كان أليكس يحتضر أسفل ماكس الذي خنقه بتلك اليدان من فلاذ، رغم أن السم تغلغل في جسده إلا أنه مازال قوياً. نظر له أليكس بنظرة الذعر هذا الذي كان فرقه لم يكن بشر اللعنة بل كان وحشاً، وحش لا يموت! لذا أغمض أليكس عينيه بإستسلام وهي يتذكر تفاصيل حياته البائسة هاهو أكبر كوابيسه ينهي حياته هنا، تذكر ليليث، عينيها وضحكتها كيف كانت تنظر له بطمأنينة وكأنه الملجأ الوحيد ولكنه لم يستطع أن يحميها وهذا ماقتله، ليس قبضة ماكس التي التفت حول عنقه. وعندما رأى اليكس النهاية اغمض عينيه بإستسلام مستعداً للموت في سبيل حبيبته ولكن بدلاً من أن يرى ملاك الموت فوقه جاء ليأخذ روحه، شعر بقطرات ساخنة تقع على وجهه. فتح عيناه بإستغراب، أهو ميت الآن؟ نظر فوقه ليرى تلك الدماء التي تخرج من فم ماكس، عيناه الحمراء قبل أن يتقيأ الدماء بقوة وثم يسقط كل ثقله على اليكس. نظر اليكس فوقه برعب لينصدم بها.
كانت هي هناك، ليليث تقف فوق وعي تحمل ذلك الخنجر بيدها، الخنجر الذي تسيل قطرات دماء ماكس منه. نظرت امامها بعينان مفتوحتان وكأنها لم تصدق ماحصل، أهي من فعل هذا، أهي من طعن ماكس؟! لم تشعر بقدميها في تلك اللحظة إنهار عالمها. وفي ذلك اليوم خسرت ليليث قلبها للأبد، هي لم تطعن ماكس في ظهره وحسب بل غرست خنجرها ذلك في قلبها وإقتلعته بعدها. شعرت بفراغ يحيط فيها من كل مكان. لأول مرة في حياتها أحست بذلك الشعور. نظرت لماكس وهي تشهق. لم تستطع أن تبكي ولو دمعة واحدة فقط ظلت تحدق به ببرود.
ظل ماكس مغمض عينيه وهاهي الذكريات تأخذه لذلك اليوم الذي قتل فيه والدة ليليث، إبتسم لسخرية القدر فها هي الدنيا تدور وهو اليوم الجريح على الأرض و قد تعرض للغدر من معشوقته. لم يؤلمه ذلك الخنجر اللعين، بل ماآلمه أن تلك الليلة المثالية التي عاشها كانت كذبة، أنه سمح لنفسه بأن تضعفه مشاعره وسمح لها بغدره. اللعنة، هي لم تقتله، بل هو قتل نفسه اليوم!
نظرت ليليث له ببرود والخنجر في يدها، لقد فعلتها، عي قتلته، قتلت ماكسميليان أكبر شيطان في العالم، الرجل الذي ظنت انها تحبه ودمر حياتها في ابشع الطرق، قاتل والدها سرق مملكتها ضربها عذبها اغتصبها و قتل روحها. لقد انتقمت منه اليوم ولكن مع ذلك لم تحس بالسعادة، لم تشعر الا بفراغ مميت. لم تشعر إلا بظهره الضخم يتحرك وهاهو يقف على قدميه، نظرت له بصدمة بينما شهق اليكس بخوف وهو ينظر لذلك الوحش فوقه "اللعنة ، انت وحش انت شيطان ماهي هيأتك انت ل-لما لما لاتمت بحق الجحيم" صرخ اليكس وهو يحاول ان يقف لك قدماه لم تتحرك وكأنه كان مشلول. ليليث نظرت للوحش امامها بصدمة قدماها لم تعد تحملانها وعندما التفت اليها شهقت بينما تنظر لوجهه الذي تلطخ بالدم ولم تتعرف إلا على عيناه تلك، الازرق اختفا منهما تماماً ولم يتبقى سوا السواد الحالك. ابتسم لها بهدوء تلك الإبتسامة المستسلمة "لقد علمتُ بأنك ستكونين موتي" صوته كان يجعل إذنا ليليث تؤلمان وجسدها يرتجف بقوة شعرت بأنها تنهار، ولم تسمع سوى نبضات قلبها الذي سينفجر في الحال. اقترب منها و هنا حاولت ان تتماسك حاولت ان لاتبين بهذا الشيطان ضعفها لآخر مرة، لقد سممته وطعنته ولكن هاهو وهو يحتضر مازال يدب الرعب في كل انحاء جسدها من الرأس إلى القدم. تجمدت في مكانها وهي تنظر اليه وهو يخطي اليها بخطى ثقيلة حتى اصبح امامها تماماً، شمت رائحة دمائه تلك و شعرت بنبض قلبه الضعيف. نظر لها بسخرية "هل تظنين انكِ ستنجين مني اذا مُت صغيرتي؟" توقف ليبصق المزيد من الدماء من فمه كان منظره ذلك مهيباً كانه جثة تتكلم. امسك يدها لتشهق بقوة "صدقيني سوف اظل بكوابيسك للابد حتى لو كنت ميتاً صغيرتي سأجعل حياتكِ هذه جحيماً للأبد" قال وبحركة سريعة سحب ليليث معه ليركض نحو تلك الهاوية. كانت ليليث تشعر بانها في حلم ولا تصدق مايجري حولها ولم تدرك ان قدماها اصبحت عند الهاوية بينما ماكس يجرها خلفه وهو قد اصبح في الهواء بالفعل. هذه كانت النهاية، كانت ستموت اليوم مع ماكس. "سأجعل حياتك جحيماً للأبد" تكررت كلامته في عقلها "حتى لو متنا سوف اجدك في اين ماكنتِ، سأبحث عنكِ في كل مكان حتى لو في الجحيم سأجدكِ" أغمضت عينيها مستلسلمتاً لمصيرها ولكن يداً ضخمة أمسكت بيدها قبل أن تقع مع ماكس لذلك الجحيم فتحت عيونها لتنظر أسفلها، كان هناك ينظر لها بتلك العينان الزرقاوتان هذه المرة والحزن قد أكلهما، لم تستطع إبعاد نظرها عن عينيه وهو يقع للوادي أسفلها، شعرت بأن العالم توقف، بأن قلبها يقع اسفل الوادي، بان روحها تخرج من جسدها، اغلقت عيناها لتصرخ صراخ جرى في كل انحاء الوادي. رفعها اليكس بصعوبة لتصبح على اللارض زحفت واضعتاً يدها على الحافة وهي تنظر للاسفل وتشعر بعالمها ينهار، نظرت لذلك الوادي البعيد الاشجار والانهار لقد ذهب! لقد ذهب للابد! ظل هذا يتردد بعقلها "ماكس مات انا قتلته!" ظلت تكرر واضعتاً يدها على اذنيها "قتلته قتلته!" صرخت بحسرة ممسكتاً بقلبها الذي اصبح يؤلمها وكأن احدهم يعتصره بقوة، الالم قتلها، لم تشعر في عمرها بالم كهذا من قبل ليس حتى عندما مات والدها! "اهخخخ" صرخت بقوة ولم يعد جسدها يتحمل وثم فجأة شعرت بالسواد يحيط بها وهاهي تذهب بعيداً و كل ماتراه هو ذلك الوادي البعيد الذي ابتلع ماكس.
فتحت عينيها بفزع، نظرت حولها بصدمة، هي في المشفى، نظرت يمينها لترى اليكس ينام على السرير. ظلت تنظر حولها ولثواني قد نست المها ذلك، عاشت في سلام لأجزاء الثواني قبل ان تعود لها تلك الذكريات المريعة كالصاعقة، رائحة الدماء، عيناه الزرقاوتان والوادي امسكت برأسها بقوة وهي تصرخ بجنون. نهض اليكس من سريره بفزع ليحتضنها بقوة بينما الدموع تتساقط من عيناه "انا آسف، يكفي ليليث، ارجوكِ توقفي" نظرت له بجمود في تلك اللحظة ماتت روحها للأبد، وقد كان ذلك واضحاً في عيناها التي امتلئت سواد، نظر لها اليكس بقليل من الخوف بينما قالت بنبرة باردة "من اليوم أنا لست ليليث، ليليث قد ماتت، قد ابتلعها ذلك الوادي، اشعر بانني ولدتُ من جديد بانني منحت فرصة جديدة، من اليوم وصاعداً نادني بالينا ليليث قد ماتت للأبد" نظر لها اليكس بذهول فمن تقف امامه كانت انسانة جديدة تماماً وكان ليليث الذي احبها اختفت تماماً وحل محلها شخصية باردة قاسية. "حاضر" قال اليكس بهدوء منزلاً رأسه. "انا آسف ليليث" قال وهو يشعر بالألم يأكل قلبه رفع رأسه لينظر لعيناها السوداوتان "أسف لأنني لم أحميكي" حاول ان يجد اي شي بتلك العينان لكن سوادهما افزعه، ليليث للذي يعرفها اختفت للابد في ذلك السواد. لم ترد عليه بل ظلت تنظر ببرود "اسمي الينا" قالت ببرود لتنهض من مكانها نازعتاً كل الاجهزء التي تحيط بها "وانا ملكة عالم مصاصين الدماء"

أنت تقرأ
𝕨𝕖 𝕨𝕖𝕣𝕖 𝕕𝕖𝕞𝕠𝕟𝕤
Vampireيُقال أن الحب حُرم على الشّياطين أمثالنا الحقيقة أننا لدينا قلوب حتى لو كانت قاسية بالحجر مازالت تدق بقوة. "من أجلكِ حلوتي، سأذنب. ذنبي هو حبكِ وأنا لن أتوب يوماً!" ليليث كانت أكبر شيطانة في كامل مملكة مصاصي الدّماء، منذ طفولتها سمعت جملة واحدة من...