الحلقة الواحدة والثلاثون
صمتت سيلا حتى صرخ فهد:سيييلا ااى اللى بيحصل من ورايا
تنهدت سيلا وقالت بحزن:سمر عندها عُقد كتير... كتير اوى يا فهد...... هى مش قصدها ان فى شاب استغلها بس.......
صمتت فقال فهد بقلب يكاد ينفجر خوفا مما سيقال:بس....بس اى؟
سيلا بأسي:سمر كانت بتتعالج عند دكتورة نفسية يا فهد
انتفض فهد وقال بهلع:دكتورة..... ليه... اى اللى حصلها
سيلا تهدئه:اهدى يا فهد اهدى......سمر كان عندها عقدة هى سبب باقى عقدها
جلس فهد وقال بتوتر:اى هي
اغمضت سيلا عينيها وقالت بوجع:انها بنت حرام
اتسعت عينى فهد وتلك الجملة تتردد فى اذنيه
تابعت سيلا:سمر وهى صغيرة سمعت كلام لبابا مع عمو رياض
*فلااش باك*
صابر بضيق:مش قادر اتقبلها يا رياض مش قادر....
رياض بصبر:معلش يا صابر.. دى مهما كان مراتك وبنتك
صابر يغضب:مراتى... مراتى اللى استغلتنى عشان تحمل وتبعدى عن بيتى ومراتى وبنتي..... بتربطنى بيها... ومهمهاش ان بنتها هتبقي بنت حرام
رياض بضيق:استغفر الله يا صابر.... اي اللى انت يتقوله دا... بنت حرام... دى بنتك زى ماهى بنتها..... حبها زي سيلا..... الاتنين بناتك
لم يكونوا منتبهين لتلك الصغيرة بعمر العشر سنوات التى تقف قرب الباب وتسمع حديثهم ولا تفهم شئ*بااك*
سيلا بحزن:سمر وقتها مفهمتش معنى الكلمة بس لما كبرت فهمت وعرفت معناها كويس وده سببلها ازمة نفسية.. بقت تبعد عن صحابها... مبقاش عندها اصحاب اساسا.... راحت لدكتورة نفسية فى السر وانا عرفت بالصدفة.......امها كانت دايما بتشجعها على الغلط... كانت بتشوفها بتعاقبنى بس مبتقدرش تتكلم..... امها دمرتها يا فهد واستغلتها عشان تضغط على بابا... حاولت تخليها نسخه منها فى طمعها وحقدها... بس..... تابعت برجاء:بس سمر طيبة والله يا فهد... والنبى عوضها عن اللى فات... بينلها حقيقتها الجميلة مش اللى امها زرعته فيها
اغمض فهد عينيه بوجع معشوقته الصغيرة... لقد عانت وهو اوجعها اكثر.... بدل من ان يطيب اوجاعها ويأخذها بحضنه... امسك سكين بارد(ليس حاد) وفتح جرحا جديدا
فتح عينيه مجددا وازال تلك الدمعة العالقة بين جفنيه وقال بهدوء حاول التظاهر به:متخافيش يا سيلا... انا كنت عايز اعرف العلة عشان الاقى الدوا.... مش هرجع الا وسمر دى ضحكتها متختفيش وعينيها دايما بتلمع.....كلاكيعها اتزالت.... عقدها مفكوكة.... صدقينى.. مش هسيبها ابدا
سيلا:وعد
فهد بابتسامة باهتة:وعد.... مع السلامة يا.... يا خالتو
ثم اغلق معها... اتسعت ابتسامة سيلا وقد فهمت معناها
سيلا بسعادة:رعد... رعد سمر حامل... سمر حامل
. ظلت تقفز على السرير بفرحة ورعد مبتسم بهدوء منتظر لحظة انهيارها...... وبالفعل لحظات وهدأت فرحتها وارتمت على السرير فالتقطها وضمها لحضنه وهى اخفت وجهها فى صدره وبكت بنعومة:سمر شافت حاجات كتير وحشة..... انا عارفة انها عملتلى حاجات كتير وحشة بس.... والله هى طيبة
رفعت وجهها لرعد وقالت بطفولية:مش هى طيبة؟
ابتسم رعد بحنان وقبل جبينها وقال بحنان ابوى:هى طيبة... زيك كده
ابتسمت من بين دموعها
اعتدل بها فى رقدتهم وعدل الغطاء وضمها اكثر لتنام فى حضنه رأسها على قلبه تتنعم بألحانه التى تعزف اسمها هى فقط
.....................................................
عند فهد وسمر
استيقظت سمر من نومها فى وقت متأخر، نظرت حولها فلم تجد فهد
تحركت بتردد للاسفل وبحثت عنه فى بيت المزرعة فلم تجده ولم تجد القدرة على المناداة
فجلست مكانها تبكى بصمت وذلك الصوت المزعج الذى يتردد دائما داخلها ويسبب لها هاجس:سابك... سابك.... ومهتمش... اخد اللى عايزه وسابك...... مانتى بنت حرام
وضعت يديها على أذنيها وتهز رأسها نفيا والدموع تنحدر من عينيها انهارا وتود لو تصرخ.... كفى!
تفاجأت بعدها بفهد يجثو على ركبتيه امامها ويزيل كفيها عن اذنيها ويقول بقلق:سمر.... سمر.... ردى عليا مالك يا حبيبى... مالك... حصل حاجة
نظرت له بلهفة واحاطت عنقه بقوة تخفى جهها فى عنقه تشتم رائحته لتتأكد انه موجود بالفعل ولا تهذى
فُزِع فهد من حالتها تلك خصوصا انتفاضتها القوية
ضمها اليه اكثر ووقف بها فاحاطت خصره بساقيه كلما حاول ان يبعد وجهها ليفهم منها لكنها تخبئ وجهها اكثر فى عنقه استسلم لها وظل يضمها ويهدهدها كطفل صغير لا يستطيع النوم الا فى حضن امه..........
هدأت انتفاضتها واستكانت فى حضن فهد ومازالت على حالها
فهد بهمس:مالك يا حبيبى..... اى اللى حصل طيب
احس بتنفسها المنتظم فعلم نومها
فتنهد وصعد بها لاعلى واراحها على السرير وكاد يبتعد لولا انها تمسكت به وفتحت عينيها ونظرت له بعتاب
مد يده وازاح خصلات شعرها للخلف وهمس بحنان:ليه البصة دى... انا عملت اى
التمعت الدموع فى عينيها
اعتدل فى جلسته واجلسها واحاط كتفيها ومد يده يمسح دموعها قبل ان تسقط من عينيها
ظلت تحرك يدها فى الهواء وتشير لكل مكان
فهد بعدم فهم امسك كفيها وقال:يا حبيبى.. اهدى طيب... فهمينى في اى...
ابعدت يده وضربته بقبضتها الرقيقة فى صدره وحركت اصابعها علامة الاستفسار واشارت له
فقال بمحاولة منه للفهم:انا كنت فين؟....انتى قصدك كده
هزت رأسها ايجابا وانزلت رأسها بحزن ووضع يدها على صدره وابعدت يدها اشارة الذهاب
فتابع:انتى قصدك انى سبتك ومشيت؟
هزت رأسها بوهن فضمها لحضنه وقال بحنان يبرر:انا كنت برا بشوف حاجات فى المزرعة.... وبعدين اسيبك ليه يا عبيطة انتى....... انا قلبى ملكك وروحى متعلقة بيكى...... اسيبك ازاى طيب...... انا اسف مكنش لازم اسيبك.. كان لازم تصحى تلاقينى جنبك... انا اسف
رفعت وجهها عن صدره ونظرت له بتردد فهز رأسه نفيا:مش هسيبك ابدا.... ابدا... لحد اخر نفس فيا
ظل لقاء عيونهم طويلا لا يشعرون بما حولهم
حتى تفاجأ فهد بسمر تحيط عنقه بذراعيها وتقبله
لم يعرف ماذا يحدث لو اقترب الان لن يبتعد نهائيا سيروى عطشه اكيد
لاحظت تردده فابعدت وجهها ونظرت فى عينيه فاخذ نفسا عميقا وقال:انتى متأكدة مش عايز اقرب واكون مسكن ولما المفعول يروح تتوجهى وتفهمى انى استغليتك فى وجعك
هزت رأسها نفيا وعينيها مثبتة على عينيه
وتفاجأ بها تهمس برقة وحب:بحبك
تجمد مكانه غير مصدق انها تحدثت فقال بلهفة وهو مسك رأسها :انتى... انتى..... اتكلمتى..... قولت اااى
توردت وجنتيها بخجل وانزلت رأسها بخجل
فرفع وجهها وقال بلهفة:قوليها تانى... قوليها ابوس ايدك
همست بخجل:فهد... الله
ضحك فهد بسعادة وقبلها بشغف مطولا
ابتعد ثوانٍ وهمس بصوت اجش:مكنتش اعرف ان اسمى حلو كده
عضت على شفتها السفلى فكانت الاشارة الخضراء ليفجر نيران عشقه
أنت تقرأ
وبعد طول انتظار بقلم بيبو
Romanceهى:فى كل مرة تضحك الدنيا لها تتجمع غمامات حزنها لتقهر ضحكتها اما هو :فهل بعثه الله لها ليزيل غمامات حزنها ام ليمطرها بوابل من امطار دموعها المالحة