«الفصل الثامن والأربعون»

3.4K 216 122
                                    

"مأدبة عريقة أقامتها زينات إحتفالًا بنجاح ابنها في سنته الأولى بالكلية، عزموا بها جاسر وأسرته، وصديق خليل الحميم خيري أبو الدهب، ولم ينسا بالطبع ذراعه الأيمن جميل النشار!

كان يوم يتحدث عن نفسه في غاية الإتقان والجمال، باجتماع النساء من مشيرة وزينات وزوجة خيري "سهام"، والرجال كجاسر وخليل وخيري وجميل، والصغار يلعبن سويًا وضحكاتهم تتعالى.

كانت الجلسة صافية لا يشوبها شائبة، حتى أجرى خيري إتصالًا سريعًا، ثم عاد إليهم يهمس لخليل ببعض الكلمات، فانتفض الأخير فزعًا، ثم نظر لجاسر هاتفًا بصرامة:
-جاسر...جميل، ورايا ع المكتب.

ذهبوا جميعهم للمكتب وسط تساؤلات النساء.

صرخ خليل منفعلًا وهو ينظر لخيري الذي يربع يده أمامه في هدوء:
-إزاي دا حصل؟ إنت أكدتلي إن الصفقة نسبة نجاحها تتعدى الـ80 في المية!

هز الأخير منكبيه وذم شفتيه بخيبة أمل:
-معرفش، صدقني يا خليل حاولت، بس فيه حد لعب في الورق وزود الميزانية.

شد خليل على خصلاته منهارًا، بينما تدّخل جاسر هاتفًا بقلق:
-اهدى بس وكل حاجة هتتحل.

استدار له خليل مشتعل النظرات يرمقه بغضب:
-إنت متتكلمش خالص فاهم! أنا سألتك هتعرف تدبر الصفقة من غير خساير وإنت قولتلي ثق فيا واتزفتت وثقت...وإيه النتيجة؟ كل حاجة ضاعت!

قالها بانهيار وهو يجلس على الأريكة خلفه، بينما نظر له جاسر بعدم تصديق هاتفًا:
-أنا يا خليل؟ أنا السبب؟ دلوقتي بقيت أنا السبب!

فصرخ فيه الأخير بانفعال:
-أيوه إنت السبب، إنت اللي عشمتني إن كل حاجة تمام وخليت بيا، الورق كان بيتسرب من الشركة ولما أجي أكلمك تقولي اخص عليك يا خليل بتشك فيا! كان لازم أعرف من الأول إن إنت أكبر غلط في الشركة، طول عمرك صفقاتك فاشلة ومشاريعك أفشل، إزاي قدرت أثق فيك بعد كل الأخطاء اللي في شغلك!

صرخ فيه جاسر بغصبٍ جلي:
-أنا ماليش دعوة بالورق اللي كان بيتسرب، أنا اتفقت معاك إني هحاول....

قاطعه خليل وهو ينتفض واقفًا يصيح بحنق شديد:
-وأنا صدقتك ووثقت فيك! والمقابل؟ كل حاجة انهارت، فلوسي وفلوس ولادي اتبخرت.

اعتلى ثغر خيري بسمة ماكرة وهو يرى المشادة بين الاثنين، رمق جميل بنظراته الخبيثة، فكانت نظرات الآخر زائغة متوترة، ولا يدري ما هي خطة خيري القادمة!

تعالت الأصوات وخرج جاسر من الغرفة يطبق الأرض أسفله من فرط الغضب، انتفضت مشيرة ترمق زوجها بقلق، بينما صاح جاسر فيها:
-هاتي أسمهان ويلا هنروح.

تدّخلت زينات بقلق هاتفة:
-استنى بس يا أستاذ جاسر حصل إيه!

التفت لها جاسر صارخًا بقوة:
-اسألي جوزك.

لن أُفلت يدكِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن