الحلقة التاسعة والعشرون
مر اكثر من عشرين يوما وفهد يبقى خارج الجناح طوال اليوم ويعود اخر الليل لينام دون حديث وسمر تجلس يومها بأكمله على كرسي امام البلكونة
تبكى بصمت حتى اذا جاء الليل ارتمت على الاريكة
تتذكر احداث تلك الليلة الموجعة
*فلااش باااك*
بعد وقت طويل ابتعد فهد عنها وهو يلهث
لقد كانت ملحمة
ظلت تلهث ووجهها احمر بشدة
ظل ينظر لها مطولا
ثم جذبها لتنام فوق صدره فاخفت وجهها فى عنقه
مال برأسه وقبل عنقها الذى يحمل بصماته الخاصة
وظل يضمها بصمت حتى رفعت عينيها له رغم خجلها وهمست بتوتر:مالك.... ساكت ليه
ظل ينظر لعسليتيها طويلا بعدها مد يده اعاد خصلات شعرها المتمردة خلف اذنها وهمس بلا تعبير واضح:بفكر ازود تمن الليله دى على المؤخر لما نتطلق
تجمدت مكانها وانقطع نفسها وهى تنظر له بانكسار
لم تجد ما تقوله لم يعد هناك شئ يُقال
بينما هو ندم لما قاله لقد رأى بعينيها انكساراً جديد
ابتعدت عنه وهى لا تشعر بنفسها
انكسار جديد ضمن انكساراتها الكثيرة..... لم يعد هناك ما يُكسر بداخلها
اغمضت عينيها بألم واستدارت توليه ظهرها
دون حديث، ظل الصمت سيد الموقف حتى همست بلا حياة:عارف... انا مش هلومك...... انت مش اول واحد يعمل كده
التفت لها بحدة امسكها من ذراعها وادارها ناحيته وقال بحدة:قصدك اى بمش اول واحد
انهمرت دموعها وهى تقول بانكسار:مش اول واحد يكسر قلبى
تراخت يديه عن ذراعيها بينما زادت دموعها:انا مبقاش عندى قلب تكسروه.... ارحمونى بقا
ثم ابتعد واتجهت للحمام اغلقت الباب وجلست على ارضية الحمام الرخامية تبكى بصمت
*باااك*
........................................
فى احد الايام ملّ فهد من البقاء خارجا ً وداخله جزء قلق عليها منذ ذلك اليوم لم يسمع صوتها لم يراها فهو عندما يعود تكون نائمة
تحرك الى الفندق وعندما وصل الى الطابق الموجود به غرفتهما ليجد تجمهر امام غرفته وصوت صريخ انثى
ركض ناحية الغرفة وهو يصيح بالفرنسية:ماذا يحدث
احد السياح:زوجتك تصرخ منذ فترة وتحطم الغرفة
اخرج المفتاح من جيبه وفتح الباب وهو يقول:شكرا سأتصرف انا
اغلق الباب والتفت لها وهى تصرخ:لييييه..... ليييييه.... لييييه بتعملوا فيا كدااا ليييه .... لييه بتوجعونى... انا عملت اااى لكل ده.... ياااارب ارحمني بقا ارحمنى
ركض ناحيتها لكنها انتبهت له وصرخت وامسكت قطعة زجاج وقربتها من عنقها:متقربش... اوعااا تقرب اوعااا
توقف فهد واشار بيديه:حاضر مش هقرب... مش هقرب والله بس ابعدي الازازة دى ابعديها
سمر بعند:لاا مش هحوشها... انا هموت نفسي واريحكوا كلكو مش هتعبكوا تانى
رغما عنها سالت دموعها وصوتها ينخفض تدريجيا:انتو وجعتونى كتير.......... كسرتونى.... دمرتونى.... تعبت والله تعبت
شعر بوجع كبير ناحيتها، انزلت رأسها وبكت بكاءاً ناعماً
اقترب منها بحذر وامسك الزجاجة والقاها بعيدا بعدها ضمها كلها فى حضنه، تشبست بقميصه بضعف وظلت تبكى حتى خارت قواها وفقدت وعيها
شعر بارتخائها بين يديه فامسكها بقوة وارقدها على السرير وحاول افاقتها لكن فشل فاتجه الى الدولاب واخرج ثياب محتشمة والبسها لها بسرعة وحملها وخرج بها مسرعا وسط نظرات الشفقة من الناس
........................................
بعد ان اخذها للمشفي واخذها عدد من الممرضات وخلفهم طبيبة
ظل واقفا امام غرفة الكشف وقلبه ينخلع خوفا ورعبا وندما
لحظات وخرجت الطبيبة
ركض ناحيتها وهو يهتف بقلق(بالفرنسية) :ماذا حدث.... هل هى بخير
الطبيبة بهدوء:انها تعانى من ضغط اعصاب شديد مما سبب لها انهيار عصبي حاد.... وقد اثر سلبا عليها
فهد بذهول:انهيار عصبى!......ثم قال بلهفة:وما تأثيره عليها
الطبيبة:لقد افقدها النطق
فهد بصدمة:م.. ماذا
ولم يتحمل اكثر ليرتمى على الكرسي خلفه
فتقول الطبيبة تطمئنه:لا تقلق سيدي ليس دائما لكن ذلك برغبة المريضة... هى لا ترغب فى الحديث... لذلك منعت نفسها من الحديث تماما... لكن ذلك ليس بشكل دائم
اخذ نفسا عميقا وهو يلوم نفسه على ما سببه لها هو السبب هو من اوصلها لكل هذا
نظر للطبيبة وقال:هل يوجد شئ اخر
ابتسمت الطبيبة وقالت بهدوء:تهانينا سيدى... زوجتك حامل
فهد...............
أنت تقرأ
وبعد طول انتظار بقلم بيبو
Romanceهى:فى كل مرة تضحك الدنيا لها تتجمع غمامات حزنها لتقهر ضحكتها اما هو :فهل بعثه الله لها ليزيل غمامات حزنها ام ليمطرها بوابل من امطار دموعها المالحة