«الفصل السابع والثلاثون»

3.4K 207 88
                                    

عام 2015 | في حديقة المنزل الخلفية.

وقفت زينات بجوار زوجها تتأمل صغيرها ذو الثامنة عشر عامًا وهو يُلاعب شقيقته الصغيرة ذات الجديلة الطويلة، تتصاعد ضحكاتهم عنان السماء فينشرح صدر زينات ويتنهد خليل مطمئنًا، يأتيه الخادم ويهمس له ببعض الكلمات، فيصرفه وينظر لزوجته هاتفًا:
-هقوم عندي شغل.

ابتسمت بهدوء وهي تشير بنظرها أن لا مشكلة، فقبّل رأسها ونهض لداخل المنزل، سار في الرواق حتى غرفة مكتبه، دخلها فالتفت له الواقف يتأمل الغرفة، فتح ذراعيه له مرحبًا واحتضنا بعضهما، أشار له خليل بالجلوس ففعل، وجلس أمامه هاتفًا:
-تشرب أيه؟

-ولا أي حاجة، إحنا بس نشوف موضوع الصفقة الأخيرة عشان مستعجل، عريس جديد بقا.

ضحك خليل متشدقًا:
-طب يا عم، ألف مبروك، سلملي ع المدام.

أومأ له الأخير مبتسمًا:
-يوصل.

تنحنح خليل وأخرج نظارته من جيبه، ثم ارتداها وفتح الملفات وراح يقرأها بتركيز وصمت، سرعان ما رفع رأسه هاتفًا:
-بس كدا نسبة النجاح متتعداش الـ80%!

طمأنه الأخير بقوله:
-متقلقش أنا حاسبها كويس، وبعدين دي شركة معروفة في السوق وليها اسم تقيل، يعني النسبة دي ما هي إلا رقم، متشيليش هم أنا دراسها كويس.

خلع عويناته ونظر له مستفهمًا:
-ميزانية الشركة هتقضي الصفقة دي؟!

أومأ الأخير هاتفًا:
-طبعًا! وهتزود دخل الشركة أكتر وأكتر.

تنهد خليل وعاد بظهره للخلف مغمغمًا بتفكير، صمت لبرهة ثم ابتسم قائلًا:
-على بركة الله.

اتسعت ابتسامة الأخير وتمتم:
-يا رب.

ثم علت نبرته هاتفًا بمرح:
-نشرب حاجة بقا.

ضحك خليل بتفكه، ثم نادى على الخادم فأتاه مهرولًا، طلب منه كوبين من القهوة فأومأ وذهب ليأتي بهما بعد دقائق، وفي وسط جلستهم المرحة سمعا صوت الأطفال يدخلوا المنزل، وبينما كانت زينات ستصعد للأعلى مباشرةً حتى لا تُزعج زوجها وصديقه هربت منها الصغيرة و دخلت عليهم تركض نحو أبيها وجلست في أحضانه، أما داغر فكان يسير لهم برزانة، صافح صديق أبيه وجلس بهدوء، بينما نظر هذا الصديق إلى زينات التي دخلت وراء أطفالها بعينين لامعتين هاتفًا:
-ازيك يا مدام، يا رب تكوني بخير.

أومأت مبتسمة بلطف ورددت:
-الحمدلله بخير.

نظرت لإبنتها هاتفة:
-يلا يا سمر عشان تستحمي وتنامي يا حبيبتي.

هزت رأسها نافية وهي تنكمش في أحضان أبيها، فضحك خليل وقال:
-سيبيها يا زينات.

رمقته بلوم:
-اقعد دلع فيهم كدا.

لن أُفلت يدكِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن