تغيرت ليليث كثيراً بعد آخر مرة كانت فيها مع ماكس، أصبحت الآن أقوى بكثير، بل خالية من المشاعر. نظرت ماريانا لإنعكاس ليليث بالمرآة، للكدمات التي غطت جسدها وهذا جعلها تفهم ليليث جيداً، تفهم كرهها لماكس.
وضعت يديها على كتفها لتغمض ليليث عينيها براحة آخذتاً نفساً عميقاً. "س-سوف أقوم بإرجاع العظام لموضعها الأصلي. لذا خذي نفساً عميقاً ليلي وإن آلمكِ أخبريني سوف-" قاطعتها ليليث التي أمسكت يد ماريانا مؤكدتاً لها أنها ستكون بخير. لكنها تعرف أنه سيؤلم كالجحيم. رغم أن المصاصي الدّماء يشفون بسرعة إلا أن ليليث لم تشرب الدّماء منذ إسبوع، كما أنها لم تتتاول شيء من أيام لذا كان في أضعف حالاتها. زفرت لتخبر ماريانا بأن تفعل.
ثم صفعتها موجة ألم شديد سرت بكل جسدها ولم تستطع كتم صرخاتها التي ملأت كل مكان. ضغطت على أسنانها ثم عضت لسانها بقوة حتى خرجت الدماء. صنعت من يديها قبضتين حيث غرست أظافرها بمؤخرة يدها حتى سالت الدماء لتقع على الأرض. الألم كان فظيعاً لكنها كانت أفضل فهي لم تعد تهتم بعد اليوم. فقط تعيش لتنتقم ونار الإنتقام تغذي جوعها. لقد قطعت وعداً لنفسها وفي عالم مصاصي الدّماء الوعود مقدسة. فمن يقطع وعداً عليه أن ينفذه، فإذا لم يفعل فسوف تلعنه السّاحرة الكبرى لمدة ألف سنة. غالباً ماتكون اللعنة هي الحرمان من شيء يحبه المرء، مثلاً الدماء أو الذهب. أحياناً يكون شخصاً ما وليس شيئاً.
"أنتِ بخير؟" سألت ماريانا بتوتر عندما رأت وجه ليلي الأزرق. أومأت كرد ثم أخبرت ماريانا بأن تكمل بإعادة إصلاح عظامها. إستمر الأمر لسّاعات وفي كل مرة تقل صرخات وأنين ليليث التي بالنهاية أصبح لايرف لها رمش بل فقط تأخذ الألم وتتحمل.
جلس ماكس مع لويس في مكتبه حيث غرس أصابعه بشعره بإنزعاج. كان منزعجاً من كل شيء وأكثر الشيء من نفسه. لم يمضي حتى يوم واحد وهاهو عقله يعود به إليها. يراها في كل مكان متذكراً تفاصيل وجهها. ربما كان قاسي عليها. إبتسم بسخرية لتفكيره ذلك فبالنهاية هو لايهتم. ذلك الوهم الذي يسمونه الحب مجرد تفاهة جلبها البشر. مصاصوا الدماء طوال تاريخهم كانو يتزوجون فقط لإعادة للإنجاب وليس إلا. لم يكن للحب أو لأي مشاعر تافهة مكان بينهم.
أرجع ماكس رأسه للخلف ليسنده على الكرسي خلفه بينما فكر بليليث كثيراً، بجسدها أسفل جسده وأنفاسها الصّاخبة. شعر بحرارة في جسده وقد كره ذلك. 'إنه مرض' أخبر نفسه. مجرد هووس سخيف و سوف يمل منها بعد فترة ثم يرميها كما يرمي الطّفل الدّمية بعد أن يمل منها.
طُرق الباب بخفة ليسمح ماكس لمن خلفه بالدّخول. بلع ريقه ليرتب شعره الذي تبعثر فوق جبينه ثم رفع نظره ليرى أنستازيا التي دخلت للمكتب وهي تتظر حولها بفضول.
انستازيا بمرح:"لم أصدق حقاً أنك أعدت إعمار القصر القديم، القصر حيثُ ولدنا أنا وأنت قبل أن ينقلب جورج الخسيس على العرش ويسرقه. حتى المكتب هذا يشبه مكتب والدنا كثيراً وكأنه هو نفسه"
نظر لها ماكس براحة. لطالما أراد أن يصبح ملكاً لسببين: الأول هو أن العرش حقه فهو إبن الملك الحقيقي والثاني هو أنه أراد أن يرى إبتسامة أنستازيا مجدداً. أن يركض خلفها بأرجاء القصر كما كانا يفعلان وهما صغيران وضحكاتهما تملك المكان
ماكس:"من الجيد أنه أعجبك، أتمنى أن تعجبك غرفتكِ أيضاً. لقد صممتها بنفسي" إبتسمت أنستازيا أكثر لتقول بأنها تعجبها. "بالمناسبة، أين تلك الفتاة ليليث؟"
تقلبت ملامح ماكس و تشنجت عضلات فكه. نظرت له أنستازيا بتوتر وكأنها تدرك أن سؤالها كان غبياً. بعد ثواني سيطر ماكس أخيراً على نفسه ليتنهد قائلاً بأنها بغرفتها.
هزت أنستازيا رأسها بتفهم وقد عم صمتٌ بالغرفة كان ثقيلاً على الإثنين. فتح الباب لتنظر أنستازيا خلفها ثم ترى لويس. عندما إلتقت عيناهما شعر لويس بأن الزمن توقف و كأن كهرباء تجري بجسده. لقد تجمدت ملامحه و ملامحها. ظلا يحدقان ببعضهما حتى لاحظ لويس نظرة ماكس المستغربة أخيراً ليشيح بنظره وهو يحمحم بعدم راحة.
لويس بصوتٍ جاد:" أحتاج للتكلم معك" نظر لأنستازيا لثانية ثم أضاف "لوحدنا". حولت أنستازيا نظرها بينهما لتُنزل برأسها مودعتاً ماكس و قائلتاً وداعاً للويس بصوتٍ بدى منخفض جداً ثم تركت الغرفة بهدوء.
تنهد ماكس ليخرج زجاجة دماء ثم يشرب منها بهدوء. إستدار لينظر للويس والدماء تسيل من فمه على ذقنه. لأي أحد آخر منظره بدا مرعباً لكن لويس كان معتاد على شكل ماكس الذي أحياناً كان يخيفه رغم أنه يعرفه منذ الصغر.
"ماذا هل ستظل تحدق بي كعاهرة تريد أن أضاجعها؟ قل بسرعة ماتريد ليس لدي وقت" قال ماكس بسخرية. حك لويس مؤخرة شعره بتوتر.
لويس:"لقد وصلتنا رسالة من اليكساندر ملك مملكة الشّمال و قد قال امممم كيف أصيغها بلطف" "دعني فقط أقول بأنه ليس سعيداً بما فعلناه بالجنوب وقد يبعث بجيشه اللطيف ليقطع رؤسنا"
ماكس بسخرية:"إذاً؟ فليرسل بجيشه اللطيف المكون من النساء. أود كثيراً أن أستمتع معهن. أخرج ورقة لعينة وأكتب له رسالة تأكد بأن تكون لائقة بمقامه"
إبتسم لويس ليخرج الورقة وريش وحبر. يغطس الريشة بالحبر ثم يكتب على الورقة وهو يبتسم مع كل كلمة يخبره ماكس بأن يكتبها.

أنت تقرأ
𝕨𝕖 𝕨𝕖𝕣𝕖 𝕕𝕖𝕞𝕠𝕟𝕤
Vampireيُقال أن الحب حُرم على الشّياطين أمثالنا الحقيقة أننا لدينا قلوب حتى لو كانت قاسية بالحجر مازالت تدق بقوة. "من أجلكِ حلوتي، سأذنب. ذنبي هو حبكِ وأنا لن أتوب يوماً!" ليليث كانت أكبر شيطانة في كامل مملكة مصاصي الدّماء، منذ طفولتها سمعت جملة واحدة من...