ابتسمت أمام مرآتها بسعادة ووجنتيها احمرتا من الفرحة، فجاءها الصوت الحاقد:
-مبسوطة؟ بتضحكي وإنتي دمرتي حياتي وعيلتي يا بنت مشيرة؟
استدارت سريعًا بهلع رامقة صفية الواقفة خلفها بهلع تتحدث والغل يقطر من حديثها، تقترب منها خطوة فتعود عشرة:
-أمك سرجت مني زمان الحاچة الوحيدة اللي عاملتني كويس، أمك سرجت چاسر مني! خدته بعد ما كان بيحبني ورايدني! خدته بعد ما اتشعلجت بيه!فغرت أسمهان فاهها مصدومة، فإذا بصفية تتابع بحرقة:
-إنتي وأمك واحد، مفيش فرج بينكم، أمك زمان بعدتني عن حبيبي، وإنتي دلوك بعدتيني عن ابني ضنايا، ورحمة أمي ما أنا سيباكي تدمري حياتي كاتير يا بنت مشيرة.وببطءٍ شديد أخرجت من خلف ظهرها السكين المخفي، فتوسعت عين أسمهان بصدمة، ولُجم لسانها فلم تقوى على الصراخ، وبين المرآة وصفية حُشرت، ودقات قلبها تتواثب، وصوت الأنفاس يعلو في المرحاض، ثم في اللحظة التالية كانت السكين تمر بجوارها فتتخدر حواسها وتصدر منها شهقة مكتومة، لم تشعر بشيءٍ بعدها سوى بصراخ آسيا وصفية تتراجع للخلف في صدمة وتسقط السكين من يدها المرتجفة، تصرخ آسيا باسمهان وتنادي على من يأتي لينقذها، تحاول سد الجرح حتى لا ينزف أكثر.
زاغت عيونها وتثاقلت جفونها، اضطربت أنفاسها وكان آخر ما تشعر به تميم يرمقها بصدمة!
✦❥❥❥✦
-مكنتش متخيلة منك أبدًا إنك تفكر بالشكل دِه، شوفت نظراتك ليها وكذبت عنيا، هي دي وصية عمك اللي عايش في الغربة ميعرفش عن أخبارنا حاچة؟
لكمته في صدره صارخة فيه بقوة:
-هي دي أمانة چدك يا وِلد علاء!ظل منكس الرأس بخزي، فتابعت صراخها الهستيري وضرباتها المستمرة:
-عايز تتچوز هدى الزغيرة اللي اتولدت وإنت بتتخرچ من كليتك؟ عايز تتچوز هدى اللي ربيتها على إيدك وغيرتلها حفاضتها؟ عايز تتچوز هدى اللي عندك زي سهيلة وخديچة؟ عايز تطلج فتحية اللي صبرت عليك وعلى عقمك ومرضيتش تفتح خشمها حتى؟ اخص عليك...اسفوخس على دي رباية، أبوك مات بدري وسابك لأمك هنية تربيتك على كيفها.ختمت كلماتها بلكمة أخرى موجهة لصدره،
رفع رأسه إليها ليخرج ما بجعبته:
-مش ذنبي إني حبيت يا ستي، مش ذنبي إنك اخترتيلي واحدة أني مش عايزها، مش ذنبي إنك أجبرتيني أتچوز غير اللي بحبها.هدرت فيه بصوتٍ عَلَى حتى كاد يُسمِع الجميع:
-حبك برص، يا أخي حبك برص، حب إيه ونيلة إيه؟ خدنا أيييه من الحب غير وچع الجلب! اسمع يا ولا أنت، هتروح من صباح الله خير، تچيب مرتك من عِند أمها، تِحب على رآسها وتستسمحها، ترچعوا إهنه الدار، تلموا خلجاتكم وتغور على البيت الجديم تعيش فيه مع مرتك وتبعد عن هدى، إنت سامع ولا لأ!
أنت تقرأ
لن أُفلت يدكِ
Romanceيقولُ فِي وَصْفِها: إِنها الحَسْنَاءُ المُتَنعِمَة فِي الدِّيبَاجِ.. تسْرَحُ فِي المُرُوجِ.. تَأْكُلُ مِنْ العَنقُودِ.. تَبْتسِمُ فِي وَجْهِ الجُنُودِ.. وَتَتدَلل كَمَا الوُرُودْ.. وعِنْدَ القَرَار تَصيحُ كَالنَمْرُودْ.. هِي فَتَاةٌ تَرْفضُ القيو...