« المقدمة »

23.1K 581 109
                                    

#البداية


"لكلِ بدايةٍ أسئلة يطرحها الراوي؛ ليتأكد من واقعية حبكته..
وأسئلة راوي تلك القصة بسيطة:

أتستحق قلوبنا أن تُحمل على كفوف الراحة؟
أتستحق أن تحمل على محفة مطرزة بالحب والآمان؟
أتستحق الحماية والحنان والدفء؟
أم أن لهذه الدرجة كنا عديمي الكرامة وكانوا هم عديمي المشاعر؟"

داخل إحدى الفنادق ذات المكانة العالية والمرموقة تقف هي أمام المرآة بفستانها الأبيض التي اختاره زوجها لها خصيصًا لأجل هذا اليوم، وإبتسامة رضا تتشكل على شفتيها المطليتين باللون الزهري الخفيف الهادئ، تنهدت بإشتياق وهى تتخيل أن بعد دقائق فقط ستصبح معه للأبد كما وعدها ، ضحكت بخفة عندما تذكرت حالها سابقًا وحالها الآن، لقد تغيرت كثيرًا عن ذي قبل وهذا ما تحمد الله عليه دومًا

- ""آسيا""

ابتسمت بسعادة غامرة عندما سمعت صوت والدها الحبيب، التفتت لوالدها الذي كان يبتسم هو الآخر متأملاً هيأتها بفستان زفافها فجعلها تُشبه الملائكة،
اقترب منها وقبّل جبهتها بحنان وهتف:
- مبروك يا حبيبة بابا

احتضنته بحب وأغمضت عينيها تستلذ بهذه اللحظة وقالت:
- الله يبارك فيك يا بابا، ويديمك ليا وجنبي

ربت على خصلاتها بحنان ونظر لها يتأملها بهدوء:
- شبه أمك الله يرحمها يا آسيا

ضحكت آسيا وقد التمعت عينيها ببريق خفي، وحنين للماضي:
- مامي أحلى طبعًا

كشرت ملامحه وقال بصرامة:
- طبعًا

ضحكت بصخب فضحك هو الآخر، وسمحت له بتأملها حتة تنهد ببطء وربت على وجنتيها وقد اعتلى ثغره بسمة حنونة وقال:
-داغر شاب محترم ، هيصونك وهيحبك دايمًا.

ردت بإبتسامة رقيقة واثقة:
-وانا واثقة من دا

علت صوت الصافرات من الأسفل فعلما على الفور بوصوله، مما زاد رجفتها وعلت نبضات قلبها لذلك حاولت التماسك، نظرت ليد والدها الممدودة لها والإبتسامة السعيدة التي تزين ثغره، فابتسمت بتوتر وتشبثت بذراعه، فتحرك بها خارجًا من الغرفة لتصدح الأغاني وتقرع الطبول في إنتظار هبوط العروس ودخول العريس..

سارا في الرواق المُزين حتي وصلا للدرج المُطل على القاعة وهبط بها ببطء، ترقبهم الجميع بسعادة وإنبهار وقابلوهم بالتصفيق،
بينما كانت آسيا تبحث بلهفة عنه فقط، اختفت بسمتها عندما لم تجده، لماذا لم يدخل حتى الآن!
ماذا حدث؟
هبطت العروس..ولم يدخل العريس!

لن أُفلت يدكِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن