-23-

88 3 2
                                    

كان ماكس ثملاً تماماً وميرا الآن بحضنه، يتبادلان القبلات منذُ ساعات وطعمُ النبيذ يجعل لسانه مخدراً. عقلهُ أصبح فارغ ومهما قبلتهُ ميرا إلا أن شعور الفراغ اللعين مازال يملئه.

إنحنت ميرا لتدفن وجهها برقبته طابعتاً الكثير من القبلات عليها. حدق بالفراغ أمامه ولم يشعر في شيء في عقله فقط صورة ليليث وهي أسفله تبتسم له بإغراء.

لاحظت ميرا أن ماكس لايستجيب لها لذا رفعت رأسها لتنظر له بهدوء:" مالأمر ماكسميليان، هل يشغل بالك شيء؟". ظل ماكس صامت يحدق بالحائط أمامه. تنهدت ميرا بهدوء لتعدل من جلستها.

إنحنت إليه ملصقتاً نفسها فيه لتبتسم بإغراء ثم تهمس بأذنه:"أريدك ماكسميليان. أريدك أن تفعل بي أسوء الأشياء حقاً" نظر لها ماكس ببرود.

ليتنهد بصوتٍ عالي مشيحاً بنظره:"لكنكِ لستِ هي ميرا، لستِ المرأة التي طغت على أفكاري وتركتني لكِ جسداً هنا بينما عقلي عندها"

شعرت ميرا بالإبتسامة تحتفي من على شفتيها وهي تسمع كلماته تلك. لقد بدا متعباً من كل شيء، بدا لها مريضاً جداً. وهي قد لعنت ليليث بداخلها لجعله يصبح بائساً هكذا.

تمزق قلبها وهي تفكر بكلامه. لقد أحبته دوماً منذ أن تزوجت رئيس مجلس الشيوخ وهاهو حتى اليوم رغم كل الذي فعلته به ليليث مازال مهووساً بها كالمجنون. إبتسمت ميرا بألم.

"إذا اغمض عينك ماكس. تخيل أنني هي وقبلني كما تريد أن تقبلها" قالت ميرا بصوتٍ مرتجف حاولت إخفاء ألمها بإبتسامة صفراء. ربما هو لن يحبها أبداً لكنها مازالت ستحظى به هذه الليلة وهذا عزائها.

حدق بها ماكس بصمت ناظراً لعينيها الزرقاوتان. ثم أغمض عينيه بتعب و ألصق شفتيه بشفتيها. بالبداية قبلها بلطف، شفتاه تحتضن شفتيها برقة ثم أصبحت قبلته جامحة. عض على شفتيها ليطلق العنان للسانه كي يستكشف داخل فمها.

قبلها قبلة تائهة وعقله فارغ. شعر بالدماء على شفتيها ولعقها بإبتسامة غير مبالي. ربما هو مريض بها و سيتخلص من مرضه هذا.

ثم فصل قبلته لينظر لعينيها السودواتان برغبة وثم أخذ به النظر  لشفتيها الحمراوتان. قبلها مئة قبلة وقبلة بينما مرر أصابعه بشعرها البندقي.

"أنا مريضٌ بكٍ ليليث، أريدكِ بشدة" همس لها

وفجأة أصبحت العينان زرقاوتان بدلاً من سوداوتان والشّعر أشقر بدلاً من بندقي والأنف قصير بينما العينان ناعستان. وماخرج من فمه لم يكن ليليث بل ميرا.

إبتسمت له الشّقراء بخجل بينما شرد بوجهها محاولاً إسترجاع ملامح ليليث التي رأها قبل قليل لكن اللعنة كانت قد إختفت بعد أن بعثرت عقله مجدداً.

لعن بصوتٍ عالي ليشيح بنظره بعيداً بينما نظرت له ميرا بإستغراب وهي الآن كانت نصف عارية أمامه. "هل أخطأت بشيء ما؟ قلت أنك تريدني لذا-" أوقفها ماكس بوضع إصبعه على فمها.

نظرت له ميرا مطولاً ثم فهمت أخيراً أن خدعتها التافهة قد انطبقت وانه تخيلها كليليث. شعرت بسهم يغرس بقلبها عندما أدركت أنه لم يعني كلامه أبداً.

ميرا بألم:"هل تحبها؟" أعاد ماكس نظره لها ببرود ليحدق بعينيها اللتان تلمعان بالدموع. للحظة فكر بالسؤال ثم ضحك بسخريه

ماكس:"نحن لانحب ميرا، هذه سخافة البشر. الأمر أنني مريض فقط وأنها مرضي. ليليث مجرد عادة سيئة ومن الصعب جداً التخلص من العادات. إنها كالمخدرات التي تأخذها كل يوم، ثم عندما يأتي يوم لاتراها أمامك تشعر بالنقص والفراغ"

أنهى كلامه ليشعر بالندم لقول الكثير لميرا. دفعها عنه ليتسقيم من كرسيه ثم ينظر لها. ذهب للخزانة ليخرج منها باروكة شعر سوداء ثم رماها لميرا التي نظرت لها بصدمة.

ماكس:"كما قلتُ مسبقاً، من الصعب التخلص من العادات. الامر ياخذ سنين وبل ربما قرون" بعدها إبتسم بسخرية ليسحب ميرا من خصرها. نظر للشعر الأسود ثم قال ببرود:"أغلقي عيناكِ، إنهما تزعجاني"

كانت ليليث مستلقية على السرير والدموع تذرف من عينيها بلاتوقف بينما تسمع أصواتهما بالغرفة المجاورة. لقد كرهت نفسها، كلما بقيت هنا أكثر كلما أصبح كل شيء اسوء. أغلقت عينيها بمحاولة نسيان كل شيء.

إنه لايستحقها. لايستحق غضبها، حزنها أو فرحها. فتحت عينيها مجدداً والأصوات كانت قد توقفت. عم الصمت لثواني قبل أن يفتح أحدهم الباب. أغلقت عينيها المنتفختان من البكاء متظاهرتاً أنها نائمة.

بينما شعرت بثقل أحدهم قربها، ثم وصلتها رائحة النبيذ التي جعلتها تنظر للأمام بقرف. توقعت أن يفعل شيء سيئاً لكن مجدداً خيب أمالها وبلا وعي قال آخر كلماته قبل أن يغط بنوم عميق:"ربما أنتِ نقطة ضعفي حقاً" بعدها ظلت ليلي تفكر بكلامه طوال الليل وهي تسمع أنفاسه الثقيلة.

إستيقظت ليليث لتنظر للجزء الآخر من السرير الذي كان الآن فارغاً. تنهدت براحة فهي لاتريد أن تكلم ماكس أبداً بل بالعكس تريد الرحيل وترك القصر اللعين كله فالجدران أصبحت تضيق عليها.

مسحت عينيها بنعاس ثم لمحته جالساً على الطاولة و النبيذ بيده يحدق بها بطريقة غريبة. عيناه كانتا حمراوتان وكأن الشرار يتطاير منها. شرب الكأس بيده دفعة واحدة دون أن يفصل نظرها عنها.

بلعت ليليث ريقها بتوتر:"مالذي تحدق به؟" قالت بصوتٍ بارد ليسكب ماكس كأساً آخر. لم يرد عليها فقط أكمل التحديق بها بطريقة جعلت ليليث ترغب بأن تبتلعها الأرض كي لايراها. للحظة فكرت أنه قد عرف بأمر الرسالة وقلبها توقف بخوف لكن عندما إبتسم بسخرية وخرج من الغرفة عرفت أنه فقط يلعب بأعصابها.

نظرت حولها للغرفة ثم إتجهت للشرفة. سترسل الرسالة اليوم وقد يأخذ الأمر يوماً لتصل. يوم واحد وسوف يعلم اليكس بأنها بصفه، يوم واحد ثم ستضع نهاية لكل هذا.

𝕨𝕖 𝕨𝕖𝕣𝕖 𝕕𝕖𝕞𝕠𝕟𝕤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن