الحلقة الخامسة
نزلت سيلا للاسفل وهى تحمل حقيبة سفرها ومعها شهد وخلفها احدى الخادمات وتمسك بيدها حقيبة اخرى
نظر لها احمد بلا مبالاة بينما اغمض رعد عينيه وانزل رأسه لاسفل وهو يحاول ان يتماسك ويخشي من دقات قلبه المتسارعة
ان تفضحه
اخذ الخدم الحقائب الى السيارة
ودع احمد الجميع بود بينما كانت رجاء تتجاهل سيلا من الاساس، اما رياض فضم سيلا بحنان ابوى افتقدته وربت على ظهرها ثم ابعدها وامسك وجهها بكلتا يديه وقال بحنان:سيلا لو عوزتى اى حاجة كلمينى ثم نظر لاحمد وقال بنبرة محذرة:ولو احمد زعلك فى اى حاجة قوليلى وانا هكسرلك رقبته
رجاء مستنكرة:بعد الشر على ابنى ان شاء الله ناس تانيه
قالت جملتها وهى تنظر لسيلا التى تواليها ظهرها، لم ترها لكن علمت ان الحديث عليها
اغمضت عينيها بحزن واخذت نفس عميق ونظرت له بابتسامة باهتة:متقلقش يا عمى انا متأكدة ان احمد مش هيأذينى
ثم تابعت تمازح رياض:وبعدين مش ولاد الحديدى اللى يأذوا حريمهم
ضحك لها رياض وضمها
بينما هتف فهد وهو يقول بتفاخر مصطنع:شاله يخليكى يا اوختشي
ضحكت سيلا من قوله لكن صمتت عندما لمحت نظرة رعد الغاضبة
فهو يغار عليها وهى شعرت بذلك ولكن كذبت نفسها... فرعد لم يتعدى حدود الادب ابدا معها
وقف رعد وقال بجموده المعتاد:مش يلا بقي
ابتعدت عن حضن رياض ونظرت له باستغراب
فضمتها شهد وهتفت:هتوحشينى يا سيلا.. خدى بالك من نفسك عشان خاطرى
كان رعد يود ان يبعد اخته ويجذب سيلا لحضنه ويخفيها بين ضلوعه لكن غير مسموح... استغفر الله بصمت
بينما همست شهد لها:رعد اللى هيوصلكم للمطار.... اجمدى عشان خاطرى
اغمضت سيلا عينيها وهو تدعو الله ان يربط على قلبها
ابتعدت عن حضنها وابتسمت ببهتان
وتحركت للخارج يسبقهم رعد واحمد بجوارها.
ركبوا السيارة رعد يسوق واحمد بجواره وسيلا بالخلف
اسندت رأسها للخلف... تحرك رعد باتجاه المطار وهو يراقب سيلا من المرآة والتى ارتبكت بدورها من نظراته... اما احمد فيسند رأسه على الزجاج شارد بمحبوبته
...................................
وصل امام المطار نزل وانزل الحقائب هو واحمد ونزلت سيلا تراقبهم بصمت
وقف احمد اما رعد ثم احتضنا بعضهم
فمهس رعد:تروح وترجع بالسلامة
فهمس له احمد:الله يسلمك
ابتعد رعد وابتسم له ثم نظر لسيلا وقال بهدوء رغم البركان بداخله:توصلوا بالسلامة يا سيلا
تاهت هى فى اسمها بصوته العذب ولكن قالت بارتباك:الله يسلمك
غادر رعد بينما اتجه احمد للداخل وهى خلفه صامتة انهى الاجراءات واتجهوا للطائرة
وهم الان يجلسون فى كرسين متجاورين...
سيلا بجوار الشباك وهو بجوارها
متضايق منها ويريد ان يقتلها على خيانتها لصديقتها
همست له:انا مكنتش اعرف انك فى الاوضة انت قولتلى انك هتبقي فى الاوضة التانية وانا كمان نسيت هدومى برا..... فخرجت كدة ومكنتش اعرف انى هلاقيك فى الاوضة
نظر لها وجدها تنظر للاسفل... هى محقة فاخبرها انه سيذهب للغرفة الاخرى وتأخذ هى راحتها لكن رؤية لرعد اربكته وانسته
حمحم باحراج وقال بارتباك :انا.. انا اسف... انا نسيت انى قولتلك كدة.. لما لقيت رعد ادامى
رفعت رأسها وهتفت بارتباك:انت شوفت رعد... وقالك اى لما لقاك طالع
نظر لها بصمت ثم تابع بمكر:هو بصراحة كان متعصب اوى.... كأن حبيبته اتجوزت غيره النهاردة
نظرت له بصدمة وذهول ثم تمتمت بدون وعى:حبيبته.... ممكن
احمد بخبث:ممكن اى
ارتبكت وانزلت رأسها بخجل
فتابع هو بندم:عمتا انا اسف يا سيلا مقصدش
ابتسمت بانكسار:ولا يهمك... انا بس كنت بفهمك عشان متبقاش زعلان منى والملايكة تلعنى
احمد باستغراب:تلعنك! ليه؟
سيلا ببراءة وتلقائية:عشان حتى لو احنا متفقين فادام ربنا انت جوزى ولو نمت زعلان منى الملايكة تلعنى.
نظر لها مطول... كم هى نقية فهى رغم ما حكته له بتول عن حياتها والقسوة والجفاء التى عاشت فيه الا انها نقية جدا
ابتسم لها بهدوء
بينما هى استندت للخلف ونظرت من الشباك تراقب صعودهم لاعلى ثم السحاب الذى يحاوطهم من كل اتجاه
ثم نظرت لاحمد وقالت بلهفة:هات تليفونك
احمد باستغراب:ليه
سيلا بعجالة:هات بس وهقولك
اخرج هاتفه وفتحه لها فأخذته وقامت بتثبيته على زجاج النافذة والتقطت عدة صور لمنظر السحاب والشمس الهادئة تتوسطه فى منظر خلاب
ثم اعطته لاحمد وقالت:لما نوصل بقي ابعتهملها
فقال احمد باستفسار:تبعتى لمين بقي
سيلا بطفولية:اصل سلمى اختى الصغيرة كان نفسها تشوف المنظر ده وانا وعدتها انى هصوره وابعتهولها
ابتسم لها احمد ثم قال:طب ما صورتيش بتليفونك ليه
خجلت سيلا وقالت باحراج:اديته لسلمى كان نفسها فى تليفون..... فطلبته منى وكانت فاكرة انى اتجوزت غنى..... هيجبلى تليفون احسن..... فمرضيتش احرجها واديتهولها
نظر لها احمد صامتا ثم ابتسم مشاكساً:طب مانتى جوزك غنى فعلا ويجيبلك احسن منه مليون مرة
هتفت سيلا بفرحة طفولية:بجد! هتجيبلى واحد.
ابتسم لها وهز رأسه ايجابا وقال:اممم اول ما نوصل هيبقى ليكى فون محترم
امسكت يده بتلقائية وقالت بفرحة طفولية:شكرا شكرا شكرا
أنت تقرأ
وبعد طول انتظار بقلم بيبو
Romanceهى:فى كل مرة تضحك الدنيا لها تتجمع غمامات حزنها لتقهر ضحكتها اما هو :فهل بعثه الله لها ليزيل غمامات حزنها ام ليمطرها بوابل من امطار دموعها المالحة