-2-

353 16 1
                                    

وقفت ليليث أمام ماكسمس على سفح تلةٍ بينما نظرت حولها بتوتر.

ماكس: "توقفي عن الخوف من رؤية أحد لنا في كل مرة نخرج"

ليليث: "لا أستطيع والدي منعني من رؤيتك" قالت بهدوء لتضع يدها على فمها شاعرتاً بالنّدم لما خرج من فمها. تقسم أنها شعرت بعظام فك ماكس تنكسر بينما برزت عروق يده.

ماكس: رسم إبتسامتاً سوداً على وجهه لينظر لليليث بغضب، مقسماً أنه سوف يقتل ذلك الرّجل يوماً ما ويخرج قلبه من صدره "لما لايريد أن أقابلكِ؟" حاول كتم غضبه بقدر الإمكان

بلعت ليليث ريقها بتوتر لتتظر لعيناي ماكس الزّرقاء، لونها أصبح داكناً أكثر من قبل. تنهدت بخوف هي تلعن نفسها لفمها الذي لايتوقف عن الحديث "الحقيقة أنه قال أنك إبن عاهرة و دمائك قذرة"

إبتسم ماكس أكثر بينما نظرت له ليلي بتوتر.

ليلي: "لايهم الآن مايريد أبي" قالت بهدوء لتتقدم منه. اليوم كان الوقت المناسب لتجمع جرئتها وتفعلها أخيراً. بلعت ريقها ناظرتاً له، شعره الأسود الذي غطى جبهته قليلاً. وضعت أصابع يدها بين شعره النّاعم لتقترب أكثر حتى أصبح لايبعد عنها إلا بضع سنتيمترات. الهواء لعب بشعرها الأسود بينما أغمضت عينيها مستنشقتاً هوائه ثم بدون إنذار وضعت شفتيها على شفتيه. قبلته قبلة سريعة وخجولة لتبتعد بسرعة معطيتاً ظهرها له بينما تحسست شفتيها بأصابعها. 'اللعنة حمقاء حمقاء' رددت بعقلها بينما شعرت بالهواء يصبح ثقيلاً وجسدها يصبح ساخناً كالجمر.

ماكس: إبتسم بمكر حالما أدارت ظهره لها. اللعنة لو عرفت فقط مافعلته هذه القبلة الصّغيرة به. نظر لها بسخرية ولخجلها المفرط. لقد بدت لطيفة رغم أنها أكبر سفاحة إبنة أكبر وغد يريد قتله. وضع يده على كتفها ليديرها له ثم يضع يده على خصرها والأخرى بين خصلات شعرها تقرب وجهها إليه. قبلها بعمق، قبلة مليئة بالشغف لكن لطيفة. إبتعد عنها لتلتقط أنفاسها ثم تنظر له مبتسمة بخجل.

ليليث: "أ-أنا" قالت بتلعثم لاعنتاً نفسها بالدّاخل.

ماكس:"إعتبريها قبلة الوداع" قال بينما غمز لها بمكر. نظرت له بصدمة "نعم أعرف أن والدكِ سيرسلكِ لمدرسة داخلية غداً"

نظرت له ليليث بصدمة "كنتُ أريد أخبارك من قبل لكن-"
"لايهم ليلي، فقط إعتني بنفسكِ هناك" قال بهدوء ليقترب منها ومجدداً أصبح جسد ليليث ساخناً.

ماكس:" هل تحبيه؟" سأل بملامح جامدة لتنظر له بقليل من الإستغراب "والدكِ"

ليليث: "إنه والدي، لذا أنا أحترمه" قالت بهدوء ليومىء لها

ماكس: "إذاً سيكون الأمر محزناً"

نظرت له ليليث بإستغراب أكثر "أعني فراقكِ عنه" أوضح ماكس لتنظر للغروب خلفهما بهدوء. "فراقك سيكون أصعب" قالت بصدق ليضع ماكس يديه بينما أراد تقبيلها مجدداً لكنها أبعدت وجهها بهدوء "لا لقد ودعتك قبل قليل" قالت بضحك ليضحك ماكس معها بينما بداخله أراد تمزيق شفتيها.

أمسكت بمنديل من جيبها، حيث طرزت إسمها لتضعه بيد ماكس الذي إستنشق رائحته بهدوء. فتح عينيه بصدمة فكان للمنديل رائحتها تماماً، إبتسم وهو يفكر أنها ستظل دائماً قربه. رحيل ليليث كان جيداً له، فهي ستخرب الخطة كما أنه لم يريد أن يراها تتألم.

ليليث: "أريد شيءً منك أحتفظ به هناك هيا" قالت لتخرج ماكس من شروده بها وتذكره كيف كانت تبادله القبلات اللطيفة قبل قليل. لعق شفتيه بلذة ليبحث عن أي شيء يعطيها إياه.

ليليث: تقدمت منه لتضع يديها حول عنقه بإبتسامة واسعة "حسناً أريد ربطة عنقك كتذكار" يكاد ماكس يقسم أنه سمعها تقول أريد عنقك إلا أنه تجاهل الأمر وخلعها ليضعها بيديها.
كان قد حل الليل بالفعل و الجو كان هادئاً. دخنا سيجارةً معاً بينما تحدثا عن الكثير من الأشياء وهما يعودا للبيت.

ليليث: كانت على وشك أن تذهب لكنها إلتفتت بهدوء لتنظر لماكس أسفل ضوء القمر وقفت أمامه واضعتاً يديها على وجهه "هل ستبحث عني إذا إشتقت لي؟" قالت بهدوء

ماكس: قربها إليه واضعاً يديه على ظهرها ليعانقها بقوة. شم رائحتها بينما مسد على شعرها ويداه إستقرتا على ظهرها. أراح رأسه على كتفها وقد شعر لأول مرة منذ ولادته بوزن يزاح عن كتفه. لقد شعر براحة شديدة معها وكأنه كان تائهاً و وجدها أخيراً "سألحق بكِ لنهاية العالم ليلي حبيبتي حتى لو كنتِ ميتة سأحفر قبركِ وأخرجك منه لأضمكِ هكذا، لن أترككِ أبداً أنتِ ملكي"

إبتسمت ليليث لكلامه وكان هذا آخر ماقاله لها.
ودع ماكس ليليث بقبلة خفيفة على وجنتها قبل أن تركض في الغابة التّي تؤدي للقصر تاركتاً له يسرح في مخيلاته، حيث هي ملكه أخيراً. لا أحد يشاركه بها.

كانت ليليث قد ركبت العربة صباحاً بعد أن إمتصت دماء ليندا غير تاركتاً قطرةً واحدة، ثم رمت بجثتها بالقمامة. لقد علمت ليليث من إحدى الخادمات أن ليندا توددت لماكس عندما رأته في إحدى الأسواق لذا لم تستطع منع نفسها من قتل تلك العاهرة من دون ندم.

أرخت رأسها على مقعد العربة وهي ترى القصر يختفي رويداً. نظرت لمنزلها لمرة أخيرة بمحاولة لحفظ صورة عنه بمخيلتها. نظرت للمدينة حيث نشأت، لكل الشّوارع التّي لعبت الغميضة فيها مع ماكس وللغابات حيث إصطادا الأرانب. أخيراً رأت ذلك التّل حيث تبادلا القبلات إمبارحة. إحمرت وجنتيها عندما تذكرت ذلك.

𝕨𝕖 𝕨𝕖𝕣𝕖 𝕕𝕖𝕞𝕠𝕟𝕤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن