«الفصل الرابع والعشرون»

3.2K 225 49
                                    

قبل أن يسألها عن السبب راحت تسعل بقوة وترشح، فابتعد عنها تلقائيًا، ازدردت لعابها ووضعت يدها على عنقها هاتفة:
-زوري بيوجعني!

لوى شفتيه ساخرًا:
-جالك برد يا بسكوتة.

ضيقت عينيها متسائلة بشك:
-إنت بتتريق عليا؟

رفع كفيه بجواره مستسلمًا:
-معاذ الله أنا أتريق عليكي؟ ليه البلد مفيهاش قانون.

ورغم سخريته ضحكت بانهاك، فاقترب منها متنهدًا ومن ثم قال وهو يفتح ذراعيه:
-تسمحيلي أساعدك؟

أومأت بلا تردد، فسحبها معه برفق إلى الفراش قائلًا وهو يساعدها على الاستلقاء والاعتدال:
-ارتاحي على ما أجيبلك الأكل من برا، هندلعك 3 تيام ياكش يطمر.

واستدار ليذهب، وعنها فاتسعت بسمتها أكثر وأكثر، وعينيها تلتمعان بشكل غريب

✦❥❥❥✦

-وه! عند بنت خالك تبجي عند خالك!

-لأ يا جدي، أصل..أصل اسيا اتجوزت.

-اتچوزت؟ أخيرًا لجولها حد يلمها.

عضت على شفتها السفلية بحرج:
-عيب كدا يا جدي.

لوى شفتيه على الجهة الأخرى وتابع:
-ما علينا، أجول ايه للواد حسان واصل!

توترت قائلة:
-قوله يرجع، هبقى آجي أنا لوحدي آخر الأسبوع.

-وأنا لسه هستنى سبوع تاني!

ابتسمت مرتبكة:
-معلش بقا يا جدي استحملني على ما أرتب أموري.

-ماشي يا بتي، عشان خاطر عيونك بس.

مصمصت شفتيها بارتباك، وأنهت المكالمة معه مع وعد بالمجيء قريبًا، وقريبًا يعني دقات قلبٍ ارتفع صوتها، ويعني حقيقة ستنكشف عما قريب، وتعني مواجهة حتمية مصيرها واضح.

✦❥❥❥✦

تعبث في هاتفها حتى دخل عليها بصينة عليها أطباق الطعام، وضعها ببطء أمامها على الفراش وجلس أمامها هاتفًا:
-يلا بسم الله.

وضعت هاتفها جانبًا وأشارت على طبق معين متسائلة:
-ايه دا؟

-شوربة فراخ.

رفعت حاجبها:
-فراخ؟! عايزني أشرب الشوربة دي؟

ابتسم بهدوء ووضع أمامها قطعة دجاج:
-وهتآكلي دي.

هزت رأسها نفيًا بهستيرية، والصرخة جاءته منها قوية:
-أنت اتجننت؟ عايزني أتخلى عن مبادئي وآكل لحمة؟

أشار باصبعه إليها بملامحه الهادئة دومًا:
-أولًا لمي نفسك وإنتي بتكلميني، ثانيًا دي مش لحمة..دي فراخ.

لن أُفلت يدكِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن