"-إنت بتحب اللون الأسود أوي كدا؟
قالتها ببراءة وعينيها تلتمعان، فابتسم مجيبًا:
-أيوه.قهقهت بسعادة هاتفة:
-خلاص هسميك غدفان.عقد حاجبيه متعجبًا:
-أيه غدفان دي؟شبكت أصابعها ببعضهما وهتفت بحماس:
-غدفان دا يعني غراب، والغراب أسود وله هيبة كدا...زيك بالظبط، موافق؟ابتسم لها بهدوء:
-موافق.صرخ محمود من بعيد:
-أسمهان واجفة معاه بتعملي إيه عاد؟تخصرت هادرة بغيظ:
-وإنت مالك أنا حرة!فاقترب منهما بغضبٍ، فاختبئت أسمهان تلقائيًا وراء داغر، أما محمود فاقترب صارخًا:
-اتكلمي عدل يا بت.وقف له داغر بالمرصاد هاتفًا ببرود:
-اسمها أسمهان، مش بت.رمقه محمود بغيظ:
-وإنت مالك؟ ها؟ أناديها بت ولا أسمهان إن شالله أجولها يا چاموسة مالك إنت؟نظر له داغر بجمود هامسًا بفحيح:
-مالي في جيبي، ومتحلوش بس عشان عيب.قالها وربت على صدره مبتسمًا بسماجة، ثم جذب أسمهان من كفها إلى الداخل، فاستدارت الأخيرة تخرج لسانها لمحمود بمشاكسة، ثم عادت ببصرها إلى داغر ترمقه بابتسامة متسعة سعيدة، ثم همست له:
-بقيت معجبة بيك أوي على فكرة.فابتسم بتوتر، واحمرت أذناه حياءً."
✦❥❥❥
كانت جالسة في غرفتهم المظلمة، ضامة قدميها إلى صدرها، دافنة وجهها فيهما، تتأرجح أمامًا وخلفًا بجسدٍ يهتز رعبًا، لقد نشب أظافره في قلبها فانتزع منها الطمأنية والأمان، خلع قلبها كاملًا بلمساته والرهبة! طمس كل ذرة حنان وأمان شعرت بهما، لقد أحالها إلى زهرة ذابلة لم تعد تصلح لشيء!
أخرجها من شرودها ورعبها لمسة نفضتها من مكانها فرفعت عينيها الحمراوتين تنظر بهما إليه بهلع، فطمأنها بأن رفع كفيه جوار رأسه هاتفًا بنبرة مُسالِمة:
-متقلقيش، دا أنا.زفرت بارتياح، ثم عادت تدفن رأسها في ساقيها بيأس.
ذم شفتيه شفقةً، ثم همس لها بحنو:
-تسمحيلي؟تركت له حيزًا ليجلس وتحركت لداخل الفراش قليلًا، شعرت به يجلس بجوارها، هادئًا لا يبدي حراك، عم السكون لبرهة، قطعه هو بقوله:
-على فكرة أنا عملتلك فول بطماطم بره.لم يأتيه ردّا يثلج صدره، فصمت قليلًا، ثم عاد يتحدث:
-وعملتلك بيض بطماطم برده.لم تنبس بشفة أيضًا، فغمغم مفكرًا، ثم هتف:
-وعصير طماطم، بصي بصراحة التلاجة الطماطم فيها كتير فقولت نصرّف نفسنا بقا.
أنت تقرأ
لن أُفلت يدكِ
Romantizmيقولُ فِي وَصْفِها: إِنها الحَسْنَاءُ المُتَنعِمَة فِي الدِّيبَاجِ.. تسْرَحُ فِي المُرُوجِ.. تَأْكُلُ مِنْ العَنقُودِ.. تَبْتسِمُ فِي وَجْهِ الجُنُودِ.. وَتَتدَلل كَمَا الوُرُودْ.. وعِنْدَ القَرَار تَصيحُ كَالنَمْرُودْ.. هِي فَتَاةٌ تَرْفضُ القيو...