الحلقة السابعة

797 17 0
                                    

الحلقة السابعة
بتول بغضب وغيرة وهى تجد سيلا تحتضن احمد:اي اللى بيحصل هنا
ابتعدت سيلا بسرعة وهى تشعر بالحرج الشديد
ولم يقل احمد ارتباكاً عنها فقال بتوتر:انتى صحيتى امتى
بتول بغيرة اعمتها:اى مكنتش عايزنى اصحى اشوفك بتخونى
رفع الاثنان اعينهم بصدمة لها وخنجر اخر اضيف لطعنات سيلا التى لا تنتهى
احمد بغضب:اى اللى انتى بتقوليه ده يا بتول.... انتى واعية للى انتى بتقوليه
بتول بغضب جامح:ايوه واعية.... انى شايفة صاحبتى اللى قررت اساعدها بجوزى بتخونى وتطعنى فى ضهرى
اغمضت سيلا عينيها بألم لو قولنا انها تنصهر من الداخل فلن نوفيها حقها
كاد احمد ان يجيب لكن سيلا قالت بخفوت متألم:بتول.... انا عمرى ما افكر اطعنك........ احمد قالى انى هكمل تعليمى هنا ومن فرحتى حضنته.... مخدتش بالى
وفتحت عينيها الممتلئة بالدموع لوجهه بتول المصدوم واحمد المتضايق
بتول باتباك:سيلا... انا اسف... انا.... انا غيرتى عمتنى..... انا اااسف
واقتربت منها تضمها باعتذار
استسلمت سيلا لحضنها
ثم ابتعدت بهدوء ودخلت الحمام بينما نظر احمد بنظرة عتاب قاسية لبتول:بعيدا عن شكك فى صاحبتك اللى انتى عارفة اخلاقها.... بتشكى فيا وفى حبى ليكى
بتول بتلعثم:احمد... انا..
لم ينتظر احمد وتركها وغادر لغرفتهما
تنهدت ودخلت خلفه وجدته يرقد على الفراش يواليها ظهره
جلست جواره وهمست:احمد
احمد بجمود دون ان ينظر لها:نامى يا بتول نامى مش عاوز كلام
رقدت على ظهرها بصمت ودموعها الصامتة تسيل بصراخ صامت... تعلم انها اخطأت... تعلم ان احمد يعشقها وحارب لاجل ان تكون له لا لغيره
تعلم ايضاً ان سيلا لا يمكن ان تخونها وتعلم ايضا ان سيلا قلبها ليس ملكها
لكن الغيرة اعمتها...... غيرتها تجعلها تفقد السيطرة
زادت دموعها وبدأت تسري فى جسدها انتفاضات خفيفة بسبب كتم شهقاتها داخلها
تحركت لتولى ظهرها لاحمد وتخفى وجهها فى الوسادة لتخفى شهقاتها اكثر
حتى فلتت منها شهقة عالية نوعا ما
شعر بها احمد من البداية كان يريد ان يعاقبها على شكها به وغيرتها المجنونة
لكن لم يتحمل التفت لها وجذبها لاحضانه فالتفت واخفت وجهها فى صدره تبكى بحرقة وتقول بصوت متقطع:ا... ا... انا..... اس... اسفة
ضمها لصدره اكثر وقال بحنان:طب خلاص يا بتولى بتعيطى ليه دلوقتى
رفعت رأسها لتقول بطفولية:عشان انت زعلان منى
ابتسم ومد يده يمسح دموعها ويقول بمرح:يعنى انا ازعل وانتى تعيطى
زادت دموعها وقالت ببكاء طفولى:انا اسفة... انت لسه زعلان متى..... اهئ.... اهئ
مسح دموعها مجددا وضمها اكثر وقال بحنان:لا ياحبيبى مش زعلان منك...... بطلى عياط بقى
ابعدت وجهها ومسحت دموعها بظهر يدها كالاطفال ومطت شفتها السفلى وتقول بطفولية:يعنى انت مش زعلان منى
ابتسم لطفوليتها وداعب انفها بانفه:تؤ تؤ مش زعلان
ثم طبع قبله رقيقة على شفتيها وهمس :حد يزعل من بنته برضو
فقالت بتذمر:انا بنتك بعد كل اللى حصل ده
تعالت ضحكات احمد ثم قال بمكر:هو اى اللى حصل فكرينى اصلى بنسي
بتول بغضب مصطنع:يووه يا احمد ما بتصدق
احمد بهيام:يالهوى على احمد واللى جابو احمد... هو اسمى حلو كده يا ناس
بتول بغرور مصطنع:مش انا اللى قولته
ابتسم بمكر وهو يمد يده لازالة ملابسها وهمس امام شفتيها:طب ينفع ادوقه
قبل ان تعترض كان قد سحبها فى دومات عشقه التى لا تنتهى
.........................................
اما سيلا فبعد ان بكت بقدر كافى فى الحمام خرجت ارتدت ملابس للخروج
واتجهت للخارج ومعها بعض الاموال.
ونزلت تتمشي فى نيويورك.... تلك المدينة التى لا تنام
ظلت تتمشي وهى شاردة حتى وجدت نفسها امام احد الموانى التى يوجد بها قوارب صغيرة تتحرك بهدوء فى البحيرة
طلبت من احد المالكين لمركب بانها ستحجز القارب كله لانتهاء النقود التى معها
واعطته كل ما معها
ثم ساعدها لتجلس فى المركب وتحرك بالمركب الصغير وهى تجلس بشرود....... شاردة فى معشوقها-رعد- بالله اين انت لتنقذنى من ذلك الجحيم..... ان روحى تحترق
.......................................
كان رعد غافلا قليلا فى مكتبه
حتى حلم بها بمعشوقته تقف بين جمر مشتعل تغرق الدموع وجهها وصوتها يتردد من حوله باسمه هو:رعد.... رعد...... رعد
قام مفزوعاً ليجد فهد اخيه يوقظه
فهد بقلق:رعد انت كويس
انزل رعد رأسه ثم مسح وجهه وشعره للخلف فى محاولة منه للملمة شتات نفسه
ثم قال بثبات مصطنع:ايوة انا كويس بس غفلت شوية
فهد فهم تحفظه عن الاجابة فقال بهدوء:طب انا هستناك فى اوضة الاجتماعات
هز رعد رأسه ايجابا فغادر فهد بهدوء
تنهد رعد بهدوء ووضع يده على قلبه النابض بقوة وقال بهمس محترق:فيكى اي يا سيلا روحى
ثم رفع عينيه للسماء هامساً بألم:الصبر من عندك يا رب
ثم قام وعدل من هندامه وذهب لغرفة الاجتماعات
........................
بعد عده ساعات طويلة
ترقد بتول بحضن احمد يداعب شعرها الاسود الفحمى ويتأمل بشرتها الناعمة البيضاء وعينيها العسلية وجهها ذو الملامح الفاتنة
اما بتول فكانت شاردة هى تعلم انها اخطأت فى حق صديقتها ويجب ان تعتذر..... لانها اضافت ألم جديد بآلامها
تحركت من مكانها بعجالة وهى ترتدى ملابسها وتهم بالخروج
احمد باستغراب:رايحة فين
بتول وهى بالخارج:هعتذر لسيلا
ثم ذهبت تطرق بابها بلهفة ثم فتحت الباب فوجدت الغرفة فارغة.. فاتجهت للمرحاض تطرق بابه والقلق بدأ يعرف خطاه لقلبها.... فتحت الباب وكانت الصدمة ان المرحاض فارغ ايضا
خرجت بلهفة لاحمد وهى تصيح بزعر:احمد الحقنى
قام احمد فزعا واقترب منها:مالك يا بتول سيلا كويسة
بتول ببكاء:سيلا مش فى اوضتها
احمد بصدمة وهو يرتدى قميصه القطنى:مش فى اوضتها ازاى
ثم خرج يبحث عنها فى غرفتها وفى انحاء الفيلا والحديقة
وسأل الحارس فاخبره انها غادرت
بتول بدموع:انا السبب انا اللى خليتها تمشي انا... اهئ... اهئ
احمد يهدأها:خلاص يا بتول متخافيش تلقاها راحت تتمشي وهتيجى
بتول بحرقة:هتيجى ازاى وهى متعرفش طريق البيت..... متعرفش حاجة هنا
شدد على شعره بغضب.... كيف سيجدها
صاحت بتول فجأة:انا عرفت ممكن تلاقيها فين
احمد بلهفة:فين
بتول بتوتر:سيلا لما بتضايق بتروح حتة فيها بحر... نهر كده... ممكن تلاقيها على البحيرة او الكوبرى اللى على النهر
صعد احمد سريعا وهو يصيح:هغير هدومى واروح اشوفها على الكبارى او البحيرة
وبدل ثيابه سريعا واخذ مفاتيحه وغادر
اما بتول فجلست تدعو الله بدموع ان يجدها سالمة آمنة
خرج يبحث عنها فى الشوارع الهادئة حتى وصل للبحيرة
فوجد الشاب صاحب القارب فسأله عن فتاة محجبة اتت منذ قليل اخبره انها كانت هنا منذ قليل وغادرت باتجاه احد الكبارى
فتحرك احمد بسرعة يبحث عنها بعينيه
...................
اما سيلا بعد ان كانت شاردة اخبرها صاحب القارب بان وقتها نفذ، لم تعرف ماذا تفعل لا تعرف طريق البيت.... فطلبت منه ان يدلها على احد الكبارى
ظلت هائمة شاردة حتى شعرت بسيارة تقترب منها
شعر بالخوف فتراجعت خطوة حتى خرج احمد من السيارة
يصيح بلهفة:سيلا انتى كويسة
تنهدت بارتياح فكانت خائفة ان لا يجدوها
اقترب منها فارتمت باحضانه بخوف
ضمها بحنان اخوى
وقال بعتاب:خضتينا عليكى يا سيلا ينفع كده
ابتعدت عنه بخجل وقالت باحراج :انا اسفة بس ذنت عايزة اتمشي شوية
احمد بهدوء:طب يلا عشان بتول قلقانة عليكى
هزت رأسها ايجابا
ثم ركبا السيارة واتجهوا للمنزل
ما ان وصلوا حتى ركضت بتول لسيلا تضمها وهى تبكى وتقول:انا اسفة يا سيلا انا اسفة
ثم تابعت بلهفة وهى تمسك وجهها وتتفحصها:انتى كويسة... فيكى حاجة... حد ضايقك
ترك لهم احمد متسع وصعد لاعلى ينام بانهاك وسيلا ابتسمت بوهن وامسكت يدها وقالت بحنان:بتول حبيبى اهدى انا كويسة والله بس كنت عايزة اتمشي شوية
بتول بندم:انا السبب... انا اسفة
سيلا بحنان ضمتها وتحركت للاعلى وهى تحيط كتفيها:مفيش حاجة مستاهلة كل ده يا حبيبى.... وبعدين بطلى عياط  انتى حامل  وكل ده غلط عليكى... اتفقنا
جلست فى غرفتها على السرير بجوار بتول
فتظرت لها بتول مطولاً حتى اسندت سيلا رأسها على كتف بتول وقالت بتعب والدموع تتزايد بعينيها:تعبانة يا بتول... تعبااانة...... حاسة ان فى نار جوايا.... حاسة انى ميتة من جوا
ضمتها بتول بحنان:اى اللى حصل يا قلبى
سيلا وانهمرت دموعها:بحبه... بحبه ومش قادرة ابين او اقوله........ ودلوقتى مبقاش حقى انى ابصله حتى.......... كان ممكن زمان يبقى فى امل انه يبصلى  بعد ما بقيت فى نظره مرات اخوه
بتول بثقة:متخافيش هييجى يوم ويحس بيكى يا قلبى... انا متأكدة

وبعد طول انتظار بقلم بيبوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن