الحلقة السابعة والعشرون

531 8 0
                                    

الحلقة السابعة والعشرون
فى الصباح استيقظ فهد ليجد نفسه على الفراش
جلس لثوانٍ بعدها تذكر احداث الليلة الماضية، لم يُرد ان تكْن ليلته الاولى معها بهذا الشكل لكن كلامها جرحه
جرح كبرياءه ورجولته..... فاق من شروده على صوت باب الحمام يُفتح وتخرج سمر - وهى تلف نفسها بمنشفة كبيرة وتمسك فى يدها منشفة اصغر تجفف شعرها- فى منظر الجم فهد واشعل ما قد القى فوقه الرماد الأمس..... كانت فاتنة بحق
كان يريد ان..... ان يفتك بها الان
افاقه من تخيلاته الوقحة... شهقة سمر المتفاجأة وهى تقول بتوتر وخجل ووجهه متورد:ا.. انت صحيت امتى
اخذ نفس عميق واشاح بنظره بعيدا عنها بقوة جبرية يتحكم فى انفعالاته فقال بسخرية:انتى بتحاولى تعملى اى... متخيلة ان كده هغير رأيي واستمر معاكى... انسي تبقي موهومة
ظلت لحظات لم تفهم ما قاله لكن تجمدت بحق والجمتها معانى كلماته... يراها حقيرة تغريه لاجل البقاء معه
كادت دموعها ان تنفلت من عينيها لولا انها اخذت نفساً عميقاً وكادت ان تتحدث تخبره انها نسيت ثيابها بالخارج الا انها صمتت واخذت ثيابها ودخلت غرفة الثياب تبدل فيها ثيابها
زفر بغضب من نفسه ومنها ومن الظروف... لما قدم الحديث ليته اجله لحين ان تصبح زوجته.... لكانت الان بين احضانه ينعم بنعومة ملمسها ورحيق شفتيها
قام ودخل الحمام واخذ حماما بارد يطفئ نيران شوقه المتأججة
بعدها خرج وارتدى ملابسه وخرج من غرفة الملابس وجدها تجلس على احد كراسي الطاولة الصغيرة بالقرب من التراس وتتحدث فى الهاتف فصمت يسمع حديثها... فمن الواضح انها لم تنتبه له من الاساس
صباح بخبث:ها يا بت اى الاخبار
ابتسمت سمر بانكسار وقالت بهدوء:كله تمام يا ماما وبقيت مراته فعلا
تعالت زغاريط صباح فابعدت سمر الهاتف عن اذنها قليلا
انهت صباح زغاريطها وقالت بحماس:كلها يومين وتحملى وتشيلى ولى العهد وتاخدى كل الليلة دى
سمر بتوتر:بس.. بس يعنى احنا قررنا نأجل الخلفة
صاحت صباح بحدة:نعم يا روح امك...... تأجلى اى.... . انتى عايزة تسيبي الجمل بما حمل لبنت مليكة وصاحبتها... اسمعى اما اقولك.... تجيلى اخر الشهر تقوليلى مبروك يا ماما انا حامل غير كده مسمعش صوتك فاهمة..... اقفلى نكدتى عليا
واغلقت فى وجهها الهاتف
نظرت سمر للهاتف لحظات بوجع ثم وضعته على الطاولة واسندت مرفقيها للطاولة واخفت وجهها بين كفيها ولم تتحمل اكثر لتنفجر دموعها الصامتة مجددا حتى انها لم تهتز او تتشنج ولم تصدر صوتا
ظل فهد واقفا يستمع الحديث ومن الواضح ان حديث صباح كان عالٍ لدرجة انه سمعه
ظل ينظر لسمر وتشتت افكاره... ما هى... ما رغبتها.... اهى مع امها ام لا... اهى تشبها..... افاق من تفكيره على سمر ترفع  وجهها الغارق بالدموع لتتفاجأ به امامها نظرت الجانب الاخر بسرعة ومسحت دموعها بتوتر ووقفت تقول بصوت مختنق حاولت جعله طبيعيا:كنت... عايز حاجة
صمت لثوانٍ ثم قال بترقب:ليه قولتى لمامتك ان كله تمام وانك بقيتى مراتى فعلا واحنا محصلش بنا حاجة
جلست مكانها مجددا بصمت وهى تنظر للخارج من التراس بعدها قالت بجمود :اظن دى حاجة تخصنى.... كده كده هنتطلق فملكش دعوة
ظل واقفا لحظات يود ضربها ثم اخذها فى حضنه ليمسح دموعها
لكنه تحرك ونزل للاسفل
مسحت المتبقي من دموعها وقامت لتعد السرير وتعيد الاغطية مكانها حتى لا يراها احد
وقعت عينيها على التيشرت الملقى الخاص بفهد امسكته وجلست على طرف الفراش.... مسحت على التيشرت بنعومة ثم قربته الى انفها لتشتم رائحة فهد رائحته الخاصة به اغمضت عينيها وهى تنعم برائحته
استفاقت من حالة الخدر التى اصبحت بها على طرقات ناعمة على بابها وقفت وهى مازالت تضم  فى يدها التيشرت واذنت بالدخول
دخلت سيلا فامتعض وجهه سمر بتلقائية واشاحت بوجهها الجانب الاخر
اقتربت سيلا بتردد وقالت بتلعثم:فهد... قال انك مش عايزة تفطرى.... وهتنامى...... بس مينفعش تقعدي من غير فطار... فجيت اخدك عشان تفطرى معانا.
رفعت سمر وجهها لسيلا وكادت ان تتحدث لولا السيلا التى شهقت وهى تقترب منها وتمسك وجهها بين كفيها وتقول بقلق اخت حقيقى:انتى عينك حمرا ليه....انتى معيطة..... فهد زعلك... عملك حاجة....... سمر انتى كويسة.
ظلت تنظر لها صامتة وبداخلها تشتت كبير لا تنكر سمر  ان هناك جزء صغير بداخلها تمنى ان تكن سيلا اختها بحق ويصبحان اخوتان يتشاجران على الثياب وفى اخر الليل يجلسان ليتسامران
لكنه ضئيل جدا، همست بهدوء:انا كويسة
سيلا بقلق وهى تمسح على شعرها للخلف:متأكدة... قوليلى وصدقينى... انا اللى هقف للى يزعلك
ابتسمت لها بانكسار ثم انزلت رأسها وهى تضم القميص لصدرها وتقول بتلعثم:حاجة.. اول مرة اجربها... خايفة.... متوترة...وحاسة بلخبطة... وخايفة من اللى جاى
ابتسمت لها سيلا بحنان وقالت:متخافيش الحياة سهلة لما يبقى معاكى راجل بيحبك وفهد بيحبك جدا..... وانا معاكى مش هسيبك ابدا
ثم مالت عليها قبلت جبينها ثم تجرأت اكثر وضمتها بحنان اخوى لحضنها
ظلت سمر دون اى رد فعل حتى مدت يدها وربتت على ظهر سيلا
ابتسمت سيلا بسعادة فسمر سمحت لها ان تضمها بل وبادلتها الحضن فسابقا كانت ترفض ان تقف جوارها
ابعدتها ومسحت على خدها بحنان:يلا البسي الازدال ويلا ننزل
ثم تركتها ونزلت، اخذت سمر نفس عميق وارتدت ازدال انيق ونزلت رحب بها الجميع بينما فهد لم يتحرك من مكانه
جلست فى الكرسي المجاور لفهد كما تجلس كل واحدة جوار زوجها
اكلوا طعامهم بصمت بينما رعد وسيلا يمزحان شاركهما المزاح احمد وبتول
وضحكات رياض ورجاء
انهوا فطورهم وجلسوا فى منطقة الجلوس كلا بجوار زوجته ايضا
رياض لفهد:اى يابنى مش هتقوموا تجهزوا عشان طيارتكو العصر يدوب تلحقو
نظر فهد لسمر الصامتة والتى انزلت رأسها بخنوع ونظر لأبيه:بس احنا مش هنسافر
تفاجأ الجميع ونظرو لفهد فتابع:سمر مش حابة تسافر وانا عندى شغل
رجاء بغضب:يعنى اى... يتحرق الشغل.... قوموا اجهزوا يلا.... ده شهر عسل....... تتمتعوا بيه....... اى يخليكوا متروحوش
هذة المرة تكلمت سمر بهدوء وهى تمنع نفسها من اظهار حزنها ببسمة باهتة:يا طنط انا اللى قولت مش عايزة..... انا متعودتش اسافر برا فمش حاسة انى هتأقلم هناك
تحركت سيلا جوار سمر وقالت بهدوء:انتو مش هتعيشوا هناك... ده شهر واحد هتخرجوا تتفسحوا وتعيشوا فيه احلى لحظات... وصدقينى هتحسي انك اتولدتى من جديد... يلا قومى اساعدك تلمى حاجاتكو
ثم لم تنتظر ردها وصعدت معها تبعها شهد وبتول ليجمعو معها الاغراض........!

وبعد طول انتظار بقلم بيبوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن