-3-

361 13 2
                                    

في تلك المدرسة الدّاخلية وجدت ليليث نفسها تعد الأيام حتى تلتقي بماكس مجدداً. لم تعلم لما لكن ذلك الفراق جعلها تتعلق به أكثر. كان في كل مكان بأحلامها، بأفكارها. وأدركت أخيراً أن الوقت يعتمد على ماكس. فعندما كانت معه كان الوقت يمر بسرعة وعندما لم يكن موجوداً كانت الدّقيقة كالسّاعة بالنسبة لها.

لقد إعترف لها خلال هذه الفترة المئات من الفتيان. الجميع يرسل لها رسائل الحب لكن هناك شخص واحد تمنت أن يرسل لها لمرة.

ذهبت لسريرها لتستلقي عليه وهي تحدق بالسّقف. في كل ليلية تدور نفس الذّكرى تلك في عقلها. هي وماكس على التّل. يقبلها بلطف بينما الهواء يلعب بشعرها. كانت الذّكريات عن حياتها بالقصر تتلاشى رويداً. لذا بعد شهرٍ كامل من التّفكير قررت أن ماقاله ماكس لها بعد ماقبلها هو "شفتيكِ ناعمتان" بدلاً من "لديكِ شفتان ناعمة" أغلقت عيونها براحة لتشعر بعدها بصوتٍ من الجانب الأخر من الغرفة.

"أوه إنظروا للفتاة العاشقة مجدداً" قالت ماريانا بسخرية لتفتح ليليث عينيها ناظرتاً لها بحدة. لم تستطع ماريانا منع ضحكتها المتوترة عندما رأت ملامح ليليث الغاضبة وبتفس الوقت تجمدت أطرافها تماماً. لعبت بشعرها النحاسي بتوتر لتبلع ريقها

ماريانا: إبتسمت لليليث بتوتر "هيا مابكِ أمازحكِ فقط هههه" ضحكت بتوتر وليليث هزت رأسها فقط بلامباللاة "لكن اللعنة علي القول أن هذا الفتى لديه مفعول قوي عليكِ، من المؤكد أنه وسيم جداً أليس كذلك؟"

ليليث: "نعم إنه وسيم كاللعنة، جماله لايضاهي جميع فتيان المدرسة هذه. هل أنتِ سعيدة الآن ماريانا؟" قالت بإنزعاج لتقف ناظرتاً من النافذة.

ماريانا: "أريدُ رؤيته يوماً ما، أريد رؤية القصر للذين تعيشين فيه ووالدكِ المخيف، أريد رؤية كل شيء"

إبتسمت ليليث لتستدير ناظرتاً بعيني ماريانا البنيتان. "سأريكِ كل الأسواق ماريانا جميعها. ومن يعلم ربما هناك تلتقين بفارس أحلامك" قالت بمكر لتغمز لماريانا التّي ضحكت بألم "لا أظن أن أحدهم سيقبل بي بهذا الوضع"

ليليث: نظرت لها بألم و للجرح الذي غطى كتفها، لقد إمتد الجرح لظهرها وكان بسبب والدها الذي باعها لأحدهم. عندما رفضت أن تسلم نفسها له وتعطيه مايريد حرق كتفها بمياء ساخنة. "سوف يشفى جرحكِ أسرع إن شربتي دمي" دماء ليليث كانت دماء نبيلة لذا سيأخذها وقت أقل لتشفى

ماريانا: "لا لابأس الطبيب أخبرني بأنه سيشفى بعد سنة" قالت بهدوء لتومىء ليليث بتفهم مع أنها بداخلها أرادت أن تصفع الحمقاء تلك وتجبرها على شرب دمائها إلا أن الخيار كان خيارها.

السّخيف كان أن هذه المدرسة لم تكن مدرسة بل مجرد مكان حيث تجمع أناس من النبلاء. ماريانا كانت الوحيدة التي لم تكن نبيلة بينهم وهذا ماجعلها مميزة بالنسبة لليليث. لقد كانت من عالم آخر أرادت ليليث التعرف عليه ولهذا أختارتها شريكة لغرفتها وصديقة.

𝕨𝕖 𝕨𝕖𝕣𝕖 𝕕𝕖𝕞𝕠𝕟𝕤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن