دخلت آسيا غرفتها بعد إنتهاء ذلك الحفل المريع، وملامح الإنهاك تجد لوجهها الطريق، فتحت ضوء الغرفة من المقبس وتحركت للداخل بخطوات متعبة، وجلست على الأريكة تخلع حذاءها الوردي ذو الكعب العالي وهي تلوي قدميها وتزفر بتعب، وقع بصرها على علبة مغلفة تغليفة هدايا موضوعة أعلى فراشها، فتبسمت بهدوء وتذكرت هدية والدها ..
لذلك نهضت ببطء وتحركت تجاهها والتقطتها وجلست مكانها ووضعتها على ساقيها...
أزاحت الشرائط وكذلك الغطاء ببطء والإبتسامة الرقيقة تُزين ثغرها الوردي، وما هي إلا لحظات استشفت فيهم ماهية الهدية، حتى توسعت عينيها بصدمة وارتجفت حدقتيها بهلع، وصاحت بصوتها كله مذعورة وقد ألقت بالعلبة على الأرض وراحت تصرخ بهستيرية .فُتح باب الغرفة واندفع والدها للداخل يتساءل بهلع عما يحدث، فانطلقت تعدو وتختبئ داخل أحضانه دافنة رأسها في صدره وهي تصرخ بعنف وفزع:
-هو..هو جيه...هو موجود هناربت على خصلاتها برفق وتحدث:
-هو مين بس يا حبيبتيأشارت بأصابع ترتجف على الهدية المُلقّاة أرضًا وصاحت:
-هو بعتلي هدية...بعتلي صورة ..صورته!دقق حاتم النظر في الهدية الملقاة أرضًا وتنهد، ربت على خصلاتها بهدوء مرورًّا بظهرها وتحركت معه ناحية الفراش بخضوع ودموعها تنساب بصمت وجسدٍ يرتجف بهلع، استلقت على الفراش واستلقى بجوارها يحتضنها ويربت على خصلاتها بحنو شاردًا في نقطةٍ ما، ودقيقة تمر وثانية تتبعها حتى غفت آسيا وسمع صوت أنفاسها المنتظم فنظر لها ليتأكد حتى وجدها بالفعل خلدت للنوم، فنهض ببطء وأراح رأسها على الوسادة بهدوء، وتحرك بعيدًا وفي طريقه نظر للهدية الملقاة أرضًا، جلس القرفصاء أمامها متنهدًا بحزن والتقط الصورة يضعها بالعلبة، وقبل أن يُغلق الغطاء ابتسم بشجن وهو يُلمس على وجه طليقته والصورة التي تحمل فيها إبنتهم الصغيرة "آسيا" وهو يقف بجوارهم يحتضنهم والضحكة تملأ وجهه..
فما كانت تلك الصورة إلا صورة لهم قديمًا قرر أن يجعل لها بروازًا يحميها ويضعها بغرفة آسيا وسط صورها العديدة، ولكن ...يبدو أن إبنته لن تتخطى الماضي بل وتخيلت أن تلك الهدية -التي هي من والدها- من الشخص الذي أدمى قلبها ودمر براءتها!
وستظل دومًا ..تعيش في رعب تخيله!✦❥❥❥✦
تنهد داغر متعبًا وألقى بجسده المُنهك على الفراش يضع نظارته على الكومود بجواره ويُغطي وجهه بذارعه، ولا يدري من أين ولا كيف هبت ذكرى من ذلك الحفل المشئوم على ذهنه، شرودها وخروجها من المرحاض كأنها أخرى ..
رعشتها ورجفتها من إقتراب أنس منها، وحتى إقترابه منها سابقًا في شركة حاتم، كانت ترتجف بقوة وكأنها طفل حديث الولادة لم تُسرع الممرضة بوضعه في غطاءه فظل يرتجف حتى تَدَّثر!هو ليس "شيرلوك هولمز" أو "المحقق كونان" ليُوجع رأسه بالتفكير في مشاكل الأميرة المدللة...
لا يُقحِم نفسه في مشاكل وعيوب الغير، هذا ليس لائقًا كما أنه يُعتبر تدَّخل فيما لا يعنيه ..
أنت تقرأ
لن أُفلت يدكِ
Roman d'amourيقولُ فِي وَصْفِها: إِنها الحَسْنَاءُ المُتَنعِمَة فِي الدِّيبَاجِ.. تسْرَحُ فِي المُرُوجِ.. تَأْكُلُ مِنْ العَنقُودِ.. تَبْتسِمُ فِي وَجْهِ الجُنُودِ.. وَتَتدَلل كَمَا الوُرُودْ.. وعِنْدَ القَرَار تَصيحُ كَالنَمْرُودْ.. هِي فَتَاةٌ تَرْفضُ القيو...