-18-

115 4 0
                                    

عندما إنتهى ماكس شعرت ليليث بأنها محطمة. لقد كانت هذه المرة مختلفتاً عن المرتين السّابقتين. لقد مزقها بأكملها و كسر كل عظام جسدها. طوال الوقت شعرت ليليث بروحها تخرج بأنها لاتحتمل.

وماجعلها تشعر بالجنون هو أن جسدها كان يتفاعل للمساته، يتحرك كما يريد وكأنه ملكه. أغمضت عينيها بقوة لتصرخ بألم لكن لم يخرج صوت فقط دموع تساقطت في كل مكان. وضعت يدها على رأسها لتنظر حولها.

إبتسمت لوضعها المثير للشفقة. هي، التي كانت ترعب الملوك الآن في سرير ماكس جسدها محطم و روحها مكسورة. نظرت حولها ثم فجأة لمحت فتاة كانت نائمة على الكرسي قربها. حدقت بها بهدوء لتستيقظ الفتاة ناظرتاً لها بصدمة

"أوه أخيراً إستيقظتي!"!نظرت لها ليليث بتعجب لتشرح الفتاة "لقد كنتي نائمة لأسبوع كامل. كنتِ بغيبوبة طويلة. لقد أعتنيت بكِ كل نهار آملتاً بأن تستيقظي. بالمناسبة فتاة تدعى ماريانا أتت لزيارتكِ كل نهار لقد أخبرتتي بأن أخبرها عندما تستيقيظين" قالت الطبيبة بهدوء وليليث لم تكن حتى بالمزاج لسماع حديثها الطّويل. بالإضافة لأن عندما فتحت فمها لم يخرج صوتها حتى فحلقها كان جافاً كصحراء.

خرجت الطبيبة لتنظر ليليث حولها. الجحيم الذي تعيش فيه هو من صنع ماكس وهي تقسم بأنها ستنتقم. نهضت من السّرير رغم الألم الفظيع بين قدميها. وقفت أمام المرآة ورمت بالفستان الذي كان يغطي جسدها أرضاً.

نظرت لجسدها، للآثار الزرقاء التي غطته بأكمله إبتدائاً من رقبتها. ثم حولت نظرها لوجهها، للمكان الأحمر حيث صفعها ماكس ثم لآثار يديه على رقبتها حيث خنقها. أي كان هذا فهو ليس حب. هذا مجرد وحشية. الذي يحب لايلمس شعرة من رأس حبيبه. إبتسمت بسخرية لظنها بأن كان يحبها لو قليلاً.

هناك أمام المرآة حيث رأت ليليث بشاعة ووحشية الحياة قطعت وعداً على نفسها بأن تنتقم من الجميع حتى نفسها. أولاً عليها منعه من لمسها فهي لن تتحمل إن إغتصبها كل يوم بل ستحرق نفسها.

ثم بعدها سوف تبدأ بقتله ببطىء. تذكرت كلام جورج عندما شرح لها إستراتجية حربية خاصة به. لقد كان المغزى دائماً هو عزل الخصم و إضعافه. فالأسد مع إسود أخرى يبدو مخيفاً لكن الأسد لوحده ضد قطيع من الغنم قد يُهزم بكل سهولة.

وهكذا سوف تهزم ماكس. سوف تجعل صديقه عدوه و تقلب الطّاولة عليه. ستحرض الجميع عليه حتى يظل وحيداً والجميع ضده. عندها سوف تهاجم وإلى ذلك الوقت عليها فقط أن تتحمل و تصبر.

نظرت لشعرها الذي توقف عند ظهرها وتذكرت كيف كان يشده طوال الوقت بينما يأخذها بلارحمة. نظرت حولها لتلمح سكيناً يبدو أنه يستخدم للجراحة لكنه سيفي بالغرض. هي تجيد القتال بالسّكاكين فقد تعلمت تلك المهارة بصغرها كما تعلمت الفروسية.

وضعت السّكين عند شعرها لتنظر بعينيها طويلاً ثم بدون إنذار لوحت بالسّكين للأمام و قد سقطت خصلات شعرها البندقي على الأرض. نظرت لشعرها الجديد الذي إستقر عند كتفها بإبتسامة مُرة.

𝕨𝕖 𝕨𝕖𝕣𝕖 𝕕𝕖𝕞𝕠𝕟𝕤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن