«الفصل الواحد والثلاثون»

3.4K 213 137
                                    

-إنت غدفان بجد؟!

تمتم بها شهاب مذهولًا، وابتسامة داغر تزداد اتساعًا بشكل غامض يستدعي الفضول، ورد الفعل التالي كان لكمة من داغر لشهاب ردًّا على إهانته له.

وقفوا صفًّا واحدًا أولهم تميم الذي نُحت على وجهه أبشع لوحة في التاريخ، ونهايتهم محمود الذي أكل من داغر لكماتٍ وركلاتٍ لا تُعد ولا تُحصى وكأنه ينتقم منه على إغاظاته لها قديمًا، لن ينكر محمود أنه صُدم من وجود داغر حتى أن جسده تراخى وبان على وجهه ملامح الذعر والارتباك وحاول الهرب، ولكن داغر أمسكه كما تمسك القطة الفأر وراح يعلِّمه أفضل وأقوى الضربات مرددًا بهدوء:
-إيه يا جدع، موحشتكش ولا إيه!

وبعد الكلمة كانت صفعة سمعت صداها البلد بأكملها.

ضرب حكيم بعصاه الأبنوس على الأرض، وهدر بصوتٍ جهوري:
-يصح اللي حُصُل دِه؟ أني ربيتكم على إكده؟

تحجج أحدهم بقولٍ ساخط:
-يا جدي هما اللي بدأوا.

فراح تميم يصيح وعينيه الاثنتين متورمتين يغمضهما ولا يستطع فتحهما؛ لأنهما يؤلمان:
-احنا برده ولا الطور ابن عمك.

وكانت المعركة ستُستأنف إلا أن حكيم صاح بحدة:
-هتمسكوا في بعض تاني جدامي إياك!

دخلت صفية تولول وتنحب هاتفة بحسرة:
-يالهوووي، ولادي ضنايا.

رمقت أسمهان بغل وصرخت فيها:
-إنتي السبب يا بومة يا وش المصايب شايفة ولادي چرالهم ايه بسببك.

ولكزتها بعنف فتأوهت أسمهان، وراحت تنهرها صفية فأثارت بكلامها هيجان آسيا:
-بومة شبه أمك بالظبط.

وكادت تلكزها ثانيةً فوقفت آسيا بوجهها تصيح بصرامة:
-إيه يا ولية ما تلمي روحك كدا وبصي لنفسك، قال يعني إنتي اللي ربيتي عيالك اللي داخلة تولولي عليهم، إشحال ما كانوا ناقصين رباية وكل واحد فيهم شبه البرص المضروب بالشبشب! اومال لو كانوا Handsomes شوية كنتي عملتي فينا إيه!

فغرت أسمهان فاهها مدهوشة وهي تنظر لآسيا، وصفية تراجعت عدة خطوات تلقائيًا من انفعال آسيا واندفاعها في القول، بينما ابتسم داغر وقال:
-حبيبة قلب زوجها، ورب الكعبة حبيبة قلب زوجها.

فض النزاع القائم حكيم حينما قال بهدوء:
-كله برا ما عدا داغر.

عقدت آسيا حاجبيها باستفهام ونظرت لداغر، فتنحنح ولم ينظر لها، خرج الجميع بوجوههم المتورمة وكانت أسمهان تسحب آسيا معها فهمست لها:
-هو جدك يعرف داغر منين؟

-علمي علمك.

وتميم بجوارهم يهمس لأسمهان بابتسامة:
-وحشتيني خالص.

تجنبته بحرج وسحبت آسيا معها لغرفتها بالأعلى، بينما داخل المجلس كان الحديث الجاد.

-اتچوزت؟! ومين! بنت خالها؟ إيه الچحود دِه؟ بنتجم منها إنت إكده يعني!

لن أُفلت يدكِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن