«الفصل الثاني عشر»

3.3K 214 60
                                    

كنت بمتحن.🤸‍♂️

__________________

كانت تجلس القرفصاء على الأريكة أمام النافذة تنظر للرجال الذين تحركوا من منزل داغر، لم تسمع أصوات صراخ أو أي فضائح! لماذا؟ لقد رأت تلك فتاة في الظلام تتحرك وتوجهت لمنزل داغر!

طرق الباب فنهضت وهي تزفر بضيق لتفتحه، ما إن فتحته حتى اندفعت سمر من الخارج تدفعها للداخل وهي تغلق الباب بحدة، انتفضت أمينة ووقفت تنظر للشر الذي ينبثق من عين سمر :
-بقا انتي يا صرصار المجاري يا عرة النسوان ماشية تراقبي أخويا في الراحة والجاية ومستحملاكي! لكن توصل بيكي قلة الأصل إنك تفضحيه قدام أهل الحارة!

جذبتها من ذراعها تضغط عليه بحدة صارخة بصوتٍ خفيض:
-يا بجاحة أهلك يا شيخة!

دفعت أمينة ذراعها وشهقت هاتفة:
-حوش حوش، شوفت بت داخلة عليكم البيت، وانتوا عندكو راجل في الشقة، عايزاني أعمل ايه؟ اسيبكم تنجسوا الحارة؟

وختمت جملتها بأن تخصرت، فصكت سمر على أسنانه تحاول إمساك نفسها وانفعالاتها عن تلك المستفزة:
-احنا بردو اللي بنجسها، يا بت دا انتي رجالة المنطقة كلهم بيخزقوكي بعينهم وانتي ماشية بالمحزق والملزق!

رفعت حاجبها الرفيع بسخرية وهتفت بغرور وهي تتمايل في وقفتها بميوعة:
-مش ذنبي إني حلوة وقمر.

أصدرت سمر صوت من حنجرتها يدل على السخرية والإعتراض وهتفت:
-لأ والبت فلقة قمر الصراحة.

أشهرت إصبعها محذرة في وجهها وتابعت:
-شوفي أما أقولك، اتقي شري عشان أنا قعدالك على تكة، وقسمًا باللي خلقني وخلقك لا أمرمط بكرامة أمك الأرض لو هوبتي يَمِة أخويا تاني ولا حتى فكرتي تبصيله بصة، أنا طول عمري كافية غيري شري وشكلي كدا هغير المبدأ.

رمقتها من أعلى لأسفل بإزدراء واستدارت بحدة فاتحة الباب وخارجة من الشقة بعدما صفعت الباب بحدة فانتفضت أمينة على أثره، وغامت عينيها في سواد الحقد والغل وعضت على شِفتها بتوعد..

✦❥❥❥✦

كانت تجلس على الفراش تبكي بقوة، وبجوارها والدها ساكن يضع ساق فوق أختها وعينيه شاردة في مكانٍ ما، حتى صرخت هي بقوة وصاحت:
-انت هتفضل ساكت كدا؟ هاتلي حقي منه!

نقل بصره إليها ببطء، واعتدل في جلسته حيث أنزل ساقيه وتحدث بهدوء:
-هعملك اللي انتي عايزاه يا آسيا، بس والله لو طلعت لعبة من بتوعك لا هسلمك ليه تسليم أهالي، ينتقم منك على التشهير دا زي ما يعوز.

ابتلعت لعابها بتوتر، وتنفست بعمق قائلة وهي تشرق بأنفها:
-As you like, dad.

ابتسم بخفة ونهض ليخرج من الغرفة، وفي ظهره ابتسمت آسيا بخبث ورفعت حاجبها بمكر، حتى استدار حاتم فجأةً لتتبدل ملامحها في ثانية وتعود إلى ما كانت عليه من "شحتفة" وبكاء مصطنع، فهز رأسه بيأس واستدار راحلًا...

لن أُفلت يدكِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن