-16-

172 8 0
                                    

"ستبدأ الحرب إذاً قريباً" قالت ليليث بهدوء، شعرها الأسود إنسدل على كتفها العاري بينما أمسكت بكأس النبيذ بيدها الأولى والسّيجارة بيدها الأخرى. نظرت لها ماريانا بحيرج ثم حولت نظرها للسماء.

ليليث:"علي أن أصل لمعلومات أكثر، ماريانا. لا أستطيع البقاء هنا في الغرفة أنتظر فتات الخبز كل يوم"  "ربما فقط إذا كسبت ثقتها بطريقة ما، أو اللعنة على ثقته بل لو لدي شيء أستطيع إستخدامه ضده" وضعت السّيجارة بين شفتيها لتأخذ نفساً عميقاً ثم تترك الدّخان يخرج من فمها بهدوء.

ماريانا:"لقد أخبرتيني دوماً بأن عندما كنتما صغيران ماكس كان منبوذاً و ليس محبوباً جداً" توقفت ناظرتاً ليليث التي بدت غير مرتاحة لعقلها الذي عاد بها لتلك الذكرى ماراً بآلاف الذكريات منها القبيحة ومنها الحلوة.

"مازال هكذا. لا أظن أن الشّعب يحبه بعد أن علق رأس جورج بالسّاحة و أراهم وحشيته. حتى مجلس الشيوخ، لقد أهانهم جميعاً وكأنهم ولاشيء. الجميع يخافه ليليث، لكنهم لايحبونه ومصاصوازالدّماء يكرهون الخوف. إنه شعور سيء، لذا نستبدله بمشاعر أخرى كالكره و الغضب. إذا جعلتي الناس تغضب منه بدلاً من أن تكرهه فعندها سوف ينتهي" أكملت ماريانا بجدية

وليليث حدقت بها بإعجاب. إبتسمت بهدوء لتحضنها بقوة. "من أين تعرفين كل هذا. أقسم أنكِ ستكونين أفضل قائدة جيش سأعرفها" قالت بسخرية لتضحك ماريانا بخفة "وأنتِ ستكونين أجمل ملكة سيعرفها الكون" حدقت ليليث بإنعكاسها بعيني ماريانا و تخيلت تاج ماكس فوق رأسها، مجلس الشّيوخ ينحنون لها والأجمل هو رأس ماكس يتدحرج على الأرض ثم  يستقر عند قدميها.

إتسعت إبتسامتها لتفكر بخطواتها القادمة. كتبت هي وماريانا أسماء كل من قد يستطيع أن يساعدها بالقضاء على ماكس. لم يكن لديها ضمانات، لكنها ستغوي أغلب هؤلاء الرجال حتى لو ستكره نفسها لذلك. الحياة علمتها أنك لتغلب وحشاً عليك أن تكون أكثر وحشية منه. عليك أن تكسر الحواجز و تتصرف عكس مبادئك.

في المساء ذهبت ماريانا لغرفتها بعد أن إحتضنت ليليث مودعتاً لها ثم تركت الغرفة وهي تتمايل وتتثائب بنعاس. كانت ليليث تشعر بالنّصر والإبتسامة تشق وجهها.

فتح أحدهم الباب خلفها لكنها تجاهلته. وعندما أحاطت أيادي ضخمة خصرها بتملك لم تعد تستطيع التّجاهل بل زفرت بغضب لتركله من الخلف حتى يبتعد عنها.

ماكس بسخرية:"أوف، شرسة" نظرت له ليليث بغضب ليس منه بل من نفسها، من دقات قلبها المجنونة وإرتجاف جسدها بخوف. لقد ذهبت كل الشّجاعة التي جمعتها بغيابه و طارت مع الرّيح تاركتاً ليليث الخائفة خلفها.

ليليث:"إذهب من هنا، لست بالمزاج لك" نظر لها ماكس بإعجاب ليخرج سيجارة ويضعها بفمه ويقول من بين شفتين مغلقتان "أنا أيضاً لستُ بالمزاج لك" ثم نفخ الدخان بوجه ليليث التي خبأت خوفها بالغضب.

𝕨𝕖 𝕨𝕖𝕣𝕖 𝕕𝕖𝕞𝕠𝕟𝕤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن