الحلقة التاسعة والثلاثون

304 9 0
                                    

الحلقة التاسعة والثلاثون (الاخيرة) الجزء الثانى
نحو الخامسة صباحا كانت سمر تجلس فى الشرفة
تمسك هاتفها وتهاتف سيلا
سمر:ومن ساعة ما مسك الرواية وهو فى اوضته لحد دلوقتى.... وشكله خلصها
تنهدت سيلا :ياريت يفهم بقا عشان تعبت
سمر بمرح لترفه عنها:بس عارفة فكرة الرواية دى حلوة اوى
ابتسمت سيلا وقالت بلامبالاة:كانت لازم تتعمل يا سمر..... مانتى شوفتى السوشيال ميديا والناس اللى عمالة تتكلم وتقول اتطلقت من اخوه واتجوزته وجوزت صاحبتها لاخوه وحاجة منتهى قلة الذوق يعنى
تنهدت سمر:معاكى حق وحقيقى كانت خطوة كويسة جدا هتخرس الكل
كادت ان تتحدث سيلا لولا سمعت عبر الهاتف صوت رعد يصيح بالبواب ان يفتح البوابة تلاها سيارة تتحرك بسرعة عالية مصدرةً صوتاً
هتفت سيلا بقلق: هو ده رعد.... صح ؟
هزت سمر رأسها ايجابا وهى تتابع رعد بعينيها وتقول:سيلا باين رعد فهم وجايلك
ابتلعت ريقها بتوتر وقامت واقفة وهى تضع يدها على بطنها المنتفخ  وتقول بتوتر:طب هعمل اى....... مش عارفة اهرب تانى طيب
زفرت سمر وقالت جملة واحدة:مهما كان حجم الألم حتما سيتضاعف بالهروب........
اخذت سيلا نفسا عميقا وقالت بتحدى ولمعة قوة جديدة عليها:انتى صح... مش ههرب تانى..... الهروب للضعاف...  انما سيلا الجديدة...  قوية
ابتسمت سمر وقالت بتشجيع:ايوة سيلا الجديدة قوية...... ومش ضعيفة
ابتسمت سيلا واغلقت مع اختها وجلست تتذكر رغما عنها النقطة الفاصلة بحياتها
...................................................
فلااش باااك
تجمدت اطراف سيلا وهى تستمع لما قاله رعد
لقد كانت طوال ذلك الوقت الضحية لا الجانى
لقد خدعها رعد... حبيبها....... لعب بها وبمشاعرها....... جعلها تعيش طيلة تلك السنين بعذاب
جعلها تعيش كذبة ووهم... والشهران الماضيان كانا خدعة ايضا اذاقها الويل بهم لمجرد ان يعاقبها على شئ هو خطط له
عند ذلك الحد اشتعل رأسها بنيران الغضب وبقت تصرخ بغضب وتمسك الوسائد تلقيها بغضب
كادت تتجه الى التسريحة لتحطمها لولا دخول سمر المفاجئ وامساكها لتهدئها فصرخت بها:سيبينى... سيبينى يا سمر
سمر  صرخت بها:اهدى يا سيلا غلط عليكى
سيلا باهتياج:هو اى اللى غلط عليا.... خدعونى يا سمر.... خدعونى كلهم.... عيشونى كدبة وخوف انه يعرف وهو عارف.... هو مخطط لكل حاجة...... ليه بيعمل فيا كده لييه
لم تتحمل وانهارت قدميها لتشهق سمر بفزع وتسندها لتتفاجئ برجاء تسندها معها ويجلسانها على السرير
رجاء :هاتى مية يا سمر من التلاجة اللى هناك دى
تحركت سمر الى التلاجة الصغيرة الموضوعه فى ركن المطبخ الصغير بالغرفة واحضرت الماء اخذتها منها رجاء وسقت سيلا التى انهارت دموعها
ثم ضمتها بحنان وهى تربت على ظهرها:انا عارفة انك قسيتى كتير وشوفتى كتير...... انا عارفة كل حاجة يا سيلا
رفعت سيلا عينيها وقالت بعتاب:حتى انتى يا ماما رجاء كنتى عارفة...
رجاء بابتسامة هادئة:انا كنت عارفة كل حاجة من الاول...... جواز احمد من بتول... رهف بنت بتول مش بنتك........ انك انتى واحمد متجوزتوش فعليا......... وان رياض كان متفق معاكم...... كل حاجة.... والدكتورة مرام ورعد واتفاقه ......... بس مكنش ينفع ادخل... كان لازم اسيب الوقت يظهر كل حاجة... عشان الوضع ما يتأزمش.... بس للاسف الوضع كله متأزم
سمر بعدم فهم:انا مش فاهمة حاجة.... اى اللى انتوا بتقولوه ده
رجاء:هتفهمى بعدين... سيلا تحكيلك.... دلوقتى... هتعملى اى يا سيلا
سيلا بدموع:مش عارفة... مش عارفة........ انا مش قادرة اكمل بقا .......مش قادرة ابص فى وشه بعد كل ده
صمتت رجاء تفكر ثم خطرت لها فكرة:جاتلى فكرة.... سمر معلش ساعدينى نلم حاجاتها..........
ثم فامت وقامت معها سمر وهن لا يفهمن ما برأسها
لملمن اغراضها وجمعوهم قى الحقائب ونادت رجاء على الخدم ينزلن الحقائب ناحية البوابة الخلفية للقصر دون ان يراهم احد
ثم ساعدن سيلا ان تلبس ملابس خروج
سيلا بعدم فهم:يا ماما قوليلى انتى هتعملى اى
رجاء:هخليكى تختفى........ فترة عشان رعد يتأدب ويتربي على اللى عمله
سمر بذهول:هتختفى فين
رجاء:ممكن ناخدلها اوضة فى فندق
سمر بنفي:لا لا... رعد اكيد هيعرف.... مش هيسيب فندق الا لما يدور فيه
رجاء بحيرة :طب اقترحى مكان
سمر بتفكير:امممم....ثم تذكرت امرا وقالت بحماس:بصي واحدة صاحبتى كانت مسافرة وسابت شقة ليها فى اسكندرية واديتنى مفتاحها عشان ابعتلها حد كل فترة ينضفها يمكن تنزل فى اى وقت ممكن سيلا تقعد فيها
سيلا بتردد:بس ممكن صاحبتك ترجع فى اى وقت.
سمر بنفى:لا  لا مش هتنزل دلوقتى.... هى حامل والدكتور مانعها من السفر فهى مش هتنزل على الاقل لمدة ست شهور
رجاء بتأييد:ايوة انا موافقة على الاقتراح ده برضو..... طب يلا هاتى المفتاح والعنوان... بسرعة....
تحركت سمر بسرعة احضرت المفتاح واتت ساعدا سيلا على النزول والتخفى والخروج من باب المطبخ حتى وصلا الى الباب الخلفي للقصر
اسرع السائق ليفتح باب السيارة وتجلس سيلا بالكنبة الخلفية
اعطتها سمر المفتاح ثم نظرت للسائق ووصفت له الطريق ومكان الشقة بالتفصيل
بعدها قالت رجاء للسائق:عم على توصل سيلا لحد الشقة وتشيلها الشنط بعدها تسافر البلد وخليك هناك بحجة بنتك لسه والدة وواخد اجازة وكدا.... ثم قالت بتحذير:اوعا حد يعرف حاجة فاهم يا عم على
هز السائق رأسه ايجابا:متخافيش يا هانم..... محدش هيعرف حاجة
.......................................
باااك
ظلت سيلا تنظر ناحية البحر بشرود وهى تجلس على كرسي مواجهة للباب الزجاجى المفتوح
نحو العاشرة صباحا
شعرت سيلا بأقدام تقترب منها،وقفت ثم  تجمدت مكانها واغمضت عينيها بقوة وقبضت على يديها بقوة
شعرت بانفاسه الهائجة كالعواصف تضرب عنقها من الخلف
............................
قاد بسرعة فائقة حتى وصل نحو العاشرة
ركض الى الداخل واخرج المفتاح وفتح الباب الخارجى ودخل الى الحديقة ثم سريعا الى الباب الداخلى
دخل وهو يلهث وعينيه تبحث عنها حتى وجدها جالسة
وعندما بدأ يقترب وجدها تقف
انها هى!..... حبيبته امامه بعد ما يقرب من شهر ونصف فى البعد والحرمان
اقترب بانفاسه الهائجة وقف خلفها لا يدرى ماذا يفعل
ظل الساعات السابقة يفكر ماذا سيفعل عندما يجدها هل سيقبلها.... هل سيضمها حتى يحطم اضلعها داخل اضلعه..... هل سيضربها ويعاقبها على بعدها وهروبها منه
ظلت واقفة وعندما طال صمته وهدأت انفاسه التفتت ببطء وكأنها خائفة مما ستراه
لتقف قبالة رعد الذى ينظر لها بعينين حمراواتين مشتاقتان محبتان... معاتبتان... حزينتان... غاضبتان وشعر اشعث  ووجهه شاحب وذقن عشوائية غير حليقة
سيلا بتلقائية قال بقلق:رعد
تباً!!..... انه لا ينقصها سيقبلها..... وقد كان
احاط خصرها بذراع وبالذراع الاخر امسك مؤخرة عنقها يثبتها وجذبها اليه برفق وشوق وهو يقبلها بكل المشاعر التى اجتاحته طيلة الايام الماضية
تفاجأت سيلا من رد فعله  كانت متوقعة ان يغضب ويثور لكنه يقبلها بكل تلك المشاعر والحميمية التى جعلتها تنسي مخططتها وتذوب معه بل تحيط عنقه بذراعيها وتبادله القبلة بنفس المشاعر المشتعلة

وبعد طول انتظار بقلم بيبوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن