«الفصل السابع والعشرون»

3.3K 240 131
                                    

طبعًا أنا لو حلفت إني قعدت أكتب في الفصل دا إسبوعين محدش هيصدقني..صح؟!

________________________

صعد درجات السُلَّم ببطء وقد أنهكه اليوم، وصل لشقته فوجد جسدها متكوم أمام شقته على السلم تنتظره، ما إن رأته وشعرت به حتى نهضت واقفة تتحدث بلهفة:
-أنس...

قاطعها بقوله الحاد مع زفرة ملل:
-بتعملي إيه هنا؟ إحنا مش خلصنا من التمسلية بتاعتك دي!

دمعت عيناها بالقهر والمرارة ولكنها قالت بشجاعة واهية:
-هتسمعني غصب عنك.

ضحك ساخرًا وتخطاها يفتح باب الشقة، دخل فدخلت خلفه وأغلق الباب، وقفت أمامه تفرك يديها بتوتر، فتحدث بخمول بينما يفك أزرار قميصه:
-إيه عايزة ليلة تانية ولا إيه؟

صكت على أسنانها غاضبة، نافرة، مشمئزة، رفعت عينيها إليه بنظرة مليئة بالكُره والبغض، وأردفت:
-أنا حامل.

كل العبث الذي كان يملأ حدقتيه تبخر، وبقت الصدمة تلتمع فيها فقط! ثم أدرك نفسه فصاح بانفعال:
-إنتي عملتيها مع واحد وجاية تلبسيها فيا؟!

لم يصدمها رده، فقد اعتادت على وقاحته:
-دا ابنك يا أنس! محدش لمسني غيرك وأنت عارف دا كويس!

جذبها من ذراعها وضغط عليه بقوة آلمتها ثم هدر:
-لا يا أختي أنا شغل النسوان دا ميدخلش عليا، روحي شوفي مين عملها ولا الواد دا ابن مين ومترميش بلاكي عليا.

ثم دفعها بقوة فارتدت للحلف، وعينيها دامعتين ووجهها أحمر وقلبها محطم، ثم صرخت بانفعال وكسرة وهي تلكمه بوهن في صدره:
-يا أنس ارحمني بقا، ارحمني حرام عليك، ابنك..والله العظيم ابنك!

التقطت كفه ونظرت لعينيه بترجي:
-أبوس ايدك يا أنس متعملش فيا كدا، متسبنيش لوحدي، مش هعرف أواجههم لوحدي!

سحب يده بهدوء ورفع اصبعه ليلمس وجنتها برقة:
-دولي حبيبتي، إحنا ممكن نتجوز عادي....

وابتسامة أمل ترتسم على وجهها ونظرة سعيدة، ثم تحطمت:
-نضرب ورقتين وتنزلي اللي في بطنك وكأن مفيش حاجة حصلت ونكمل سوا عادي.

الحقارة موضوع له عنوان..أنس منصور.

-إنت..إنت إزاي تقول كدا!

قالتها بعدم تصديق، فابتعد عنها ضاحكًا بتفكه وهو يرتمي بجسده على الأريكة بينما عينيها تشتعلان قهرًا، لا تدري ماذا تفعل، لا تعلم كيف تتخلص من ورطتها! لقد أودت بنفسها بفضل ما يسمى بالحب! أضاعت نفسها تحت مسمى غليظ يدعى الحب! الحب وهم..الحب خيال..الحب في القصص الخيالية فقط! هذا ما أقنعت به نفسها، ولملمت المتبقي من كرامتها المهدورة وغادرت شقته بخطواتٍ واهية تشيعها نظراته الساخرة، لم يندم سواها، ولن يتحمل أحد هذا الخطأ سواها، فالمجتمع لا يرحم، المجتمع يعلق معتقداته الخاطئة على الأنثى فقط، المجتمع مقرف بتفكيره، المجتمع بغيض بطبعه! المجتمع لن يصدقها.

لن أُفلت يدكِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن