«الفصل العشرون»

3.5K 201 56
                                    

خرجت آسيا من الغرفة تحمل بين يديها ملابسها، اتجهت ناحية المرحاض رغم كراهيتها لتلك العيشة، نظرت لما بداخله وصاحت:
-دااغر.

أجابها من الخارج وكان جالسًا أمام التلفاز:
-يا نعم.

خرجت من المرحاض وذهبت إليه بوجهٍ مكفهر وملامح متجهمة قائلة:
-الـ bath مش جاهز، عايزة حد يجهزهولي.

رفع حاجبه باستفهام:
-يجهزهولك ازاي يعني؟

زفرت بحنق:
-عايزة حد ينضفلي البانيو ويجهزهولي ماية بورد ويعملي الـ...

ضحك بتهكم:
-حيلك حيلك ماية بورد ايه أنتي فاكرة نفسك الأميرة ديانا!

هزت كتفيها بلا مبالاة، وحدقت فيه بجرأة:
-Yes mostly, but..I'm the best.
(نعم غالبًا، ولكني الأفضل.)

عاد بظهره للخلف بعدما التقط قطعة مكسرات ومضغها:
-لا صرّفي نفسك يا أميرة ديانا بقا، معندناش حد ممكن يخدمك هنا، اعتمدي على نفسك، ولا أقولهالك بلغتك أحسن، help yourself.

رمقته بغيظ، بين ابتسامته وغضبها علاقة طردية، كلما زادت بسمته المستفزة اتساعًا زاد صدرها اشتعالًا.

استدارت بعنف فتناثرت خصلاتها حولها تتلوى من الغضب كصاحبتها تمامًا، وذهبت إلى المرحاض، دخلته وصفعت الباب خلفها، فصاح داغر من الخارج:
-براحة على البيت مش ڤيلا أبوكي هي علينا اقساط.

واعتدل في جلسته، يأكل باستمتاع من طبق المسكرات، ويُشاهد مسرحية تُضحكه، ولا يُبالي بغضب آسيا.

زفرت حانقة، وتخصرت، ومن ثم التفتت فوجدت علّاقة ملابس خلف باب الحمام، فوضعت ملابسها عليه بعنف، ومن ثم توجهت إلى حوض الاستحمام وفتحت الصنبور فسالت المياه من الرشاش المُعلق بالأعلى، وهي لم تدرك، فشهقت بخضة عندما تناثرت مياه الرشاش عليها وبللتها، فلوت شفتيها وشعرت بغصة البكاء، جلست على طرف الحوض منتظرة امتلأه، بينما تعود بها الذكريات إلى أيام الدلال في منزل والدها، ولكم تمنت أن تعود، ولكنها من قررت ذلك بنفسها، إذن فلتتحمل قراراتها.

ظلت منتظرة كثيرًا، ولكن الحوض لم يمتلأ!
فتعجبت وظنت أنه عتيق وخارب، فضغطت شفتيها ببعضهما بغضب، واندفعت تفتح الباب بعنف وهي تخرج لداغر صارخة بينما تسير في الممر:
-البانيو بتاعك بايظ، وعاملي فيها مجدد البيت وكاچول بقا وكدا.

وقفت أمامه وتخصرت، فقال:
-البانيو مش بايظ!

أشارت للداخل:
-قوم شوف.

نهض وجاراها، وذهب خلفها، دخل المرحاض ووجد المياه تسيل بلا هدف، سرعان ما أدرك الخطأ فلوى شفتيها بسخرية، وانحنى ليسد فتحة تسريب المياه به، ومن هنا بدأت المياه تتراكم في الحوض، فصاحت بعدم تصديق:
-What!

وقبل أن يخرج أردف ساخرًا:
-البانيو برده اللي بايظ ولا دماغك.

وخرج تمامًا تاركًا إياها تتآكل غيظًا، إذا بقت معه فترة أطول فحتمًا لن يبقى منها شيئًا، سيأكلها الغضب كاملةً.

لن أُفلت يدكِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن