
بعض قليل اتت الخادمة بالمشروبات واعطت لكل واحد طلبه
تجلس رهف جوار سيلا تلعب بالعابها
ورعد جوار فهد ورياض جوار رجاء التى تجلس من الجهة الاخرى لرهف
وشهد تجلس جوار سيلا تدردشان معا
رياض بابتسامة حنونة:قوليلى يا سيلا انتى درستى لحد فين
سيلا بابتسامة:فاضلى ترم واخلص هندسة يا اونكل
رعد بصوت رخيم:تخصصتى فى قسم اى
سيلا وهى تنزل رأسها لاسفل:قسم مدنى
رياض بحماس:كويس اوى... يبقى بعد ما تخلصى.. تدربي مع رعد... هيفيدك جدا فى شغلك
سيلا باحراج :بس مش عايزة اتقل على حد
رعد وهو ينظر لها بعمق:وانا حد غريب يا سيلا
رفعت بصرها له لتنظر داخل عينيه الرمادية وتهز رأسها نفيا فاكمل هو بابتسامة وقور :خلاص يبقى لو عوزتى اى حاجة تعالى
وانا هساعدك.. اتفقنا
سيلا وهى تنظر ارضا:اتفقنا
نظر رعد لهاتفه وعادت سيلا لشهد تثرثر معها
............................................
مر ثلاثة اشهر لم يظهر فيهم احمد إطلاقاً
وعادت سيلا لدراستها بجامعة القاهرة
وتم تحديد زفاف فهد وسمر بعد شهر ونص
ورجاء التى تعاون سيلا وتشجعها ورعد الذى يساعد سيلا فى دراستها
وسيلا التى تتسلل لتأخذ رهف لبتول لتقضى معها بعض الوقت قبل ان يعودا للقصر
فى كل يوم يمر يزيد حماس رعد بانه على وشك الاقتراب من هدفه
سيلا معشوقته الوحيدة حب طفولته وشغف مراهقته وحلم شبابهبعد مرور شهر اخر
قد انتهت سيلا من تسليم مشروع تخرجها وانهت دراستها رسميا لتصبح المهندسة سيلا صابر
لتعود للقصر ذلك اليوم وهى تقفز بسعادة قابلها رعد وقال بابتسامة :عملتى اى
سيلا بسعادة:المشروع اتقبل... اخيرا..... اخيرا... خلصت فرحانة اوى
رعد بحماس:مبروك يا سيلا.... يلا بقي بمناسبة انك بقيتى باشمهندسة خلاص.... لازم نكافأك
سيلا بحماس طفولى:ازاى... ازاى
ابتسم لها واشار لها للخارج:اتفضلى يا سمو الاميرة
خرجت امامه فأخذها وقضوا وقتا رائعا ما بين المول والملاهى والتقاط الصور الرائعة
دون تجاوز الحدود
عادو الى القصر نحو العاشرة فوجدوا صابر ورياض والجميع يجلسون متجهمين
صابر ما ان رأهم قال بجمود:كنتى فين
اختبأت خلف رعد الذى قال بجمود مماثل:كانت معايا
صابر بغضب:وكانت معاك بتعمل اى.... عدتها خلصت..... وخارجة معاك تدلع
رعد يغضب مكبوت:مسمحلكش تقول عليها كلمة.... انت فااهم مش معنى انك ابوها تسوق فيها
ررياض ليلطف الاجواء:يا جماعة اهدوا مش كده
صابر بغضب مكبوت:عدتها و خلصت خلاص.... هتيجى معايا وبنتكم عندكم.... وهجوزها واخلص
رعد بعصبية متناهية:اللى انت بتقوله ده لا يمكن يحصل سيلا مش هتتحرك من هنا نهائياً حتى لو كانت عدتها خلصت
رياض بترقب:قصدك اى يا رعد
رعد بجمود وهو ينظر للفراغ:قصدى انى هتجوز سيلا
...........
أنت تقرأ
وبعد طول انتظار بقلم بيبو
Romanceهى:فى كل مرة تضحك الدنيا لها تتجمع غمامات حزنها لتقهر ضحكتها اما هو :فهل بعثه الله لها ليزيل غمامات حزنها ام ليمطرها بوابل من امطار دموعها المالحة