ليس الأشرار إلا ضحايا البشر وضحايا أنفسهم، وهم أخلق بالرحمة من الأخيار الصالحين.
-ظلمات وأشعة-
عن فتاةٍ شابة ذات يوم دخلت الجامعة ولاقت من الأصدقاء ما يسُّر، وقعت في غرام زميل وتمنته حبيبًا وذات يومٍ حدث ما يضُّر.
دليلة ذات القلب الملوث بالحقد باتت اليوم ترجو من الحياة نسمة قوية تلقيها إلى غياهب الجحيم فتُلاقي هناك عذابها الأقوى وعقابها القاسي على خطيئتها.
دليلة ذات الضحكة المرسومة على الوجنتين استحالت إلى دميمة بالية بوجهٍ جامد وفكيّن متصلبين.
دليلة التي كانت تحتضن أوجاعها بحنو أمست تُزيدهم بتفكيرها وبكاءها الذي لا يُجدي.
في لحظة تهور يضيع كل شيء، ويبقى المرء وحيدًا يرثي حاله وينوح، وفي صحراء نفسه القاحلة يتوه حتى تفوح رائحة أحقاده وذلاته.
كما لكل موسمٍ جو..فلكل إنسانٍ تحمل..والإنسان لا بد أن يتحمل ما كتبه الله له.
حاوطت بطنها بذراعين يرتجفان، وبثت داخل نفسٍ تشعر باكتمالها يومًا بعد يومٍ:
-هنعيش مع بعض، أنا هسندك وإنت كمان، هنعيش لبعض.ربتت على بطنها وابتسمت بضعف، فُتح بابها ودخل منه "كرم" الصغير يتسحب على أطراف أصابعه حتى وصل لها فاندس داخل أحضانها قسرًا، لتبتسم وتداعب خصلاته فينام، وتهمس له أيضًا:
-وإنت هتكون سندنا إحنا الاتنين، هنبعد عن كل الناس الوحشة، هنبعد عن العالم الوحش يا كوكي.العالم قبيح يا دليلة، العالم كالوسخ على ثوبٍ أبيض لم تنفع كل مساحيق الدنيا إزالته، العالم أقوى من أن نتخلص منه.
✦❥❥❥✦
يجلس كالقسورة، شامخًا مرفوع الرأس يحاول الوصول لحلٍ بهدوءه الغريزي:
-أسمهان مينفعش تتجوزه يا جدي.اعتلى ثغره بسمة متهكمة وقال:
-وإنت بجا چاي تعرفني مصلحة حفيدتي فين؟ كنت فين وهي متغربة مع أهل البندر لحد ما رچعتلي كدابة وخاطية.هز داغر رأسه رافضًا تصديق ما يسمع:
-أنا حقيقي مش مستوعب تفكيرك يا جدي! خاطية إيه وكدابة إيه! هي مش اتخطبت وجت مخصوص عشان تعرفكم بخطيبها ومعاد جوازها!قال ساخرًا:
-كتّر خيرها افتكرتنا بعد ما حددت معاد الچواز وحددت العريس كمان.
تنهد داغر بعمق:
-طب ممكن تتفاهم معاها بهدوء؟!صاح الجد بقولٍ صارم وقرارٍ نهائي:
-بلا هدوء بلا بطيخ، أسمهان هتتچوز ابن عمها محمود، ومفيش نقاش في النجطة دي تاني يا ابن خليل.
أنت تقرأ
لن أُفلت يدكِ
Romantikيقولُ فِي وَصْفِها: إِنها الحَسْنَاءُ المُتَنعِمَة فِي الدِّيبَاجِ.. تسْرَحُ فِي المُرُوجِ.. تَأْكُلُ مِنْ العَنقُودِ.. تَبْتسِمُ فِي وَجْهِ الجُنُودِ.. وَتَتدَلل كَمَا الوُرُودْ.. وعِنْدَ القَرَار تَصيحُ كَالنَمْرُودْ.. هِي فَتَاةٌ تَرْفضُ القيو...