دخل داغر المحل هرولًا بعد إنقطاع التيار الكهربي عن المول بأكمله لفترة، فتش المكان بعينيه باحثًا عنها، سأل العاملة فأجابته بـ:
-والله يا أوستاذ بعد ما النور قطع دخلت لقيت الفستان مرمي ع الأرض والأنسة مش موجودة.
استدار داغر وتحامل على نفسه بصعوبة، ازدرد لعابها متوجسًا، ثم أخرج هاتفه سريعًا يبحث عن رقمها، وما هي إلا لحظات حتى سمع رنة هاتفها تصدح بجواره، فنظر خلفه ليجد هاتفها أرضًا بجوار المرآة، انحنى والتقطته، ثم ضغط عليه بقوة، نفرت عروقه واحتقن وجهه، ثم خرج من المحل كالمجنون يبحث عنها في كل مكان، يصرخ باسمها فيسمع همهمات الناس بأنه مجنون، يدور حول نفسه في دائرة مفرغة فيسخرون من سذاجته!
نعم هو العاشق المجنون...
أجل هو التائه الساذج...
نعم يا سيدي إنه لعاشق مفتون..
✦❥❥❥✦
وقف داغر لا يهدأ ولا يرف له جفن، يتحرك هنا وهناك بارتباك وقد أشعل القلق فتيلة الغضب بداخله، وخلفه كان جاسم يحاول تهدأته مع قول بسيط:
-اهدى بس وكل حاجة هتتحل، هنلاقيها اهدى بس.
التفت له يرمقه بنظرة جنونية قاتمة، ثم تحدث بحزم:
-مراتي هجيبها ولو فيها موتي يا جاسم، سامعني؟ ومش ههدى ألا أما أعرف هي فين.
فتنهد جاسم هاتفًا:
-وإنت فكرك يعني لو هي اتخطفت مثلًا، اللي خطفها عايز فدية متصلش ليه؟
شردت عينيه بعيدًا، حيث ماضي زوجته البائس، ثم تمتم:
-ما هو مش عايز فدية.
عقد جاسم حاجبيه بتعجب:
-أومال؟
تنهد داغر تنهيدة عميقة زفر فيها كل غضبه ليستطيع التفكير في الأمر مليًّا:
-عايزها هي.
غمغم جاسم بعدم فهم:
-أنا مش فاهم حاجة!
ولم يكن يفهم سواه، ولم يكن يعلم سوى بشخصٍ واحد يمكن أن يدله على زوجته الغائبة!
✦❥❥❥✦
اقتحم داغر غرفة حاتم بالمشفى، فرآه جالسًا يقرأ كتابًا، ابتسم حاتم له وقال:
-أهلًـ...
وقبل أن يكمل صرخ فيه داغر بانفعال:
-مراتي فين يا حاتم بيه؟ آسيا فين؟
أغلق حاتم الكتاب وجحظت عيناه بصدمة هاتفًا:
-بنتي؟ مالها بنتي!
قهقه داغر ساخرًا، ثم تمتم بتهكم:
-بنتك آه، بنتك مختفية من الصبح وتيلفونها وقع منها، بنتك اتخطفت وإنت أكيد عارف مكانها، مش هستغرب حاجة زي دي، اللي يقتل مراته، ويخون أخوه ويزني مع مرات أخوه ويعذب بنته يقدر يعمل أي حاجة تانية.
فعر حاتم فاهه بصدمة، وتسائل بتلعثم:
-أنا معرفش إنت بتتكلم عن أيه والله!
جز داغر على أسنانه هادرًا وهو يضرب بقدمه رجل الفراش:
-بنتك اتخطفت، واللي خطفها القذر اللي أجرته زمان يوريها الويل هي وأمها، كان لازم أصدقها لما قالتلي إنه ظهر تاني، كنت غبي لما فكرتها لسه بتتخيل.
أنت تقرأ
لن أُفلت يدكِ
Romantizmيقولُ فِي وَصْفِها: إِنها الحَسْنَاءُ المُتَنعِمَة فِي الدِّيبَاجِ.. تسْرَحُ فِي المُرُوجِ.. تَأْكُلُ مِنْ العَنقُودِ.. تَبْتسِمُ فِي وَجْهِ الجُنُودِ.. وَتَتدَلل كَمَا الوُرُودْ.. وعِنْدَ القَرَار تَصيحُ كَالنَمْرُودْ.. هِي فَتَاةٌ تَرْفضُ القيو...
